أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - أوراق ميثاق شرف الشيوعيين السوريين - الجزء الثاني















المزيد.....



أوراق ميثاق شرف الشيوعيين السوريين - الجزء الثاني


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 603 - 2003 / 9 / 26 - 02:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



كلمة أدلب

ألقاها الرفيق د. عبد القادر سيد يوسف

الوحدة.. مصداقية في العمل وتضحية ونكران ذات وليس الركض وراء الامتيازات

نوجه تحية إلى منظمة الحزب الشيوعي السوري بدمشق التي أتاحت لنا هذا اللقاء.

الرفاق الأعزاء:

تعبيراً عن مشاعر وهواجس الرفاق والأصدقاء وجماهير الحزب بإدلب. جئنا إلى دمشق لكي نوقع ميثاق الشرف لوحدة الشيوعيين السوريين على أساس الماركسية اللينينية.

وبعيداً كل البعد عن الانتهازية والركض وراء الامتيازات متجاوزين البعض الذين يتصرفون وكأن الحزب ملك شخصي أو تابع لهم.

أيها الرفاق، إن تاريخ الحزب والبطولات التي سجلت خلال تاريخه ما هي إلا نتاج لجهود وتضحيات كل الرفاق وعلى كل المستويات.

منذ ثلاثين عاماً، ومنذ أول انقسام نكتب عن وحدة الشيوعيين السوريين ونعمل من أجلها وتصدر توصيات وتتحقق بعض الوحدات وبنفس الوقت تمارس في الحزب أعمال انقسامية، مرة مبررة ومرة أخرى غير مبررة ـ مرة الأكثرية مع أناس ومجموعة ومرة أخرى الأكثرية مع غيرهم ـ مرة يطبق النظام الداخلي ومرة أخرى يعطل النظام الداخلي.

ويذهب ضحية ذلك آلاف الكوادر والرفاق وينعكس سلباً على قضية الشعب والوطن. فإلى متى هذا؟.

نعدكم أيها الرفاق أن يكون همنا الأول قضية الشعب والوطن وأحد أهم مستلزماته وحدة الشيوعيين السوريين.

إن ثلاثين عاماً عشناها من الانقسامات والتكتلات وتعلمنا منها الكثير.

أما عملية الوحدة فأول ما تحتاج إلى مصداقية في العمل وتضحية ونكران ذات والركض وراء تنفيذ المهمات، وليس الركض وراء الامتيازات.

نعدكم أيها الرفاق أن نوقع ميثاق الشرف وأن نعمل على تطبيقه في الواقع وفي الممارسة العملية.

وشكراً لسماعكم..

اللاذقية

الرفيقة ليلى السيد

أيتها الرفيقات ـ أيها الرفاق:

تحية رفاقية لكل من ساهم في وضع ميثاق شرف الشيوعيين وكلنا أمل أن يكون التوقيع على هذا الميثاق انطلاقة لوحدة فصائل الحزب الشيوعي السوري، من أجل أن تعود الروح الكفاحية والنضالية لعمل الحزب بين الجماهير الكادحة بسواعدهم وأدمغتهم، لأن الشيوعية عقل وضمير وشرف العصر.

وأن يسود عملنا الشفافية والحميمية التي سادت عملنا اليوم، وإنني أطالب جميع الرفاق مساعدة الرفيقات من أجل توسيع وتعميق عمل الحزب بين النساء،لأن العمل لم يحررنا وإنما وضعنا أمام أعباء جديدة وهذا يتطلب مساعدة الشيوعيين للرفيقات.

جئنا إلى التوقيع من أجل أن نتفق ونعمل سوية من أجل تطوير عمل الحزب وكما قال ماركس: «لا ينتهي الخلاف إلى المقبرة».

كان لينين يردد كلمات غوته:

«النظرية رمادية اللون، أما شجرة الحياة فخضراء إلى الأبد».

شكراً لهم ولكم جميعاً..

ادلب ـ معرة النعمان

الرفيق مصطفى الرضا

الحزب الواحد لجميع الشيوعيين

منظمة معرة النعمان في محافظة إدلب كانت ولازالت تعاني من ظلم القيادات، و في الثمانينات فُصلت المنظمة بأكملها من الحزب وقد كانت ولازالت تناضل من أجل وحدة الحزب الشيوعي السوري ونوافق على ميثاق الشرف هذا والمطلوب من جميع الرفاق العمل لبناء الحزب الواحد لجميع الشيوعيين السوريين وفصائلهم وإننا على العهد ماضون.

حماة

الرفيق إلياس أبو حامضة

مدرسة الانقسامات كانت كارثة على الحزب وبنائه

لقد عملت ممثلاً للحزب الشيوعي السوري في الاتحاد العام للفلاحين منذ عام 1975  وقد خرجنا من الاتحاد في هذه الجولة، انتسبت للحزب الشيوعي عام 1953 في عهد أديب الشيكلي، وأنا من مواليد 1931، أنا موافق على ميثاق الشرف وأعتبره خطوة جديدة وكبيرة بالنسبة للشيوعيين السوريين لأن العمل الذي شقينا معه وفيه من الخمسينات حتى اليوم كان كثيراً، ربما لا يعرف الكثير من الشباب كم عانينا. جرت أزمات كثيرة في هذا الحزب والآن يجب العمل بجدية حتى نعود إلى فترة الخمسينات حيث كان الشارع السوري شيوعياً..

..إن مدرسة الانقسامات كانت كارثة على الحزب وبنائه، أتمنى أن يكون هذا اليوم ذكرى وعيداً لوحدة الشيوعيين وسنعمل بكل قوتنا من اجل وحدتنا.

تطرق بعض الرفاق لموضوع الأمانة العامة. أنا لست مع وجود أمين عام، يمكن أن أكون مع أمانة عامة من ثلاثة إلى أربعة رفاق، حتى نرجع إلى حزب قوي ومتين له صفة اعتبارية قوية بين الجماهير، وشكراً.

