صباح البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفساد الذي ينخر جسد ما تسمى بوزارة الخارجية ( العراقية ) بعد سقوط بغداد ليس له أول وليس له أخر فكما هو بات معلوم للجميع بأن الوزارات التي تشكلت بعد سقوط بغداد , وفي زمن حكومات الإحتلال المتعاقبة منذ مجلس الحكم المقبور سيء السمعة والصيت قد اعتمدت على مبدأ أساسي في طريقة عملها وهي أن تكون هذه الوزارات ملكية شخصية مقفلة للوزير وعائلته وأقربائه وحاشيته , وطبعآ وزارة الخارجية ( العراقية ) لا تشذ عن هذا السياق حالها حال جميع مؤسسات ودوائر الدولة ( العراقية ) المحتلة ووزاراتها المختلفة , بحيث لا يسمح إلى أي عراقي وطني حر شريف مستقل ولا ينتمي إلا أي من الإحزاب الإسلامية المجرمة والتكتلات السياسية الأخرى بكافة فصائلها وتنوعاتها والتي أتت بفضل سيادة البسطال الأمريكي المقدس حتى ولو كان هذا العراقي المستقل يحمل الشهادات العلمية والتقنية المرموقة في مجال عمله وتخصصه , والغريب والمثير للدهشة للقارئ الكريم أن السفارة الوحيدة بين سفارات وزارة خارجية حكومة الإحتلال الرابعة التي يتم تعيين سفيرها وموظفيها بقائمة تم أعدادها من قبل جهاز المخابرات الإيراني حصرآ والموافقة على أسمائهم هي السفارة والقنصليات ( العراقية ) في إيران ولم يكن أي دخل أو أي عمل بهذه القوائم لا من قريب أو بعيد حتى من قبل زمرة المجلس وفيلق بدر الذين ينتمون له , حتى أنه في حينه كان هناك تذمر واضح من قبل وزارة الخارجية ( العراقية ) على هذا العمل وقد أجاب في حينه المدعو عبد العزيز الحكيم زعيم عصابة ائتلاف الشر الموحد على هذا التذمر والتساؤلات (( بأن السفارة في إيران هي من حصتنا ولا دخل للوزارة بها وبالأسماء التي تم ترشيحها مثلما تم تعين الأكراد في السفارات بدون تدخل منا )) حيث تم تعيين المدعو محمد مجيد الشيخ سفير في إيران والذي كان معروف لدى العراقيين في السابق بلقب أبو حيدر الشيخ المخبر الخاص لمحمد باقر الحكيم وأحد الأبواق النشاز التي كانت تشن حملة رخيصة ومبرمجة ضد العراقيين الشرفاء الذين لم يقبل البعض منهم تسيد زمرة الحكيم والمجلس وفيلق بدر الإرهابي عليهم والعمل تحت أمرتهم وهذه الأفعال كانت معروفة لديهم وخصوصآ في محلة ( * كوجه مروي ) أو محلة العرب كما يسميها الإيرانيون المتفرعة من شارع ناصر خسروي , وفي سابقة غير مسبوقة في عالم الدبلوماسية العراقية والعالمية على حد سواء , أن يتم حضور وفد رسمي من السفارة والقنصليات ( العراقية ) في إيران لمهرجان ضد العراق وجيشه العظيم , الذي أقيم بمناسبة ما يسمى ( بتحرير ) مدينة خرمشهر ولمدة ثلاث أيام أعتبارآ من نهاية ايار وبداية حزيران 2007 , بعد أن كان جيشنا العراقي الباسل العظيم قد حررها من رجس عمائم الشيطان لمدة سنة ونصف , وقد قام وفد سفارة وقنصلية حكومة الإحتلال الرابعة بإلقاء خطبة طائفية عنصرية تنم عن مدى الحقد الدفين الذي في نفوس مثل هؤلاء الشواذ الذين تسيدوا العراق بفضل البسطال الأمريكي المقدس وتقولات غير منطقية