أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - مكونات العراق سياسية وليست طائفية او قومية














المزيد.....

مكونات العراق سياسية وليست طائفية او قومية


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
يصر زعماء الطوائف، وزعماء الاكراد، وزعماء الادارة الامريكية، ومن لف لفهم، وتغطى بعبائتهم على الحديث عن مكونات العراق الطائفية، والقومية، ويحصرونها بالسنة، والشيعة، والاكراد. ويقصدون طبعا تقسيم العراق الى كانتونات طائفية، وعرقية ليسهل تمزيقه وهدفهم بالاساس تقاسم السلطة، والجاه، والمال، والمناصب، والعوائد، والارباح، والنفوذ، والقصور، والاراضي، والبساتين، والسفرات، والايفادات، وحتى الزوجات. ولو سلمنا على مضض، ان هذه هي مكونات العراق فاين التركمان ثالث قومية في العراق، واين المسيحيين، والصابئة، والايزيدية، والشبك؟ حتى لوفرض على الاخيرين ان يكونوا اكرادا، كما فرض على المسيحيين ان يكونوا كردستانيين وهم اشوريين، وكلدان، وسريان، وارمن. فهم ايضا طوائف، وملل، واثنيات مختلفة. طبعا هذه السياسة القديمة الجديدة في فرق تسد استعملها الانكليز في كل مكان، وعادوا ليستخدموها مع حلفائهم الامريكيين والمحليين في العراق. و"الزعماء" يتحدثون طبعا عن الشيعة، والسنة، والاكراد، وكأن كل منها شريحة منسجمة. في حين اثبتت المظاهرات، والمداهمات، والاغتيالات، والحروب الاعلامية والعسكرية، وتعدد المنظمات، والاحزاب، والتجمعات، والتكتلات، والجبهات، والصحف، والاذاعات، والفضائيات، والمجالس، ان الامر ليس صحيحا. فهناك في كل شريحة عمال، وفلاحين، وطلبة، وشغيلة، وكسبة، اساتذة، واميين، نساء، ورجال شباب، وشياب، كبار وصغار، كفار ومؤمنين، عاملين وعاطلين عن العمل، معوقين واصحاء، ابناء شهداء وابناء لصوص. فمن ياترى يمثل الحكيم؟ ومن ياترى يمثل جلال او مسعود؟ ومن يمثل السنة؟ واي عشائر تسندهم؟ والسنة والشيعة ليسوا فقط عربا. مثلما هو حال الاكراد فليس كلهم سنه، ولا كلهم شيعة. ونفس الامر ينطبق على التركمان.

العراق يا سادتي مكوناته سياسية، وليست طائفية، او قومية. نحن لسنا في درس جغرافية لنعدد انواع السكان، والاديان، والطوائف، ونوع الملابس، وشكل العقال، او السروال في العراق. منذ ان وعينا، ونحن نسمع: شيوعي، بعثي، قومي، يساري، يميني، ملكي، جمهوري، متطرف، معتدل، متحزب، مستقل، رجعي، تقدمي، ديمقراطي، استبدادي، وهكذا. وكل فئة يتوزعها تصانيف مختلفة. اما ان تقسموا العراق على ثلاثة جيوب جانبية جيب سني، وجيب شيعي، وجيب الصدر كردي. فهذا عيب، ومجافي، ومنافي للواقع. لو اخذنا الشيعة، او السنة كل على حده لوجدناهم مذاهب، ومرجعيات متعدة، وانتماءات سياسية مختلفة، وعشائر متنوعة، ودرجات اجتماعية متفاوتة. والاكراد لا يختلفون عنهم ففيهم الشيوعي والبعثي السابق (جحوش) وفيهم اليساري، واليميني، الشريف، والحرامي، والاسلامي، والعلماني. وفيهم الاشتراكي، وفيهم الشوفيني، والقومي المتعصب، وفيهم الكوسموبوليتي. أي كأي مجموعة بشرية اخرى في الكون. وكما قلنا شهدت مناطق الشيعة، مثل مناطق السنه، مثل مناطق الاكراد حروب، وقتال، وسلب، ونهب، واختطاف، ولا زالت تشهد. وكل هذا وذاك بسبب انه لايمكن ان يكون الجميع في خانة واحدة. ومظاهرات مدن السليمانية، واربيل، وحلبجة، والبصرة، والنجف، وكربلاء، والكوت، والعمارة، والثورة، وغيرها تثبت ان الشيعة او الاكراد ليسوا حزمة واحدة. وصحوة الانبار، او نهضة ديالى، او غيرها تثبت ايضا ان السنة ليسوا موحدين في كل شئ وليس لاي من هذه المجموعات زعيم واحد متفق عليه.

