مقابلة اذاعة صوت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع -فارس محمود-- عضو المكتب السياسي للحزب- حول: قرار مجلس الحكم بايقاف عمل قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 607 - 2003 / 9 / 30 - 03:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 لقد اجرت صوت الحزب الشيوعي العمالي العراقي من بغداد مقابلة اذاعية مع فارس محمود عضو المكتب السياسي للحزب حول قرار مجلس الحكم في منع قناتي الجزيرة والعربية من الدخول في اجتماع مجلس الحكم ومؤسسات الدولة لتغطية اخبارها لمدة اسبوعين: ادناه نص هذه المقابلة…
لقد قرر مجلس الحكم قبل يومين منع عمل محطتي الجزيرة والعربية الفضائيتين لمدة اسبوعين تحت مبرر انهما يدعمان و"يحرضان على العنف". ان سؤالنا هنا هو ما هو موقفكم من خطوة مجلس الحكم هذه، وماهو تفسيركم لها؟
فارس محمود:
بغض النظر عن مدى اتفاقنا مع المحتوى السياسي لهذه القناتين او التصوير السياسي الذي تبغي كلا القناتين نقلهما الى الجمهور، فاننا نعد هذه الخطوة انتهاك سافر لحرية الصحافة والاعلام. انها مبعث ادانتنا وشجبنا. انه ليس بامر غريب عن سجل الاطراف المكونة لهذا المجلس الرجعي. انها اطراف، وكما اكدنا دوماً، ليست لها ادنى صلة او احترام لحرية الراي والتعبير، لاتقر بالحريات والحقوق السياسية للانسان، وان كل تاريخها هو تاريخ الاصطفاف في خندق الرجعية ومناهضة الجماهير. وعليه، فان هذه الخطوة ليست مفصولة عن مجمل ممارسات مجلس الحكم وتاريخ الاطراف المكونة له. فبالمناسبة، في مؤتمر لندن الذي جرى عدة اشهر قبل شن امريكا لحربها على العراق، ما ان طرح احد الحضور، وحسب ما اتذكر انه كنعان مكية، ضرورة ان يكون عراق ما بعد صدام عراق تكون فيه القوانين على غرار قوانين اوربا اذ  تحترم حقوق الانسان وتؤمن بحقوق المراة، حتى قام احد المشايخ من القاعة منتفضاً مكيلاً اقذع الالفاظ للمتحدث وطالب بطرده من القاعة!! ان اطراف مجلس الحكومة قد صيغت من عجينة مؤتمر لندن الذي هذا هو واقع حاله. فكيف يكون عليه وضع مجلس الحكم؟!
بالطبع، لايمكن فصل هذه الخطوة عن توجهات الحكومة الامريكية التي يعد مجلس الحكم دميتها في العراق. اذ كلنا يعلم ان الحكومة الامريكية قد سعت، ولمرات، لمحاصرة قناة الجزيرة لا لشيء الا لانها تسعى، ارتباطاً بتوجههاتها القومية-الاسلامية، لنقل "الحقيقة" من زاوية لاتناسب المصالح الامريكية، او تسعى لنقل صورة مغايرة ومناقضة لما تسعى امريكا ووسائل اعلامها ان تنقله. انه ليس بامر مستبعد ان تكون هذه الخطوة من وحي افكار الادارة الامريكية وبنتاغونها.
ان هذه الخطوة ليست موجهة لقناتي الجزيرة والعربية فحسب، انها موجهة لحرية الصحافة والعمل الصحافي. انها خطوة موجهة بالدرجة الاولى ضد جماهير العراق، ضد كل من يخالف مجلس الحكم.
ان مجلس الحكم طرف يفتقد الى اية شرعية. وعليه، ليس لديه الحق على اتخاذ هذا القرار او أي قرار اخر. ان وضعه، بعمله هذا، كوضع ذلك الذي يقرر على شيء ليس ملكه ولا حقه.
