أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!














المزيد.....


ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 606 - 2003 / 9 / 29 - 05:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كاتب أردني
 
تنشر بالتزامن مع صحيفة الدستور الأردنية
 
أؤمن بأن الزوايا اليومية ليست ملكا للكاتب بقدر ما هي ملك للقارئ، والذي يملك الحق في الحصول على معلومات وتحليلات مفيدة من هذه الزوايا أكثر من الآراء الشخصية، ولذلك أحاول دائما الابتعاد عن العنصر الذاتي، ولكنني استأذن الأخوة القراء بالاستثناء في هذه المقالة.
والسبب في ذلك انني تلقيت خلال الأيام الماضية الكثير من الرسائل والمكالمات الهاتفية والملاحظات الشخصية من المعارف والأصدقاء والقراء التي أبدت عدم الرضا عن بعض مما كتبته في الأسابيع الماضية من نقد للنظام العراقي السابق وممارساته الدكتاتورية، بحجة أن هذا النقد يخدم الاحتلال الأميركي حاليا. أما الأخوة الذين كانوا أكثر هجوما فقد اتهموني بالدفاع عن الاحتلال الأميركي لا سمح الله.
والواقع أنه إذا كان ثمة شيء أفتخر به في حياتي الإعلامية فهي أنني لم أزر يوما السفارتين العراقية والأميركية، ولم يكن لي أصدقاء فيهما، ورفضت دائما زيارة العراق تحت حكم البعث الدكتاتوري ورفضت زيارة الولايات المتحدة بنفقات تدفعها السفارة الأميركية، وهذا كله يعود إلى موقف واضح ضد الدكتاتورية والقمع وانتهاك الكرامة والإنسانية التي مارسها نظام الرئيس صدام، وبنفس الوقت الرفض التام للسياسات الاستعمارية للولايات المتحدة ودعمها للاحتلال الإسرائيلي وصولا إلى احتلالها الفعلي للعراق الآن.
وانتقادي للنظام العراقي السابق يعود إلى أكثر من عشر سنوات، عندما زالت الغشاوة عن عيني ومن خلال معرفتي بأصدقاء عراقيين كثر عرفت مدى القمع والبطش والوحشية التي كان يحكم بها صدام العراقيين. ولأن الكرامة الإنسانية والحق في الحياة والحريات العامة هي أهم المعايير في الحياة فإن انتقاد النظام العراقي وسلوكياته بالنسبة لي قضية تدعو إلى الفخر وليس إلى الخجل، لأن ما تعرض له الشعب العراقي يفوق الوصف، والضمير الإنساني المجرد لا يمكن أن يبرر هذا القمع بحجة الصمود القومي ومواجهة إسرائيل. كما أن قصف مدينة عراقية بالسلاح الكيماوي وقتل عشرات الآلاف من العراقيين الأكراد لا يمكن لأي ضمير إنساني أن يبررهما ولو حتى بحجة تحريرها من الاحتلال، وهذه بالمناسبة فرية غير صحيحة ايضا!
طوال خمسين سنة صادرت الأنظمة العسكرية العربية حريات الناس وحقوقهم، وقتلت الآلاف من المعارضين السياسيين، وعذبت أضعاف هذا العدد وانتهكت كرامة الإنسان العربي بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت معركة التحرير ضد إسرائيل. والآن يراد لنا أن نسكت عن جرائم نظام صدام بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت معركة تحرير العراق، التي يخوضها الكتاب والمثقفون العرب عبر الصحف، ولا يشغلون نفسهم ولو للحظة بسؤال الشعب العراقي عما يريده فعلا وكأن هؤلاء العراقيين لا يحق لهم إلا أن يكونوا وقودا وحطبا للمعارك القومية والأصولية العربية.
نكتب يوميا ضد الاحتلال الأميركي وسياسات واشنطن في المنطقة، ولكننا أيضا مارسنا الكثير من الموبقات ضد أنفسنا، والنقد الذي نكتبه ضد النظام العراقي السابق مبرر أخلاقيا وهو مطلوب حتى لا يتكرر هذا الفصل الأسود في بلد عربي آخر. بل أنه من الضروري أن يتم تأسيس متحف تاريخي للقمع الذي مارسه حزب البعث طوال 35 سنة وترتيب زيارات للمثقفين والإعلاميين العرب إلى هذا المتحف لتهز ضمائرهم وتزلزلها من جذورها وتجعلهم يرون واقع وحقيقة المأساة العراقية، ويعملون كل ما في وسعهم حتى لا تتكرر هذه المأساة في بلد عربي آخر.
الموقف الأصعب في هذه الأيام هما في الالتزام بالمعايير الإنسانية والديمقراطية، والتي تعني ضرورة أن نكون ضد الاحتلال الأميركي للعراق، ولكن بدون أن ننسى أو نتجاهل جرائم البعث، والأسوأ من ذلك أن يقوم البعض بتبرير هذه الجرائم بل ويطالب بعودة الجلادين مرة أخرى ليسوموا الشعب العراقي العذاب.
خلاصة الأمر أن الكرامة والحرية الإنسانية هي المعيار الأخلاقي الوحيد الذي يجب أن ننطلق منه، وفي هذا المعيار فإن جرائم إسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وجرائم الولايات المتحدة ضد الشعب العراقي وجرائم الصرب ضد البوسنيين والمسلمين في ألبانيا وجرائم الروس ضد الشعب الشيشاني وجريمة حلبجة ضد الأكراد وجريمة نيويورك ضد المدنيين في الطائرات ومركز التجارة هي كلها جرائم ضد الإنسانية بنفس التعريف الأخلاقي، ولا يمكن تبريرها ولا الدفاع عنها، لأنها تستهدف الأبرياء وتنتهك الكرامة الإنسانية. وما دامت قلوبنا تنبض، وما دامت ضمائرنا مستيقظة وما دمنا نؤمن بالله، فإننا يجب أن نرفض كل هذه الجرائم معا، حتى نكون أصحاب نزعة إنسانية فعلية ونحترم خصائصنا كبشر، التي أكرمنا الله بها



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003
- كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!