|
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأمازيغية، أو الدين الإسلامي.....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اللغة، والنباح، والتهديد بالقتل، سمات منحطة:.....1
ونحن عندما تناولنا موضوع: "الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين"، لم نسع أبدا إلى الإساءة إلى أي أحد، مهما كان، وسواء كان أمازيغيا، أو أصوليا، بقدر ما كنا نسعى، ولا زلنا نسعى، وسنسعى مستقبلا، إلى رصد ظاهرة السطو على ممتلكات الشعب المغربي، عن طريق صيرورتها ملكا للخواص. فإن كانت الدولة، ممثلة في أجهزتها التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، تلجأ إلى بيع ممتلكات الشعب إلى الخواص، وبأثمان رمزية في الكثير من الأحيان، فإن التيارات المتأسلمة، المنتظمة في الحزبوسلامي، تسطو على أصول الدين الإسلامي، وتحوله إلى إيديولوجية خاصة بها، عن طريق فرض الوصاية عليها. وكذلك الشأن بالنسبة للتيارات المتميزغة المنتظمة في الحزب الأمازيغي، التي تسطو على اللهجات الأمازيغية، وتفرض وصايتها عليها، عن طريق أدلجتها.
وسواء تعلق الأمر بأدلجة أصول الدين الإسلامي، أو أدلجة اللهجات الأمازيغية، فإن الهدف من وراء كل ذلك، هو خلق مجتمع طائفي، يسعى إلى إقامة نظام طائفي، تتوزع فيه الطوائف المؤدلجة للدين الإسلامي، والطوائف المؤدلجة للهجات الأمازيغية، تجييش فئات وشرائح الشعب المغربي، في أفق افتعال الصراع الطائفي غير المشروع، الذي لا يمكن قبوله جملة، وتفصيلا، ومن أجل أن يصير المغرب مجالا لذلك الصراع، كما حصل مؤخرا في الجامعات المغربية، وفي كل المدن الجامعية المغربية. وما حصل في الجامعات المغربية، هو خير دليل على أن الاستغلال الإيديولوجي للأمازيغية، لا يمكن إلا أن يفجر ذلك الصراع غير المشروع، والذي لا يخدم إلا مصلحة المستفيدين من استغلال الكادحين من الأمازيغيين، وغيرهم من كادحي الشعب المغربي، الذين يومنون بالدين الإسلامي كمصدر للقيم النبيلة، التي يتحلى بها معظم المغاربة، كما يحافظون على اللهجات الأمازيغية، باعتبارها حاملة لتلك القيم.
واعتبارنا لما يمارس في حق اللهجات الأمازيغية المغربية، وفي حق الدين الإسلامي، هو مجرد ممارسة إيديولوجية، تهدف إلى استغلال الأمازيغية، واستغلال الدين الإسلامي، لتجييش المغاربة، استعدادا للحرب التي لا هوادة فيها، جر علينا الكثير من الأعداء، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء استيعاب التصور الذي نسعى الى بلورته، وخاصة بعد استكمال نشر ما لم ينشر بعد على شبكة الأنترنيت. وبدل أن ينكبوا على مناقشة ما نشرناه مناقشة موضوعية – باستثناء الأستاذ آمال الحسين – أهالوا علينا الكثير مما لا يمكن أن نشتم منه إلا رائحة الإرهاب المادي، والمعنوي، سواء تعلق الأمر بمؤدلجي أصول الدين الإسلامي، أو بمؤدلجي اللهجات الأمازيغية.
فمن هؤلاء من ألحقنا بجوقه هتلر، وجعلنا من الذين يسحقون الشعوب المقهورة، من أجل تحقيق تطلعاتهم، ونحن الذين عانينا عدة مرات من تعذيب، وتنكيل مؤسسات الدولة المخزنية.
ومنهم من اعتبرنا من الصهيونية الذين يبيدون الشعب العربي في فلسطين المحتلة، ويعملون على اغتيال كل من يقوم بدور معين ضد الصهاينة، وقد ثبت جليا، وبالملوس، من من الأمازيغيين مع الصهاينة.
