فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 01:58
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد أن تقدمنا خطوة بعد خطوه وقطعنا شوطا كبيرا في تدمير الذات الوطنية , وفي خلخله هياكل الشرعية الوطنية إلى درجه إخراج المجلس التشريعي من اللعبة نهائيا كأنه لم يكن
وتسجيل سابقه تاريخيه خطيرة في حياتنا الفلسطينية وهي أننا قادرون على توجيه ضربات ننهي بها بعضنا , فإننا ألان نواجه الاسئله الصعبه , ولا بد لهذه الاسئله من إجابات حيث الاختباء وراء التبريرات لا يفيد , ولا بد من عمل مراجعه للحسابات , مراجعه صادقه وشجاعة ووطنيه , لان الاستمرار في تقديم التبريرات الغير مقنعه والتي سرعان ما يتم اكتشاف عدم نجا عتها , لم يعد يفيد
ولنبدأ من قطاع غزه :
الذي اختارته حركة حماس ساحة للحسم العسكري وميدانا لتجربه السيطرة بالقوة.
ما هي النتائج الملموسة ؟
وما هو الأفق الممكن ؟
في مدى خمسه أو ستة أسابيع فقط منذ الرابع عشر من حزيران , اتضح لحماس أن الأوهام , والأفكار المسبقة , والتخيلات السياسية , التي ارتكزت إليها في القيام بما قامت به , لا تصلح مطلقا للاعتماد عليها بالمعنى السياسي , وان حركه حماس التي اجتهدت أن تبحث في قطاع غزه نفسه عن انجازات تقدمها للرأي العام فعملت على تنظيم الأسواق وبسطات البائعين الصغار الغير منظمه في ساحة شارع عمر المختار في مدينه غزة , واعاده اللبوه المخطوفة من حديقة الحيوانات , وإطلاق اسم استراحة الأقصى بدل من اسم زهره المدائن بعد أن احرق أثناء اقتحام المقرات واعاده العديد من المسروقات التي سرقت بنفس الفترة , غير أن هذه القضايا رغم أهميتها إلا أنها لا تصلح كمبررات لفصل الوطن الواحد إلى وطنين وبينهما المحتل وما رافقه من خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات ألعامه والخاصة , وما ألحقه بشعبنا من صوره شوهت نضاله وما ألحقه بحركة حماس نفسها بإخراجها من النظام السياسي وجعلها تقف في مواجهه , معاديه له , أي في موقع العداء للمشروع الوطني الفلسطيني كله , ولان حركه حماس تدرك أن هذه التفاصيل العارضة لا تصلح أن تكون معادلا موضوعيا لما حدث , فان التوتر الذي تمر به يقودها إلى اتخاذ إجراءات وخطوات غير مدروسة , مثل تشكيل لجنه قضاء شرعي بديلا عن الجسم القضائي الفلسطيني !
وتكلف بعض من أعضاء جهازها العسكري بدور النيابة ألعامه , أليست المعركة بالأساس لتجاوز البعض للأطر الشرعية فكيف وألان يتم نسف كل الأطر الشرعية
أليس هذا معناه المزيد من التورط , لان الانطلاق من نقطه خاطئة سيقود حتما إلى التوغل بالخطأ وجعل سدود في طريق ألا عوده بين الأشقاء .
الم يكن الأسهل لحركه حماس أن تعيد للقضاء الشرعي الفلسطيني مؤسساته وتؤكد على استقلال القضاء الذي طالما حلم شعبنا بقضاء فلسطيني مستقل .
وبهذا تترك الباب مفتوح لعوده الحوار الوطني ولا تحمل نفسها بمزيد من الأعباء الاضافيه تؤدي إلى تمكن المتربصين من التفرد بقوانا والقضاء عليها بسهوله وليست الرغبة في تقديم انجازات وصنعها على قاعدة غير شرعيه وغير توافقيه يجعلنا نندفع أكثر في التورط .
وان تفاصيل الوضع الداخلي على سوءها تظل اقل سوءا من من محاولات حركه حماس لداره علاقات قطاع غزه مع الأطراف الخارجية , ابتداء من ماساه العالقين على المعبر في رفح , حيث أطلقت حركه حماس الشعارات اعتقادا منها أن الأطراف الأخرى الاقليميه والدولية لا يمكنها تحمل الوضع الشاذ الذي يعيش تحت سقفه العالقون , وأنهم سرعان أي الأطراف الأخرى سرعان ما يفاوضون حماس التي تريد فرض رأيها وتحقق أي انجاز ممكن !
وقد كان هذا الرهان خاطئ وواهما وكان هو المسئول عن قيام حماس بخطوه الحسم العسكري , حيث كان الاعتقاد بأنها ما أن تسيطر على الأوضاع في قطاع غزه حتى يأتيها الأطراف الخارجية الاقليميه ويعرضون التفاوض معها ويقبلون عقد الصفقات السياسية والتي ستكون طرفا رأسيا مقررا فيها !وهذا الاعتقاد الجميل نابع في الأساس من أن حركه حماس التي ترفض الحوار الحقيقي, ترفض أيضا الحوار الحقيقي الداخلي في إطاراتها ومؤسساتها !
وإلا فانه يوجد بينها من العقول والخبرات ممن كانوا سينتبهون بقوه إلى خطورة الوقوع في مأزق الاعتقادات الغير مدروسة , بل إن النتائج المادية لبعض الخطوات أعطت اشاره قويه انه " ليس كل ما يلمع ذهبا " وان الذي يلمع عن بعد ليس هو الماء بل السراب !
المثال الأول:
هو الإفراج عن " ألن جنستون "حيث توهم البعض في حماس إن الإفراج عن ذلك الصحفي الصديق لشعبنا , سوف يحدث انقلابا في نمط العلاقات بين حماس وبقيه أطراف المجتمع الدولي , وهكذا تمت عمليه الإفراج عن "ألن جنستون" والحمد لله على ذلك , وهنات قياده حماس في قطاع غزة وصافحت الصحفي المفرج عنه , ثم لا شيء بعد ذلك , بل إن عمليه الإفراج لم تأخذ أكثر من خبر عادي على أثير هيئة الإذاعة البريطانية , ولا شيء بعد ذلك !
المثال الثاني:
هو الجندي الأسير "جلعاد شاليط " فقد قامت الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن 255 أسيرا فلسطينيا دون مقايضه على "جلعاد شاليط " بل حوالي ثلاثين أسيرا من أبناء حماس تم الإفراج عنهم من بين هؤلاء ولم يتحدث عنهم احد مع حماس بل انه عندما حاولت حماس أن تقوم بشيء من الاثاره , وأذاعت شريطا صوتيا لجلعاد شاليط , فان استقبال هذا الشريط تم بفتور شديد , بل إن والد الجندي "جلعاد شاليط " نفسه قال انه ليس متأكد أن الصوت الذي سمعه من الشريط هو صوت ابنه ,
وهكذا:
وتحت وهم اختراق المجتمع الدولي , واعاده العلاقات معه , فان حماس تجاهد ألان لدور يسجل في ميزان حساباتها إقليميا ودوليا ,
حيث أن حماس ألان تنكفئ إلى الداخل الذي يزداد صعوبة
وليس إلى المقاومة التي كانت ابرز عناوين الخلاف, الحدود هادئة من طرفنا , ومن يطلقون الصواريخ يلاحقون , وربما يصبح وضعهم أكثر خطورة بالأيام القادمة ,
هذه الوقفة الشجاعة التي يجب أن نواجه أنفسنا بها
الم تكن هذه الخطوات لو تمت تحت سقف الشرعية الفلسطينية الموحدة لربما حصلنا بموجبها على ثمن مجزي سياسيا , أكثر من تقديمنا لها مجزئة ومنفردين , كما حدث ألان ها هي النتيجة لا شيء كما يرى الجميع .
وبطبيعة الحال:
فان مساحه الأوهام والتعلق بها والبحث عن نتائج من ورائها لا تتوقف عند حماس فقط , فما زالت هناك أوهام تعشش في رؤوس الآخرين , الذين اعتقد بعضهم انه لا يتوجب عليه أن يقوم بواجبه , بل ترك إسرائيل تقوم بالواجب , ولذلك لم يقم البعض بالدفاع عن شرعيتهم , وعن مؤسساتهم , ولا دفاعا حتى عن مصالحهم التي يفوق بعضها الخيال , واعتقدوا واهمين أن إسرائيل هي التي ستفعل كل شيء عنهم , ألا خابت أفعالهم , وخابت أمالهم , وانتهوا بفشل مهين , فان الوهم القاتل هو أن يعتقد الأطراف المحليون أن العالم القوي والمؤثر والمقرر لاينام من اجل ضعفهم واجلهم , أليس هذا شيء سخيف يصل من السذاجة إلى ابعد مدى , لا أريد أن أقول أكثر من هذا .
فهل تعود:
القوى الفلسطينية إلى رشدها , والى وعيها , والى القيام بواجباتها الوطنية , وتحتمي بالكل الوطني , أم تظل هكذا تهرب من مرارة الحقائق الواقعية , وتركض وراء الأوهام
فان وقت العد العكسي قد بدا فهل ننتبه
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