ان هذا القرار لهو مبعث شجبنا التام. وعليه، يجب التصدي له وانهاء مثل هذه الممارسات التي تستهدف سلب حق الاخرين في الراي والتعبير والصحافة وغيرها.

الاذاعة:
لقد ذكر مجلس الحكم، تبريراً لخطوته هذه، مبرر ان هاتين القناتين تحرضان على العنف. نود ان نسالكم مدى واقعية وصحة مثل هذا التفسير برايكم؟
فارس محمود:
ان هذا المبرر لهو مغرض. لايمكن فصله عن اهداف ونوايا الطرف الذي يطلقه والوضعية التي يمر بها، أي مجلس الحكم نفسه.
ولكن حتى هنا، فان مجلس الحكم مرائي ومخادع الى ابعد الحدود. اذا كانت المسالة "درءاً للعنف"، وساعود لاحقاً لتوضيح معنى هذه العبارة، فان السؤال الذي يطرحه كل انسان بسيط من المسبب الاصلي للعنف في العراق الان؟! اليست امريكا وحربها وادامة وجودها في العراق؟! انه من الحماقة ان تمسك بخناق من يحرض على العنف و"تكرم" مرتكب العنف والمجازر. انه منطق مقلوب.
ان القسم الاغلب من اعضاء مجلس الحكم والجهات السياسية التي ينتمون لها هي التي وقفت بالامس القريب في خندق العنف الذي مارسته، ولازالت تمارسه، امريكا بحق جماهير العراق، وقصدي هو الحرب. انهم الذين وقفوا بوجه اشد اشكال العنف شراسة حين ايدوا ودافعوا عن الحصار الاقتصادي الجائر لاكثر من 12 عام وراح ضحيته اكثر من مليون ونصف مليون انسان عراقي بريء اغلبهم من الاطفال والشيوخ. ماذا تسمي هذا؟!
ان اعضاء في مجلس الحكم اليوم هم انفسهم ملطخة بدماء الالاف من معارضيهم ومخالفيهم، من قمع وقتل الاسرى العراقيين في السجون الايرانية وصولاً الى "اقتتال الاخوة"-حرب الحزبين القوميين الكرديين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني- ومجزرة بشت ئاشان التي ذبح فيها عناصر الاتحاد الوطني انصار الحزب الشيوعي العراقي في كردستان.
ان اطراف في مجلس الحكم اليوم هي التي تنفخ بنار الصراعات والنعرات القومية وتحرض الاقسام المتخلفة من الجماهير لترمي بهم في اتون اقتتال قومي وفاشي في كركوك من اجل تحسين مكانتها في السلطة السياسية؟! اليس كل هذا عنفاً؟!
اذا كان رجالات مجلس الحكم لايقبلوا بالتحريض على العنف، لماذا لايجبروا رجالات الدين والملالي على لزوم الصمت وان لايجعلوا جوامعهم منابر لانتهاك حقوق الناس، ولايفسحوا ادنى مجال لهم للتحريض على العنف، التحريض على ضرب واهانة النساء السافرات وقتلهن، واصدار الفتاوي، بل وقتل كل من يسعى لممارسة حقوقه وحرياته الاساسية والاولية من الاطفال والشبيبة وصولاً الى النساء والكبار؟! لماذا يصمتوا على هذا العنف اليومي والسافر والذي لايقل رهبة عن عنف البعثيين وفلول نظامهم البائد.
ان التحريض على العنف هو الاسم الرمزي لمحاربة ووضع رقابة على سعي طرف لنقل وقائع الاوضاع الراهنة ومن المؤكد انها وفق التفسير والرؤية السياسية الخاصة لهاتين القناتين. ان هذا النقل لايخدم مجلس الحكم ويضر بمصالحه. ولهذا، يسعى لايقافه ومصادرته. ان موضوعة "التحريض على العنف" هي مبرر ساذج وسطحي لايصمد للنقد لدقائق. وليس له أي ربط بواقع الامور.         

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات