أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة السابعة من فوق الانقاض














المزيد.....

الرسالة السابعة من فوق الانقاض


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    


اخي الوفي ..

اثناء متابعتي لاحد المواقع الالكترونية العراقية استوقفتني كلمات رائعة خطتها انامل رقيقة لسيدة عراقية فاضلة عبرت فيها عن الصدق في المشاعر الانسانية واثبتت من خلالها دورها في الحياة كعنصر فعال ومؤثر في مجتمعنا العراقي الذي يتعرض لفتنة خارجية هدفها تمزيق وحدته الوطنية وزرع بذور الشقاق والفرقة بين ابناء الوطن الواحد وكانت هذه الكلمات كما يلي :

ياباه ترة الدنيا متسوا كل شوية واحد يزعل ..

وبهذه المقدمة ياصديقي احاول الرد على ماذكرته في رسالتك عن أمور بديهية كانت فيما بين البشر في عراقنا العزيز..

فيا صديقي انه امر لم يأت خارج السياق المالوف للمشهد العراقي و مايحصل الان في وطننا الممزق والمحتل ، بل على العكس هو جزء متمم له ومنسجم معه والأكثر تعبيرا عنه.

فالعراق الان تحكمه مافيا سياسية لاتعرف غير لغة العنف والعدوان والتخلف تفوح منها رائحة الطائفية البغيضة، والكراهية الى كثير من مكونات الشعب العراقي.

لقد اصبحنا بلد تتميز ثقافته بثقافة لغة السب والشتم والاستبداد والعنف بدلا من لغة الاحترام وآدابه.

فكما هو معروف عن التحية : مصدر حياه يحييه تحية ، ومعناه في اللغة : الدعاء بالحياة ، فيقال : حياك الله ، أي أبقاك ، ثم توسع في إطلاق التحية على كل ما هو في معناها من الدعاء الذي يقال عند الالتقاء ونحوه . والتحية أعم من السلام ، فالسلام نوع من أنواع التحية .

والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ولما جاءت الملائكة سيدنا إبراهيم عليه السلام تبشره بإسحاق قدمت بين يديها عند الدخول تحية السلام كما جاء في قوله تعالى : (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون)، وقال تعالى ايضا : (وإذا حُيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).

لذلك فان انهيار ركن من الأركان في مجتمعنا العراقي مؤدٍّ بالضرورة إلى انهيار كل الأركان ومن هنا تعيش اللغة العربية اليوم أزمة شديدة في عراقنا الديمقراطي الجديد وهذا فرضه علينا الاستكبار الأمريكي في إطار الاستعمار العولمي الجديد للعالم من خلال سعيه الخبيث الى اغراق العراق في أمية لغوية عامة لذلك ياصديقي اختفت كما ذكرته لي آداب التحية والسلام ولغة الحوار الانساني وتبادل الكلمات الجميلة وتم احلال لغة المستعمِر محل اللغة الوطنية فنسمع ونقرا اليوم ... هلو .. هاي .. باي .

فيما يخص الألفة فأنها ثمرة حسن الخلق ، والتفرق ثمرة سوء الخلق ، فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق، وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر.

وقال سيدنا عيسى عليه السلام : تحببوا الى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقربوا الى الله بالتباعد منهم ، والتمسوا رضاء الله بسخطهم . قالوا : ياروح الله فمن نجالس ؟ قال : جالسوا من تذكركم الله رؤيته ، ومن يزيد علمكم كلامه ، ومن يرغبكم في الآخرة عمله.

بالنسبة الى المآسي التي تعيشونها اليوم فهذا سببه ديمقراطية الفوضى والدمار والتي دخلت العراق على ظهر الدبابات الغازية لان ديمقراطية المفخخات والجثث الملقاة في الشوارع والانهار والاجساد المتطايرة تلك الديمقراطية التي تحصد كل يوم مئات الأرواح البريئة من المدنيين العراقيين واستباحت دمائهم وتزرع الموت في شوارع مدن العراق والفتك بالشعب العراقي وبهذه القسوة هو الاسلوب الوحيد لاستمرار فصول المسرحية السياسية الخبيثة الموجهة ضد الشعب العراقي المغلوب على أمره منذ أمد طويل.

يبقى هناك سؤال متى يصل العراق إلى مستوى العالم المتطور حيث كل شيء من أجل الإنسان ومنها ان الغاز يدخل إلى المنازل بالأنابيب معاً إلى جانب الماء الحار والبارد وغيرها من الخدمات ؟.

اما في العراق فاصبح البعض اليوم يستخدم ( المطال )* كمصدر جديد للطاقة واستخدامه كوقود في اعمال الطبخ والتدفئة وكدليل على نجاح الادارة الامريكية في بناء عراق جديد ومتحضر.

لذا يتطلب منا جميعا ان نتحلى بالصبر وهو النفحة الروحية التي يعتصم بها المؤمن فتخفف من معاناته وتدخل قلبه السكينة والاطمئنان وفيه الشفاء للنفوس الحزينة بما يبعثه في النفس من أمل .

واخيرا قال ألن بوسكي ( شاعر فرنسي ) :

أريد أن أعيش في عالم حيث كل واحد منا يستطيع أن يقول دون ان نتهمه بالكذب :" لقد اخترعت وردة ".



اخوكم

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

05/07/2007

[email protected]

* المطال :" هو عبارة عن اقراص مصنوعة من أرواث الحيوانات ( السرجين ) يجفف ويستخدم كوقود ".

* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=265391
****************************



#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة السادسة من فوق الانقاض
- يا دجلة .. اتعبنى صمتك !
- الرسالة الخامسة من فوق الأنقاض
- الرسالة الرابعة من فوق الانقاض
- الرسالة الثالثة من فوق الانقاض
- الرسالة الاولى من فوق الانقاض
- الرسالة الثانية من فوق الأنقاض
- لا إكراه في الدين
- الارهاب عدو للبشرية
- دموع الشوق
- ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )
- بوش و المغامرة المجنونة في العراق
- جدران الانقسام الطائفي والكراهية
- العراق الجديد والامل المفقود
- الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
- الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
- ديمقراطية الفوضى والارهاب
- المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
- المرأة العراقية والتزمت الاعمى
- ميسان دولة غابت عنها الشمس ( 9 )


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة السابعة من فوق الانقاض