ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:50
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
طابور طويل ممتد امام مبنى المفوضية العليا للاجئين ..و التي صارت تدعى.. حيث رماني الشتات ..بمفوضية العراقيين حسب تعبير سواق سيارات الأجرة و بسطاء الشارع ..انظر الى وجوه و ملامح شابات و شباب ... اطفال و رضع ..عجائز و شيوخ ...يصطفون ضمن طابور ...ذاك مهندس و تلك استاذة و هذا فنان تشكيلي و تلك طبيبة بخبرة طويلة ..و ذاك رياضي ..انتظروا شهور حتى يحتلوا أماكانهم في الطابور على امل الحصول على ورقة السعادة ..ورقة تغير لهم الصفة و تمسخهم ..من مواطن الى لاجيء..و كنت منهم ..اراهم يخرجون وهم حاملين هذه الورقة السحرية و ملامح فرح ترتسم على وجوههم التي اتعبها طول الأنتظار ..من يفرح بصفة اللاجيء غيرنا نحن ..من يحتفل و ينثر الحلويات في مناسبة كئيبة مثل هذه تحولة من شخص ينتمي الى وطن و يحتمي في ظلاله ..الى شخص تائه ترفضه بلاد و تقبله اخرى بشروط ..و لا يدري اين ستكون النهاية و لا يدري من سيكون و كيف ..المجتمع الدولي و الأمم المتحدة يشهدان على كارثة الهروب العراقي الكبير ..من موت محقق و ابتزاز و هتك للحقوق و استلاب للحريات.... كل ذلك يتم علنا على ايدي حكومات و سياسيون بلعوا العراق و ما فيه و لم يشبعوا ..سياسيون و الأجدر تسميتهم رؤساء عصابات تنهش بلحم العراق الحي ...حكومات اسمها عراقية لديها حقد و عقد نفسية مرضية ..تجاه العراق..و تجاه بغداد و اهل بغداد ..سعت و مازالت تسعى لتدمير تلك المدينة التي استحقت منذ وجدت ان تكون عاصمة ..ها هي اليوم بيوتها الأليفة خاوية و شوارعها صارت مراتع للرعاع و فرق السلب و النهب و القتل و الخطف بملابس رسمية و أوامر رئاسية ...و اهلها لاجؤون في بلدان لاتعرفهم و لا يمكنها ان تمنحهم دفء مدينتهم و حميميتها..اليوم احمّل المجتمع الدولي و الدول التي تقف في الصف الأمامي للدفاع عن حقوق الأنسان و محاربة القمع و الأرهاب ..نتائج وقوفها مع و تأييدها لحكومة عراقية كل منجزاتها هي زيادة عدد طالبي اللجوء من العراقيين الهاربين من العنف المطبوخ بيد حكومة تحتفل كل يوم بأعراس دم عراقية و تقيم كل يوم مراسيم تهجير و ارهاب لكل من تسول له نفسه و يفكر في البقاء لخدمة العراق و محاولة اعادة حجرة بناء لمكانها ..
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