|
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأمازيغية، أو الدين الإسلامي.....5
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:49
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
واقع الدين الإسلامي، وواقع الأمازيغية: الأزمة، والأزمة المضادة:.....2
وبالنسبة لواقع الأمازيغية، ورغم التنظيمات المختلفة الصادرة عن هذه الجهة، أو تلك، ممن يستغلون اللهجات الأمازيغية في الأمور الإيديولوجية، والسياسية، فإنه يمكن القول بأن الأمازيغية تعاني من:
1) تعدد اللهجات، وتفرع الرئيسية منها إلى لهجات صغيرة. 2) غياب الاهتمام الواجب بتلك اللهجات، وتطويرها، ورفع مستواها إلى مستوى اللغة المؤهلة للاستعمال في التدريس، والإدارة، والقضاء. 3) غياب الاهتمام الواجب بالوسط القروي، حيث يتواجد الأمازيغيون بكثافة، وخاصة في المناطق الجبلية، التي تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، التي تجعل السكان يتواصلون اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مع باقي المغاربة، ومع العالم.
4) انعدام هيئات خاصة بدراسة اللهجات الأمازيغية المحلية، من أجل استخلاص ما هو مشترك فيما بينها أساسا لبناء لغة أمازيغية موحدة.
5) عدم الحسم في الحرف المعتمدة في تدريس الأمازيغية، هل هو حرف تيفيناغ؟ هل هو الحرف العربي؟ هل هو الحرف اللاتيني؟ وما هو الحرف الأكثر قبولا للاستيعاب، والاستعمال من قبل الناشئة؟ 6) غياب الاهتمام الواجب بالتراث الأمازيغي، وخاصة منه التراث الأدبي على مستوى الإعلام السمعي البصري، والمقروء، حتى يصير جميع المغاربة على علم بذلك التراث، وحتى يصير التفاعل معه جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
7) غياب كراسي علمية خاصة بتطوير اللغة الأمازيغية في الجامعات المغربية المنتشرة في معظم المدن المغربية، على أساس القيام بالدراسة الميدانية للهجات الأمازيغية الكبرى.
8) غياب الحرص على تكوين الأطر العليا، والمتوسطة، والصغرى، في الأمازيغية، حتى يهتموا مستقبلا بالدراسة العلمية، والمدققة للهجات الأمازيغية، واستخلاص ما يجب استخلاصه. 9) غياب الاهتمام بالتكوين العلمي، والتربوي ـ المدرسي للأمازيغية، من خلال عقد دورات تكوينية للمعلمين المكلفين بمهمة تدريس الأمازيغية في المدرسة المغربية، مع تحديد المستوى الذي يبتدئ منه التدريس، وفي جميع المدارس المغربية.
وهذه المعاناة المتنوعة، والشاملة لجميع اللهجات الأمازيغية، وقفت وراء توظيف الأزمة، لا من أجل الوقوف عند حدود المعالجة العلمية، والدقيقة، بل من أجل توظيف مستعملي اللهجات الأمازيغية لأهداف أخرى، إيديولوجية، وسياسية، تسعى إلى الفصل العنصري للأمازيغيين عن غيرهم، إن كان هناك أمازيغي واحد لم تختلط دماؤه بدماء الوافدين على المغرب، وإن كان هناك أيضا وافد على المغرب، لم تختلط دماؤه بدماء الأمازيغيين، وهذا التوظيف هو الذي يشدد على:
1) استعمال لفظة الشعب الأمازيغي، للإيهام بأن هذا الشعب يعاني من احتلال العرب الأجانب، الذين عليهم أن يغادروا المغرب إلى غير رجعة، وإلا فالموت لهم، كما تنص على ذلك الكثير من التهديدات التي توصلت بها.
2) اعتبار الأمازيغيين ينتمون إلى طبقة الكادحين، الذين يمارس عليهم الاستغلال من قبل غيرهم، الذين وفدوا على المغرب. 3) اعتبار التعصب إلى الأمازيغية نضالا طبقيا، ضد المستغلين العرب. 4) اعتبار الممالك الأمازيغية التي نشأت في المغرب نموذجا يقتدى به. 5) اختصار استعادة التراث الأمازيغي في تدوين الأسماء الأمازيغية الآتية من عمق التاريخ الشفوي في دفاتر الحالة المدنية.
6) اعتبار نظام الحكم في المغرب، ومنذ أربعة قرون، نظاما محتلا. ل "الشعب الأمازيغي".