ضد بطولات جيشنا العراقي العظيم السابق عندما كان يدافع عن العراق واعتبروه بأنه كان جيش الطاغية صدام لا بل على العكس من ذلك حيث لم يكتفي مهرجين وشواذ ملالي ولاية السفيه بهذه الخطبة فقط , حيث صرح المدعو محمد مجيد الشيخ لوكالة مهر الإيرانية للأنباء تصريح وقح وغير أخلاقي بالمرة للتعبير عن مدى تفانيه بخدمة نظام ملالي قم وطهران حيث أكد للوكالة ويا للعجب والغرابة (( أن هناك مزاعم كاذبة وملفقة تتناقلها وسائل الإعلام حول تدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الشؤون الداخلية للعراق , وأن ما ذكر بأن إيران تقوم بإرسال الأسلحة والعتاد وتجند المقاتلين إلى العراق لغرض ضرب وتقويض العملية الديمقراطية الجارية في العراق هو محض كذب وافتراء ويفتقر إلى المصداقية والواقعية , ولكن هناك بعض من الإيرانيون قد يعبرون الحدود لغرض زيارة العتبات المقدسة وسوف يتم إيجاد حل لهذه المشكلة )) !!! أنا بدوري لا تعليق لدي وأحيل التصريح النشاز هذا للقارئ الكريم ... مع العلم أن جميع العاملين في السفارة والقنصليات ( العراقية ) في إيران لا يتحدثون اللغة العربية واللهجة العراقية العامية المتعارف عليها بيننا نحن كعراقيين , ولكنهم جميعهم يتحدثون باللغة الفارسية , وليس هذا وحسب ولكن جميع البريد السري والشخصي الوارد من العراق يتم عمل نسخ منه طبق الأصل وتقديمه إلى مكتب الإسناد التعبوي الخاص بالحرس الثوري الإيراني ــ فيلق القدس لغرض الاستعلام أول بأول عن أي أمور أو تطورات مفاجئة قد تحصل , هذا نموذج حي وصريح من عمل هذه السفارة نقله لي شخصيا أحد العاملين في وزارة الخارجية ( العراقية ) منذ فترة ليست بالقصيرة أثناء إيفاده لخارج العراق والمتذمر جدآ لحد الغاليان وبالدور المخزي الذي يقوم عليه طريقة عمل وزارة الخارجية ( العراقية ) وفق نظام الأهل والأقرباء أولى بالغرباء من العراقيين الشرفاء . علمآ أن هذه الأيام المشؤومة نفسها تأتي وتمر ذكرى أليمة وفاجعة على الشعب العربي في عربستان المحتلة حيث يستذكر الجميع وفي كل عام إنتفاظة الأربعاء السوداء 30 أيار 1979 في مدن المحمرة وعبادان وديزفول , حيث بدأت المجزرة بحق المنتفضين العرب بقيام زمر الباسيج وبأوامر مباشرة من المقبور الخميني ونفذها مباشرة أحد شياطين الأنس الخامنئي باقتحامهم المركز الثقافي العربي والمنظمة السياسية للشعب العربي وقد أدى إلى استشهاد أكثر من 350 ضحية ومئات الجرحى والمعتقلين والتي أستمرت هذه المجزرة المروعة بحق العربستانيين وبأشراف من قبل المجرم الخامنئي لمدة ثلاث أيام متتالية بدأت على التوالي يوم الأربعاء والخميس والجمعة 30ــ 31 من شهر أيار والأول من حزيران من عام 1979 وكما بدأت في حينها عمليات الإعدام العلنية لعشرات المواطنين رميآ بالرصاص والسبب في تلك المظاهرات والإعدامات حيث كانت مطالبهم بتوفير مقومات العيش الكريم وإلا يعتبرون مواطنين درجة عاشرة وأن يتم توفير فرص عمل وغيرها من الأمور المعيشية والخدمية التي تمس واقع حالهم اليومي . وحتى أن