محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 11:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
اللغة، والنباح، والتهديد بالقتل، سمات منحطة:.....2
وإذا كان هناك من يدعى بأن عدم النهوض بالأمازيغية مبعثه التهميش الذي يعاني منه الأمازيغيون، وأن النهوض بها لا يتم حتى يزول ذلك التهميش، فإن الواقع يقول غير ذلك.
فالمستفيدون من الاستغلال المادي، والمعنوي، أمازيغيون، وغير أمازيغيين.
والمناطق غير المهمشة من المغرب، أمازيغية وغير أمازيغية، والمناطق المهمشة أمازيغية، وغير أمازيغية.
والمعانون من الاستغلال، ومن التهميش، أمازيغيون، وغير أمازيغيين، لأن الاستغلال، ومهما كان وصفه، لا يمكن أن يصير إلا طبقيا، والصراع، كذالك، ومهما كان تحريفه، لا يمكن أن يكون إلا طبقيا.
والتحالف الطبقي المستغل (بكسر الغين)، يساهم فيه المستغلون الأمازيغيون، إلى جانب المستغلين غير الأمازيغيين.
والتحالف الطبقي من المستغلين (بفتح الغين) يساهم فيه كذلك الأمازيغيون، إلى جانب غير الأمازيغيين.
والخلاصة: أن الممارسين للتهميش في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من الأمازيغيين، وغير الأمازيغيين؛ لأن الجميع ينتمي إلى نفس الشعب، الذي تنفرز من بينه طبقات تمارس الاستغلال، كما تنفرز من بينه طبقات يمارس عليها الاستغلال.
وبناء على هذا الاستنتاج، فإن القول بأن الأمازيغيين يعانون من التهميش، هو مجرد شعار إيديولوجي، يسعى إلى تجييش مستعملي اللهجات الأمازيغية وراء النخبة المؤدلجة لتلك اللهجات، في أفق تحقيق التطلعات الطبقية لتلك النخبة، ليعود مستعملو اللهجات الأمازيغية أدراجهم.
ولذلك، فنحن لا ندعى شيئا خارجا عن الواقع الذي يفرض اعتبار اللهجات الأمازيغية ملكا للشعب المغربي، وأن الاهتمام بتلك اللهجات، في أفق تطويرها إلى مستوى اللغة، التي تصير معتمدة في التعليم، وفي الإدارة، وفي القضاء، هي مهمة جماعية، بعيدا عن أي استغلال إيديولوجي.
وما قلناه في الأمازيغية، وفي رفع تهميش "الشعب الأمازيغي" في المغرب، يمكن أن نقوله في الدين الإسلامي، الذي يعرف بدوره استغلالا إيديولوجيا، والذي يجب أن يبقى بدوره بعيدا عن ذلك الاستغلال الإيديولوجي، باعتباره معتقدا لمعظم أبناء الشعب المغربي.
فهل يستمر اللغط، والنباح، والتهديد بالقتل، من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، ومؤدلجي اللهجات الأمازيغية على السواء؟
إننا لا ننتظر من المؤدلجين، مهما كانوا، وأنى كانوا، إلا المزيد. وحسبنا إخلاصنا إلى ما نقتنع به، وليكن ما يكون، لأن "الإرهاب لا يرهبنا، والقتل لا يفني أفكارنا، وقافلة بلورة التصور الصحيح، لما يجب أن تكون عليه الأمازيغية، والدين الإسلامي، تشق طريقها باصرار".
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