|
من شريط الذكريات 2
أنيس محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 03:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أسئلة بحاجة إلى إجابات
ومن شريط الذكريات... وفي أحد البلدان العربية... كان لي صديق عزيز لديه الكثير من الصفات الطيبة والحميدة... وكان خلافي معه حول إدمانه للخمور والكحول وتأثير ذلك على حياته الاُسرية الخاصة والعامة, وكان ميسور الحال يبعثر أمواله بطريقة مستهجنة كريهة... وقد حاولت جاهدا معه وناصحا له أن يتوقف عن العبث، وشرب الخمور والكحول والمُسكرات حفاظا على حياته الأسرية والمهنية... إلا انه أبى!!! وتحجج بحجج واهية!!! ما أضطرني إلى تركه والدعاء له بالهداية!!!
وفي إحدى الليالي، وبعد مشادة عنيفة مع أهله، غاب على أثرها عن منزله لثلاثة أيام، ما أستدعى أهله التبليغ عن فقدانه لدى مراكز الشرطة... والبحث عنه في المراكز والمستشفيات ولم يجدوا له أثرا. وقد استنجد اهله بي للعثور عليه حيا أو ميتا!!! وذهبت مع بعض إخوته للبحث عنه آملين وندعو الله جل جلاله أن لا يصيبه أي مكروه وليعود إلى أهله سالما!!! وأستقر بنا القرار أخيرا إلى البحث عنه في الفنادق الليلية لعلنا نجده!!!
وأثناء البحث لدى آخر فندق ونحن فاقدي الأمل... لأن هذا الفندق خاص بعرض أجساد النساء الكاسيات العاريات للسكارى... والذي أستبعدنا وجوده فيه... وكانت المفاجأة!!!
وجدناه في الصف الأول من المسرح محاطا بخمسة من الأئمة الأفاضل!!! لحية الواحد فيهم تصل إلى السُرة (لحية حتى البطن) وهم في حالة ثمالة وسُكر وأمام النساء الكاسيات العاريات وأمام كل الناس!!! ما أن رآنا صديقي العزيز حتى قفز إلينا مُحييا ومُرحبا... وهو يعرفنا على أصدقائه: القاضي فُلان بن فلان قاضي المحاكم الشرعية ....(؟؟؟). والقاضي الشرعي فلان بن علان (وكلهم من العُلماء – عُلماء الجهل وأشد الكُفر والنفاق)!!! وهو يعرفنا على الواحد تلو الآخر وهو في حالة سُكر وثمالة... ونحن في حالة إشمئزاز وذهول!!! وكلهم أئمة أفاضل أصحاب لحى حتى السُره... ومن المقربين للحاشيات والبطانات!!!
والسؤال هنا: هل هم هؤلاء أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون؟؟؟ وتعرفهم بسيماهم!!! ومن خلال الشوارب واللحى!!! يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم!!! لقوله تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44} البقرة
وفي نفسي أعتبرت ان هؤلاء هم ليسوا أكثر من حُثالات... ولا يمثلون إلا أنفسهم... ولكل قاعدة شواذ... في محاولة لإقناع نفسي... (وفي نفسي إزدراء وغثيان)!!!
ومن شريط الذكريات... وفي حادثة أخرى... وفي احد الموانئ العربية والمُحرم فيها شُرب الخمور والكُحول!!! لوجود الأراضي المقدسة فيها!!! وأثناء ترجلي على أرصفة الميناء مع الوكيل الملاحي ونحن بإنتظار السيارة للذهاب إلى المدينة... فإذا بنا نسمع دويا هائلا بالقرب منا... فألتفتنا حولنا فإذا بحاوية كبيرة سقطت من على إرتفاع كبير... أثناء تفريغها من على ظهر السفينة المجاورة وعلى الرصيف مباشرة، ما سبَب ذلك الدوي الهائل... ما أدى بالنتيجة إلى إن الحاوية فتحت على مصراعيها وتهشم معظم ما فيها... فإذا برائحة الخمور والكحول والمسكرات من أغلى وأرقى الخمور والكحول والمسكرات!!! وغطت رائحتها مساحة واسعة، وهي كلها مُبعثرة على مساحة كبيرة من الرصيف البحري... ما أدى إلى أن الوكيل الملاحي طلب مني العودة برفقته إلى سفينتنا مُسرعين... وهو خائف مُرتعب (وهو من الوافدين العرب – مُقيم منذ أكثر من 15 عاما ولا يزال وافدا)!!!
