|
الى جميلة كردستان
عبدالله مشختى احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 03:29
المحور:
القضية الكردية
القضية الكردية فعلا تستحق الاهتمام من لدن المثقفين والمتنورين فى المنطقة من الاخوة العرب والترك والفرس ودراسة القضية من جميع الجوانب السياسية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية كى لايبقى هناك غموض اوالتباس لدى الاخوة من شعوب المنطقة ولكى يعوا الحقائق الواقعية لشعب يبلغ تعداده اكثر من 40 مليون انسان يعيشون على ارضهم من الاف السنين وهم فى اضطهاد دائم من لدن الانظمة الفاشية والعنصرية التى تحكم دول المنطقة وقد اصموا سمعهم وغضوا ابصارهم لكل طرح يتعلق بحق الكرد ليس من عدم فهمهم بل من كثرة حقدهم الاعمى . ان الكرد المقسمين بين دول العراق وتركيا وايران وسوريا وجزء من ارمينيا لم يكن الا مشروعا استعماريا قديما لترضية حلفائهم وتمشية مصالحهم وحاولوا دائما جعل الكرد كبش فداء لتمرير سياساتهم وانجاز اهدافهم الاستراتيجية ، ولم يلتفتوا يوما الى ما كانوا يعانونه من ظلم وارهاب وتدمير وابادة على يد الاوباش من الانظمة الطورانية التركية او الشوفينية العربية او الفارسية الا بقدر ما كانت تتطلب مصالحهم . الكرد كانوا دوما من طلاب السلم والتعايش الاخوى مع شعوب المنطقة شريطة احترام حقوقهم وكرامتهم على ارضهم المسلوبة والمغتصبة ولم يكن الكرد يوما طلاب حروب او سفك دماء ، بل كانوا مستميتين للدفاع عن كرامتهم وحريتهم التى سلبتها منهم الفاشيون والعنصريون ، هل ان الدفاع من الارض والكرامة والحقوق هو كفر ؟ طبعا الجواب بالنفى لدى اى انسان لكن الفاشيين العرب والترك والفرس يعتبرونها كفرا وخروجا عن الوطنية والقانون ويمسوا فى نظرهم عفاريت اخر الزمان وصهيونيين وعملاء للاجنبى ومخربين و...... الخ من النعوت الظالمة ، لانهم يريدون من الكرد ان يتنازلوا عن هويتهم القومية وينسوا لغتهم الاصلية لغة ابائهم واجدادهم من الكوتيين والسوباريين والعلاميين ولغة افستا الكتاب المقدس لزرادشت التى كتبت باللغة الكردية القديمة . والتى يحاول بعض الحاقدين طمس ما للكرد من حضارة قديمة فى وادى الرافدين قى بابل واكباتان وغيرها من زمن الميديين والى اليوم ، يريدون ان يكون الكرد عبيدا لهم واذلاء عندهم ويكونوا كالخدم فى ارضهم المغتصبة من قبل هؤلاء الشوفينيين والعنصريين ، كى يرضوا عنهم ويباركوا لهم ويخلعوا لهم الهبات والصدقات ، ان الطورانيين الترك والفاشيين من العرب والفرس لم يدخروا وسيلة لاذلال الكرد حقدا عليهم فقط ولكونهم من اشجع اقوام المنطقة ولا ابالغ فى هذا لان هذا الوصف وصفهم به كزينفون القائد اليونانى فى مسيرته العشرة الاف جندى الى اليونان وغيره من رواد التاريخ والمؤرخين الشرقيين والغربيين ، والذى يكون فى شك من هذا عليه مراجعة المصادر التاريخية القديمة والحديثة بذلك ، ولكن الكرد ما كانوا يوما متخاذلين بل كانوا دوما فى صراع مع هذه القوى لهذا السبب فقط لاغير واستنادا لهذا وصفوا الكرد بانهم يحبون القتال والتخريب والتدمير لان الكرد لم يكن لهم مناصرين بل كانت عقيدتهم ملهما لهم وايمانهم بعدالة قضيتهم نبراسا لهم لمواصلة الكفاح والنضال من اجل استرداد حقوقهم المسلوبة والمغتصبة وتاريخ الكرد شاهد على ذلك لمن يريد ان يدرك الحقائق التاريخية ويسمع صوت الحق والضمير الانسانى . الكرد يكون لهم دولتهم القومية على ارضهم حق طبيعى لهم ولكن !! فى ظل المصالح الامبريالية القديمة وحاجتهم لكسب قوى نافذة انذاك لتحالفاتهم ضد القوى الامبريالية الاخرى فى السيطرة على البلدان والشعوب الاخرى لم يلتفتوا الى اوضاع الشعوب الفقيرة والمغلوبة على امرها فكردستان كانت مقسمة بين الامبراطورتين العثمانية والفارسية وكانت مصالح الدول الاستعمارية تلتقى بمصالح الامبراطوريتين ، وامسى الكرد الوقود للصراعات هذه القوى