ذكرت صحيفة "إيج" التي تصدر في ملبورن بأستراليا الجمعة 26-9-2003 أن الحكومة الأسترالية توصلت إلى اتفاق لإنزال حمولة من الخراف -كانت السعودية قد رفضت تسلمها قبل شهرين بسبب إصابتها بالجرب- في العراق تمهيدا لذبحها خلال شهر رمضان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف عنها قولها بأن مصدري المواشي الأستراليين الذين يرغبون في إنهاء الأزمة التي أثارتها تلك الحمولة سيشترون الخراف المتبقية ويوزعونها في العراق مجانا.
لاندري اين هي منظمات المجتمع المدني العراقية عن هذا الحدث الذي يهتز له العالم ، وتقلق المنطقة الا ان العراقيين –باحزابهم الكثيرة ومجتمعات المدني الوليدة وحزب الخضر- لم يجدوا متسعا –بعد- ليتخذوا موقفا يدافع عن كرامة شعب ابي وصحته العامة
ففي استراليا –البلد المصدر- تعرضت الحكومة الأسترالية لحملة انتقادات قاسية من قبل "الجمعية الملكية لمكافحة القسوة ضد الحيوانات" الأسترالية بسبب المعاناة التي يعيشها الخراف على متن السفينة "كورمو إكسبرس" ، بعد ان نفق منها 6000 خروف، الا اننا لحد الان لسنا في وارد تحريك"الساكن" ازاء مجزرة صحية تنتظر شعبنا الصابر الممتحن،وكأننا ننتظر اصابة اهلنا بالجرب، وكأن امراض اليورانيوم المنضب التي "صدّرت" الينا بحاجة الى "تكملة" وهل هناك افضل من الجرب؟
انها فعلا ظلامة ياعالم
الم تكفي سني الاضطهاد الصدامي لشعبنا وما خلفه من مقابر جماعية، واعاقات تقدر بعشرات الالاف، وهدم منهجي لكل بناتنا التحتية،وتمزيق لنسيجنا الاجتماعي والنفسي حتى تكملوا"احسانكم" علينا بهذه "الهدية" الاسترالية؟
خراف جرباء طافت العالم شهرين رفضهم الجميع، واستقر القرار ان تفرغ في مكب النفايات العراقي!!!.
هل تحول العراق الى" بالوعة" للاطعمة الفاسدة والمنتهية صلاحيتها لنصل في نهاية المطاف الى الخراف الجرباء .
فاذا لم تتحرك القوى الحية العراقية ازاء حدث بهذا الحجم فمتى تتحرك؟
وكيف تبرر وجودها؟
وكيف ستدعي الحماية عن مصالح العراقيين؟
*سياسي واعلامي عراقي