أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مرح البقاعي - وديعة رابين أم وديعة الأسد ؟















المزيد.....


وديعة رابين أم وديعة الأسد ؟


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وضع مؤتمر السلام الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد في شهر تشرين الثاني/نوفمبر للعام 1991، حجر الزاوية لمفاوضات سلام ثنائية بين إسرائيل والدول العربية، بما فيها سوريا.

عقد المؤتمر في حينها بمبادرة من الرئيس الأميركي جورج بوش الأب في أعقاب حرب الخليج، وبرعاية مشتركة من الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي ـ قبيل انفراط عقده.

وافقت سوريا والأطراف العربية المعنية على الحضور وذلك إثر التأكيدات التي تم تمريرها عبر الأقنية الدبلوماسية، والتي مفادها أن المؤتمر سيعقد على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وكذا قرارات مجلس الأمن 242 و338 و425، والتي نصّت على انسحاب إسرائيل الكامل من "الأراضي" العربية المحتلة، وليس من "أراضٍ"عربية محتلة كما جاء في ترجمة نص القرار 242 من خلال حذف "أل" التعريف من كلمة الأراضي في النص الإنكليزي، الأمر الذي خلق التباسا في تحديد خارطة الانسحاب، وشكّل ـ تالياـ ذريعة لعدم تنفيذ القرار، وأدخل عملية السلام في غيبوبة طويلة الأمد.

انطلقت إثر مؤتمرمدريد عملية مفاوضات ثنائية بين إسرائيل والدول العربية. وفيما لجأ الأردنيون والفلسطينيون إلى توقيع اتفاقات منفصلة مع إسرائيل، فإن سوريا ولبنان التزمتا بوحدة مساريهما التفاوضيين. ولم تسفر مفاوضات سوريا مع إسرائيل إلى أية نتيجة تذكر بسبب رفض إسرائيل المستمر للانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ العام 1967.

إثر تشكيله إسحق رابين لحكومته في صيف العام 1992، كان لموضوع إنهاء حالة الحرب مع سوريا الأولوية في أجندته السياسية. وأسرع رابين، مباشرة بعد توليه مهامه في مطلع العام 1993، إلى إبلاغ إدارة الرئيس بيل كلنتون، بأن إسرائيل مستعدة للانسحاب من الجولان على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 وأن"عمق الانسحاب الإسرائيلي متوقف على عمق السلام السوري". والمقصود بالعمق السوري هو مدى استعداد سوريا لتطبيع العلاقات وتمتينها مع الدولة العبرية.

نقل الأميركيون هذا الموقف إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، فطرح الأخير حينذاك المعادلة السورية التالية: "السلام الكامل مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من هضبة الجولان".

شجع الموقف السوري الجديد رابين أن يبلغ وزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر في أغسطس 1993 أنه سيقدم له "التزاماً رسمياً" حول الجولان طلب منه الاحتفاظ به "كوديعة" وإطلاع الأسد عليه شفهاياً، وعدم إشهاره كتعهد رسمي. وأكد رابين لكريستوفر أنه يلتزم رسمياً تجاه الولايات المتحدة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان المحتل ضمن شروط خمسة هي:

أولاً: تطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين سوريا وإسرائيل وتبادل السفراء بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي من الجولان.

ثانياً: الانسحاب من الجولان يتم خلال فترة تمتد إلى خمس سنوات.

ثالثاً: التطبيع الكامل للعلاقات بين سوريا وإسرائيل ويشمل التبادل التجاري والتعاون السياحي.
رابعاً: موافقة سوريا على ترتيبات أمنية جديدة مع إسرائيل تشمل قيام الأميركيين بإدارة محطات إنذار مبكر في الجولان يبدأ العمل بها بعد بدء الانسحاب الإسرائيلي.

خامساً: موافقة سوريا على ضمان حاجات إسرائيل من مياه بحيرة طبريا.

وتم تسجيل "نص وديعة رابين" هذا في محضر اللقاء الإسرائيلي الأميركي، فأصبحت الوديعة "وثيقة رسمية أميركية".