اللاذقية ـ جبلة

الرفيق أسعد سلوم مهنا

الولاء للحزب والوطن

رفاقي، أنا أعتبر هذا اليوم عيداً بوجودكم جميعاً. نحن علينا مهمة أساسية، هي بناء حزب شيوعي، حزب ماركسي لينيني أممي بروليتاري، حزب تتجلى فيه المركزية الديمقراطية، حزب يكون ماركسياً لينينياً، هذا هو المطلوب في الظروف الراهنة، حزب ـ كما ورد في ميثاق الشرف ـ لا يقبل بالولاءات مطلقاً، حزب يعبر عن وحدة الشيوعيين الحقيقيين، سنقول: لا مكان للولاءات نهائياً الولاء للحزب والوطن. وشكراً

حلب

الرفيق عدنان سباهي

الميثاق يشمل كل من يريد وحدة الحزب ويعز عليه أينما كان

الرفيقات والرفاق: هذا الاجتماع الذي يضم مئات الرفاق المناضلين في الحزب الشيوعي السوري هو اجتماع عزيز على قلوبنا.

لن أكرر ما قاله الرفاق، فقط هناك بعض الملاحظات على الميثاق: أولاً: أرجو ما دمنا نبدأ بهذه العملية بداية وليس نهاية مطاف، بأننا سنبدأ بالحوار من أجل توحيد جميع الشيوعيين السوريين، أن نترفع عن الاتهامات، فلنصنع الحزب بقدراتنا وإمكانياتنا وبمساهمة الرفاق وأصدقائهم جميعاً أينما كانوا.

النقطة الثانية: ما جاء على لسان الرفيق عبد المعين والرفاق الآخرين، أنا أرى أن يثبت في هذا الميثاق، هذا الميثاق هو دعوة للحوار والتوقيع عليه ليس التزاماً بتنظيم معين وبالتالي كما هناك سنبدأ هنا أيضاً، أي اليوم سيوقع عليه المئات، سنستمر في هذه الحملة لتصبح هذه المئات ألوفاً وعشرات الألوف وتشمل كل من يريد وحدة الحزب وكل من يعز عليه حزبه أينما كان.

المهم هو التوقيع على هذا الميثاق، هو التفاف حول المبادرين إلى توحيد الشيوعيين أولاً ودعوة لكل من لم يحضر أن يساهم الآن في هذه العملية.

حلب

الرفيق ادوار خوام

أيها الرفاق: نحن مع الميثاق، فهذا الميثاق يعيد لحزبنا جذوره واصالته، لقد هرب الانتهازيون من العمل الجماهيري وأرادوا أن يكون حزبنا معلبا، وحاولوا الابتعاد كلياً عن النضال الجماهيري وعندما كنا نناضل في مكاتبنا النوعية بجرأة وشجاعة، قالوا لا، وافقنا على انسحابك لأنهم لا يريدون كوادر نشيطة تعمل كما تربينا شيوعيين حقيقيين، وسنعيد الجماهير إلى أصالتها، سنعيدها ونعيد اشتراكات الحرفيين بالجريدة التي بلغت أكثر من (250) حرفياً، واليوم لن يستطيعوا جلب عشرة مشتركين من الحرفيين، الخزي والعار، لهؤلاء الذين ينكلون بكوادرنا الوطنية عاش حزبنا الشيوعي وعاشت الماركسية اللينينية.

أمين اللجنة المنطقية في دمشق

الرفيق علاء عرفات

إطلاق الميثاق.. خطوة هامة للحزب والحركة الشيوعية والبلاد..

سبقني الرفيق أبو فهد وتحدث بشكل جيد وممتاز باسم جميع الموقعين من دمشق على هذا الميثاق، سواء كانوا أعضاء في الحزب حالياً أو ممن هم خارج التنظيم أو من هم من فصائل أخرى.

باسم شيوعيي دمشق أتوجه للجميع بأحر التحيات واعين تماماً لأهمية هذه اللحظة وعمقها في حياة حزبنا وفي حياة الحركة الشيوعية وفي حياة بلادنا.

لنلتقط أهمية هذه اللحظة ونعمل على أساسها جادين تماماً لخير شعبنا وبلدنا وحزبنا، وشكراً.

حمص

الرفيقة ورد موصلي

لتتوحد الجهود لتنشيط العمل في أوساط الشباب والنساء والطلائع.

رفيقاتنا ورفاقنا مرحباً، أتمنى أن يقوم هذا الميثاق بتنشيطنا ويعطينا الدفع للعمل في أوساط النساء والشباب، لأن العمل بالمراحل الأخيرة ـ منذ سنتين ـ لم يتضمن أي نشاط بالنسبة للشباب والنساء رغم قولهم بوجوده.

أنا كنت عضو لجنة مركزية ومرشحاً في مكتب النساء والشباب لم نجتمع سوى اجتماع واحد بعد ستة أشهر من انعقاد المؤتمر، وتم عقد اجتماع آخر بعد حوالي أربعة أشهر أي أنه لم يكن هناك أي نشاط حقيقي.

أتمنى بعد هذا الميثاق أن تتوحد جهود جميع الشيوعيين لتنشيط العمل الحزبي ككل وفي أوساط الشباب والنساء خصوصاً والطلائع.

عفرين

الرفيق وحيد مصطفى

أيها الرفاق، دعوني أنطلق من مثل الرفيقة «النظرية رمادية اللون لكن شجرة الحياة في اخضرار مستمر»، أنا هنا أريد أن آتي بعدد من الأمثلة الحية كيف كان الحزب الشيوعي السوري عام 1952؟ تكونت منظمة عفرين من مجموعة رفاق متعلمين لأن الرفاق المثقفين كانوا قليلين جداً، لكن في البداية كانت الجرأة الشيوعية، جابهنا الإقطاع، والآغاوات الأكراد الظالمين، دافعنا عن الفلاحين وعددنا كان على الأصابع، الشيوعيون يسقطون الإقطاعية، ويسقطون دكتاتورية الشيشكلي، ويخوضون معركة الانتخابات عام 1954م وكاد مرشح الحزب أن ينجح لو كان لدينا ثلاث سيارات فقط، فقد كان الذهاب إلى القرى كلها سيراً على الأقدام، فهنا أريد أن أقول، هذه المنظمة تطورت بشكل جيد، عندما كان الحزب موحداً، الدولة كانت تحسب لها حساباً، حتى البعثيين لم يكونوا يتخذون قراراً إلا بمشاورة الشيوعيين، حملنا قائمة الجبهة الوطنية التقدمية على أكتاف الشيوعيين في ريف حلب، أنا أريد أن أتكلم ببعض المشاكل وأقول بكل صراحة وشعور بالمسؤولية: أنا كنت موجوداً في أزمات الحزب كلها من رياض الترك مروراً بإلياس مرقص ويوسف فيصل ومراد يوسف ومنظمات القاعدة وعشت بالقرب من القيادة.