7) ضرورة النضال من أجل "تحرير" الشعب الأمازيغي، وطرد الغزاة العرب إلى خارج حدود المغرب، الذي يصير خالصا للأمازيغ.
وتوظيف من هذا النوع، لا يمكن أن يكون إلا تعبيرا على أن الأزمة التي تعرفها اللهجات الأمازيغية، هي ازمة بنيوية في المجتمع المغربي، مما يجعلها مرشحة للاستمرار لعدة عقود.
وأزمة هذه طبيعتها، لا يمكن أن تنتج إلا أزمة مضادة.
فماذا نعني بالأزمة المضادة بالنسبة للأمازيغية؟
إن ما قلناه في الأزمة المضادة للأصولية، يمكن أن نقوله أيضا في الأزمة المضادة للأمازيغية. ذلك أن الشروط الموضوعية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية الناجمة عن الاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، الفارزة للتفاوت الطبقي الحاد، والمنتجة للمغرب النافع، والمغرب غير المنافع، هي التي أنتجت لنا ذلك التهميش الذي يطال الطبقات الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وهوامش المدن، والمناطق الزراعية الفقيرة، التي لا توجد فيها أراضي خصبة، مما جعل سكان تلك المناطق يعانون من التهميش في مستوياته المختلفة. وبما أن المناطق الزراعية الفقيرة، تشمل معظم المناطق الجبلية، من الشمال إلى الجنوب، وبما أن سكان هذه المناطق لا يستعملون إلا اللهجات الأمازيغية، فإننا يمكن أن نستنتج خلاصة واحدة، وهامة، وهذه الخلاصة هي: "تكريس تهميش الأمازيغيين". وهي الخلاصة المؤدية إلى توظيف هذا التهميش في الأمور الإيديولوجية، والسياسية، من أجل تجييش مستعملي اللهجات الأمازيغية من المغاربة وراء مؤدلجي الأمازيغية، لتحقيق أهداف طائفية، تضاف إلى الأهداف الطائفية التي يسعى إلى تحقيقها مؤدلجوالدين الإسلامي. والواقع أن التهميش يطال جميع الكادحين المغاربة، سواء كانوا يستعملون اللهجات الأمازيغية، أو يستعملون لهجات أخرى. وهذا التهميش لا يقتصر على المناطق الزراعية الفقيرة فقط، بما فيها جبال الريف، والأطلس المتوسط، والكبير، والصغير فقط، وإنما يمتد أيضا إلى السهول البورية، التي تنتشر فيها جميع اللهجات، وإلى هوامش المدن، حيث الكثافة السكانية الهائلة، والتي لا يتحمل فيها الناس إلا اللهجات العربية الدارجة.
وهذا التهميش الذي يقرأ قراءة إيديولوجية من قبل مؤدلجي اللهجات الأمازيغية، هو نتيجة طبيعية للتفاوت الطبقي الحاد: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ومدنيا، وسياسيا، مما يجعل الطبقات المستفيدة من الاستغلال، والتي يوجد من بينها من يستعمل اللهجات الأمازيغية فقط، أو اللهجات العربية فقط، أو اللغات الأجنبية الوافدة فقط، أو يخلطون في استعمالهم اللغوي بين كل ذلك، تستبد بكل شيء: بالثروة الوطنية، وبجودة الخدمات الاجتماعية، وبالوسائل الثقافية، وبالمؤسسات "المنتجة"، وبأجهزة الدولة المختلفة، وبتوجيه القضاء لخدمة مصالحها، لا فرق في ذلك بين أمازيغي، وغير أمازيغي. وهو ما يجعل الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال تعاني من الحاجة، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فتحرم من الحصول على القوت اليومي لأبنائها، ومن التعلم، ومن جودته إذا توفر، ومن العلاج، ومن العمل، ومن التجهيزات الأساسية... وهذه المعاناة، لا تشمل مستعملي اللهجات الأمازيغية وحدهم، وإنما تطال جميع الكادحين، بمن فيهم مستعملي اللهجات الدارجة العربية، وسواء كان هؤلاء الكادحون في هوامش المدن، أو في المناطق الزراعية الفقيرة، التي يستعمل سكانها اللهجات الأمازيغية، أو غيرها من اللهجات.