سألته عن السبب ؟؟؟ فقال: هذه الحاويات في الغالب لا تأتي عن طريق سُفن الحاويات المخصصة، بل تدخل مباشرة إلى الميناء ويُمنع فتحها أو تفتيشها، لأنها خاصة بالأمراء في القصور الملكية!!! وأكد لي اننى لن أرى شركة الشحن والتفريغ التي أوقعت الحاوية غدا!!! وأستبعدت ذلك !! لأن أخطاء مثل هذة تحدث نتيجة ان السفينة ليست سفينة حاويات... وليست مخصصة لتفريغ الحاويات!!!
وفي اليوم التالي... وأثناء مروري بجانب السفينة التي أسقطت حاوية الكُحول والخمور والمسكرات، أدَعيت بأنني أسأل عن شخص أعرفه من الشركة السابقة للتأكد بنفسي... فإذا بأحد العاملين يقول بلغة عربية مُكَسرة: هذا كله سافر بلاده!!! فسألته عن السبب؟؟؟ فقال: تلك الشركة أسقطت أمس موِلد كهرباء كبير!!!
وفعلا صدق كلام الوكيل الملاحي عندما أنهوا خدمات شركة الشحن والتفريغ... ورحلوها من البلاد في غضون 24 ساعة!!!
ومن شريط الذكريات... وأثناء غزو العراق للكويت... وفي مقابلة صحفية مع أحد الملوك العرب... وأثناء تحرُك القوات الأمريكية والبريطانية ومعها كثير من الدول الأجنبية لتحرير الكويت (؟؟؟) بعد العام 1990... سُئل أحد الملوك العرب في مقابلة صحفية تليفزيونية، عن رأيه في تحرُك تلك القوات الأجنبية... لتحرير الكويت من الغزو العراقي (؟؟؟)، فإذا به وبعصبية شديدة ودون تفكير!!! وردا على سؤال الصحفي يقول: أي جهة ستتهدد مُلكي... فسأستعين بالشيطان إبليس... ليعيد إليَ مُلكي!!!
وكانت الدهشة انه في ظل الأزمة الكبيرة حينها، لم يكن خائفا إلا على مُلكه الشخصي... ومن أن يفقد الترف والنعيم الدنيوي وعيشة السرايا والقصور!!! وكانت الصاعقة (الذي بيَن من خلالها على هشاشة وتفاهة الملوك والسلاطين والأُمراء والحكام العرب) عندما لم يقل: أي جهة ستتهدد شعبي... أو أي جهة ستتهدد سيادة بلدي الكبير... فسأستعين بالقوات الدولية لإستعادة سيادة شعبي وبلدي!!!
إلى جانب الكثير من شريط الذكريات الاخرى... ومما لاحظته من أشكال المعاملات... كالصدق والأمانة، في أثناء زياراتي لبعض البلدان الأوروبية... إبتداءا بسائقي التاكسي وإنتهاءا بالتسوق... ولا يخدعونك ولا يغشونك ولا يحتالون عليك... وخاصة عندما يعلمون بأنك غريب عن بلادهم... بعكس ما نراه في ما يسمى بالبلدان العربية والإسلامية من غش وخداع ومكر وإحتيال مستشر... وخاصة إذا علموا بأنك غريب!!!
بالإضافة إلى ما يحدث اليوم في البلد العربي العراق الشقيق... مسقط رأس سيدنا خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم ( صلوات الله عليه ) !!! بلد أهل العلم والأصالة والتأريخ!!! وهو مُحتل ويعاني أشكال القتل لمئات الآلاف من الشعب العراقي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين والدمار الشامل والبطش والتشريد والتنكيل والعدوان اليومي والضنك!!!
