|
الكرد والاسلام السياسى
عبدالله مشختى احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المجتمع الكردستانى مجتمع متدين بوجه عام ومتمسكين بالمبادئ والقيم الروحية للاسلام وملتزمين باداء الفرائض الدينية الى حد كبير ، والتزام الكرد بالدين الاسلامى معروف منذ القدم وهم ملتزمون به لله كما يثبتها الاغلبية منهم وهم ايضا عشائريون بطبيعة حيا تهم التى تعودوا عليها خلال الحقب التاريخية التى مرت عليهم وحتى فى احلك الظروف لم يتخلوا عن هذا الطريق الذى يعتقدون بانهم من خلال التزامهم وعبادتهم لله تعالى بانهم سيضمنون اخرتهم بعد مماتهم ويكسبون رضى الله عنهم يوم القيامة ، ونتيجة لهذا الالتزام نرى بان العديد من رجال الدين العظماء قد خرجت من بطن هذه الامة العريقة فى التاريخ وانشأوا التكايا والمدارس الدينية وتخرج العديد من علماء الدين على ايدى هؤلاء الفطاحل .اليوم وفى عصرنا الحالى عصر المدنية والتكنولوجيا الحديثة وبناء المجتمعات الديمقراطية تفهم هذا المجتمع متطلبات العصر والافكار الجديدة للاجيال الاخيرة من ابناء جلدتهم وما صاحبها من حدوث مفاجئات وانقلابات فى مفاهيم الفكر والقناعة بتطور العلوم والتكنولوجيا بدا هذا المجتمع بالتأقلم مع التطورات الجديدة وبشئ من التحفظ والتردد واتذكر عندما مشى العالم الفضائى ارمسترونك على القمر فى عام 1969 وكنا نتحدث بها كان العديد او يمكن القول الاغلبية الساحقة من مجتمعنا كانوا ينعتوننا بالكفر والالحاد ولم يكن يصدقون الخبر بل وحتى لم يكونوا مستعدين حتى القبول بالخوض فى هذا المجال . علما بانهم كانوا يؤمنون باى حديث او قول من احد الملالى او رجل دين ومستعدين للتضحية بكل ما يملكونه من اجل دعوة يطلقها احد رجال الدين من اجل الاسلام ،. كانت صورة الامس القريب اما اليوم وبعد حوالى ال 50 عاما وما عانوه وما شاهدوه بام اعينهم من مأسات وكوارث اصابتهم واصاب بنى قومهم على ايدى قوى وشعوب كانوا يعتقدونهم اخوة لهم بالاسلام ، شاهدوا ما اصابوهم من قتل وتهجير وتشريد وحرق وتدمير للقرى والحواضر وحرق بيوت العبادة التى كانوا يتعبدون فيها هم وابائهم واجدادهم باسم الاسلام والدين افاقوامن سباتهم وبدؤا بالتفكير بعمق فى واقعهم واوضاعهم كيف ان اخوة الدين مارسوا ابشع الجرائم بحقهم دون مبرر اوسبب . اقتنعوا بان القوى التى تدعى بالدين والعقيدة ما هم الا اعاء لهذا الدين وللبشرية حيث لبسوا لباس الدين وادعوا بانهم يعملون من اجل ترسيخ ما امر الله بها فى الارض على البشر خلافا بل هم عفاريت قاموا تحت مظلة الدين الحنيف بترسيخ اركان حكوماتهم واستعباد غيرهم من البشر ليكونوا لهم عبيدا طائعين ينفذون ما يأمرهم ومحرومون من كل الحقوق والامتياوات الا ما يتصدق به هؤلاء المجرمون الذين جعلوا من انفسهم خلفاء الله فى الارض ، علما ان الله والدين كان من افعالهم واجرامهم برئ . تعاونت كل اقوى الشوفينية والدينية المتطرفة والشعوبيين والقومية العنصرية مع بعضهم من اجل تدمير وابادة الكرد فى كردستان وبكل الوسائل الاجرامية والقسرية لامحاء وجودهم من على الخريطة والارض وبشكل منظم وخاصة بعد الستينيات وكانت فيالق الجيش العراقى وبا لتعاون مع الوية الجييش السورى والتحالف مع الدول الجوار مثل تركيا وغيرهابتمشيط وحرق المنطقة الكردية وحرق غاباتها وقتل من تصل اليه اسلحنهم الفتاكة كقتابل النابالم انذاك وبكل انواع الاسلحة المتوفرة لديهم لتد مير شعب مسالم يكره العيش بمذلة ويتوق الى الحرية والعيش الكريم وقد وصل الامر بهؤلاء المجرمين ان ابادوا قرية صوريا عن بكرة ابيها من الرجال والنساء والاطفال ولم ينجو احد منهم احياء ، وفعلوا ذلك ايضا باهالى قرية داكا عندما هربوا من القصف الى مغارة ووصلت اليهم الجيوش والمرتزقة ولم تدعهم ان يخرجوا من المغارة فسدوا بابها بالحطب واشعلوا فيهم النار حتى لم يبقى احد منهم يتنفس وهكذا الحال على مر اربعين عاما تقريبا يقتلون وينهبون ويدمرون وكان اخرتها بعد ان يأسوا من القضاء على شعب كامل يتمتع بالارادة والصمود للدفاع عن انفسهم وكرامتهم وارضهم وشرفهم لجؤا الى الاسلحة الفتاكة الحديثة والتى ختموها بالاسلحة الكيمياوية عامى 1987و1988 .