أنا شاركت في انقسامات الحزب، وأتحمل مسؤولية في هذه الانقسامات، وأنتقد نفسي.. وأعتقد أن أكثر الموجودين هنا من حزبنا، قد أخطأوا.

أخطأنا أيها الرفاق، أخطأنا، سواء في القيادات أو القواعد، لماذا نصطف في جانب هذا أو ذاك؟ نحن مع الحزب، مع مبادىء الحزب.

أنا أعتقد أننا لم نكن نمتلك الجرأة أو الوعي السياسي النظري لذلك وصلنا لهذا.

الآن يجب أن يكون هناك منعطف جديد، وأخلاق جديدة ونكران للذات، في سبيل أن يكون حزبنا الشيوعي السوري موحداً على أسس مبدئية ومبادىء البروليتاريا العالمية. وشكراً.

حمص

الرفيق آية ضيعة

أنا مدرس لغة عربية.. أتمنى من جميع الشيوعيين الذين حضروا الآن، والذين لم يحضروا، أن يعملوا على إيجاد نظام داخلي يحد دائماً من سلطة الأمين العام، وكما تفضل الرفاق من قبل، لا إن اختلف إثنان سارعا إلى إلغاء دور الحزب.. فنأمل أن يكون اجتماعنا هذا اجتماعاً مثمراً، وأؤكد على دور العمل بين الشباب والنساء لأننا بحاجة لذلك.

وشكراً..

حلب

الرفيق سليم دهش

نحن أسياد الحزب ولا نقبل أن يسيطر عليه أحد، هذا حزب الطبقة العاملة

يجب أن نعمل جميعاً من أجل حزب من طراز جديد، نعمل حقاً وصدقاً من أجل مصلحة الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم. جميع الكادحين، حزباً يعبر عن قضايا الطبقة العاملة، عضو الحزب سيد الحزب، ومسؤول عنه مسؤولية تامة، وليس منفذ قرارات فقط، نحن أسياد الحزب ولا نقبل أن يسيطر عليه أحد، هذا حزب الطبقة العاملة. وشكراً.

السويداء

الرفيق دعيبس أبو فخر

الميثاق.. أمل جديد لكثير من الشيوعيين

(معلم متقاعد) منتسب للحزب عام 1967 في البداية لابد من توجيه الشكر للجنة المبادرة التي أنجزت الميثاق، إن ما ورد في هذا الميثاق نراه أملاً لكثير من الشيوعيين الذين آمنوا بمصلحة الوطن والشعب، وكانوا دائماً يصطدمون بمواقف القيادة، في الحقيقة نحن كنا منابر خطابية في مؤتمراتنا النقابية، نخطب ونقول، كنا نطالب أن نصعد عملنا الحزبي وكفاحنا لكن لا نحقق شيئاً، طالما أننا ممثلون بقوائم موجودة أصلاً، وكانوا يقولون لنا أنه لا يجوز أن نضحي بالطليعة إذا اتخذنا مواقف كفاحية وكنا نقول: كيف أننا بعد 1953  بعد الشيشكلي استطعنا أن نحقق وعاد الحزب ولم يضح بالطليعة.

كيف بعد حكم السراج، بعد عهد الوحدة، استطعنا، فكيف كان ذلك ومع هذا كله نصطدم بمواقف القيادة، لذلك أتينا إلى هنا لنوقع على هذا الميثاق الذي نوافق على كل بند فيه، وسنعمل على تحقيقه مع التكريس على فكرة: أن لا يكون انقساماً جديداً أو حزباً جديداً. وشكراً

السويداء

الرفيق جمال الجرماني

ميثاق الشرف.. قيمته في التطبيق

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق:

ليس هذا مجالاً لكي ننظر إلى بعضنا، فنحن شيوعيون والشيوعية عندما انتسبنا إليها منذ نصف قرن، تعني بالنسبة لنا أن الشيوعي آخر من ينام وآخر من يأكل وأول من يضحي.

عندما انتسبنا إلى هذه المبادىء لم نعرف أحداً وما نحن نعرف أحداً نقتدي به (شخصياً)، فقط كنا نقتدي بمبادىء الحزب، فهذه مسألة هامة لنا جميعاً، والشيء الذي أود أن أقوله وباختصار إن هناك مسألة هامة أيضاً وهي حادثة من الأدب لطه حسين الأديب الراحل: والحادثة التاريخية:

عندما هاجر النبي محمد من المدينة مع المهاجرين، استقبله الأنصار وقالوا له: سنناصرك بألسنتنا وبسيوفنا، فذكر طه حسين هذه الحادثة في إحدى كتبه، وقال: عندما كانت تحدث معركة بين المشركين وجماعة النبي، كان يحسب عدد القتلى، فيجدون قتلى الأنصار أكثر عدداً، فيقال حينذاك: أيهما كان أبلغ قول الأنصار أم فعلهم؟ أنا بتصوري هذا الميثاق هو حبر على ورق وإنما قيمته في التطبيق، منذ أواسط الستينات، عندما انتسبنا للحزب الشيوعي السوري، كان هذا الميثاق محفوراً في عيوننا وعقولنا ووجداننا، واليوم عندما نقف من جديد بعد (35) عاماً أمام أنفسنا وقفة مع الذات وهذا طبيعي في الحياة للمراجعة لكي نستخلص دروساً، هل كان نهجنا صحيحاً؟ أنا بتصوري علق في نهجنا كثير من الأخطاء، علينا أن نناضل ضد أنفسنا بالدرجة الأولى، والديالكتيك النقدي، وليس الديالكتيك المعتمد على التخطيط، المخطط الذي يتطلب أحياناً الامتثالية والتلقينية ويتطلب سماع الرأي والرأي الآخر، فأنا مع محبتي، ومع تطبيق هذا الميثاق والشيوعي عندما يقول شرف، هذا أفضل ما يقال بالنسبة له وأنا سأوقع على الميثاق لأنه ضروري.