ومنهم من اعتبرنا قومجيا عربيا شوفينيا، يسعى إلى إبادة من ليس من قومه، في الوقت الذي يمارس فيه قمة القومجية الأمازيغية الشوفينية، التي تسعى إلى إبادة غير الأمازيغيين، وغير الصهاينة من على وجه الأرض.
ومنهم من اعتبرنا عميلا من عملاء الأنظمة الرجعية في الجزيرة العربية التي تنشر التخلف على وجه الأرض، ويعيث أغنياؤها في الأرض فسادا.
ومنهم من اكتفى بالدعاء لنا بالموت، حتى يتخلص من قلمي الذي يكتب شيئا لا يرضيه.
ومنهم من أعلن تهديده لنا بالقتل، من أجل أن يتخلص منا، وبصفة نهائية.
وهذه الأشكال من التهديدات أتلقاها عبر بريدي الإلكتروني، وعبر التعليقات المبتسرة على حلقات المواضيع التي أنشرها، لا تزيدني إلا اصرار على توضيح تصوري للأمازيغية، ولكيفية التعامل مع أصول الدين الإسلامي، باعتبارهما من مكونات الهوية المغربية.
فهل يحق لأحد أن يدعى وصايته على اللهجات الأمازيغية، أو على الدين الإسلامي؟
إن ما نعرفه، وانطلاقا مما هو ممارس في أوساط الشعب المغربي، أن اللهجات الأمازيغية المستعملة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق، إلى الغرب، هي ملك للشعب المغربي، الذي لا يستطيع أن يميز من بين أفراده:
من هو الأمازيغي؟
ومن هو غير الأمازيغي؟
وإن ما نعرفه، أيضا، أن الدين الإسلامي هو معتقد رئيسي، من بين معتقدات الشعب المغربي، وأن الشعب المغربي، هو وحده الكفيل بالمحافظة على استمرار اللهجات الأمازيغية، إلى ما لا نهاية، وهو وحده الكفيل بالمحافظة على سلامة عقيدته من التحريف.
وهذا المعطى الذي يعرفه الجميع، بحكم الواقع، يفرض تجنب شيئين أساسيين: الشيء الأول: هو أدلجة الأمازيغية، التي لا تعني إلا اعتماد لهجاتها أساسا لتجييش مستعملي تلك اللهجات، وراء مؤدلجي الأمازيغية، لتحقيق أهداف سياسية معينة، تمكن من الوصول المؤسسات المنتخبة، وإلى الحكومة، ثم إلى امتلاك أجهزة الدولة، لتحويل المجتمع، من مجتمع يتوحد فيه المغاربة المستعملون لمختلف اللهجات الأمازيغية، وغير الأمازيغية، إلى مجتمع تسود فيه الطوائف التي يفترض فيها أنها أمازيغية، وطوائف يفترق فيها، كذلك، أنها غير أمازيغية.
والشيء الثاني: هو أدلجة الدين الإسلامي، التي لا تعني كذلك إلا تجييش المؤمنين بالدين الإسلامي، وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، من أجل الوصول إلى المؤسسات المنتخبة، وإلى الحكومة، وإلى امتلاك أجهزة الدولة، من أجل العمل على صيرورة أدلجة الدين، هي الدين نفسه، وبقوة السيطرة الأيديولوجية القائمة على سيطرة مؤدلجي الدين الإسلامي. وإذا تعددت التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، فإن كل توجه يسعى إلى أن تصير إيديولوجيته هي الدين عينه. وهو ما يجعلنا نقف لا أمام دين إسلامي واحد، بل أمام أديان إسلامية، معبرة عن قيام طوائف دينية مؤدلجة للدين الإسلامي.