ان نظام المحاصصة دمر العراق بعد الاحتلال واستقدم له احتلال اخر. وان من يركبون موجته ويؤججون حربه لا تهمهم مصلحة الشيعة، او السنة، او الاكراد. بل مصالحهم الشخصية ومصلحة الزمر الملتفة حولهم، وشواهد التاريخ واضحة، والاربع سنوات من حكم المحاصصة كشفت ما يحتاج في ظروف اخرى الى عشرات السنين لكشفه. او كما يقول الاوربيون ما يخفيه الثلج تكشفه الشمس. لو ان مجلس الحكم تشكل على اساس حزبي، وان الانتخابات جرت على اساس حزبي، والعملية السياسية جرت على اساس حزبي، والحكومات تشكلت على اساس حزبي لما وجدنا انفسنا نخرج من نفق لندخل في نفق اخر. ولا زلنا مدفونين في خنادق المحاصصة الطائفية. ان الاقرار بوجود احزاب متعددة للشيعة، واحزاب متعددة للسنة، واحزاب متعددة للاكراد. بل حتى المجموعات الاثنية، او الطائفية، او القومية الصغيرة تتقاسمها احزاب، ومنظمات عديدة. فعليكم الاقرار اذن ان هناك مصالح، وافكار، وتطلعات مختلفة داخل اتباع كل طائفة، او دين، او قومية. فلماذا لاننتخب الناس على اساس برامج احزابهم، وليس بسبب انتمائاتهم القومية، او الطائفية، او الدينية؟

مهما طال الزمن، ومهما تفرعت الخنادق، وتعمقت الانفاق فان الاحزاب، او الجبهات، او التجمعات، حتى الدينية منها، ذات الطابع العراقي العام الذي يتجاوز ويتخطى الحدود الدينية، والطائفية، والقومية، والمناطقية، والعشائرية هي الاحزاب ذات المستقبل في العراق. وهي التي ستقوده الى بر الامان، ونعود لنسمي انفسنا عراقيين، وليس سنه، او شيعة، او اكراد. عندما يكون لنا برلمان واحد، ورئيس واحد، وحكومة اغلبية واحدة، ووزارات وطنية يقودها، ويدخلها، ويعمل فيها الجميع مثلما كان سائدا حتى في عهد الديكتاتورية البغيضية، او الحكم الملكي العميل. كان الشعور الوطني موحدنا. اختلفنا سياسيا، بل تقاتلنا لكننا لم نختلف على الانتماء الى الوطن بل اضطرت الديكتاتورية الى تسمية المعارضين لها بالعملاء كما اطلق على الحزب الشيوعي العراقي، وحزب الدعوة، او كما سميت الحركة الكردية بالجيب العميل. وكما اسقطت الحكومات الملكية الجنسية العراقية عن المعارضين، واسقطها صدام عن الاكراد الفيلية، وبعض الشخصيات الوطنية كالجواهري الكبير. فبماذا تختلفون عن نوري السعيد، او صدام حسين، وقد اتهمتم كل من وقف ضد الطائفية، وتقسيم العراق، والعراقيين بالتامر، والعمالة، واسقطتم عنه هويته الوطنية. لكن المثل يقول المجرم اول من يلقي الناس بحجر .




#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها العراقيون اتحدوا ضد الاحتلال والارهاب والطائفية
- انقلاب محمود عباس وطموحات جلال الطالباني. عن النظام الرئاسي ...
- النفط مقابل السلطة
- على حماس اعلان الدولة في غزة وسلوك طريق فيتنام
- الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم
- لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين
- الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم
- اذا كانت كركوك عراقية فلماذا يطرد منها العراقيين؟؟
- ابو الخصيب فردوس النخيل والمياه والشعر
- تجار المواكب الحسينية ودماء الشيعة المهدورة
- ماذا يفعل عداي الحكيم في ايران والحدود مسدودة؟
- يالمهدي شجابك للزركه
- الدين جلاد الشعوب
- العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية
- خطة بوش لا تجلب الامن للعراق لان اهدافها امن امريكا
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات
- الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية
- مجلس الدواب العراقي
- محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود متلما اجهض انتفاضة الحج ...
- جمهورية لطمستان المسلحة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - مكونات العراق سياسية وليست طائفية او قومية