الجزيرة

الرفيق عبدي يوسف عابد

أحيي جميع الحاضرين للمساهمة في هذا المسعى من أجل توحيد جميع الشيوعيين السوريين في حزب واحد ماركسي لينيني حقيقي. إن الحركة الشيوعية في سورية تعاني وضعاً مأساوياً من التشرذم والاقتتال الداخلي والضعف تحولت معه إلى واجهة وإطار ليس إلا، إن هذا المصير المؤلم هو نتيجة تراكمات طويلة من خرق مبادىء المركزية الديمقراطية تحت تاثير إغراءات المكاسب والمناصب. إن ما عانى الرفاق منه في السنوات الأخيرة عانته منظمة الجزيرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونتيجة للجرائم التنظيمية الكبرى التي جرت في منظمتنا لا بد أن أعود إلى الخطوط العريضة:

إن أبرز أسباب معاناة منظمتنا يعود إلى:

أولاً: تغلب المركزية على الديمقراطية وسيطرة مفهوم عبادة القائد الأوحد ولهذا العامل عدة أسباب:

- ظروف العمل السري والملاحقات فرضت - وهذا أمر طبيعي - التشدد في المركزية وتقوية دور الفرد القائد.

- العقلية العشائرية وهي تربة خصبة لتمجيد القادة ثم الصوفية المغرقة التي كانت تغلف المنظمة.

ثانياً: الماركسية ـ اللينينية هي أرقى وأصدق نظرية علمية لتطور المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية وهي قمة الوعي والمعرفة وعندما يتسلط على مقدرات منظمة ما عناصر متخلفة فكرياً تقف حائلاً دون تطور وتقدم الكوادر الأخرى لئلا يتكشف تخلفهم الفكري.

ثالثاً: حياة الدعة والراحة والنصف علنية بعد عذابات الملاحقة ثم جو التعاون لعب دوراً كبيراً في تفسيخ المبدئية لدى المسؤولين، لأنهم عوضاً عن أن يفهموا أن هذا التعاون مسؤولية حزبية عالية يسخر لخدمة البلد والحزب، فهموه من جانبهم كمكسب مادي فقط.

وإذا كانت الظروف شبه العلنية والتعاون قد ألغيا مبررات تغلب المركزية على الديمقراطية ودور الفرد القائد الأوحد واستلزم تطبيق الديمقراطية داخل الحزب إلا أن هاتين الظاهرتين السلبيتين استمرتا في الممارسة كالسابق تماماً.

وثمة عامل آخر لعب استغلاله من قبل المسؤولين أسوأ دور في حياة المنظمة ألا وهو قضية الأمانة العامة، فأي انتقاد كان يواجه بتهمة أن خلفيته هي ضد الأمين العام وأن مؤامرة تحاك لاستبداله بأمين عام آخر وأصبحت هذه الحجة، إلى جانب التهمتين الجاهزتين أبداً: التعاطف مع جماعة فلان المنشق، أو التهمة الأمنية، أصبحتا مبرراً للبطش بالكوادر المتفتحة الواعية المبدئية.

إن أغلب التصرفات اللامبدئية ألبست بعض هذه القمصان الثلاثة وتكرست معها اللامبدئية، مبدأ ممارساً في المنظمة واقترفت نتيجتها جرائم تنظيمية كثيرة جداً لا مجال لذكرها الآن، واعتقد أن جميع منظمات الحزب في سورية قد عانت من مثل هذه التصرفات.

إن مبادرة ميثاق شرف الشيوعيين السوريين التي نحن بصدد الإقلاع به هو خطوة نبيلة جريئة استلزمتها الظروف الموضوعية والذاتية للحركة الشيوعية السورية من أجل توحيد جميع الشيوعيين في حزب واحد مبدئي قوي يستطيع أن يضطلع بصورة أفضل بدوره ومهامه الوطنية والطبقية والقومية والأممية.

إن السعي للوصول إلى هذا الهدف النبيل عن طريق المفاوضات والمناقشات بين القيادات هو من المستحيلات، لأنه لا أحد من المسؤولين يرضى بالتنازل عن منصبه ومكاسبه، ثم إن وحدة حزب عن هذا السبيل، رغم أنها خطوة إيجابية، إلا أن الحزب الموحد الجديد سيحمل جميع السلبيات السابقة إلى داخله التي من شأنها إثارة الخلافات وتفجر الانقسامات من جديد.

إن التوجه الرئيسي برأيي هو بالضغط المستمر على قيادة الحزب من أجل أن تعقد مؤتمراً استثنائياً على أساس إحصاء دقيق حقيقي عياني يجريه الرفاق المفصولون متعاونين مع الرفاق المنظمين في جميع منظمات الوطن.

إن الوصول إلى هذا الهدف يستدعي من المسؤولين والقواعد العمل بين القواعد من جميع الفصائل وإعادة الصلات بالشيوعيين غير المنظمين وهم أضعافا أضعاف المنظمين. سعيد أنا بمساهمتي مع جميع الرفاق الحاضرين هنا للبدء بتجسيد ميثاق شرف الشيوعيين السوريين.

إن المهمة عظيمة وتحملنا مسؤولية تاريخية كبيرة وهي ليست سهلة أبداً لأنها تحتاج لنفس طويل وعمل جاد وصبور ودؤوب ومهما طال أمد التسلط اللامبدئي فلابد أن ينهار أخيراً وينهزم تحت ضغط تجمع وتراص وإصرار وإرادة القوى المبدئية لإنقاذ الحزب من كل زيف يشوبه. وشكراً

الميثاق.. مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية

حمص

الرفيق منصور أتاسي

نحن لا ننقسم ولا نتحد ولا نعلن عن تشكيل حزب، ولا ننتخب قيادة الآن، ولا نوافق على هذا الميثاق ولا لا نوافق عليه، نحن نبدأ الحوار من هذا الميثاق

أيها الرفاق الأعزاء أحييكم جميعاً...

نعتقد أننا أنجزنا اليوم جميعاً، بتوقيعنا على هذا الميثاق، وثيقة ستلعب دوراً هاماً في الحياة السياسية العامة في سورية وفي حياة حزبنا، الآن تتداعى قواعد الحزب لبحث مستقبل حزبهم بشكل حر، ويطرح وثيقة جديدة، أعتقد أنها ستقوم بتطوير عملنا الحزبي، أنا أريد أن أقول إن ما سمعناه اليوم هو تظاهرة فرح، لتوقيع هذه الوثيقة ولكن هي بداية لمهام صعبة جداً تنتصب أمامنا ويجب على الشيوعيين أن يتداعوا مرة أخرى لبحث القضايا الخطيرة التي تنتصب أمامهم وأمام بلادهم وشكل التطور اللاحق في هذا الوطن.

هذه نقطة بداية وحتى نستطيع الاستمرار بها، يجب أن نمتلك عمقاً في بحث كافة القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية، عليّ أن أتحدث أمامكم بصراحة أيها الرفاق، الأزمة ليست في القيادة فقط، بل في عقم الحزب، في بحث مستجدات تطور فكري، في عدم قدرة الحزب على فهم مستجدات التطور السياسي. في عدم قدرة الحزب على تأمين شكل من التنظيم يستطيع أن يحمل سياسته، هذه قضايا تخلف الحزب الشيوعي السوري.

مهما تحدثنا عن نشاط ضد القيادة وغيرها، وبقيت المسائل المطروة أمامنا منتصبة، ستنتج أيضاً أزمة أخرى، لذلك فإن المهام المطروحة هي مهام كبرى جداً، بقدر ما نستطيع التصدي لها، بقدر ما نحقق الشعارات التي طرحها الميثاق.

وأقول إن هذا الميثاق يسجل مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية، هذه المرحلة انتهت فيها الزعامات والشخصية الكبرى، وبدأ دور آخر، لم تعد الانقسامات والقيادات متمثلة بأشخاص في هذا الاجتماع.

الآن تتجه الأمور نحو هيئات، وهو تطور طبيعي في بلادنا، وإذا كان الشيوعيون الآن ينطلقون لهذا التطور، فهم طليعة القوى السياسية الذين ينهون مرحلة الزعامات التاريخية ويبدؤون مرحلة الهيئات السياسية.

هذه النقلة النوعية التاريخية حصيلة تطور اجتماعي موضوعي طبيعي، ومن هنا فنحن لا ننقسم ولا نتحد ولا نعلن عن تشكيل حزب، ولا ننتخب قيادة الآن، ولا نوافق على هذا الميثاق ولا لا نوافق عليه، نحن نبدأ الحوار

من هذا الميثاق، متخلين عن عقلية الزعامات التاريخية، مسجلين في سورية العربية، نقطة تطور موضوعية جدية، هي التخلي عن عقلية  القيادات والزعامات التاريخية.

 

وبقدر ما نستطيع فعل ذلك، سنترك أثراً كبيراً جداً في بلادنا. ومن هنا، لقد بدأت مهامنا وهي ليست صغيرة وأعتقد أن الرفاق الكبار الموجودين هنا قادرون في هذه اللحظة التاريخية أن يبدؤوا بتنفيذ عمل سياسي كبير
 وشكراً... **

 

كلمة  الرفيق د. غسان السباعي:

*لماذا لم تأتوا لتوقيع الميثاق؟

*لاانقسام بالقواعد إنما في الزعامات

ليس هناك جديد استطيع أن أحدث به، أنا شيوعي منذ عام 1954 ولا أزال شيوعياً وللأسف بعد الانقسامات أنا الآن في فصيل الحزب الشيوعي، فصيل يوسف فيصل، وأعتقد أنني سأُسأل عن حضور هذا الاجتماع وعن توقيع هذا الميثاق الهام، لماذا جئت إلى هذا المكان لتوقيع هذا الميثاق؟ وسأرد ببساطة: لماذا أنتم لم تأتوا إلى هنا لتوقيع هذا الميثاق؟

أيها الرفاق: منذ أول انقسام لم أشعر يوماً مع كافة الشيوعيين الذين أعرفهم، أن هناك انقساماً حقيقياً ضمن قواعد الحزب، ليس هناك انقسام بالقواعد إنما الانقسام في الزعامات فقط، ولا يوجد أي خلاف نظري أو فكري أو فلسفي إطلاقاً، عندما تلتقي بأي شيوعي، من أي فصيل كان لا يوجد أي خلاف على الإطلاق في أي موقف من المواقف، الكل وطنيون، ولكن بسبب من كانوا محترفين سياسياً بالحقيقة، ومن كانوا عالة على الحركة الشيوعية العالمية، هم الذين أوجدوا الانقسام، نحن جميعاً لم نكن منقسمين على الإطلاق، وأنا متفائل دائماً، سيكون هناك حزب شيوعي واحد لأنه حاجة طبيعية، وليس مزاج شخص أوقائد أوزعيم أو أمين عام. وشكراً.

كلمة  الرفيق د. قدري جميل:

* «ميثاق الشرف» نقلة نوعية في حياة الحركة الشيوعية في سورية

ليس شرفاً عظيماً لنا أن نكون حزباً رابعاً أو خامساً لسلسلة الأحزاب التي تظهر بعد الانقسامات

* تعلمنا خلال ثلاثين عاماً فن الانقسام، أما الآن فيجب أن نبدأ تعلم فن التوحيد

القواسم المشتركة الدنيا للميثاق:

* عودة الحزب إلى الجماهير.

* الدفاع الجريء عن مصالح الجماهير

* التحالفات المبدئية مع الحفاظ على وجه الحزب المستقل.

* إيقاف مسلسل الانقسامات والعودة للوحدة وجمع الشمل.

* الأخلاق الشيوعية.

لن أطيل عليكم، بانتهاء هذا الاجتماع سينتهي عمل لجنة المبادرة، لتحضير ميثاق الشيوعيين السوريين، هذا الميثاق سيحمل اسم العديد من موقعيه الأوائل، لا أعرف كم عددهم ولكنهم بالمئات الآن اليوم نضع أساس نقلة نوعية في حياة الحركة الشيوعية في سورية، ميثاق الشيوعيين السوريين الموقع باسم المئات من الشيوعيين السوريين ملك لهؤلاء الشيوعيين، سيطلقون الميثاق ليلعب الدور المنوط به في توحيد الشيوعيين في سورية، هذه العملية من الواضح أنه سيلتحق بها المئات والآلاف من رفاقنا لاحقاً.

