أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شادي - أزمة عقل المسلم















المزيد.....


أزمة عقل المسلم


محمود شادي

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 02:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرن الواحد والعشرين ملئ بالعقول المفكرة بالعقول السياسية , العقول العالمة , أيضاً العقول الصغيرة ,العقول المثرثرة , ولا ننسى العقول الإرهابية , ولهذا فأنه لابد من الإشارة لتلك العقول التي مزجت با التفكير الناضج وتلك بالتفكير المحدد وموضوع يحمل صفحات من الإبداع الفكري الخالص , ومضات فكرية ، وإلهامات إبداعية خالصة في الصدق والتجرد والعمق والنقاء• فهو زفرات عقل ، تصاعدت في لحظات خلوة مع نفس كبيرة تحمل هموم الأمة الإسلامية، بل والإنسانية وتتعبد الله ، سبحانه وتعالى ، في محراب التفكر والتدبر والتعقل فيما آلت إليه أحوال المسلمين ، كأمة والإسلاميين ، كطليعة تعلق عليها الأمة أغلب الآمال في النهوض المنشود , ونظرات تأسيسية , و أطواق نجاة للعقل المسلم المعاصر من حالة التردي والتخبط والإحباط، التي تمثل المخاض الذي طال انتظار الخروج من أوحاله فلما تم التأليف بين هذه الومضات الصادقة والمشعة والإلهامات المبدعة والنظرات التأسيسية واللبنات الفكرية ، أستوى البناء الذي هو فصول وصفحات هذا الكتاب إبداعا خالصا ، ومن ثم متميزا في الواقع الفكري العربي والإسلامي , وإلهام لإبداع خالص في الصدق والتعمق والنقاء ...

فمع النقد الشديد والصريح والطويل ـ بل والقاسي ـ الذي يقدمه الكتاب للعقل المسلم فإنه لا يقف عند هذا النقد وحده وإنما يقدم سبل
الخروج من أزمة هذا العقل وذلك دونما أوهام أو "ينبغيان" وإنما في واقعية وعمق وتوازن ويأخذ من القديم والجديد ومن الموروث والوافد ويضم فقه الأحكام إلى فقه الواقع ليصوغ دليل عمل الإقلاع المسلم من مأزقه الخانق إلى رحاب النهوض المنشود
• ولقد نزل هذا الكتاب ـ في حديثه على منهاج التفكير الإسلامي ـ بمقاصد الشريعة الإسلامية وقواعد أصول الفقه إلى ميادين التطبيقات العملية في الاجتماع الإنساني المعاصر وضرب لهذه التطبيقات العديد والعديد من الأمثال ، الأمر الذي قدم نموذجا لفقه القواعد ، ولفقه الواقع ، ولعقد القران بينهما وهو جوهر ولب التجديد


العقل نعمة كبرى ، فإذا كانت نعمة الإيمان هي أعظم النعم فالنعمة التي تليها هي نعمة العقل الواعي الفاحص المتأمل ، إذ بدون هذه النعمة لا تحصل تلك ، وبدون هذه النعمة لا تعمل تلك عملها الأتم ، ثم بدون هذه النعمة لا تستقيم تلك على أمر الله ، بل سرعان ما تنحرف بها الأهواء والعقل الواعي المتحرر المتأمل ، هو أجل ما في الإنسان ، بل هو أنبل ما يميزه عن الحيوان ، وهو الأداة القيمة القادرة على رفع الإنسان ومنعه من أن يتحول إلى سائمة اجتماعية ، أو إلى شيء من الأشياء الجامدة أو المتحركة الخاضعة في جمودها وفي تحركها لإرادة المجتمع ، دون أن تملك من أمرها شيئا ، ما أروع العقل وأنقذه عندما تتيقظ قواه وتجيش حيويته ، فيثور على الضلال والوهم وعلى الخداع والانخداع وعلى كل ما يخالف الحق أو يستهين به

{ قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} ( سورة سبأ الآية 46)

وإذا كبل هذا العقل وسلب حريته فلابد من تحريره وإطلاقه من كل ما يعرقل قيامه بدوره أو يعوق حركته وماذا يعني تحرير العقل أكثر من إنقاذه من القيود التي تفرض عليه ، وتحول دونه ودون عمله الحر؟ وهو ما يقوم به الدين الحق