وهذا الواقع الذي حاولنا مقاربته، هو الذي يشكل الأزمة المضادة، باعتباره واقعا فارزا لمؤدلجي الأمازيغية، الذين يعملون على تجييش الأمازيغيين وراءهم، وعلى جميع المستويات، ومهما كانت المناطق التي يتم فيها التهميش. ولذلك فأي إقبال على حل المشاكل المزعومة بالنسبة للهجات الأمازيغية لا يزيد إلا من تعميق تلك المشاكل، التي تصير بدورها بنيوية، نظرا لأن الاتجاه العام لمؤدلجي الأمازيغية، هو العمل على إحداث انقسام حاد، بين مستعملي اللهجات الأمازيغية، وبين غيرهم من مستعملي اللهجات، أو اللغات الأخرى، الذين ينتمون جميعا إلى نسيج الشعب المغربي. وهو ما يعني سعي مؤدلجي اللهجات الأمازيغية، وانطلاقا من الأزمة المضادة المساعدة على ذلك، إلى قيام مجتمع يتوزع إلى طوائف لإيجاد مبرر واقعي، لإحداث صراع طائفي / طائفي، يدخل المجتمع المغربي في دوامة الاقتتال الداخلي، كما حصل في الجامعات المغربية مؤخرا. ومؤدلجو اللهجات الأمازيغية لا يختلفون في ذلك عن مؤدلجي الدين الإسلامي. وهذا الاستنتاج، هو الذي دفعنا إلى القول بأن الأمازيغية، ومؤدلجي الدين الإسلامي، يسعون معا إلى تطبيق المجتمع المغربي، الذي قد يحول المغرب إلى عراق جديد، كما صنعته أمريكا، وكما خطط له، من قبل، عملاؤها.
وقد يتهمنا مؤدلجو الأمازيغية بالتحيز إلى اختيارات النظام المغربي، وإلى القومية الشوفينية العربية العمياء. وهذا الاتهام جاهز، وسيستمر توجيه التهديد إلينا من قبل هؤلاء المؤدلجين، كما تعودنا منهم ذلك، وردنا على هذا الاتهام يتمثل في:
1) أن وجود مؤدلجي اللهجات الأمازيغية، ومؤدلجي الدين الإسلامي، هو إفراز طبيعي للاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، خلال ما يزيد على خمسين سنة.
2) أن النضال الحقيقي من أجل الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ومن أجل اختيارات شعبية، وديمقراطية، هو الكفيل وحده، بضمان إنضاج شروط الاهتمام بتطور اللهجات الأمازيغية، وبسلامة المعتقدات الدينية.
3) أن التعامل مع اللهجات الأمازيغية، ومع الدين الإسلامي، يجب أن يتم على أساس تحييدهما، باعتبارهما ملكا لمجموع أفراد الشعب المغربي، أنى كانت لغتهم / لهجتهم، أو عرقهم، أو لونهم، أو جنسهم.
4) ضرورة اعتبار الاستغلال الإيديولوجي، والسياسي، للهجات الأمازيغية، وللدين الإسلامي، انتهاكا جسيما لحق احترام ممتلكات الشعب المغربي.
5) أن الإعداد الجيد للأطر، وللتصور، هو الكفيل وحده بالاهتمام الجيد، والهادف، باللهجات الأمازيغية، بعيدا عن الخلفيات الإيديولوجية، والسياسية، التي تقف وراء إنشاء الجمعيات الأمازيغية التي تسعى الى فرض وصايتها على اللهجات الأمازيغية.
6) التعامل مع اللغة الأمازيغية المتصورة، على انها لغة وطنية، حتى تصير بعد تطويرها لغة للتعليم، والإدارة، والقضاء.
ونحن في ردنا هذا، ننطلق من أن جميع المغاربة شركاء في اللهجات الأمازيغية، وفي غيرها، كما هم شركاء في الأرض، وفي العادات، والتقاليد، والأعراف، وفي القيم، وفي الهواء الذي يستنشقه جميع المغاربة، وأي منطلق غير هذا، إنما يسعى إلى تحويل المغرب إلى عراق جديد، عراق الطوائف العرقية، والمؤدلجة للدين الإسلامي، والتي تدخل في عملية تصفية بعضها البعض اعتمادا على الدعم الخارجي، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
وما وصل إليه العراق، هو الذي يدفعنا إلى القول: بأن الصراع الطائفي القائم على أدلجة الدين، أو أدلجة اللغة، هو صراع غير مشروع، وأن الصراع الطبقي في أبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، هو وحده المشروع، ما دام يعتبر مصدرا للتطور الى الأحسن.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....29
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....28
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....27
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....26
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....25
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....23
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....22
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....21
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....31
-
اشتغال بعض المغربيات مع جهاز الموساد الإسرائيلي نتيجة طبيعية
...
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....30
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....29
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....28
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....27
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....26
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|