أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - تهنئة لأمينة عواد النيجيرية














المزيد.....

تهنئة لأمينة عواد النيجيرية


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 604 - 2003 / 9 / 27 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نيجيريا تبعد كثيرا عن العراق ، و تبعد أيضا عن التمدن و الحضارة و مثلها أصبح اليوم كمثل أفغانستان في أيام الطالبان ، طلاب الجهل و تلاميذ الدم . أنظر يا أمينة الى اسمكِ و كأني أنظر الى أية عراقية تمشي على أرض العراق، إن اسمك يشبه اسم كثيرات من العراقيات من الأخوات أو القريبات أو الجارات.
أهنئك يا أمينة ليس بمناسبة عيد الفطر السعيد فأتمنى لك صياما مقبولا عند الله ، و ليس بمناسبة عيد الأضحى المبارك لأدعي الى الله القدير أن تكوني في العام القادم حاجة تقفين على جبل عرفات و ترفعين يداك داعية الى الله أن يعطيك السلو و الغفران. أهنئك يا أمينة لأن رأسك سيبقى فوق جذعك ، و لأن جسدك سيبقى سالما بدون أن يمسه حجر. أهنك يا أمينة و قد رأيت رؤوس أهلي في العراق مفصولة عن الأجساد.

لقد نظروا اليكِ كزانية ، والزاني و الزانية بنظر المتشددين عقابهما الرجم ، الإعدام بالحجر حتى الموت. إنهم يستعملون الدين بأقسى ما له من شرع ، ويضعون الرحمة جانبا و ينسونها على رف لتمتلئ بالتراب و النسيان، بل يدوسونها بأقدامهم الحافية.
لقد أراد المدافعون عن التعنت و الماسكين بذيل الدين أن يرجموك قتلا حتى الموت ، ما أبسط  القتل على أيديهم ؟! أرادوا أن يرجموكِ أنتِ ، لأنكِ إمرأة من الناس البسطاء ، من عامة الناس. و لكن ، هل باستطاعتهم أن يتفهوا بكلمة واحدة عن الأميرات اللواتي يعشن في دولة مبعث ديننا ؟ الأميرات بنات صاحب الجلالة الملك المعظم ، الذي دخل كل القرى ليفسدها و ليجعل عزة أهلها ذلة، صاحب الجلالة الوهابي ، حامي الحرمين الشريفين، و ممول المجرمين الذين أرادوا رجمك في نيجيريا.
 تعالي معي يا أمينة لننظر سوية الى حال الأميرات و هن يدخلن الى ملاهي أوربا العديدة  و يخرجن منها.
أرادوا أن يرجموك يا أمينة لتكوني مثلا و عبرة  لأخريات . لمن ؟ لتلك البائسة الفقيرة التي نخر السوس أسنانها ، و لتلك صفراء الوجه التي أكل مرض فقر الدم بكبدها و شرب دمها ، و لتلك التي شبع الجوع من عظامها.

يا أمينة ! إن الدعاية المعادية لديننا و لشعوبنا تروِّج عنَّا بأننا همجيون لا نرحم ، و ما غرض هذه الدعاية الدفاع عنكِ ، بل هو محاولة ضربنا مرة بعد أخرى و وضع أحذيتهم على رؤوسنا و طمسها لكي لا ننهض ، و لكي نبقى في الحضيض . إنهم يشوهون  سمعتنا أمام الذي يريد التقرب الينا و التعرف علينا . و لقد لقي مَّن يعادينا مِن بين أوساطنا  مَن الذي يعطيهم العذر و التأكيد لما يقولون عنا. إن أعداءنا يقولون  أننا ارهابيون و همج و إنهم قد وجدوا في أصحاب إبن لادن  ذلك العذر و الغدر . لقد شوه الهمج ، أولاد بن لادن، ديننا السموح و فجروا الرحمة بعد  نزعها من قلوبهم، فقدموا بذلك خدمة جزيلة الى أعداء الدين. فنحن الآن في موقع واطئ لا يتمناه أحد لشعبه . إن الإرهابيين القاعديين و الطالبان و من لف لفهم لم يحترموا أرواح الناس و لم يحترموا التراث و لا التاريخ و لا الثقافة و لا العلم. إنهم دعاة القتل والجهل. أنظري يا أمينة ما حدث في أفغانستان سابقا و ما يحدث الآن في العراق.

أرادوا يا أمينة رجمك لأنكِ لستِ بالسيف المسلول ،خالد بن الوليد، الذي غدر بمالك فقتله و دخل على زوجته في نفس ليلة الغدر.
أرادوا رجمكِ يا أمينة لأنك لستِ بالمغيرة بن شعبة . أتعرفين قصة المغيرة بن شعبة و ركوبه بطن أم جميل ؟ أنظري في التاريخ، في أي كتاب من التاريخ  و اسألي الطبري ليساعدك في البحث عن قصة المغيرة؟

أرادوا قتلك يا أمينة نفس الأشخاص الذين صفقوا لهاتكي أعراض العراقيات ، صدام و الخنزيرين  ولديه .

حمدا لله على سلامتكِ يا أمينة.
حمدا لله.

محيي هادي - أسبانيا
25/09/2003
[email protected]

 



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب
- الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - تهنئة لأمينة عواد النيجيرية