أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف هسوف - المغرب: الملك يحير بين حكومة قصر تبحث عن مصالحها الشخصية وحكومة وزراء تغط في نوم عميق














المزيد.....

المغرب: الملك يحير بين حكومة قصر تبحث عن مصالحها الشخصية وحكومة وزراء تغط في نوم عميق


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- الملك سيدي محمد السادس:
الملك محمد السادس هو الحاكم الفعلي للمغرب. كل صغيرة وكبيرة تتلمسها يده الشريفة في عقيق سبحته المخصصة للسياسية الداخلية، أما السياسة الخارجية فباعه كبير فيها، إذ أنه لم يتخصص في القانون فقط، بل أنجز دكتوراه بنيس بفرنسا اهتمت بالعلاقات الدولية، وركزت بالأساس على العلاقات الاقتصادية والسياسية والقانونية والأمنية بين الاتحاد الأوربي والمغرب العربي. لهذا السبب يمكن أن نعتبره من بين المبشرين الأوائل بالعولمة وما تقتضيه من مد جسور التعاون إلى ما وراء حدود الدولة-الوطن.
الملك الذي لا يتكلم إلا لماما يعمل بجد ويتنقل كثيرا بين جهات المغرب مقتضيا بجده المولى الحسن الأول الذي لم ينزل عن صهوة جواده قط. إلا أن الفرق بين المولى الحسن الأول وسيدي محمد السادس، هو أن الأول كان يطوف المغرب لإقرار الأمن وجمع الضرائب، في حين أن الثاني يسعى جاهدا لفك العزلة عن جهات عانت من التهميش ردحا من الزمن.
لست هنا بصدد محاباة أو تقديم مدح مجاني لشخص الملك المغربي، بل إنني أرى من الواجب علي كمثقف يحمل فكرا حرا بعيد عن أي انتماء لحزب سياسي أو شلة مثقفة أو جمعية أي كانت... من الواجب علي أن ألملم واقع العمل السياسي في المملكة المغربية، وأن أطرح سؤالا مشروعا: إذا كان الملك في المغرب يعمل بجد وإخلاص، فلماذا لا يقلع المغرب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا؟ لماذا لا؟
الجواب يكمن في المثل القائل: (يد واحدة لا تصفق).

2- حكومة القصر:
مع مجيء الملك محمد السادس للملك عمد إلى استقطاب نخبة من التكنوقراط والاقتصاديين والفاعلين الاجتماعيين من المقربين إليه (منهم من عرفهم خلال الدراسة). هؤلاء شكلوا النواة الصلبة لحكومة القصر خارج إطار حكومة الوزراء المشلولة. حكومة القصر هاته لا يمكن نعتها بحكومة الظل كما يذهب إلى ذلك البعض، بل هي الحكومة الحقيقية على الرغم من وجود نظام حكومي برلماني في المغرب. حكومة القصر هي التي تقود عملية صنع القرارات الأساسية ورسم التوجهات الكبرى بأمر من الملك المغربي طبعا. ولنا أن نقول: لقد نجحت حكومة القصر في مهماتها خلال السنوات الأولى، أو على الأقل أثبتت أن نظاما جديدا للحكم بدأ يرى النور بالمغرب. لكن، ماذا حدث بعد ذلك؟
أولا، اشتد الصراع على المناصب الكبيرة المقربة من الملك بين نخبة حكومة القصر ليكيل هذا لذاك في الخفاء وتبدأ الحرب الضروس التي ستفضي في فترة أولى إلى إسقاط بعض الرؤوس المعروفة، ثم يزج بها خارج أسوار القصر لتكلف بتسيير الشأن العام وتختلط بالجماهير المغربية عساها تفهم السياسة انطلاقا من القاعدة بعد أن أسقطتها مظلة المحسوبية في قمة هرم النظام المخزني المغربي.
ثانيا، سيظهر مع مرور الوقت أن المناصب وحدها لا تكفي كطُعم يستحق المنافسة، بل يجب استغلال النفوذ لتجميع الثروة. والحق يقال: من نحى هذا المنحى قد يكون على حق لأن المنصب المخزني لا يدوم بينما المال يصمد أمام العواصف السياسية الهوجاء، خصوصا إلى أودع بحساب سري بسويسرا. ومن ثم ستظهر رؤوس جديدة قابلة للحز لأنها استغلت قربها من الملك وتواجدها بالقصر لتستولي على المال العام وتترامى على أملاك الدولة المغربية.
ثالثا، هناك الشرفاء بالقصر يساعدون الملك بإخلاص ولا يستعجلون التغيير لأن الشعب نفسه بأحزابه ونقاباته وجمعياته... الشعب نفسه لم يتغير بعد. لكن من سيغير الشعب إن لم تكن قرارات الملك الحازمة في مجالات متعددة ترتبط أساسا بالقضاء على الأمية ونشر الوعي ورفع الحيف واستقلال القضاء...؟