ما هي مهمتنا اليوم؟

أعتقد أن المهمة واضحة بالميثاق نفسه: تشكيل لجان من أجل توحيد الشيوعيين على كل المستويات. ما هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه؟ إنه مبدأ سيادة المؤتمرات، أي الديمقراطية الحزبية الكاملة.

سيادة المؤتمرات تعني في جوهرها نقل السلطة كاملة إلى القواعد، وسيادة المؤتمرات ليست مفهوماً جديداً، ولا بدعة، بل هي هدف طالما ناضلنا من أجله، وعملنا كثيراً في سبيله، وخاصة بعد المؤتمر السادس من اجل أن تصبح جزءاً من حياتنا اليومية.

اليوم يجب تثبيته نهائياً، هذا فيما يخص المستقبل. بعض الأسئلة التي طرحها صدور الميثاق والنقاش الذي دار حوله حتى اليوم:

أولاً: ما هو الميثاق؟

الميثاق ليس برنامجاً سياسياً فكرياً، ليس نظاماً داخلياً، الميثاق هو مجرد إعلان نوايا من قبل الموقعين عليه، إنهم سيعملون انطلاقاً من هذه اللحظة، من أجل وحدة الشيوعيين السوريين، هذا العمل لابد أن يشق طريقه عبر الحوار، فلقد تعلمنا من خلال ثلاثين عاماً فن الانقسام، أما الآن فيجب أن نبدأ تعلم فن التوحيد، وتعلمه أصعب من تعلم فن الانقسام. لأن الانقسام تهديم والتوحيد بناء، والبناء دائماً أصعب من الهدم.

 إذا كنا واسعي الصدر والأفق، واستطعنا دائماً من خلال النقاش والحوار أن نجد القاسم المشترك الأدنى فيمكن أن نصل إلى نتيجة.

الميثاق بجد ذاته هو قواسم مشتركة دنيا، الميثاق فيه خمسة قواسم مشتركة دنيا،

القاسم الأول: عودة الحزب إلى الجماهير.

القاسم الثاني: هو الدفاع الجريء عن مصالح الجماهير

القاسم الثالث: هو التحالفات المبدئية مع الحفاظ على وجه الحزب المستقل.

القاسم الرابع: هوإيقاف مسلسل الانقسامات والعودة للوحدة وجمع الشمل.

القاسم الخامس: هو الأخلاق الشيوعية.

إن أهم ما اهتز خلال الفترات الماضية هو منظومة الأخلاق الشيوعية، التي بدونها لامعنى لأي حوار، ولا معنى لأي اتفاق فكري وسياسي، هذا هو الحد الأدنى الذي توقف عنده الميثاق، ولكن هذا الحد الأدنى، كما تبين، يستطيع أن يجمع الشيوعيين وأن يحول مجموع الموقعين على الميثاق اليوم إلى تيار جارف، يجمع الشيوعيين كلهم.

السؤال الثاني: هل هناك إمكانية لتحقيق هدف الميثاق؟

وحدة الشيوعيين السوريين كانت دائماً ضرورة، هذه الضرورة لم تتحقق خلال الثلاثين عاماً الماضية، كان يتحقق عكسها، وحدة الشيوعيين السوريين كانت دائماً رغبة عند الشيوعيين. هذه الرغبة لم تتحقق؟

لماذا، وماعدا مما بدا؟ ما الذي تغير اليوم؟

نعتقد أن الواقع الموضوعي كان أقوى من الرغبات خلال الثلاثين عاماً الماضية، كان معاكساً لرغبة الشيوعيين السوريين.

اليوم، نحن وكل العالم في لحظة انعطاف. وهذه اللحظة تحمل دلالة هامة، وهي أن الواقع الموضوعي، لأول مرة منذ عقود يتطابق اتجاهه مع اتجاه رغبة الشيوعيين السوريين، مع اتجاه  الثوريين بشكل عام في العالم كله. هناك انعطاف في الحركة الثورية العالمية، ولهذا الانعطاف تباشير وملامح بانت اليوم، لذلك فإن إمكانية تحقيق وحدة الشيوعيين السوريين اليوم أصبحت إمكانية واقعية، إمكانية حقيقية، يمكن أن تجري على أرض الواقع، لكن لن تجري وحدها، بل تحتاج إلى عمل وتحضير ونضال.

ـ من الذي سيقف ضد هذه الوحدة؟

كل من ليس له مصلحة بهذه الوحدة.

كل من استفاد من الانقسامات، الذين استفادوا من الانقسامات هل يستطيعون إعاقة الوحدة؟

لانعتقد، لأن الوحدة تمثل مصالح آلاف وعشرات الآلاف من الشيوعيين السوريين، وأولئك الذين لا يريدونها يتحولون يوماً بعد يوم إلى فئة معزولة وقلة قليلة.

ـ هل هذا الميثاق مرتبط باسم أحد؟

أحد مشاكل فن الانقسام، أن كل لحظة انقسام رُبطت بشخص، لعل أحد أشكال فن التوحيد اليوم هو أن التوحيد يجب أن لا يرتبط باسم أحد.

التوحيد يجب أن يرتبط باسم الشيوعيين ككل، وهذا الشيء الجديد الذي نريد أن نضيفه، إلى تاريخ حركتنا مستفيدين من كل تجربة الماضي.

ـ هل ميثاقنا يسعى إلى تكوين حزب جديد إلى جانب الأحزاب الموجودة؟

حتماً لا، نحن نسعى إلى بناء حزب شيوعي من طراز لينيني جديد، ليس إلى جانب الأحزاب الموجودة، ثالث أو رابع، بل حزب موحد مكان جميع الأحزاب الموجودة، هذا ما نسعى إليه.

