أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مهدي عامل - مسألة الديموقراطية















المزيد.....

مسألة الديموقراطية


مهدي عامل

الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 10:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


"مسألة الديموقراطية"

ملاحظة: هذا النص عبارة عن مداخلة القاها المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل عام 1986 ضمن "الندوة اللبنانية العربية العالمية" التي دعا اليها وقتها الحزب الشيوعي اللبناني ضمن التحضير لمؤتمره الخامس.



"سأحاول ان احصر مداخلتي في ملاحظتين:

1-الملاحظة الاولى: حول مفهوم الديمقراطية البرجوازية. اذا اردنا ان نعرّف الديمقراطية لقلنا انها في شكل عام هي : الشكل السياسي الملائم لسيطرة البرجوازية من حيث هي، اعتي الديمقراطية في الظاهر، حكم الشعب بالشعب عبر ممثليه السياسيين وللشعب، وفي الحقيقة من حيث هي ديكتاتورية الطبقة البرجوازية.

على قاعدة هذا التناقض، الديمقراطية ممكنة في ظاهرها بالذات لان البرجوازية كانت طبقة ثورية بمصالحها ارتبطت مصالح الطبقات الاخرى التي كانت خاضعة للسيطرة الاقطاعية وفي تناقض مع هذه السيطرة.

الديمقراطية البرجوازية في مفهومها النظري ممكنة لان البرجوازية طبقة هيمنية اي تحمل في سيرورتها الطبقية امكانية تكوين نمط جديد من الانتاج، وان تسيطر اقتصاديًا في اطار علاقات جديدة وسياسية، من حيث تمثل بنظام سيطرتها مصالح الطبقات والفئات الاخرى المتحافة معها والعاجزة عن تحقيق مصالحها بذاتها؛ فهذه المصالح، مصالح الطبقات والفئات الاخرى مرتبطة في امكانية تحققها بنظام سيطرة البرجوازية.



ما اقوله يصح في مرحلة من مراحل نظام البرجوازية بشكل خاص، وهي المرحلة الثورية اي المرحلة التي كانت فيها البرجوازية طبقة صاعدة، وفي تناقض تناحري مع النظم السابقة عليها. والديمقراطية البرجوازية ممكنة بمعناها المحدد، الذي هو اعطاء النقيض الطبقي للبرجوازية امكانية التكون في قوة سياسية مستقلة هي التي يؤمنها لها حزبها السياسي، هذا يعني في تعبير آخر ان تكوّن النقيض الطبقي للبرجوازية، وهي الطبقة العاملة كقوة سياسية ممكن في اطار الديمقراطية البرجوازية، لكن مع ذلك يجب ان نورد هنا ملاحظة: وهي ان هذه الامكانية بالذات، لم تتحقق كهبة من البرجوازية، بل بنضال ضدها. ويمكن القول، بل يجب القول، ان كل المكتسبات الديمقراطية السياسية والاجتماعية،حتى تلك التي لا تهدد النظام البرجوازي بالتهافت، قد انتزعت بنضال جماهيري.



اصل من هذا القول الى خلاصة:

1-ان المكتسبات الديمقراطية، حتى في الديمقراطية البرجوازية، هي وليدة الصراع الطبقي ووليدة نزعة التسلط والهيمنة، والديكتاتورية الملازمة للنظام البرجوازي، انها وليدة النضال الجماهيري لا سيما في مرحلة صعود البرجوازية، وفي اطار من التحالفات تقيمها هذه البرجوازية مع قوى شعبية محددة.

2-اما في مرحلة الازمة، فتظهر نزاعات متجددة لضرب المكتسبات الديمقراطية، وبالتالي يصبح الحفاظ على هذه المكتسبات الديمقراطية البرجوازية، وتعميقها، نتيجة نضال دائم، مثابر ، مستمر، ينتج عن هذا منهجيًا، ضرورة النظر في مشكلة الديمقراطية، حتى بمعناها البرجوازي، من زاوية الصراع الطبقي ومن موقع النضال الجماهيري. هذه الملاحظة الاولى حول الديمقراطية البرجوازية العامة.



