أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قيس قره داغي - أخي مصطفى گرمياني .. وداعا














المزيد.....

أخي مصطفى گرمياني .. وداعا


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قتلوك أنت الآخر في مدينتك التي حرموا عليك رؤيتها طيلة عقود حكمهم الأسود فعدت بعد غياب طويل لتقيم غريبا في موطن ذكرياتك ، أصابوا قلبك الذي كان يخفق أبدا للإنسانية ومبادئها البيضاء التي آمنت بها وعملت من أجلها ، أصابوا قلبا لم يعرف الحقد والدفينة والبغضاء يوما ، ليبكيك كل من لاقاك سويعة واحدة من حياته ، إنها رحلة نحو المصير الحتمي الذي زاملك فيها أكثر من مئة وخمسين بريئا من أبناء مدينتك شيبا وشبابا ، صغارا وكبارا ، شلت يد الارهاب ، أعداء الحياة والحرية .
فضائياتنا الكوردية ، أخي الراحل الأبدي ، كانت تتسابق في تقديم أفضل ما لديها من أغان ودبكات وبرامج فارغة ساعة إبادة جماعية للكورد في كركوك وما بعدها بساعات ولا زالت ، هذا دأبها ، فلا جديد في المشهد ، فمن شاشات القنوات التي تبعد من كركوك بآلاف الأميال شاهدت أشلائك بيد من لم تنله يد الأرهاب وهم يحاولون أعادة الروح الى جسد تهيأ للرحيل الى المقبرة القريبة من مقر عملك في جريدة ( كركوكي ئه مرو ) وأنت تصارع سكرات الموت في مدينة باتت مقبرة كبيرة وسط أكتراث الأرهاب العالمي التي تحاول تعميق اللحد الكركوكي وعدم أكتراث الكثير من المسؤولين الذين يتمشدقون بقدسية المدينة ظاهرا وهمهم الحقيقي ملئ البطون والجيوب والجحور بالمزيد والمزيد ، أناس يتاجرون بدمائكم الزكية .
كنتم أكثر من مئتي وخمسين فراشة بريئة صعدت الى السماء وسط حزن محبيكم وذويكم ومعارفكم ، غير أن الفضائيات التي تتغذى بأموالكم لم تتجشم عناء تعليق شريط أسود على شاشاتها ، أو التوقف عن الغناء حتى ولو لدقائق خمس ، أو قطع البرامج وأستطلاع آراء الناس في كركوك وكوردستان والعالم وهذا أضعف الإيمان ولكن أية منها لم تعمل مثل هذه الآجرائات مع شديد الأسف ، موتكم أيها الأبرياء لم يرتق الى مستوى مرض مسؤول رفيع المستوى حيث البرامج الخاصة والتصريحات المتنوعة وتسابق المتملقين في إبداء الولائات ، شعوري وأنا أفتقدكم الى الأبد مساو بشعوري بتفاهة حياة الفرد الكوردستاني وهو يفقد حياته لدى البعض القادم الى الواجهة مستخدمين سلالم الفساد والمحسوبية ، شعوري وأنا أقرأ برقيات التعزية لمسؤولي شرقنا الى رؤساء الغرب أثناء فقدان تلك الدول لأرواح بعض مواطنيها في الوقت الذي تقتل المئات من مواطنيهم وينهون المشكلة بكتابة بيان أستنكار ، وبيان أستنكار ( شديد ) إذا كان العدد كبيرا نوعا ما ولا أكثر من ذلك .
لا زلت أذكر أخي مصطفى حديثك إياي عن مثل هذه الحوادث فقلت معلقا ، لا أدري لماذا لم نسمع برسالة أستقالة من أي مسؤول في البلد عقب حدوث العشرات من الأنتكاسات التي لا بد من وقوف مسؤول متباطئ أو متعاقس أو مخالف أو مهمل أو غير جدير بتحمل المسؤولية ؟ ، وأنا أضفت ، ولم نرى إقالة أحد منهم أيضا لنفس الأسباب التي ذكرتها ، ولذلك تراني ملهفا لإعادة ذلك الحديث الذي أصبح حديث مجالس الناس في وطننا الى الأذهان وأقول والأسى يقطعني أشلاءا متناثرة من الحزن ، أن قافلتكم الغادية الى الآخرة ليست الأخيرة ما دامت الوجوه هي نفسها والاساليب هي نفسها وباب التجديد والنقد الذاتي موصود والصدأ عليه متراكم .
أنا أرى ، أن المقرات الحزبية التي تعمل من أجل الاهداف الحزبية الضيقة والتي تزاحم الأحياء السكنية في كركوك قد جعلت تلك الأحياء أهداف رئيسة للإرهاب هي الآخر ، أحزاب تنحت عن جادة الأهداف التي تناشدها على الورق وتعمل على نسف الروح الوطني والقومي لدى أهلنا الطيبين في كركوك ، أؤلئك الذين كانوا ولم يزالوا حطبا للثورات والإنتفاضات والوثبات الكوردية ، لذلك ترانا مشاريع دائمة للفناء والإحتراق والآخرين يستغلون فدائنا ويبنون صروحا لهم على أنقاض جماجمنا .
وداعا ، أخي مصطفى ولا أقول وداعا أبديا فنحن جمع من الأشلاء الحية الميتة ، أصواتنا مدوية ولكن آذان المترفين صماء أزائها فالجبال وحدها ترد إلينا صدى أصواتنا ، فنحن قادمون إليكم ، مهلا ، فالإنتظار لن يطول مادام الفساد بكل أوجهه وألوانه متفشية في الجسد الذي يهمنا أن يكون قويا ومقاوما وجرثومة الفساد تنخر عظام ذلك الجسد وتجعله هرئا ومتصدعا ، أرفع عقيرة السؤال عاليا وأقول معكم أيها الضحايا ، أين حقنا ، حقنا في الحياة الحرة الكريمة ، حقنا في الدفاع عن مكتسبات شعبنا وبيشمركتنا ، حقنا في الإنتقام من أولئك الذين يعيشون بيننا ويحصدون أرواحنا بالجملة دون رادع ، أخبرونا أيها النازلون في المقابر ، هل من متسع في أرضكم لطمر أجسادنا الواقفة في طوابير الإنتظار ، كم أشتاق اللحاق بكم أيها الشهداء الأبرار لكي لا تتعذب العين أكثر مما تعذبت من رؤية مشاهد الفساد التي تعلوا وسط أكواخنا الهرئة على شكل قصور ذات أبواب عالية ورخامات ذليلة وخدم وحشم من جنسيات مختلفة .
أه أيها الشهيد :
تموت الأسود في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب .
وداعا ... وسلاما .. والى اللقاء .



#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذ الأيزيديين من هذا الأرهاب السافر !؟
- في الذكرى الثالثة والثلاثين لإستشهاد ليلى قاسم
- كركوك في البرلمان الأوروبي
- الحجر .. ودعاء
- التمثيل الكوردي لمحافظة كركوك في دورات المجلس النيابي العراق ...
- لطيف هلمت .. خلق الشعر ليسبح في خيالك
- دلشد مريواني .. الشاعر الذي شنقوه في عيد ميلاده
- عبدالله أوجلان . . من أسير لدى قراصنة الترك الى رمز تأريخي ل ...
- كتيب لمصطفى صالح كريم وكلام عن أدب الرحلات
- نهاية طاغية
- أنتلوجيا الأعلام الألكتروني الكوردستاني / نوري علي
- أنتلوجيا الاعلام الألكتروني الكوردستاني آري كاكه يي
- سلسلة أنتلوجيا الاعلام الالكتروني الكوردستاني .حكيم نديم الد ...
- موقع الكورد في تقرير بيكر – هاملتون
- كركوك في معادلة أستقرار العراق
- الشنق لمن شنق الابرياء
- قصةالعم ابراهيم محمد علي مع امن كفري
- نصيحة مجانية الى الفريق الركن نزار الخزرجي
- المظاهرات في كوردستان بين الاستغلال والقمع
- خطب الجمعة قنابل موقوتة ، خطبة مسجد الحاج إبراهيم في أربيل ن ...


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قيس قره داغي - أخي مصطفى گرمياني .. وداعا