عبداللطيف هسوف
الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 11:23
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
لازلت أتلمس الأعذار لبلدي المغرب رغم أن كل شيء آل للإفساد. أسب في بعض الأحيان هذا الانتماء وأحاول جاهدا قطع الحبل الذي يشدني إلى مغربيتي. عبثا أحاول، لأكتشف أنني مغربي حتى النخاع. مغربي مهما عبث بالمغرب العابثون، مهما سودوا الصورة الجميلة لأهل مغربنا.
(أهل مغربنا): تعبير استخدمه علماؤنا قبل قرون لتمييز علماء المغرب عن الشرقيين، كما للإشارة إلى حملة العلم المغاربة قاطبة دون الوقوف عند الانتماء الإثني. ومن الأمازيغ من خدم العربية والدين الإسلامي أكثر مما خدمهما عرب المغرب أنفسهم، أليس كذلك؟
وأصحح هنا أن اهتمامي، إلى جانب ثلة من الأمازيغ، بالنبش في التاريخ الأمازيغي مشروع لكون الأمازيغية مكون أساسي في الهوية المغربية. وسنخطو خطوة كبيرة في المغرب حين يفهم أهل مغربنا أن الأمازيغية ملك لجميع المغاربة ومن المفروض عليهم جميعا مساندة مطالبها الثقافية المشروعة. إذ لا يعقل أن يطلع بعض المفرنسين على موروث بونابارت الاستعماري ويكتفي المعربون بالبعد العربي الإسلامي ولا يعرفون شيئا عن شعب عمر لما يزيد عن 30 قرنا (كما جاء على لسان علامتنا الأستاذ محمد شفيق) بهذه الرقعة الجغرافية التي تسمى اليوم بالمغرب، إضافة إلى أن ما يقارب من نصف المغاربة يتكلمون اليوم الأمازيغية، وأكثر من 80 في المائة تجري في عروقهم دماء أمازيغية.
ولقائل أن يقول: لماذا أركز على البعد الأمازيغي دون سواه؟ بكل بساطة لأن الأمازيغية عرفت تهميشا مقصودا استمر لعقود، إن لم نقل لقرون. ومع ذلك، فضرورة اطلاعنا على تاريخ المغرب في كليته ضرورة ملحة، سواء أكان هذا التاريخ مرتبط بالبعد الأمازيغي أو العربي (الهلالي أو المعقلي) أو الأندلسي أو الأفريقي الزنجي أو اليهودي أو النصراني… لم ألصق الإسلام بالعروبة كما يفعل بعضهم عن قصد أو عن جهل، لأنني متيقن بأن الإسلام كان ملكا للجميع، وأن الأمازيغ هم الذين نشروه في شمال أفريقيا والأندلس والصحراء الكبرى ببلاد السودان الغربي (طارق بن زياد، المرابطون، الموحدون والمرينيون كانوا أمازيغ كما يعلم الجميع).
العنصرية يا سادة ليست في اهتمامنا بجانب من هويتنا وثقافتنا وحضارتنا المغربية، أي الأمازيغية. بل العنصرية يا أهل مغربنا، وأخص هنا بعض العروبيين، هي في إعراضكم عن التعرف على تراث المغرب الأمازيغي. العنصرية هي حين لا يروقكم تخصيص 30 في المائة من برامج السمعي البصري للثقافة الأمازيغية. العنصرية هي حين تنقبض أسارير وجوهكم وتتفوهون بكلام محمض وأنتم تشاهدون موحا أولحسين أشيبان يرقص رقصة النسر، والواقع أن الأجانب يستمتعون بهذا التراث وأنتم شركاؤنا في الوطن تمنعون عنكم هذه المتعة، فقط لأنها أمازيغية. من العنصري منا؟ نحن الذين نرقص مع عيوط الشاوية وقراقب كناوة ونستمتع بنوبات الأندلسي وكلام الملحون وشعر آل حسان لأنها جميعها مغربية، أم أنتم الذين تعرضون عن متابعة رقص أحواش وأحدوس وسماع إزنزارن ورويشة.
أتريدون أن نحتكم عند الملك؟ لا بأس في ذلك فأبوه شريف عربي وأمه أمازيغية أطلسية!!!!!!!!!!!
#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