هل ما يحدث لهم اليوم وقد تحولوا إلى مسلمي مذاهب ومسلمي طوائف ومسلمي شيَع ومسلمي أحزاب ومسلمي جماعات... عظموا بشرا ميتا وأشركوهم مع الله جل جلاله الحي الذي لا يموت... هل ما يحدث في العراق اليوم هو إبتلاء من عند الله جل جلاله على صدقهم مع الله وإيمانهم الخالص له؟؟؟ أم انه ربما قد يكون عذابا نُكرا من عند الله جل جلاله عندما لم يسلموا وجوههم لله وحده لا شريك له، ولم يتوكلوا عليه وحده لا شريك له؟؟؟ لقوله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {64} آل عمران وقوله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ { 65} الأنعام وقوله تعالى مخاطبا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ { 159} الأنعام وقوله تعالى: أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً{102} قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً {104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً {105} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً {106} الكهف
وقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً {48} النساء
الكثير والكثير والكثير من التساؤلات، وأشكال متعددة من الإحباطات والإنتكاسات والمعاناة والهموم اليومية... الخاصة منها والعامة، ونحن نتجول بين الأخبار اليومية، وما يدور حولنا من أحداث ومجريات وكوارث... ما أستدعى البحث للإجابة على سؤال محدد واحد ؟؟؟
سؤال ظاهره بسيط وهيَن... وباطنه عميق عميق جدا!!! وهو يتلخص في البحث عن أسباب تخلفنا وفقرنا وجهلنا بالمقارنة مع باقي الأمم؟؟؟ أو بالأصح لماذا نحن ما نُسمى بالأعراب والمسلمين... في الحضيض وفي أسفل السافلين؟؟؟ بالمقارنة مع باقي الأمم من أهل الكتاب (أُمم أهل التوراة والإنجيل)؟؟؟ هل هم فعلا كُفار كما عُلمنا وأدعينا ومن خلال نظام التعليم عندنا ؟؟؟ واننا حقا مؤمنين؟؟؟ أم اننا جهلا وتخلفا أدعينا ذلك؟؟؟ وإن العكس هو الصحيح؟؟؟ بعد أن أقصينا رسالاتهم ودياناتهم السماويتين بعد نزول القرآن الكريم؟؟؟ هل نحن على صواب أم خطأ ؟؟؟ أم ماذا يحصل بالضبط ؟؟؟
#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعرف على مكامن الضعف... والتعرُف على مقومات القوة... هي ضر
...
-
لماذا نصر ونكابر على إشراك وإقران الرسول محمد وإبن عمه مع شه
...
-
من شريط الذكريات
-
نظام الأسر الحاكمة العربية ... غير شرعي
-
علماء المسلمين لا يعلمون ماذا يعني الإسلام ؟؟؟
-
لا توجد شهادتين في الإسلام
-
إعتقال القرآنيين في مصر جريمة نكراء
-
تنظيم القاعدة صناعة أمريكية موسادية آل سعودية
-
أولويات المخاطر المحدقة بنا كأمة عربية وإسلامية
-
أحمدي نجاد معتوه ويقود شعبه إلى مهلكة حقيقية
-
قمة الحضيض ... يقتلوا القتيل ويمشوا بجنازته
-
سُنة محمد... شيعة علي... مذاهب مُختلقة باطلة
-
التأريخ عندنا ... يسطره الجبناء ... بالدم ؟؟؟
-
حملة التضامن مع المفكرين العرب نوال السعداوي , عبد الكريم سل
...
-
الحاسوب ترجمة غير حقيقية وغير علمية لكلمة computer
-
نظرية المؤامرة
-
المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
-
المشركون من الأعراب
-
اليهودية والنصرانية والإسلام - ثلاث مرادفات لمعنى التوحيد.
-
الفرق بين الإسلام والإيمان في كتاب الله جل جلاله
المزيد.....
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|