واصبح امرهم منسيا بالرغم من معرفة اوربا انذاك ما كان يجرى بحق الكرد مثلهم مثل الشعوب الاخرى كالعرب والارمن وغيرهم مما كانت تجرى لهم من سياسات عثمانية وفارسية قمعية لهذه الشعوب . لقد نصت معاهدة سيفر عام 1920 على تشكيل دولة كردية من اراضى شمال كردستان على ان يلحق بها جنوب كردستان ايضا بعد اجراء استفتاء فى ولاية الموصل واذا ابدى سكان المنطقة رغبتهم فى الانضمام الى تلك الدولة المزمع انشائها، ولكن المصالح الاستعمارية لبريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرها مع الدولة التركيةالطورانية الجديدة او الكمالية احبطت هذا المشروع وتركوا الكرد لينهش بهم انياب الطورانيين والشوفينيين العرب ، ولانالوا الكارثة بعد الكارثة بشعب لم يكن له من ناصر سوى ثقتهم بعدالة قضيتهم والاعتماد على شبابهم وعلى جبالهم الاشم لخوض الصراع والنضال لعقود اخرى مليئة بالاحزان والمأسى والكوارث والتدمير والحرق والذبح والسلب والنهب لممتلكاتهم وتشريدهم وابعادهم من اراضيهم الى قفارى مجهولة وبعيدة لصهرهم كقومية ولكى يتناسوا هويتهم ولغتهم ، ولكن الارادة القوية للكرد لم تتركهم ان ان يصابوا بداء اليأس والاحباط ، بل كلما زادت معاناتهم وزاد تنكيل الاعداء بهم كلما تصلبت عودهم وزادتهم اصرارا وثباتا لمواجهة اعدائهم ووضعوا الهدف الانسانى الاسمى امام اعينهم وفى قلوبهم وضمائرهم وتواعدوا على ان لا يكلوا ولا يملوا وان يستمروا فى طريق النضال وادامة المسيرة النضالية ، ولا زالوا حتى اليوم حيث يواجهون اقوى الانظمة عسكريا ولن يخضعوا للذل والهوان . ان الواقع قد تم فرضه بعيد الحرب العالمية الاولى لان كردستان صحيح لم يكن عراقا ، والعراق كاسم دولة استجد ولم يكن موجودا قبلا بل كان هناك اقاليم الجزيرة والجبل ومن ثم بعدها السناجق العثمانية او الولايات ولم يكن اسم العراق واردا . بل ظهر هذا الاسم بعدالحرب الاولى وثبت ككيان ودولة عربية بفعل السياسة الاستعمارية البريطانية انذاك والحق ولاية الموصل الى العراق العريى وحرموا الكرد من اقامة دولتهم المستقلة ، ولكننا الان لا نرفض هذا الواقع المفروض بالقوة كوننا عراقيين او من ضمن دولة العراق لانه قد مر اكثر من قرن على هذا الواقع ولكننا ككرد لا زلنا ننظر الى كردستان كوحدة واحدة يجب ان يتحقق مهما تكن الظروف لاننا نحن الكرد فى كردستان العراق جزء من امة كردية مقسمة ومجزأة بين دول خمس فى المنطقة وهذا حلم نحلم به وكل كردى يتمنى ولكن وهنا الواقع والحقيقة التى لابد من عدم انكارها .!!!!!!!!!!! . وقولا على قول احد الاخوة او الاخوات الكرد عندما يقول او تقول لسنا عراقيين ، اقول باننا عراقيين وقد عشنا باخوة وسلام ووئام مع بقية تكوينات الشعب العراقى من العرب والتركمان والكلدو اشوريين منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الان وشاركنا افراح ومأساة العراق جنبا الى جنب مع الجميع . نحن اليوم نعيش فى ظل اوضاع دولية خطيرة فمن بروز ظاهرة القوى النووية الكثيرة فى العالم والمنطقة وتناقض المصالح الدولية وتحالفات الدولية التى تقام هنا وهناك وخاصة بين القوة الوحيدة الكبيرة اقتصاديا وعسكريا امريكا وحليفاتها والقوى الجديدة التى تبرز الى السطح مثل الصين وروسيا القديمة وقوى اخرى مثل ايران بمحاولاتها لان تكون دولة نووية وكوريا وغيرها وتعقد المشاكل العالمية لايمكن لدولة مثل تركيا الان ان تقبل باقتطاع اكثر من نصف مساحتها لالحاقها بكيان يزمع اقامتها للكرد ولا ايران الى ان تؤدى الاوضاع الدولية الحالية الى قيام حرب كبير فى المنطقة تختلط فيه الحابل بالنابل وتمسى المنطقة كلها اتون حرب طاحنة عندذاك يمكن التفكير بمثل قيام كيانات جديدة على انقاض الكيانات القائمة حاليا والتى لم تتمكن من اللحاق بالركب الحضارى العالمى من حيث التكنولوجيا والعولمة وظلت متمسكة باثارة المشاكل