|
ما يفرقه السياسة يوحده الرياضة
عبدالله مشختى احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:02
المحور:
عالم الرياضة
الرياضة هى الحب وتانظام والتعاون والمحبة هذا ما اثبته مشاركات المنتخب العراقى فى بطولة كأس اسيا ، ان جولات الفوز التى حققها المنتخب العراقى فى مبارياته مع المنتخبات المشاركة اثارت فرح وسرور العراقيين جميعا من العرب والكرد والتركمان والكلدو اشور والسنة والشيعة ، المسلم والمسيحى والائيزيدىوغيرهم من نسيج الشعب العراقى ومن يعيش على ارض الرافدين ويرتوى من رافديه الدجلة والفرات ومن هم فى الغربة بعيدا عن ارض الرافدين . نعم لقد عم العراق الفرح من البصرة والى السليمانية وزاخو والى الرمادى وبعقوبة ، واختلطت الاهاويج وهى تغنى للعراق مهد الحضارات ومنبع القوانين والتشريعات والرسالات الانسانية منذ فجر التاريخ وحتى الان ، وهى تحتضن هذا الشعب الذى تشاركوا فى افراحهم واتراحهم ومسراتهم وعذاباتهم ومأسيهم وكوارثهم ، وكانها عرس احتفالى كرنفالى تعيد لنا الذكريات العذبة لتأخى العراقيين على مر العصور . واثبتوا للعالم اجمع بان ما يفرقهم فى الايديولوجيات والسياسة يمكن ان يوحدهم فى مجالات اخرى اذا توفرت الارادة الوطنية والانسانية للقادة وممثلى الشعب العراقى الذين لو حاولوا التفكير بما يحمله الشعب من حب للاخوة والمواطنة والتعايش بامن وسلام ، وتخلوا عن المصالح الانية والمرتجلة وغضوا انظارهم عن المصالح الحزبية والسياسية والفئوية الضيقة ، ووهبوا جل اهتمامهم لمصالح الجموع الغفيرة من العراقيين المحبين للالفة والوئام والسلام ، ولوا بدأ القادة كل من موقعه باصلاح نفسه ومن حوله من المساعدين والمستشارين والوزراء وما دونهم واصلحوا ذات البين بين الفرقاء المختلفين ، وابعاد ومحاسبة المسيئين الى الشعب والخونة الذين يجعلون من مناصبهم ومراكزهم ومسؤولياتهم الحكومية والحزبية بابا لهم للاستحواذ على اموال الشعب وسرقة مدخرات ان والذين يعيشون بترف كمعيشة الامراء والملوك والقياصرة القدامى على حساب دماء ودموع الشعب . ولوا فكروا قليلا كهؤلاء الشباب الذين حملوا اسم بلادهم على صدورهم وواجهوا العالم مثبتين لهم انهم عراقيون من كل الاطياف والانسجة فمنهم العربى الشيعى والسنى والكردى والمسيحى ، دعوا كل خلاف بينهم وتعاهدوا على التعاون والمحبة والنضال معا من اجل رفع اسم العراق عاليا بين الامم والشعوب الاسيوية .
نعم هذا هو الجهد المخلص والاصيل الذى سيرقى الوطن الى اعلى المراتب ولو ان كل القوى السياسية فى الساحة العراقية وضعوا خلافاتهم الحزبية والمصلحية والطائفية والمذهبية جانبا كهؤلاء الشباب لحققوا النجاح ومن المؤكد بان الشعب ايضا كانت تقف معهم وتقدم كل التضحيات للقضاء على هذا الكابوس الاسود الذى نسميه بالارهاب وحينئذ لم يكن بامكان اى كائن كان ومهما تكن جبروته وقوته ان يتجرأ ويفكر فى المساس بالعراق وشعبه او يفكر فى التطوع ويقطع مئات الاميال من السودان او مصر او السعودية او غيرها من البلدان ان يتسلل الى داخل ارض الرافدين ويدنس حرمة هذه الارض المقدسة بنية التخريب والتدمير والحاق الاذى بالعراقيين .
