|
من يحمي المواطن من عنف المؤسسات
عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 11:36
المحور:
حقوق الانسان
شركة أمنديس بطنجة نموذجا ؟ لعل من تحصيل حاصل أن نسلم بأننا لم نصل بعد في هذا البلد االرائع إلى علاقة عادية ما بين الإدارة والمواطن حتى وإن كانت في شكل شركة خصوصية تقدم خدمات حيوية كالماء والكهرباء /مثل أمنديس بطنجة ونظيراتها ذوات الأصل الأجنبي في المدن الكبرى بالمملكة المغربية . عنف مؤسسي قوي لا زال ينزل بكل زخم على ظهر المواطن في غياب آليات تحصين ذلك النزر القليل من الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية على هشاشتها . ومن المؤكد أيضا بأن غلاء الخدمة قلما يتوازى مع الجودة المفترضة لدى شركة تتباهى بانتماء أوروبي ذي أصول حداثية ؟ وعاء براق ذي مضامين تشي بارتباك في التسيير وفوضى تعلن عن نفسها في أكثر من مكان لدى وكالات أمنديس بطنجة .. وتعتبر وكالة الرويضة ببني مكادة أحد العناوين البارزة لهذا العنف الممنهج على المنخرطين . ازدحام على المكاتب يعبر عن نقص في الأطر أمام كثافة سكانية تعرف بها هذه المنطقة الشعبية مما يكلف المنخرط الذي يأتي لغرض ما ساعات من الانتظار غير المريح وفي بعض الأحيان بدون أية نتيجة تذكر . ولعل أول ما يصل إلى آذان الزائر لوكالة الماء والكهرباء تلك الأصوات المفعمة بالتأفف والاحتجاج المبحوح لساكنة تأقلمت مع شروط الظلم و الاضطهاد الذي يشكل قوتها اليومي أمام العديد من مؤسسات الدولة سواء منها العمومية أو الخاصة . اقتطاعات للماء والكهرباء بدون إشعار أو تريث تفرض على المعنيين بالأمر ارتباكا في حياتهم اليومية قد لا يزول أمام أداء الفواتير المستهلكة ولو بعد رحلات مكوكية قد تدوم لمدة أسبوع بأكمله , صدق أو لا تصدق لكنها الحقيقة المؤلمة التي عشتها شخصيا مع هذه الوكالة الغريبة الأطوار إثر انقطاع للكهرباء ناتج عن التأخر في الأداء لشقة تابعة لهذه الوكالة , قد يكون من المنطقي أن تعلق الوكالة خدمتها عند تأخر مقبول في أداء الفاتورة ،لكن هل من المنطقي أن تتأخر لمدة أسبوع في إعادة الأمور إلى نصابها و يقابل المنخرط المتضرر إثر كل زيارة بوعد من طرف رئيس الوكالة السيد لفتوح فتح الله عليه بصدق الكلام بأن " أحد الدراري سوف يأتي في الحين ؟؟؟؟ تكررت الزيارات منذ تاريخ أداء الفاتورة 16_7_2007 لبضع مرات و لا زال" الدري المفترض "لم يأت بعد لإعادة التيار الكهربائي إلى حين كتابة هذه السطور : 2007-07-20. ما هو السر أمام هذا التماطل والتسويف ؟ أهو نقص في المستخدمين أو في التنسيق الإداري أو تمرد مهني من طرف بعض العناصر أو استراتيجية ممنهجة لابتزاز الرشاوي والأتاوات ؟ وبالتالي من يتحمل تبعات الضرر الناجم عنه وآثاره على حياة وبرامج المنخرطين التي يطالها الارتباك و الفوضى لمدة أسبوع بأكمله ؟ و من جهة أخرى متى يتوازى حق المنخرط مع حق الإدارة ؟ وإلى ذلك الحين من يحميه من هكذا شطط علما أن محاولة زيارة السيد المدير العام بالإدارة المركزية لأمنديس باءت بالفشل . ذلك أن الباب موصد أمام هذا النوع من الشكايات ..مثلما أكدت ذلك سكرتيرة الاستقبال بلهجة حاسمة بعد أن أحالتنا على رئيس الوكالة المعنية الذي قرفنا من زيارته المتكررة بدون أية نتيجة . وعلما أن والي المدينة هو رئيس المجلس الإداري للوكالة و في نفس الوقت ممثل صاحب الجلالة بالإقليم فإنه في المقابل لا توجد بالولاية أية مصلحة من شأنها أن تحل هذا النوع من المشاكل ....على شاكلة مصلحة الحسبة المختصة بأمور التجارة وبعض الحرف . لقد هداني اجتهادي الخاص لطرق باب قسم الشؤون الاقتصادية و الاجتماعية لكنه نبهنا ( أنا و أحد مواطني الجالية المغربية بالخارج الذي تعرض لنفس المشكل) بأنه ليس من اختصاصه و من باب المساعدة حاول الاتصال بمدير الوكالة لكنه كان غائبا وخرجنا من أعتى إدارة بالمدينة بخفي حنين نجتر مشاعر اليتم المضاعف أمام عنف مؤسسي لا زال يرمي بظلاله على حياة » رعية « تشرئب بكل إلحاح لشروط مواطنة تتوازى وكل شعارات الدمقرطة والانفتاح التي تشنف أسماعنا صباح مساء . لازال صوت أحد أعوان الوكالة " وهو المكلف بهذا النوع من العمليات ذات الطابع العنيف يرن في أذني بألم بالغ و هو يجيب عن تأففنا واستعدادنا للشكاية بهم قائلا : اذهبوا إن شئتم عند محمد السادس نفسه ؟؟؟؟؟؟ ولعل هذا التهديد الممعن في التحدي برغم كل الزيارات المكوكية .... ليشكل الدليل الصارخ على التنافر الخالد ما بين حقوق المنخرطين و وكالة أمنديس التي يرفل مسئولوها في نعيم الأجور الخيالية من جيوب ساكنة لا زالت تجتر قهر الزمن البائد ؟ صدق أو لا تصدق ....لازالت هكذا أمور تحدث في إحدى المدن المغربية الرائعة بجمالها و بتاريخها العريق ، مدينة طنجة التي قدمت ترشيحها للمهرجان الدولي لسنة 2012 فهل تخلف موعدها مع التاريخ مرة أخرى بهكذا معاملات ؟؟؟؟؟؟ ولقد صدق المثل المغربي القائل : اكنس بابك أولا ، قبل أن تحاول كنس باب الجيران . ما أروعك من مدينة يا طنجة التي تجمع ما بين بهاء الجغرافيا و عمق التاريخ .... ما أبهاك لولا ........................هذا العنف المؤسسي المتراكم .
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشباب والقراءة
-
بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين
-
حول آفة الخيانة الزوجية
-
لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
-
سيدي مومن والوصم الإعلامي
-
قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
-
إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
-
الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
-
رعونة شهريار عصري
-
.قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
-
كذب الصغار،كذب الكبار
-
التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
-
لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
-
رفيق الزمان الهارب
-
ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
-
أحلام نازفة.
-
ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
-
أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
-
الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
-
أكبر الخسارات : خسارة النفس
المزيد.....
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
-
مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
-
الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
-
تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة
...
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|