للمنطقة لتنشغل بها العالم والشعوب ولكى يديموا من استمرار انظمتهم الفاسدة ولا يألوا جهدا فى دعم استمرارية تكوين وجاهزية الماكينة المنصنعة والتى تضخ بالارهاب والارهابيين لتبقى المنطقة فى دوامة المشاكل التى تشغل العالم لانهم يعلمون وبكل ادراك بانهم زائلة سطوتهم وسلطاتهم وحكوماتهم فى اية لحظة تظهر بوادر حرب كبيرة فى منطقة الشرق الاوسط وان الخرائط والتصاميم التى تعد من وراء الكواليس فى الدوائر الامريكية لتقسيم المنطقة لم تأتى من الوهم بل من دراسات استغرقت عقودا من الزمن وتدارست وعرضت للتقييم من كل الجوانب وراعت فيها كل المصالح الحيوية لامريكا وحلفائها فى اوربا والمنطقة . ولهذا كله ارى من المصلحة وخاصة بالنسبة الى المتنورين والمثقفين العرب البعيدين من العنصرية والشوفينية ان يبدأوا وبجدية لدراسة الكرد وتاريخهم وقضاياهم وتوجهاتهم وطروحاتهم وكذلك مستقبلهم بعيدا عن العفوية والحقد العنصرى الاعمى عندها نرى بان التفاهم على المصالح المشتركة والمصيرية ستسود محل التراشقات والتهم والحقد والابتعاد وكلما تقارب الفهم المشترك للعرب والكرد كلما نجحنا فى بناء بلدنا او بلداننا عندما ندخل سوريا الى الحلقة . ان المشاكل لن تنحل ابدا بالقتال والسلاح كم من السنوات دامت الحرب بين الكرد والحكومات العراقية ولكنها لم تصل الى نتيجة الحسم لاى من الطرفين ولم نجنى منها الا الخراب والتدمير للبلد ومواردها واستنزفت قواها البشرية والاقتصادية . وكذلك الحال بالنسبة لسوريا وتركيا وايران عليها حل مشاكلها بالتفاهم والحوار الذى امسى اليوم سيد المنازعات الدولية ، ولن تجدى اساليب القهر والعنف والتصفيات وانكار المقابل ، قد يقال كثيرا بان الكرد سبب مشاكل المنطقة !! اتفق مع هذا الكلام لان الكرد يطالبون بالحقوق الشرعية والطبيعية العادلة وعندما يرفضها الاطراف الاخرون فهذا حتما ستؤدى الى اشعال النيران وتراكم المشاكل التى ستبتلى بها حتى الاطراف الغير المعنية بالقضية .
#عبدالله_مشختى_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
17 تموز 1968 امست نقطة سوداء فى تاريخ العراق الحديث
-
الكرد والاسلام السياسى
-
هل نحن الشرقيين نمارس الديمقراطية فى الحياة الحزبية
-
لتكن ذكرى 14 تموز 1958 رمزا لاستقلال العراق
-
انه لعجيب امر العرب!!!!!!!!!!
-
لمصلحة من يستهدف مسيحيوا العراق
-
هل انت يسارى ؟ اذن كيف؟
-
برلمان وحكومة اقليم كردستان -- هل تحرر المراة الكردية من ظلم
...
-
اليسار بين التيار الاصولى والديمقراطى فى العراق اليوم
-
النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدنى والاحزاب
-
المادة 140 من الدستور العراقى لماذا كل هذه المعارضة؟
-
ماذا بعد اربع سنوات من الاحداث الدامية
-
الصراع فى العراق لن ينتهى قريبا
-
ماهى خلفيات ازمة العلم المفتعلة؟
-
تصريحات المالكى ولجنة تطبيع الاوضاع فى كركوك
-
هل ينتهى الارهاب بانتهاء الزرقاوى فى العراق ؟
-
تحالف الاعداء ----- والاتعاظ من التاريخ
-
حرية المرأة ومساواتها من دون خصوصية خاصة لها
-
زيارة الجعفرى والمغزى منه
-
هل حقا الذين فى شمال العراق صهاينة؟
المزيد.....
-
صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
-
تكريساً للإبادة الجماعية:الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان م
...
-
غانتس: نتنياهو يخرّب مفاوضات صفقة تبادل الأسرى من جديد
-
إعدام 82 تاجر مخدرات في العراق
-
جسد مشلول وقلب مكسور: حكاية نور بين أنفاس الحياة والموت
-
ذوو معتقلين شاهدوهم يخرجون من سجون الأسد ولم يجدوهم
-
يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايد
...
-
متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا
...
-
فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
-
ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|