ان اولياء الامور من المسؤولين فى الدولة العراقية الجديدة من الرئاسة والى القواعد يجب ان يقوموا بمراجعة شاملة لانفسهم وان يحعلوا من النزاهة والاخلاص والمحافظة على ثروة الشعب وعدم تبديدها لمصالحهم الانية وتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع هدفهم وعدم التسليم بجعل هذه الثروة فى ايدى محدودة وذو صلاحيات واسعة بتصرفون كيفما شاؤوا وارادوا وبالقضاء على المحسوبية والمنسوبية الجديدة وعدم تركها تستفحل بين المجتمع وتخويل ودعم القضاء لمتابعة هؤلاء المسؤولين مهما تكن مراكزهم الحزبية والحكومية ، لان لجان النزاهة لن تتمكن من تصفية من تربوا على السرقات الكبرى وبوسائل لن يتم اكتشافها بسهولة . عندها يمكن للحكومة ان تواصل المسيرة الديمقراطية وتحقيق الامن للبلد وليس بحماية جهات وطوائف واطلاق يد العصابات المحسوبة على بعض القوى والاحزاب لتفعل بالشعب ما تريده ولتجبر العراقيين على ترك البلد والهروب من العراق الجديد تحت ضغط الظروف وانتهاك حرياتهم والانقاذ بحياتهم هربا من الموت على يد الارهاب الفعلى وارهاب الاحزاب والميليشيات والعصابات الاجرامية التى باتت تمارس نشاطاتها الاجرامية بحق الابرياء من العراقيين مستغلة ظروف الانفلات الامنى وضعف وهزالة الاجهزة الحكومية .
الشئ المهم الذى يجب توفيره هو جعل الشعب تثق بالحكومة واجهزتها لان تلكم الاجهزة ستتمكن من حماية المواطن وجعله يعيش وينام بامان فى داره ، ويمكنه ان يسير الصباح الى عمله وهو واثق بانه سيعود الى اهله عند المساء لا تختطفه العصابات الاجرامية لابتزازه المال الذى وفره بعرق جبينه طوال سنوات عمره ، او يتعرض لاختطاف عصابة من الميليشيات الحزبية كونه من الطائفة الفلانية او انه لا يدين بالولاء لهذا الحزب او تلك .
لنأخذ من منتخب العراق هذه المجموعة الشبابية الدروس والعبر ، ولتقتدى بهم القادة فى الاحزاب والقوى العراقية جميعا .
#عبدالله_مشختى_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى جميلة كردستان
-
17 تموز 1968 امست نقطة سوداء فى تاريخ العراق الحديث
-
الكرد والاسلام السياسى
-
هل نحن الشرقيين نمارس الديمقراطية فى الحياة الحزبية
-
لتكن ذكرى 14 تموز 1958 رمزا لاستقلال العراق
-
انه لعجيب امر العرب!!!!!!!!!!
-
لمصلحة من يستهدف مسيحيوا العراق
-
هل انت يسارى ؟ اذن كيف؟
-
برلمان وحكومة اقليم كردستان -- هل تحرر المراة الكردية من ظلم
...
-
اليسار بين التيار الاصولى والديمقراطى فى العراق اليوم
-
النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدنى والاحزاب
-
المادة 140 من الدستور العراقى لماذا كل هذه المعارضة؟
-
ماذا بعد اربع سنوات من الاحداث الدامية
-
الصراع فى العراق لن ينتهى قريبا
-
ماهى خلفيات ازمة العلم المفتعلة؟
-
تصريحات المالكى ولجنة تطبيع الاوضاع فى كركوك
-
هل ينتهى الارهاب بانتهاء الزرقاوى فى العراق ؟
-
تحالف الاعداء ----- والاتعاظ من التاريخ
-
حرية المرأة ومساواتها من دون خصوصية خاصة لها
-
زيارة الجعفرى والمغزى منه
المزيد.....
-
بعد سوء نتائج مانشستر سيتي.. هذا ما قاله هالاند عن غوارديولا
...
-
موقف -محرج- لمدرب عُمان بمباراة الكويت في خليجي 26
-
موعد مباراة ريال مدريد ضد إشبيلية بالدوري الإسباني والقنوات
...
-
لفتة لطيفة من لامين جمال تجاه شباب أكاديمية برشلونة
-
الكويت تتعادل مع عمان في المباراة الافتتاحية بخليجي 26
-
تعليق طريف لكيليان مبابي بعد معرفة عدد ألقاب مودريتش مع الري
...
-
تصريح مثير لزوجة الملاكم البريطاني فيوري قبل نزاله المرتقب م
...
-
موعد مباراة الأهلي ضد شباب بلوزداد في أبطال أفريقيا والقنوات
...
-
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: 644 شهيدا رياضيا جراء الابادة
...
-
على طريقة مبابي .. سالم الدوسري يظهر مقنّعا في تدريبات المنت
...
المزيد.....
-
مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
/ ميكايل كوريا
-
العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|