وسواء تعلق الأمر بأدلجة اللهجات الأمازيغية، أو أدلجة الدين الإسلامي، فإن الأدلجة لا يمكن أن تنتج إلا مجتمعا طائفيا. والمجتمع الطائفي، لا يمكن أن ينتج إلا صراعا طائفيا. والصراع الطائفي، لا يعني في العمق إلا انهيار المجتمع، وتخريب حضارته، وفساد قيمه، وضرب وحدته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بسبب سيادة الطائفية المترتبة، أو التي قد تترتب عن أدلجة الأمازيغية، أو أدلجة الدين الإسلامي.
وهذا الاستنتاج المرعب، والمهول، والمخيف، والمؤدي، بطبيعة الحال إلى نتائج لا تحمد عقباها، يطرح علينا سؤالا هو:
ألا يحق للمغاربة تكوين جمعيات تهتم بتطوير اللهجات الأمازيغية، أو بتعميق فهم الدين الإسلامي؟
إننا في مقاربتنا للجواب على السؤال الأول، والثاني، يجب أن نؤكد على الحق في إبداء الرأي الفردي، بعيدا عن الجماعة، أو في اطار الجماعة، من أجل بلورة راي مشترك، بين مجموعة من المغاربة ،حول الأمازيغية، أو حول الدين الإسلامي، ولا بأس أن يهدف ذلك الرأي المشترك إلى تطوير اللهجات الأمازيغية، وبتعاون مع الأجهزة الرسمية المعنية بالموضوع، أو غير الرسمية، من جل التسريع بذلك التطور، في أفق بلورة لغة أمازيغية وطنية، يقتنع باستعمالها جميع المغاربة، أنى كان لونهم، أو جنسهم، أو معتقدهم، أو لغتهم، لا فرق في ذلك بين مغربي، واخر، بعيدا عن كل أشكال التعصب المؤدية إلى قيام طوائف أمازيغية، إلى جانب غيرها من الطوائف الأخرى، أو إلى تعميق فهم النص الديني، من أجل إنتاج القيم النبيلة، التي تتحقق معها كرامة الإنسان، بعيدا، كذلك، عن التعصب الديني، الذي قد يجر إلى قيام طوائف دينية، إلى جانب طوائف أخرى، ليتحول المجتمع المغربي، بسبب ذلك، إلى مجتمع طائفي.
ولإبداء رأينا في الأمازيغية، أو في الدين الإسلامي، نرى ضرورة التجرد من الأيديولوجية، والابتعاد عنها؛ لأن الأمازيغية، بلهجاتها المختلفة، ولأن الدين الإسلامي، ملك للشعب المغربي، ولأن أدلجتهما لا تعني إلا شيئا واحدا، وهو خوصصة ممتلكات الشعب المغربي، والخوصصة، من هذا النوع، لا تعني إلا انتهاكا جسيما لحق من حقوق الشعب المغربي، والمتمثل في احترام ما هو مشترك بين المغاربة جميعا، والأدلجة تنطلق من المصلحة الطبقية، التي تدوس أمامها مصالح جميع أفراد الشعب المغربي، غير المنتمين إلى تلك الطبقة. ومؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، إنما يجعلون الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، تعبيرا عن المصالح الطبقية ليس إلا. فإذا تبين مع مرور الأيام عدم جدوى تلك الأدلجة، يتم الانتقال إلى أدلجة شيء آخر...وهكذا..إلى ما لا نهاية.
وما نخلص إليه: أن ما هو حق للشعب المغربي، كاللغة، والدين، والأرض، والتاريخ، يجب تجنب التعامل معه تعاملا إيديولوجيا، حتى نستطيع تطويره في الاتجاه الصحيح، المكرس لوحدة المغاربة جميعا، الذين اختلطت في دمائهم الدماء المحلية، والوافدة من كل حدب وصوب.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....29
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....28
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....27
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....26
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....25
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....23
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....22
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....21
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....31
-
اشتغال بعض المغربيات مع جهاز الموساد الإسرائيلي نتيجة طبيعية
...
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....30
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....29
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....28
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....27
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....26
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....25
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....24
-
النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....23
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|