نقل كريستوفر نص وديعة رابين تلك إلى حافظ الأسد، فرحب الأخير بها، واعتبرها تشكل "تعهداً" لافتا، كونها المرة الأولى التي تلتزم فيها إسرائيل رسمياً بالانسحاب الكامل من الجولان. وجاء رد الأسد على نقاط رابين الخمس بما أدعوه مجازا "وديعة الأسد"، وقد انحصرت في نقاط خمس موازية، مفادها:

أولاً: سوريا تفضل إقامة "علاقات عادية" مع إسرائيل حين إحلال السلام، وليس تطبيع العلاقات معها.

ثانياً: الانسحاب الإسرائيلي من الجولان يمكن أن يتم خلال أشهر ولا يحتاج إنجازه إلى فترة خمس سنوات.

ثالثاً: سوريا ليست متحمسة لإقامة علاقات تجارية أو سياحية مع إسرائيل حين إحلال السلام.
رابعاً: الترتيبات الأمنية المقترحة يجب أن تكون متوازية، وتتفق ومصالح البلدين معاً.

خامساً: ضرورة تأمين حاجات سوريا وإسرائيل معا من مياه بحيرة طبريا والجولان، وليس حاجة الدولة العبرية وحسب.

حيثيات "الوديعتين" تلك تناقلتها أقنية وتقارير إعلامية، وشخصيات دبلوماسية أميركية وعربية كانت لي فرصة لقائها في مناسبات احتفالية نظمها بعض أفراد الجالية السورية في واشنطن على شرف أعضاء الوفد المفاوض السوري آنذاك، برئاسة الراحل موفق العلاف، وعضوية العديد من الخبراء القانونيين والعسكريين والإعلاميين وبعض من رموز الأمن السوري أيضا، وذلك قبل توقف المفاوضات نهائيا في كانون الثاني/يناير للعام 2000 .

رحل الرجلان، رابين مقتولا برصاصات اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يرفض التخلي عن أراضٍ يعتبرها جزءا لا يتجزء من أرض "ميعاده"، ورحل حافظ الأسد بعد أن أعلن عن موقف انتظرته سوريا عقودا عاشتها في حالة من "الطوارئ"، نتيجة لحالة اللاحرب واللاسلم، الحالة التي أدت إلى عسكرة الحياة المدنية السورية بامتياز!. موقف وطني لا يختلف عليه معارض ولا موال لحكم الأسد الأب، ومن بعده الأسد الابن.

في خطاب القسم الذي أداه الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس الثلاثاء فاتحا لولاية رئاسية ثانية تمتد لسبع سنوات، شدد على أن أية مفاوضات مع إسرائيل يجب أن تسبقها ضمانات بالانسحاب من الجولان على غرار وديعة رابين!.

ولكن ماذا عن وديعة الأسد الأب؟ وكبف سيتعامل معها الأسد الابن في ظل دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت له الأسبوع الماضي إلى التفاوض المباشر "في أي مكان يختاره"، وبلا وسيط، وكذا في ضوء دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش لعقد مؤتمر للسلام بين الدول العربية وإسرائيل في الخريف المقبل؟ وهل السلام المرتقب سيكون "سلام أنداد" في إحقاق التوازن المطلوب بين الوديعتين، ومصالح الشعبين؟ وهل سيتم إجراء استفتاء شامل لاستشراف رأي الشعب السوري في المفاوضات المحتملة، الشعب الذي دفع، ولعقود خلت، من حرياته وحقوقه ودمائه وسبل عيشه الكثير، في عصف رياح اللاسلم واللاحرب الصفراء؟!.

أسئلة نتركها مفتوحة للضمير السياسي السوري الذي آن له أن يرتقي بفعله إلى ما يحاكي "المستقبل".



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عزاء للسيدات
- تحييد الإسلام السياسي
- أل التعريف والأندلس المفقود
- المحور الثالث يطلق مشروعه الجديد: الحوار العربي الأميركي
- الشبكة.. والغربان
- -حروب -المؤمنون الجدد
- مرح البقاعي: الشاعرالفرد في مواجهة العالم
- عين سوريا السينمائية
- ليس للمساجلة
- إعلان سوريا
- الشعر بين القبض على الماء أو الانسحاب في نجمة
- هي
- انقلاب رجالّي لإنقاذ سوريا
- إلى سجين
- سينما الهويات
- الاثر والبخور واليمن السعيد
- شعر العالم: الشاعرة سو كووك كيم
- عاطفة الضوء
- شعر العالم
- بين الأرضين


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مرح البقاعي - وديعة رابين أم وديعة الأسد ؟