غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:02
المحور:
حقوق الانسان
لم يكتفِ القدر الاسود الذي اصاب بني جلدتي بقتل البعض منا بين الحين والآخر، بل انه مصر على قطع ارزاقنا وتجويع اطفالنا والقضاء على مستقبلنا في هذا البلد الذي عشنا فيه منذ بداية التاريخ، التاريخ المحمل بالمآسي والمواجع..
فاليوم، اكثر من ثلاثمائة عامل من بعشيقة وبحزاني، العاملين في معامل وزارة الصناعة العراقية، مهددين بالفصل من وظائفهم التي عملوا فيها لسنين عدة، ولم يستلموا رواتبهم ومستحقاتهم منذ ثلاثة اشهر، وهذا كله لعدم تمكنهم من الذهاب لمعاملهم، كون الارهابيين القتلة ينتظرونهم بالمرصاد، دون اي رادع وامام اعين الاجهزة الامنية في مدينة الموصل.
وليس هذا فقط، بل ان ادارة المعامل تلك تصر على قدومهم –اي العمال- الى المعامل ليستلموا مستحقاتهم ورواتبهم المتأخرة، مما يعني –بالطبع- تعرضهم للقتل، وقد احالتْ تلك الادارات البعض منهم الى "نظام الفئات" مما يعني تقليص رواتبهم الى الربع.
لقد ناشد هؤلاء العمال عن طريق "رابطة التآخي والتضامن الايزيدية" اكثر من جهة –مركزية واقليمية- و قدمت الرابطة مذكرة الى وزير الصناعة في بغداد "السيد فوزي الحريري" وهو على قائمة التحالف الكردستاني، كما اوصلت معاناتهم لمجلس محافظة نينوى، ذي الغالبية الكردستانية، والمشغول بازمات الفساد التي تعصف به، وتم نقل معاناة عمال الصناعة الايزيديين الى برلمان كردستان من خلال مذكرة سلمت للسيد "كمال كركوكي" نائب رئيس برلمان كردستان.
لكن، تبقى معناتهم مستمرة، حتى أن احدهم –احد العمال- اخبرني بانه يتمنى لو كان واحدا من الشهداء الاربع والعشرين، زملائه الذين اغتالتهم يد الارهاب، فهذا بالنسبة له افضل من رؤية اطفاله يتضورون جوعا، كونه قد استنفذ مدخراته –القليلة اصلا- وهو لا يجيد اي عمل سوى ادارة تلك "الماكنة" في معمل النسيج، التي وقف بجانبها اكثر من سبعة عشر عاما، وهو اليوم يحرم من "ماكنته" ورزقه فقط لكونه ايزيدي.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