ليس شرفاً عظيماً لنا أن نكون حزباً رابعاً أو خامساً في سلسلة الأحزاب التي تظهر بعد الانقسامات، ولو كانت القضية هكذا، لكان كل موضوع الميثاق هذا، لا حاجة إليه، ومن الناحية الشكلية كان ممكناً أن نفتح «دكانا» مباشرة بعد المؤتمر التاسع وأعني هنا الرفاق الذين اضطُهدوا أو نكل بهم، ولكن ما يهمنا هو مصلحة الحركة، مستقبل الحركة.

لذلك فإن الرفاق الشيوعيين مارسوا أكبر قدر من ضبط النفس، وضغطوا على جراحهم، واستمروا في العمل المبدئي تحت شعار (لا انقسام ولا استسلام) وما نراه اليوم أحد نتائجه.

القيادات المتمتعة بروح انقسامية تنعزل يوماً بعد يوم ولن يكون أمامها في النهاية إلا خيار اللحاق بهذا التيار أوالسقوط نهائياً من الحياة السياسية.

ـ لماذا نتحد من تحت وليس من فوق؟

هناك من يسأل قائلاً من المحتمل أن جماعة (فوق) لن يرضوا وبالتالي سنواجه واقعاً جديداً موضوعياً ورغماً عنا نقوم برد فعل ونشكل حزباً جديداً.

لا أيها الرفاق، أولاً: هل هناك فرصة للوحدة من فوق؟

انتظرنا ثلاثين عاماً، ولم يتم ذلك.

ـ هل نمتلك إمكانية أن نمارس الترف وننتظر ثلاثين سنة أخرى للوحدة الآتية من فوق؟

الواقع والوضع لا يسمح لنا بذلك، يجب أن نضغط من «تحت« لتحقيق الوحدة، إذا التحقت القيادات أهلاًَ وسهلاً. وإذا لم تلتحق فإن الحياة والواقع سيجد الحلول الملموسة لهذا الموضوع. هناك سؤال يطرح علينا للتشكيك بمصداقية الرفاق الذين عملوا من أجل الميثاق:

ـ لو كانت نتائج المؤتمر التاسع غير ما كانت عليه، أكنتم ستقومون بهذه الخطوات؟

أجيب بسؤال معاكس: نتائج المؤتمر التاسع لماذا كانت (هكذا)؟

لو لم يكن الرفاق الحاضرون هنا (هكذا)، أكانت نتائج المؤتمر التاسع (هكذا)؟!!

يريد الميثاق إطلاق الحوار، ليس من أجل الحوار، بل من أجل الوصول إلى حزب موحد، إلى وحدة إرادة وعمل.

بعد التضييق على الديمقراطية داخل أحزابنا أصبح الحوار بحد ذاته أملاً عند الشيوعيين ورغبة دائمة ولكن الحوار ليس هدفاً بحد ذاته.

الحوار وسيلة للوصول إلى هدف.

نحن نفهم تماماً أنه كلما توسعت الديمقراطية ازدادت هيبة المركز، وبالمقابل، كلما تراجعت الديمقراطية، تفتت المركز.

هناك أناس يعتقدون بأنهم كلما أضعفوا الديمقراطية وقووا سلطة المركز ازدادت قوتهم إلا أن الحياة أثبتت العكس، الديمقراطية الواسعة هي التي تؤمن سلطة المركز.

في الحزب الشيوعي، في نهاية المطاف، لا يوجد مثقفون وغير مثقفين، إذا كنا لينينيين في طرح الموضوع.

وبرأي لينين، ومن ثم الذين أتوا بعده، كل شيوعي مثقف. «غرامشي» يرى أن كل شيوعي يعمل من أجل نشر فكرة حتى لو لم يكن يملك شهادة محو أمية مثقف، والمتعلم الذي يملك شهادة الدكتوراة، إذا لم يحمل قضية يدافع من اجلها وينشرها، ليس بالمثقف.

لذلك كل الشيوعيين مثقفون، الشيوعيون المناضلون. أقل العمال تعليماً هو ا هم من اكبر المتعلمين ثقافة إذا لم يكن لهذا المتعلم علاقة بالحركة الاجتماعية ولا يؤثر بالمجتمع.

لذلك نحن لسنا مع خلق تناقض مصطنع داخل الحزب بين المثقف وغير المثقف. فما دام الشيوعيون دخلوا الحزب على أساس النظام الداخلي والتزموا على أساسه، فهم سواسية.

ليس هنالك شيوعي يمثل الطبقة العاملة داخل الحزب، وآخر لايمثلها، هذه الروح الشعبوية كانت بعيدة جداً عن فكر ماركس وأنجلز ولينين. كل الشيوعيين من المفروض أن يكونوا ممثلين لمصالح الطبقة العاملة.

هذه الروح تضر بالحزب وتنقل الصراع الطبقي من المجتمع إلى الحزب بينما مهمة الحزب تشديد وتطوير الصراع الطبقي في المجتمع.

وهذه اللعبة لعبها بعض الانقساميين تاريخياً وهي إحدى الدروس التي يجب الإفادة منها.

ـ ما هي الخطوات التالية؟

الخطوة التالية هي أن ننهي اجتماعنا وقد قارب على الانتهاء ولننطلق للعمل من أجل أن يتحول هذا التيار إلى تيار جارف، يوقع على هذا الميثاق الألوف وعشرات الألوف من الشيوعيين، وهذا ممكن وليس مبالغة، وأن ننتقل إلى العمل الملموس لتشكيل لجان توحيد على أرض الواقع، وهي تتشكل، بل تشكلت قبل اجتماعنا.

ونحن بذلك نُقر أمراً واقعاً موجوداً في المنظمات، وهو تشكيل لجان توحيد، بين الشيوعيين، هذه التجربة يجب تعميمها، وتسريعها وقضية الميثاق ستنتصر حتماً. وشكراً لكم.
 
رسائل تحية لاحتفال التوقيع على ميثاق الشرف

تلقت لجنة المبادرة لتحضير ميثاق شرف الشيوعيين السوريين العديد من رسائل التحية والتأييد للميثاق.. وننشر فيما يلي بعض هذه الرسائل:

تحية الرفيق عمر السباعي

الرفاق والأصدقاء الأعزاء..