2-الملاحظة الثانية: هي ان الديمقراطية البرجوازية التي نسميها كولونيالية، نعني الخاصة ببرجوازيات مجتمعاتنا العربية، ومثال عليها الديمقراطية الطائفية [نموذج لبنان] كل ما كان ممكنًا في الديمقراطية البرجوازية في مفهومها النظري، ليس ممكنًا في الديمقراطية البرجوازية الكولونيالية، او في اطار الرأسمالية التبعية، كما في مجتمعاتنا.

وخاصة الشيء الثاني: الديمقراطية البرجوازية في هذه المجتمعات لا تسمح بتكون النقيض الطبقي لها كقوة سياسية مستقلة، وفي حزب ثوري، وسبب ذلك ان البرجوازية لم تقم في بلادنا بثورتها كما قامت بها في المجتمعات الاخرى، ولم يكن ممكنًا ان تقوم بثورتها هذه، لانها اتت الى التاريخ متأخرة بعد ان دخلت الرأسمالية في طور ازمتها.

اذ يمكن الكلام على طورين بالنسبة لتاريخ كل نمط من الانتاج:

أ_طور صاعد، تكون فيه الطبقة احاملة في صيرورتها طبقيًا هذا النمط من الانتاج، طبقة ثورية.

وب_طور هابط: او طور الازمة، حين تطرح ضرورة الانتقال الثوري الى نمط آخر من الانتاج.



اذن الرأسمالية في مجتمعاتنا عرفت طورًا واحدًا، هو طور ازمتها. تلاحم طور تكونها بطور ازمتها، وفي اطار ازمة الامبريالية وازة النظام الرأسمالي العالمي في زمن الانتقال الثوري الى الاشتراكية. لذلك، ولهذا بالذات كانت الديمقراطية البرجوازية، بما تعنيه من فسح امكانية التكون السياسي المستقل للنقيض الطبقي في مجتمعاتنا، امرًا يكاد يكون مستحيلاً، ان لم اقل مستحيل في مبدئه.

انها ممكنة فقط بشرط واحد، هو الحيلولة بالمطلق دون تكون النقيض الطبقي للبرجوازية في قوة سياسية مستقلة تتمثل بالحزب الثوري للطبقة العاملة.

مثال مصر:من هنا بالذات يمكن ان نفهم هذا الاستشراس الذي ظهر عند البرجوازية لضرب التنظيمات السياسية الثورية باكرًا: مثلاً، حتى في ثورة 1919 الذي بادر الى ضرب التنظيم السياسي لحزب الطبقة العاملة هو سعد زغلول.



ولكن هل هذا يعني انه لا يوجد امكانية تكون سياسي مستقل للنقيض الطبقي للبرجوازية؟ نعم. ولكن ماذا تكون النتيجة.؟ حين ذلك تسير البرجوازية في الطريق الفاشية، وفي طريق الحرب الاهلية، وهذا بالضبط ما جرى في لبنان، وهذا بالضبط هو سبب اساسي من اسباب الحرب الاهلية في لبنان،التي فرضتها البرجوازية على شعب لبنان.

مثال لبنان: كانت الديمقراطية ممكنة ما دامت ديمقراطية طائفية، والديمقراطية الطائفية في اساسها هي هذا النظام الذي يحول دون التكون السياسي المستقل للطبقة الثورية النقيضة، وبالتالي ما ان ظهرت ضرورة تحول الديمقراطية الطائفية الى ديمقراطية سياسية، حتى بمعناها البرجوازي، ما ان ظهرت هذه الضرورة حتى اختارات البرجوازية الخيار الفاشي ودخلت في مرحلة الحرب الاهلية. اذن لم تعد الديمقراطية ممكنة في لبنان الا كديمقراطية ثورية اي كحكم وطني ديمقراطي.



ترقين النص :الاخضر القرمطي –لبنان-

المصدر: مجلة الطريق (اللبنانية)-العددان الاول والثاني-نيسان-ابريل-1987.



#مهدي_عامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة التحرر الوطني: طبيعتها وأزمتها


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مهدي عامل - مسألة الديموقراطية