إن شخصية المسلم المعاصر وإن هزلت وإن تناقضت مع منطق العقل نستطيع أن نميز في داخلها بين ثلاثة نماذج:

1- المسلم المثقف ثقافة مدنية ، وهذا مثله الأعلى هو التكيف مع الواقع أيا كانت مواصفاته وليس تغيير الواقع الفاسد ، وقد يكون صاحب موقف سلبي أو حيادي أو تعاطف وجداني ويعيش العصر (يتعاطف مع الثاني دون الثالث)

2- الثاني مذبذب بين الماضي والحاضر أو بين الأول والثالث ، يعيش مع الناس ومع وسائل الإعلام العامة ، وهو يقترب بموقفه من الأول ، لكن حصيلته التعليمية ووظيفته وممارسته اليومية تقربه من الثالث

3- والثالث هو المنتسب للجماعات الدينية ، ويخضع للجمعيات الدينية الإسلامية وللتراث وتمرد على الهيئات الدينية الرسمية ، وثقافته منحازة تماما (تنحصر في اتجاهات الجماعة التي ينتسب إليها) وتبدو ممارسته للحياة بعيدة عن المجتمع تقوقع داخل بيئة صناعية أشبه بالمعلبات (

مراحل تطور العقل المسلم المعاصر :

وحين نتساءل عن الحالة الراهنة التي عليها العقل المسلم تجد أننا طللنا قرونا نعمل في إطار التقليد الفقهي ، ثم انتقلنا إلى مدرسة حديثة تعمل في إطار التقليد الأوربي الغربي ، ثم إلى مدرسة حديثة تتحسس طريقها بين القديم (مع العودة إلى الأصول ) وبين الحديث ـ تأخذ منه بحذر ـ (المسلم المثقف)

ثم تطورت هذه المدرسة الأخيرة في ردة فعل رجعية لمواجهة الشرود التقدمي ، فألحت على الذاتية واستبعاد التفاعل الإيجابي مع الفكر الإنساني والتجارب البشرية (في المصطلحات ، وفي مناهج البحث ، وفي مناهج الحركة والدعوة ، وفي المفاهيم السياسية والاقتصادية والتاريخية) و التسويغ لذلك هو : الأصالة ومخافة الوقوع في شرك الفكر الغربي ، والنتيجة هي الوقوع في شرك الجمود الخرافي أو اللامعقول

لقد بدأ الانحطاط في عالم المسلمين في القرن الخامس الهجري ، وتسرب شيئا فشيئا حتى سيطر على أغلب مظاهر الحياة عندنا وأهم مظاهر هذا الانحطاط تلخصت في :

ـ الجمود الفكري

ـ التقليد المذهبي

ـ لا جديد في الإنتاج ، إنما صرنا عالة على القديم ، لا جديد في التفسير أو الحديث أو الفقه ولا أصول الفقه ، فقط مجرد تعليقات واختصارات

ـ حصر الجهود المبذولة في عالم اللغة وعلوم الشريعة مع مزيد من التقعر الشكلي دون تركيز على المضمون

ـ نبذ العلوم الطبيعية من فلك وطب وكيمياء وجغرافية وهندسية

ـ الانقسام الفسيفسائي وزوال الوحدة السياسية

ـ انعدام الاستقرار السياسي ، واستمرار التنازع على السلطة من عناصر مغامرة ، بل وغريبة عن البلاد في كثير من الحالات ، ووصل التنازع أقصاه مع ضعف السلطة العثمانية وفساد الجهاز الحاكم والجهاز الإداري

ـ وتبع الضعف العثماني امتداد الأجنبي في فراغنا ، ثم الاستعمار الأوربي الحديث لجميع بلدان العالم الإسلامي تقريبا .


لنا عودة بحول الله.



#محمود_شادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزوجة
- حرية التعبير
- سياسة الإشباع والتجويع
- لا نريد إرهابكم .. لا نريد ديمقراطيتكم
- أين الديمقراطية في باكستان
- جرائم مجتمعنا إلى أين
- الحروب سياسية وليست دينية


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شادي - أزمة عقل المسلم