|
افعلها يا ابن موسى وارجع للحزب هيبته
دهش العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:08
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
خلال متابعتنا لأراء الخبراء والمختصين والندوات التي عقدت في الداخل والخارج ومن خلال مطالعتنا لمسودة قانون النفط والغاز يظهر ان هذا القانون يريد ان يعود بنا الى ما كانت عليه ثروتنا النفطية قبل ثورة 14تموز المجيدة او أسوء قليلا حين كانت الشركات الاحتكارية تعبث بتلك الثروات وتستغل البلد أبشع استغلال مما حدا بالقوى الوطنية وطبقتنا العاملة ان تخوض المعارك والنضال ضد تلك الشركات الى ان توج ذلك الجهد بقيام ثورة 14تموز المباركة وصدور قانون النفط رقم (80) ليعيد الحق الى أهله الشرعيين. وقد كان هذا الانجاز الوطني الكبير احد الأسباب الرئيسية التي حملت تلك الشركات ومن وراءها الأنظمة الرأسمالية والقوى الرجعية في المنطقة وبعض الفئات من الإقطاعيين والبرجوازيين الذين ضربت مصالحهم للتأمر على الثورة ومحاولة اغتيالها وإسقاطها .وفعلا نجحوا في مخططاتهم بعد ان تعاونوا مع القوى القومية وفي مقدمتها حزب البعث والقيام بانقلاب 8شباط الذي اخذ على عاتقه تصفية كل القوى الوطنية والديمقراطية والمباشرة بالتراجع والالتفاف على كل المكتسبات التي جاءت بها الثورة ومنها قانون رقم 80 والسماح للشركات الاحتكارية من العودة الى ما كانت عليه قبل الثورة في نهب وسرقة خيرات البلد . لكن القوى الوطنية لم تهادن وعاودت النضال وقيادة الجماهير والطبقة العاملة من اجل تحرير كامل ثروات البلد وقد تكلل هذا النضال والكفاح الباسل لطبقتنا العاملة وجماهير شعبنا بتأميم شركات النفط بالكامل واستبشرت جماهير شعبنا وقواه الوطنية خيرا بهذا الانجاز الوطني الرائع.. لكن وبسبب هيمنة القوى الرجعية وفي مقدمتها حزب البعث على السلطة السياسية افرغوا قانون التأميم من محتواه فبدلا من استغلال عائدات النفط في بناء البلد ورفاهية الشعب استغلت هذه العائدات في شراء الأسلحة والاعتدة الحربية لشن حروب ضد شعبنا في كردستان وضد دول الجوار حيث لم يحصل شعبنا من عائدات ثرواته الا قتل شبابه وتعويقهم وحرق قراه ومدنه الآمنة وإيقاف عجلة التطور او التوسع للبنى التحتية للمجتمع الا ما يخدم الماكينة العسكرية للنظام الذي أعطى المبررات الكافية والضوء الأخضر للدول الامبريالية في شن حروب مدمرة ضد شعبنا وتدمير بناه التحتية في حربين مدمرتين تخللها حصار ظالم الهدف منه محاولة إركاع الشعب وإذلاله وتدمير القيم الاجتماعية والوطنية التي تربى عليها العراقيين ليسهل لهم اغتيال كل ما بناه هذا الشعب وكل ما تحقق لهم بنضالهم وكفاحهم الطويل عبر سنوات .. ومع الأسف تعود بنا عجلة التاريخ الى الوراء والى بدايات تشكيل ألدوله العراقية لتذهب قوافل ودماء الشهداء سدى.. ويعود شبح تركيع الشعب ونهب خيراته من قبل الرأسمال العالمي وشركاته المتعددة الجنسية وأول البدايات الشروع بسن قانون النفط والغاز وحث السياسيين على تمريره وبشكل سريع ليحققوا ما جاءوا من اجله عابرين البحار والمحيطات وهم يرددون تلك المقولة التي رددها سلفهم (مود) حين وقف في بغداد يردد( نحن جئنا محررين لا فاتحين) .. قانون النفط يعيد العراق إلى ركب الاقتصاد الرأسمالي العفن ويثلب السيادة والاستقلال حتى بعد الحصول على هذه السيادة وخروج قوات الاحتلال من الأرض العراقية.. ان السماح للشركات النفطية الاحتكارية في العودة للتنقيب واستخراج وبيع النفط كما تشاء ولسنين طويلة كما كان قبل ثورة تموز والتلاعب بمقدرات الوطن والشعب والتحكم بسياساته المستقبلية هي وراء دخول الجيش الأمريكي وبقية جيوش الحلفاء واحتلال البلد وتمزيقه وبذر بذور الفتنة والانقسام وإشاعة الفوضى في كل ركن من أركان هذا الوطن الجريح.. لكن أملنا بعمالنا الأشاوس وبحركاتهم وأحزابهم الوطنية ان تقف ضد هذا القانون الجائر وان تقود نضالات عمالنا وشعبنا لإسناد السياسيين وإعطائهم الدعم في رفض القانون او تعديله بما يحقق مكاسب لشعبنا .. املنا بكل قوى شعبنا واخص بالذكر الحزب الشيوعي العراقي الذي له الدور الكبير والمشرف في النضال من اجل تحرير الثروات النفطية وتقديم كواكب من الشهداء في هذا الطريق ولكونه اول حركة سياسية تطرح شعار تحرير النفط من الاحتكارات الدولية.. افعلها ايها الحزب وتبنى حملة وطنية ضد نهب ثروات البلد وأعلنها صراحة وبصوت عالي نفط الشعب للشعب ..اعقد الندوات الجماهيرية وتقدم المسيرات ضد هذا القانون وستجد وراءك الملاين من أبناء شعبك.. ولا تنظر خلف المقعد الوزاري ولا تنظر إلى ابتسامات أعداء الشعب الذين يريدون خروجك من قلب الجماهير.. لازالت الأماني ونظرات شعبنا تتطلع إليك.. لازال العمال وكادحي شعبك يرون فيك المخلص والمنقذ من هذا المستنقع.. حشود العمال تبحث عنك في مسيراتهم وإضراباتهم.. لقد افتقدوك وافتقدوا تلك المناشير والبيانات السرية التي تضيء لهم الطريق .. اخرج من صمتك وحث السير إليهم.. اترك المكاتب وغرف المقرات.. اترك ربطات العنق الصفراء وارتدي بدلات العمل الزرقاء.. هي ثوبك ومقاسها لا يليق إلا بك... ننتظر صوتك المدوي عاليا في شوارع بغداد والبصرة وكاورباغي... ولا ترضى بالتصريحات الخجلة والندوات النزقة التي لا يفقه منها شيء أبناء شعبك الذين لا زالوا يعيشون في الصرائف وبيوت الطين... ترجل من برجك الذي وضعك أعداءك فيه واحتضن أمهات الشهداء وبقية المناضلين الذين أتعبهم وهدهم الزمن في طريق الكفاح وهم يتقدمون مسيرات عمال النفط. افعلها يا ابن موسى واجمع الحشود في ملعب الشعب الدولي وأعلنها بفم ملأن نحن ضد قانون النفط أيتها الجماهير المحتشدة ونطالب بتعديل القانون بالشكل الذي يحفظ للعراق ثرواته وكرامته ولا تخف ستجد الجماهير تبحث عن آلاف الملاعب لترفعك عاليا كما كان رفاقك فهد وسلام عادل .............
#دهش_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|