المصور الصحفي الإيراني الفائز بجائزة بوليتزر الأمريكية الدولية جاهجير رزمي والذي كشف للعالم عام 1980 عمليات الإعدام التي شنها حراس الثورة الإيرانية والتي تظهر فيها الشرطة السرية الخمينية ( الباسيج حراس الثورة ) تقوم بإعدام العشرات من الأكراد والأقليات الأخرى معصوبي الأعين بالشوارع وكانت هذه الصور هي دليل عن مدى الجو المرعب الذي كانت تعيشه إيران بعد الثورة والتي كشفها للعالم أجمع عن مدى الإجرام الذي كان يمتاز بها نظام ملالي إيران ومسألة تصدير ثورتهم البائسة إلى دول الجوار وأولها العراق ثم يأتي علينا سفير عصابة إئتلاف الشر الموحد ليوجه خنجره المسموم وفي غفلة من الزمن لغرض طعن العراق من الخلف وهو في ضعفه ومرضه ولكن أن شاء الله بسواعد أبناء الملحة سوف يتم طردكم من حيث أتيتم أو سوف يتم تعليقكم على أعمدة الكهرباء كما حذرتكم مؤخرا ولية نعمتكم كوندليزا رايس أذا لم يتم تنفيذ ما يطلب منكم بالحرف الواحد وإلا أعمدة كهرباء العراق موجودة وتكفي وتوفي بالغرض وهذا اليوم سوف يأتي لا ريب فيه وهو وعد من أبناء العراقية أبناء الملحة لكم ولجميع الأقزام والمجرمين والذين أجرمو بحق الشعب العراقي العظيم ... وأن يوم غدآ لناظره قريب ....
* محلة ( كوجه مروي ) أو ما تعرف بمحلة العرب والمتفرعة من شارع ناصر خسروي وهو العالم السفلي الخاص بالعراقيين ( الحرافيش ) الذي تجد فيه كل شيء وأي شيء من مخدرات وحشيش وخمر وعمليات التزوير بكافة أشكالها وألوانها وأنواعها ( جوازات , سندات تمليك ملكية , هويات , شهادات للجنسية , شهادات ماجستير ودكتوراه , ترويج عملة مزورة , وغيرها من الأمور ) وكذلك الحملات التسقيطية التي كانت تشن بين الحين والأخر بين مختلف الاتجاهات والولاءات الحزبية المختلفة ... ومن الملفت للنظر في هذه الوقائع البائسة بأن سلطة الملالي كانت تتغاضى عن هذا المكان المعتم لغرض أخراج أكثر عدد من العراقيون وختم جوازهم من قبل سلطات شرطة الخميني بعبارة مشهورة (( خروج بلا عودة )) , ومن سخريات القدر أيضآ بأن قيادات أمراء الحرب كانت تعطى لهم شهادات مزورة ومصدقة من قبل وزارة الخارجية الإيرانية وبإسناد وتأييد مباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني لغرض أعطاء صورة مشوهة وكاذبة وغير حقيقية للأخر بأن من يقود هذه الأحزاب هم من ذوي الشهادات وليس قصابين وسائقين وسمكري سيارات وصباغين لا يحملون أي شهادة أكاديمية معترف بها ( مع احترامنا وتقديرنا لهذه المهن الحرة الشريفة لأصحابها ) وعندما تطرح عليهم سؤال مشروع حول تخصص شهادة الدكتوراه يأتيك الجواب المباشر والمتعارف عليه بأنها بالعلوم الإسلامية وهي كلمة فضفاضة هلامية ليس لها أي معنى علمي أكاديمي , ومن هؤلاء سفيرهم الهمام والشيخ همام حمودي والشيخ خالد العطية وغيرهم كثيرين والذي يرزخ بها مجلس نواب ووزارات قراصنة العراق الجدد ...
* في حالة الاقتباس كليآ أو جزئيآ من المقال نرجو الإشارة للمصدر
#صباح_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