تحية رفاقية وبعد:

إن وحدة الشيوعيين السوريين هدف أسمى يتطلع إليه وينتظره ليس الشيوعيون الثوريون فحسب، بل كل الوطنيين والتقدميين، وفي مقدمتهم، الطبقة العاملة السورية التي ترى أن تبعثر الحركة الشيوعية السورية قد ألحق ويلحق ضرراً كبيراً على نضالها وتحقيق أهدافها الكبرى في الوصول إلى الاشتراكية، أمل البشرية التقدمية المشرق.

إن وحدة الشيوعيين السوريين بات اليوم مهمة وطنية وطبقية كبرى لمجابهة كل الأخطار التي تحيق بوطننا وشعبنا، وهي الضمانة لاستمرار النضال الوطني والطبقي في الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب.

أعلن تأييدي وموافقتي على هذه المبادرة الهامة المتجلية في هذا الميثاق راجياً منكم النجاح في إنجاز هذه المهمة الكبرى

عاشت الماركسية اللينينية

عاشت الشيوعية

الرفيق عمر السباعي

تحية الرفيق عبدو بكور

الرفاق الأعزاء

تحية طيبة:

نحيي كل خطوة وحدوية إصلاحية، على أسس مبدئية بعيدة عن الأخلاق والممارسات التنظيمية والسياسية للقيادات القائمة، والتي تتحمل كل المسؤولية ولا تزال تتحملها لما وصلنا إليه الآن.

إن موضوع اجتماعكم هام، وهام جداً نرجو لكم النجاح.

حلب 14/3/2002

الرفيق عبدو بكور

مقتطفات من تحية الرفيق فهد درة

أيها الرفاق الأعزاء شيوعيو الماضي وشيوعيو المستقبل، أتوجه إليكم بكل الحب والمودة وبروح مفعمة بالصدق والإخلاص لكل شيوعي عمل في هذا الحزب سواء كان موجوداً الآن داخل ما يسمى بالفصائل الشيوعية أو خارج إطارها، متمنياً وعاملاً مع كل من هو مستعد للنضال في سبيل هدفنا الأسمى الذي نسعى إليه جميعاً ألا وهو بناء وطن قوي من خلال نظام تتحقق فيه مبادئ الاشتراكية العلمية المعطاء والمستقبل الوضاء حيث يسود العدل والحب والوئام الهادف إلى جلب الخير لشعبنا ولشعوب العالم كافة.

وإنني أرى في الهدف الذي يطرحه الرفاق المجتمعون الآن، ويعمل معهم الكثيرون من خارج هذا الاجتماع والمتواجدون في كل الفصائل وفي خارجها، هذا الهدف الذي يتمثل في عودة الشيوعيين إلى وحدة حزبهم الصوانية زارعين فيما بينهم الحب والصدق والتفاني والصدق في العطاء نابذين عقلية الفصل والطرد والتلميح والتجريح…

أيها الرفاق، أعود لأقول لكم بكل الحب والفخر والثقة، ومن خلالكم أتوجه إلى كل الشيوعيين للعمل الجاد في سبيل تحقيق وحدتهم التي هي نصر للجميع وليس لطرف على آخر بل لمصلحة الجميع بدون استثناء، ولتكن هذه الوحدة عاملاً بناء ومساعداً في إعادة الوحدة إلى صفوف القوى الوطنية الأخرى في بلادنا والتي تتمزق تباعاً، الأمر الذي يساعدنا لكي نكون قوة فاعلة حقاً إلى جانب حلفائنا البعثيين وغيرهم في النضال من أجل مصلحة وطننا وجماهير شعبنا الكادحة، وأن لا نكون عالة على التحالف مستجْدين المكاسب، سواء في الوزارة أو مجلس الشعب ومجالس المحافظات والمدن والنقابات أو في استجداء السيارات وغيرها. فلنكن قوة فاعلة في طرح الحلول الموضوعية لتحقيق عملية الإصلاح والتغيير إلى الأمام وتعميق الديمقراطية في صفوف حزبنا لأبناء شعبنا على امتداد الوطن. وبهذا الاتجاه، ومن أجل هذا الهدف النبيل، أعلن موافقتي بالتوقيع على ميثاق الشرف المطروح، وأدعو وسأعمل بكل طاقتي من أجل ترسيخ هذا الاتجاه بين كل الرفاق، وسأناضل في سبيل ذلك ما بقي لي من عمر.

أيها الرفاق: إن لآلاف الشيوعيين ماضياً مجيداً في الدفاع عن استقلال الوطن ولقمة الشعب والآلاف منهم دخلوا السجون في سبيل هذا الهدف، وعاشوا مرارة الاضطهاد والإهانة والتسريح التعسفي والمطاردة القاسية، وذاقوا شظف العيش في سبيل ذلك، ولهذا فالحزب هو ملك لهؤلاء الآلاف، وعليهم جميعاً تقع مسؤولية العمل والنضال من أجل العودة لوحدة حزبهم وقوته. (ولاتقع مسؤولية الوحدة هذه على القادة فقط، مع أن عليهم مسؤولية كبيرة في هذا الاتجاه) ولكن حيث الكثيرون منهم لم يذوقوا طعم حلاوة النضال ولا عذاب وصعوبة تحمل المسؤولية، فلنبادر جميعاً ولنعد بقوة إلى حزبنا متناسين ما أصابنا من جراح للعودة إلى تقاليدنا المجيدة في النضال البناء من أجل خير وطننا وشعبنا وإلى الأمام. وشكراً لاستماعكم.

 حماة ـ السقيلبية في 14/3/2002

الرفيق فهد درة
 

 



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق عمل الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السوريين
- وثائق الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين
- بعد عامين من التقاعد.. ماركوس يستعيد القضية الزاباتية
- إطلاق الحوار العام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين
- الليبرالية الاقتصادية لن تجلب الديمقراطية
- مؤسسة نوبل، قلعة النفاق « بوش وبلير يُرشَّحان لنيل جائزة نوب ...
- قمة ثمانية.. لأجل لاشيء
- إطلاق أوراق عمل الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السور ...
- بيان من الشيوعيين السوريين لاعيد ولامكاسب عمالية بدون نضال و ...
- الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السوريين
- بيان من الشيوعيين السوريين كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبا ...


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - أوراق ميثاق شرف الشيوعيين السوريين - الجزء الثاني