كانت هذه الجرائم كلها تمارس من قبل انظمة وقوى تدعى بالاسلام وبالدين المحمدى المتسامح والذى اكده سبحانه وتعالى فى الكتاب الكريم – لافرق بين عربى واعجمى الا بالتقوى – فاين كامنوا من قوا الله الكريم ومبادئ الدين الحنيف . بعد ان يأسوا واقتنعوا بان العنف والقتل العام والجيوش والاسلحة الفتاكة لن تجديهم نفعا وخاصة بعد المستجدات الدولية التى عصفت بالمنطقة وانهيار الطاغوت من على اكتاف العراقيين ، درست بقايا القوى الظلامية اوضاعهم وما راقهم امر الكرد كونهم نالوا قسطا من الامان والحرية والكرامة والتى كانت محرومة عليهم ، جن جنونهم وما فكوا لاعداد مؤامرات دنيئة اخرى فبدؤوا بتجنيد بسطاء وعملاء لهم من المنطقة وبدؤا بحرب جديدة اخرى ضد الكرد لاثارة الفرقة بينهم وتعكير صفو اوضاعهم بان بدؤا بتصدير ما يسمى بالاسلام السياسى الى كردستان تحت مسميات مختلفة منها الاخوان المسلمين وانصار الاسلام والاتحاد الاسلامى والجمعيات والتجمعات الاسلامية والحركات السلفية وغيرها وانيطت لهم مهمات محددة وخصصت لهم مبالغ طائلة تحت شعار الاغاثة والمساعدات الانسانية الاسلامية من اولياء امورهم من دول المنطقة وخاصة جماعاتهم فى السعودية ومصر ودول خليجية لكسب الجماهير وزرع نفوذهم فى الوسط الكردستانى المعروف لديهم بالتدين حتى تدنوا ساعة قوتهم كى ينصبوا من ازلامهم حكماء على الكرد لاعادة ارهابهم وتدمير مجتمعهم الذى بنوا بدماء مئات الالاف من الشهداء والضحايا والقرابين على مدى 40 عاما ، كما كان نظامهم الطالبان يفعل بالشعب الافغانى الفقير وما يفعله النظام الايرانى الاسلامى بالشعوب التى تعبش هناك .
السؤال هنا هل نجحت او هل ستنجح خطط مجالس الشورى للاخوان المسلمين ومن لف لفهم واتباعهم فى مجتمع كردستان التدين ؟ الجواب كلا لم ولن تنجح خططهم بين الكرد ذوى الاصول المتعمقة فى الاسلام والحضارة والارض ان المجتمع الكردستانى اليوم بات واعيا ويستذكر التاريخ الذى مر عليه عبر القرون الماضية كيف ان الساسة الاعداء والحكومات كانت تستغلهم باسم الدين لتنفيذ اغراضهم وجرائمهم ان ان كرد اليوم ليسوا كالامس ، ان رجال الدين اليوم فى كردستان ينادون اليوم بالمفاهيم والقيم الحضارية ويؤمنون بالديمقراطية ويدركون مدى خطورة الحركات الاسلامية المتطرفة على الكرد وان الغالبية العظمى من شعب كردستان امسوا لا يؤمنون بالسياسة التى تختلط بالدين ويكرهو ن ربط الدين بالساسة يطالبون بمجتمع مدنى تسودها الديمقراطية والعدالة والحريات الفردية وينبذون فكرة جعل المساجد ودور العبادة منابر للسياسة ويقفون بالضد من هذه الظاهرة ونرى بان الشعب عموما يشمئزون ون ذوى اللحايا الطويلة المصطنعة .
الكردى وحتى العلمانى يحترم الدين وكل الاديان السماوية ويعتقدون بان الاديان انما جاءت كى توحد البشر وتتأخى بينهم وتجعلهم يعيشون على ارض واحدة باخوة وسلام وطمأنينة فى مجتمع يسودها الامن والوئام وخالى من التعدى والظلم وانكار الاخر هكذايفهم الكرد الاديان ، لا كما يفهمها القوى الارهابية والقوى المساندة لها من الذين يصفون انفسهم بالمعتدلين ، وهم انفسهم لا اعتدال عندهم ولكن يقسمون المراحل حسب طبيعة نشاطهم وامكانيتهم ومدى قوتهم ، ينعدم الاعتدال عندهم عندما يرون انفسهم اقوياء وهذا حال كل الحركات الاصولية يتوحدون فى الاهداف ومختلفون فى التكتيكات الانية والمرحلية اى كتقسيم الادوار فيما بينهم .
#عبدالله_مشختى_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل نحن الشرقيين نمارس الديمقراطية فى الحياة الحزبية
-
لتكن ذكرى 14 تموز 1958 رمزا لاستقلال العراق
-
انه لعجيب امر العرب!!!!!!!!!!
-
لمصلحة من يستهدف مسيحيوا العراق
-
هل انت يسارى ؟ اذن كيف؟
-
برلمان وحكومة اقليم كردستان -- هل تحرر المراة الكردية من ظلم
...
-
اليسار بين التيار الاصولى والديمقراطى فى العراق اليوم
-
النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدنى والاحزاب
-
المادة 140 من الدستور العراقى لماذا كل هذه المعارضة؟
-
ماذا بعد اربع سنوات من الاحداث الدامية
-
الصراع فى العراق لن ينتهى قريبا
-
ماهى خلفيات ازمة العلم المفتعلة؟
-
تصريحات المالكى ولجنة تطبيع الاوضاع فى كركوك
-
هل ينتهى الارهاب بانتهاء الزرقاوى فى العراق ؟
-
تحالف الاعداء ----- والاتعاظ من التاريخ
-
حرية المرأة ومساواتها من دون خصوصية خاصة لها
-
زيارة الجعفرى والمغزى منه
-
هل حقا الذين فى شمال العراق صهاينة؟
-
الاستفتاء على الدستور -- انتصار للعملية الديمقراطية
-
صدام ---- والمحاكمة
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|