الشاحنات السورية وتهريب الأسلحة action

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 07:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كولن باول ، رئيس اركان الجيش الأمريكي ، وفي لقطة (action) . يشرح على الشاشة ، ما يقول أنه ، أسلحة دمار شامل ، موجودة في العراق ، وتنقلها شاحنات ، ظهرت في الصورة، ثم شرح بتفصيل ممل ، كيف يتم نقل هذه الأسلحة ، من شاحنة الى أخرى ، وكيف تم رصدها ، من قبل الأقمار الصناعية الأمريكية .
الحقيقة ، وقتها كانت لقطة رائعة ، وإخراج موفق لسيناريو ملفق . وتبين بعدها ، أنه لا يوجد أسلحة دمار شامل في العراق ، وما هذه اللقطات الا فبركة من المخابرات الأمريكية ، وكذب ونفاق من كولن باول ، ولا نقول من أجل خداع العالم ، ولكن نقول : لقد نجح في خداع العالم .
اليوم تتكرر تلك الخدعة ، ولكن هذه المرة ، من قبل أولمرت ، وليس أولمرت الا شبيه لكولن باول ، فالأقمار الصناعية الاسرائيلية ، ترصد الشاحنات السورية وهي تنقل الأسلحة الى لبنان . والغباء السوري ، أنه ورغم وجود الأقمار الصناعية الاسرائيلية والأمريكية ، فإنه يصر على نقل الأسلحة ، عبر الحدود ، وبشاحنات يتم رصدها من قبل جهاز الشين بيت الاسرائيلي . وشهادة الاسرائيليين ، غير مشكوك بها ، ويُصدقها الأهبل بوكي مون . ويُطالب سوريا بوقف نقل الأسلحة .
ولا نخفي سرا اذا قلنا : ان التهريب بين لبنان وسوريا ، يعتمد في عموده الفقري على (البغل) نعم البغل ، وبالتالي ما يتوجب على يوكيمون والشين بيت ، الا تطوير أقمارها ، حتى ترصد آلاف البغال ، والخوف من اختلاط الأمر على الأقمار والشين بيت وبوكيمون ، مما يؤدي الى احصاء جماعة 14 آذار واليونفيل في التعداد .
مسلسل الأكاذيب ، لا يقتصر فقط على الأمريكان والاسرائيليين ، بل يمتد ليطال الصحف العربية . وفي آخر طرفة حدثت منذ يومين : طالعتنا صحيفة المستقبل ، المجبولة بالأكاذيب والخداع ، يوم الثلاثاء الماضي في 17-7-2007 ، في خبر بالبنط العريض يقول: باريس: كوسران لن يزور دمشق وعلى سوريا الالتزام باستقرار لبنان . انتهى الخبر ، ولكن أين الكذبة؟ أين النفاق والدجل الصحفي ؟ أين شرف المهنة ( طبعا ليست مهنة البغاء فقد يكون لدى بعضهن بعض الشرف والحياء) . الكذبة كانت ، في أن السيد كوسران ، كان ينام في دمشق ، لحظة صدور الصحيفة واطلاق أكاذيبها .
صحيفة ثانية ، لا يبزها أحد في الكذب والدحل ، وطبعا هي السياسة الكويتية ، والتي ، اذا حدثت (خناقة) بين بائعي فول في منطقة المهاجرين مثلا!!!؟؟ فإن صحيفة السياسة الكويتية ، سيكون أبرز عناوينها : معركة بين جماعة ماهر الأسد و جماعة آصف شوكت . ويبدو أن هذه الصحيفة ، ومن كثرة الأكاذيب ، والأخبار الملفقة ، لم يعد أحد يُتابعها ، مما حدا بالمهرج احمد جار الله رئيس تحريرها (تكذيبها) الى اعلان افلاسه ، واليوم يتعرض لعدة محاكمات ، حول اصدار شيكات دون رصيد .
بوكيمون يأسف لعدم اطلاق سراح الأسيرين الاسرائيليين في لبنان ؟
وهو لا يأسف لعدم اطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية؟
وهو لا يأسف لعدم اطلاق الأسرى السوريين في السجون الاسرائيلية؟
وهو لا يأسف لعدم اطلاق سراح الضباط الأربعة في السجون الحريرية؟
الكذب والنفاق والدجل والفبركة ، كلها عناوين أصبحت ، تصف حالة بعض الصحف العربية ، وحتى بعض الفضائيات . وابتعدنا كثيرا ، عن الأخلاقية .
الأخلاقية ليست قابلية وراثية ولا هي اكتساب فردي طوعي ولكنها ، لسوء الحظ، أصبحت (قشرة خارجية) تنتحها الحضارة القوية بقوانينها التي تنسجم فقط مع ثقافة القوي . فإذا اعتبرت أمريكا أن الأقمار الصناعية الاسرائيلية صادقة ، وأن المهرج الكويتي صادق ، وأن صحيفة مستقبل الفبركة صادقة ، فعلى العالم كله ممثلا بالأمم المتحدة أن يوافق على ما تقره .
واذا اعتبرت ، خرق الدستور في فلسطين ولبنان والعراق ، أمور جديرة بالثناء ، عندئذ ، يتوجب معاقبة جماعة حزب الله والمعارضة كلها لكونهم مواطنين سيئين . وفي هذه الحالة ، سوف نواجه تناقضا في رؤيتنا لنفاق ورزيلة تحظى بالاستحسان والثناء من قبل الأمم المتحدة وملاحقها . وكل ذلك باسم الأخلاقية .

ان ما يدعو الى الرثاء ، أن نتجاهل ثقافتنا تماما . ما يمكن أن يكون عليه أسلوب الحياة والمعاملة أو الامكانيات عند الشخص عندما يكون أكثر وطنية ، ووعيا ، ونشاطا ، وصدقا، واحتراما للآخر ، وإن هذا الجهل ، هو الذي قاد البعض من هذه الأمة ، الى الارتهان للقرار الخارجي وللثقافة الخارجية وللنفاق الخارجي . ويبدو أنه كلما ازدادت العلاقة التصاقا بالخارج ازدادت ثخانة الحجب التي تشوش ادراكه للواقع الحقيقي والطبيعي .وهذا ينسجم تماما مع حقيقة ان زيادة الالتصاق بالخارج والي تحقن الشخص (وليد جنبلاط مثال حي) وهو في حالة ضبابية مشوشة ، بآلاف الأفكار المغلوطة . لأن شخص مثل وليد جنبلاط ، كان يحضر الى دمشق ، باكيا شاكيا : هذا ضدي ؟ وهذا ضد حزب البعث؟ وهذا ضد حافظ الأسد ؟ وكان الطفل المدلل للقيادة السورية ، يعتقلون حتى الدروز ارضاء لنرجسيته ونزواته . ثم انقلب ، وتشوش مخه ، نتيجة عدد كبير من العوامل ، ليس اولها الريال والدولار ولا آخرها عنجهية الزعامة .
دمشق
19-7-2007

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات