أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - التجمُّع الماركسي- الديمقراطي في سوريا - الحاجة إلى يسار ماركسي مستقل في سوريا















المزيد.....

الحاجة إلى يسار ماركسي مستقل في سوريا


التجمُّع الماركسي- الديمقراطي في سوريا

الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس من المبالغة في شيء القول أن المهمة الأساسية الراهنة لليسار الماركسي هو إعادة بناء السياسة في المجتمع السوري ؛ مجتمع جرى تكييفه على مدى عشرات السنين ، تكييف على الطريقة البيروقراطية السوفييتية : الحركة الشيوعية الرسمية السورية كيفت من قبل قيادة الكومنترن ، والجماهير الشعبية من عمال وفلاحين فقراء وبورجوازية صغيرة مدينية مفقرة كيفت من قبل النظام القائم حيث سيست بطريقة أدت إلى نزع شديد لكل سياسة من حياتها وبالتالي راحت تبحث عن السياسة في الدين المسيس . إن صعوبة إعادة الحياة إلى السياسة في المجتمع السوري بشكل حديث تأتي من نتائج هذا التكييف الشديد من الجهتين الحومية والحزبية الشيوعية ، ومن الحصار الذي مورس على كل فعل سياسي مستقل، مع أنه علينا الإشارة إلى الأخطاء التكتيكية التي وقعت فيها أغلب الأحزاب والتي حاولت شق طرق كهذا، خاصة ما وقعت فيه من المغامرة والنبرة الثأرية ومن الانغلاق والانعزالية وحتى الاستئصالية تجاه التيارات الأخرى فكانت بهذا المعنى صورة مصغرة عن المجتمع السوري في انكفائه نحو ولاءات قديمة ، لا بل كانت أكثر منه انغلاقاً وانعزالية رغم شعارات الديمقراطية والحرية والوطنية. لكن الأمر الأهم في عمل المعارضة السورية على اختلاف مشاربها هو خطؤها المنهجي في التحليل السياسي حيث تنطلق في مقاربة الوضعين العالمي والإقليمي انطلاقاً من موقفها الثأري من السلطة السياسية القائمة، بالتالي فهي تنطلق في التحليل السياسي من الجزئي إلى الكلي ، ومعروف أن الكلي هو النظام الإمبريالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة وأن النظام في سوريا هو الجزء بالتالي فمن المنطقي والصحيح الانطلاق في تحليل الوضع السوري اقتصادياً وسياسياً من دراسة شكل عمل النظام الإمبريالي ومن ثم دراسة الوضع العربي وحين نصل إلى الوضع المحلي السوري يدرس بعناية وتفصيل وتوضع الإستراتيجية والتكتيكات التي تقود إلى بناء ا ستقلالية الحركة الماركسية ، وإلى إعادة السياسة إلى المجتمع بالتالي قطع الطريق على تسيس الدين والدفاع عن مصالح الكادحين من العمال والفلاحين الفقراء وصغار المنتجين والفقراء من سكان المدن ومن أجل حل مسائل المهمشين قومياً واجتماعياً. لقد كشفت الحرب الإسرائيلية العدوانية الأخيرة على لبنان مدى العيب الذي يلازم هكذا منهجية في التحليل ، حيث وقعت المعارضة الديمقراطية الوطنية والليبرالية السورية في إرباك ، وهذا الإرباك ناجم بالتحديد من العيب المنهجي السالف الذكر .
في 20 نيسان من هذا العام صدر إعلان عن تأسيس تجمع جديد يحمل اسم ”تجمع اليسار الماركسي في سوريا ”، حيث طرح وثيقة تأسيسية قدم لها ببيان . والوثيقة هي حصيلة عامين تقريباً من النقاش الجاد والمثابر والحريص حيث خرجت جميع الأطراف الماركسية المشاركة بتوافقات أقل ما يقال عنها أنها الحد الأدنى الضروري لقيام عمل مشترك بينها بعد سنوات من القطيعة والإقصاء وسوء الفهم والإبعاد المتبادل ، ولسنا هنا في التجمع الماركسي –الديمقراطي في سوريا بصدد الحديث عن تفاصيل الوثيقة فهي موجودة لدى الجمهور المهتم، بل نحن بصدد الحديث عن الحاجة التاريخية لقيام تجمع كهذا ، منطلقين من معطيات الواقع السوري الراهن التي هي :