3- حكومة الوزراء:
مما لا شك فيه أن الأحزاب السياسية المغربية أبانت خلال العقد الأخير عن فشلها الواضح وتقاعسها فيما يخص بلورة رؤية شاملة لحل مشاكل البلاد والعباد. وأقصى ما نجحت فيه هذه الأحزاب السياسية المغربية ينحصر في الجري المحموم وراء المناصب والكراسي في الغرفتين والسطو على الوزارات وتعيين عدد من أشباه الأميين كمستشارين وكتاب دواوين، حتى أضحت رواتبهم وامتيازاتهم تكلف المغاربة الشيء الكثير. وعموما، سارت مختلف الأحزاب والقوى السياسية المغربية خلال السنوات الأخيرة على درب الضعف والانتكاس والتدهور والتفتت المبرر وغير المبرر. أضف إلى ذلك تفريخ جمعيات المجتمع المدني التابعة لهذه الأحزاب هنا وهناك من غير طائل يرجى لأن همها الوحيد هو الحصول على الدعم المالي من أصحابها في السلطة. ومن ثم أصبح الكثير من المغاربة يرون أن المغرب لا حاجة له الآن لأحزاب سياسية، خصوصا إذا علمنا الثمن الباهظ الذي يكلفه دعم الدولة للأحزاب، ثم بعد ذلك رواتب البرلمانيين والمستشارين والوزراء وكتاب دواوينهم.

4- على سبيل الختم:
نستنتج إذن أن حكومة القصر تسعى لخدمة مصالحها الشخصية، في حين تغط حكومة الوزراء في نوم عميق مستخدمة الدولة عوض أن تخدمها، أما الشعب المغربي فإنه لم يفهم إشارات ملكه المتكررة بشكل كافي. نعم، لهذه الأسباب مجتمعة لا يلمس المغاربة المجهود الجبار الذي يقوم به الملك سيدي محمد السادس. ونعود لنقول: يد الملك لوحدها لن تصفق ما لم تتم تنقية حكومة القصر من الشوائب المزعجة، وما لم تفق الأحزاب من نومها وتتراجع عن توريث المناصب والوزارات، وما لم يفهم الشعب المغربي أن صوته يجب أن يسمع بقوة وأنه الوحيد القادر على محاسبة الخونة والمتنطعين.



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوصيات المغرب التي يدفع المغاربة ثمنها باهضا
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أول الخوارج بالمغرب: ميسرة (Maysar) ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أول الخوارج بالمغرب: ميسرة (Maysar) ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: سعدى الزناتية الأمازيغية: عندما تكون ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: دهيا الأمازيغية: رفضت الخضوع لأطماع ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: دهيا الأمازيغية: سموها حارقة البيوت و ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: كسيلة البربري: مقاوم الغزو العربي لبل ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: تينهينان الفيلالية: ملكة الطوارق، ناص ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: سبتيميوس سفيروس: الأمازيغي الذي حكم ر ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: جوبا الثاني ملك الموريين المفكر العال ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: بوكوس الأول: حاكم موريتانيا الطنجية
- تاريخ الأمازيغ المنسي: سيفاكس الثائر: الماسولي حاكم المغرب ا ...
- إهداء لرئيس عنصري حاقد يتجاهل تاريخ بلاده - تاريخ الأمازيغ ا ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أكليد يوغرتا (هانيبعل الأمازيغ): روما ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: أكليد يوغرتا (هنيبعل الأمازيغ): روما، ...
- تاريخ الأمازيغ المنسي: الملك مسينيسا النوميدي: أفريقيا للأفر ...
- مكانة الأمازيغ باعتبار النص الديني: صحيحا كان أم مزعوما؟
- لوكيوس أبوليوس ... مثقف أمازيغي... قراءة في رواية الحمار الذ ...
- لوكيوس أبوليوس ... حياة وأعمال مثقف أمازيغي لفترة ما قبل الإ ...
- نعرات الانفصال في العالم العربي الإسلامي: تقرير المصير داخل ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف هسوف - المغرب: الملك يحير بين حكومة قصر تبحث عن مصالحها الشخصية وحكومة وزراء تغط في نوم عميق