أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أوزجان يشار - لحم البشر و آداب المائدة














المزيد.....

لحم البشر و آداب المائدة


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 02:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من آداب المائدة ألا تذكر شيئا يشمئز منه أي من الجالسين حولها . وأما أن يفتح موضوع أكلة لحوم البشر على المائدة فمن الجرائم التي لا تغتفر . ولكن عالم الأدب الرحب يتسع لهذه وتلك , والافظع منهما . ورأيت أن أسرد شيئا عن الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير.
كان فلوبير يكتب أشهر رواياته ( مدام بوفاري ) و كان انفعاله بما يكتب كبيرا, فكأنه قلد جحا في تصديق كذبته, ففي أحدى الاساطير عن جحا, فقد قد قال جحا لأبنائة كاذباً بأن في قصر الوالي مأدبة عشاء و حفل كبير, فذهب الاطفال نحو قصر الوالي و ارتاح جحا من الضجيج و الصراخ و لكن جحا بعد ساعات من الهدوء و لأنهم لم يعودوا سريعاً, صدق كذبته ولحقهم .
و عندما كان فلوبير يصف في الفصل الأخير تناول بطلة الرواية السم , ويروي قصة الساعات الأخيرة من عمرها .. كانت تقيء باستمرار .. وكان فلوبير يكتب اسطرا ويذهب إلى المرحاض .. لكي يتقيء .
ولا أرى بأسا في أن أقص قصتي مع رواية ( مدام بوفاري ) . فرغم أنني أتناول الموضوع بخفة غير خافية فأنني لم أكد أضع الرواية من يدي حتى انتابني انقباض أخذ بمجامعي , وقد مضى علي بعد ذلك نحو سنة لم اقرأ فيها رواية أخرى خشية معاناة اعراض مشابهة . وإمعانا في الاستطراد سأروي ما حدث بعد انقضاء هذه السنة .
لقد قررت أن أعود إلى قراءة الروايات ورأيت أن أبدأ بالروايات العربية فكان أول ماوقع بين يدي رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف . وهي رواية مشحونة : فيها سجون وتعذيب واعتقالات سياسية . نظام الحكم يتكيء على حياة بطل الرواية فيخربها تخريبا , وتعيش الشخصية عشرات الصفحات مشوهة محترقة من الداخل لقد حرمتني هذه الرواية من العودة إلى قراءة الروايات أشهرا عديدة , وعندما عدت بدأت أقرأ قصصا قصيرة وروايات لأديب انجليزي يقتصد في عرض انفعالات أبطاله . وق دتسكعت في رواياته وقصصه طويلا لأنه كان مريحا , وأما القيمة الأدبية لكتابته فأمر فيه خلاف شديد بين النقاد . وهو بالمناسبة سومرست موم الذي مات قبل 26 سنة .
العجيب أنني عندما قرأت شيئا عن لحوم البشر وأكلها لأديب آخر من الجزر البريطانية لم أشعر بأي انقباض . ذلك الأديب هو جوناثان سويفت الأيرلندي الأصل وصاحب " رحلات جاليفر " في بلاد الأقزام ثم في بلاد العمالقة .
كتب سويفت مقالا بصحيفة أنجليزية يقول فيه إن من الأجدى على الانجليز أن يأكلوا لحم الأطفال الأيرلنديين عوضا عن أكل لحم الخراف . فلماذا لا ينشئ السادة في لندن مزارع في ايرلندا لتربية الأطفال بغرض ذبحهم والانتفاع بلحومهم ! كان سويفت يعرض هذا المشروع ببرود ويحاول أبراز الجدوى الاقتصادية له , ولكن لم يغب عن بال احد أنه أنما يعبر عن وجهة نظر ساسية . كان يدافع بطريقته الخاصة عن شعب أيرلندا ومعاناته من الحكم الأنجليزي ومن سيطرة الإقطاعيين الأنجليز .
وقد زعم الرواة أن عمرو بن قعاس وهو شاعر " جاهلي " سكر يوما فذبح ابنه وشوى لحمه وأكل منه على جوع وقال : ولحم لم يناله الناس قبلي أكلت على خواء و آشتويت
و ورد في أساطير العرب القدماء أن معد بن نزار جد العرب العدنانية ( لعل الأصح نزار بن معد ولكن الكتاب الذي بيدي وهو" الصاهل و الشاجح" عكسها ) نزل به ضيوف في السنة مجدية فلم يجد سوى أبنه فذبحه وقدمه لهم ( لم يذكر الكاتب إن كان قدمه مشويا او مقليا بالدهن او مطبوخا بالماء) , ولم يكتف الرجل بذلك بل قال في المناسبة :
نعم إدام الضيف و الرفيق لحم غلام ماجد عريق يلت بالأحساب لا السويق
إذن فقد قدم الرجل لضيوفه لحم ابنه غير ملتوت بالسويق , وهو عصيدة كانوا يصنعونها من الدقيق , ولكن ملتوتا بالحسب والنسب .




#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغيرة بين شارلوت وياسمين
- توم هانكس مبدع يمتطي الصعاب
- المياه محور الصراع القادم
- القرآن وماكينة الخياطة
- ومضات من حياة فولتير
- الطبيب و المقبرة
- بدلة أول عيد و أول يد أنثى
- الملائكة تتكئ على عصا
- أسنان البحر
- المحظورات و أول و آخر صفعة
- أوروبا تعزز المعرفة الفيزيائية بين شعوبها
- فوضى الزحف إلى المدن
- صياغة العقول تبدأ من توم وجيري
- طقوس و تنوع الانتحار عبر التاريخ
- براكين عصرية
- قراءة في رواية الطريق الوحيد
- البحث عن مدينة أخرى
- شقيقا روح
- الصناعات البلاستيكية و سلامة البيئة
- إغتيال كوكب الأرض


المزيد.....




- في العيد.. تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصنا ...
- رسائل تهنئة عيد الفطر مكتوبة بالاسم للأصدقاء والأقارب 2025 . ...
- الإمارات تحكم بالإعدام على 3 أوزبكيين قتلوا حاخاما يهوديا
- بزشكيان يهنئ الدول الإسلامية بحلول عيد الفطر
- بن سلمان يبحث مع سلام مستجدات الأوضاع في لبنان ويؤديان صلاة ...
- أهالي غزة.. صلاة العيد على أنقاض المساجد
- المسلمون يؤدون صلاة العيد بمكة والمدينة
- هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ كتاب جديد يقارن بين الأس ...
- إقامة صلاة العيد بجوار المساجد المدمّرة على وقع مجازر الإحتل ...
- أديا صلاة العيد بالمسجد الحرام.. محمد بن سلمان يستقبل رئيس و ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أوزجان يشار - لحم البشر و آداب المائدة