1- انزياح عدد كبير من المثقفين والنخب السياسية التي كانت تلهج باسم الماركسية والشيوعية نحو الليبرالية والخيار الليبرالي على أثر تفكك الدولة السوفيتية وما ولدته من إحباط على المستويين العالمي والمحلي .
2- تغيير بعض القوى السياسية العريقة الشيوعية اسمها. وتحت التسمية الجديدة تم اعتماد رهان طبقي اجتماعي جديد مفاده نقل الرهان الطبقي في قيادة التحرك الديمقراطي من الطبقة العاملة السورية وتحالفها الشعبي إلى البورجوازية الليبرالية السورية المتأسلمة والعلمانية المحلية والمهاجرة .
3- انهيار ما كان يسمى بالشيوعية الرسمية ، حيث اندمجت بقاياها بالسلطة السياسية القائمة ، وأصبحت جزء لا يتجزأ من آلية اشتغال هذه السلطة .
إن النتيجة المنطقية لما تم ذكره هو النقص في التعبير السياسي للطبقة العاملة السورية وتحالفها الشعبي.
4- التآكل المضطرد للتحديثات الاجتماعية ولمكتسبات الطبقة العاملة والفقراء والمهمشين في المجتمع السوري والتي تم انجازها عقد السبعينات من القرن الماضي وحتى منتصف الثمانينات نتيجة تبرجز قيادات حزب البعث و تكييف منظماته القاعدية ، و نتيجة غياب أي قوى سياسية معارضة فاعلة تقف في وجه هذا التآكل ، ونتيجة لسلبية الجماهير الكادحة التي خضعت لتكييف شديد كما أسلفنا، ونتيجة الحصار الأمني والسياسي الشامل.
5- إهمال قطاع الدولة وتركه مرتعاً للنهابين والفاسدين بهدف واحد هو بيعه في المزاد العلني وخصخصته بعد إنهاكه والبرهنة المغرضة على عدم فاعليته وعدم أهليته. مع التحذير من أن انهيار قطاع الدولة في سوريا يعني انهيار النظام العام والدخول في فوضى اجتماعية مميتة .
6- بداية تفلت الطبقات الشعبية التقليدية من العمال وفقراء الفلاحين وصغار المنتجين في المدن من كنف المنظمات "الشعبية" الرسمية والتي هي حاضنات للتكييف السياسي.
من كل هذا يأتي إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا عبر وثيقته التأسيسية ليعبر عن هذه الحاجة في التعبير السياسي . وهذا التعبير السياسي عن الطبقة العاملة وتحالفها الشعبي ليس بدهياً ولا يأت بالادعاء ، بل مطلوب أن تأتي به جدارة هذا التجمع في التعبير حقيقة عن مصالح هذه الطبقات وعن مصالح جميع المهمشين والفقراء في المجتمع السوري من الناحيتين الاجتماعية والقومية .
إننا في التجمع الماركسي- الديمقراطي إذ نعبر عن نقدنا لأداء المعارضة الوطنية الديمقراطية فذلك من حرصنا الأكيد على العمل على مسألة إعادة إنتاج السياسة في المجتمع السوري ومن سعينا لقطع الطريق عبر الجدارة السياسية على كل مسعى لاستنساخ الحزب السياسي الديني في المجتمع منطلقين من قناعتنا بأن استنساخ هذا الشكل من الحزب السياسي يصب الماء في نهاية المطاف في طاحونة المشروع الأميركي للشرق الأوسط "الجديد" و"الكبير".

إلى الأمام
إلى الأمام العدد الثالث أواسط أيار 20007
نشرة سياسية غير دورية يصدرها التجمُّع الماركسي- الديمقراطي في سوريا




#التجمُّع_الماركسي-_الديمقراطي_في_سوريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - التجمُّع الماركسي- الديمقراطي في سوريا - الحاجة إلى يسار ماركسي مستقل في سوريا