الموارد المالية الخاصة بالنبي 2

عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الموارد المالية الخاصة بالنبي (2) 0
سوف نتحدث هنا عن كل ما يملك النبي من دواب ومواشي ومن أين مصادرها وكيف كان يتعامل معها 0
" دوابه ومواشيه"
(كان له من الخيل سبعة أفراس , وكان له ست بغال , وكان له من الحمر اثنان , وكان له من الإبل المعدة للركوب ثلاثة 0
فأما أفراسه : ففرس يقال له : السكب شبه بسكب الماء وانصبابه لشدة جريه , وهو أول فرس ملكه اشتراه من أعرابي بعشرة أوراق , وكان اسمه عند الإعرابي الضرس ( بفتح فكسر ) , أي الصعب السيء الخلق , وكان أغر محجلاً طلق اليمين كميتاً 0
وفر س يقال له : المرتجز , سمي لحسن صهيله مأخوذ من الرجز الذي هو ضرب من الشعر , وكان أبيض , وهو الذي شهد له فيه خزيمة بأنه اشتراه من صاحبه بعد أن أنكر بيعه له و وقال له : ائت بمن يشهد لك , فجاء خزيمة فشهد له بأنه اشتراه منه , فقال له النبي : كيف شهدت ولم تحضر ؟ فقال : لتصديقي إياك يا رسول الله , وإن قولك كالمعاينة , فقال له النبي : أنت ذو الشهادتين , ثم قال النبي : من هد له خزيمة أو شهد عليه فهو حسبه 0
وفرس يقال له : اللحيف ( بفتح اللام ) فعيل بمعنى فاعل , لأنه كان يلحف الأرض بذنبه لطوله , أي يغطيها , وقيل لأنه كان يلتحف معرفته , وقيل : وقيل : هو بضم اللام مصغراً 0 وهذا الفرس أهداه له فروة بن عمرو من أرض البلقاء بالشام 0
وفرس يقال له : اللزاز , أهداه له المقوقس , مأخوذ من قولهم لاززته /508 / أي لاصقته , فكان يلحق بالمطلوب لسرعته وقيل غير ذلك 0
وفرس يقال له : الطرف ( بكسر الطاء المهملة وسكون الراء في آخره فاء ) معناه الكريم الجيد من الخيل 0
وفرس يقال له : الورد , وهو بين الكميت والأشقر , أهداه له تميم الداري , وأهداه النبي لعمر بن الخطاب 0
وفرس يقال له : سبحة ( بفتح السين وإسكان الموحدة ) أي سريع الجري 0
وهذه السبعة متفق عليها , وعدّ بعضهم في خيله غير ذلك , فأوصل جملتها إلى خمسة عشر بل إلى عشرين 0 وقد ذكر الحافظ الدمياطي أسماء الخمسة عشر في سيرته , وقال فيها : وقد ذكرناها وشرحناها في كتابنا كتاب الخيل (2) 0 وقال : ولم يكن شيء أحب إلى رسول الله بعد النساء من الخيل , وجاء في أحاديثه أنه قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة , وأهلها معانون عليها , فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة 0 وذكروا أنه في غزوة تبوك قام إلى فرسه الطرف فعلق عليه شعيره وجعل يمسح ظهره بردائه , فقيل له : يا رسول الله , تمسح ظهره بردائك, فقال : نعم وما يدريك لعل جبريل أمرني بذلك (1)0
وقال الحلبي في سيرته : وأوقع رسول الله السباق بين الربل فسابق بلال على ناقته القصواء فسبقت غيرها من الإبل 0 وسابق أبو سعيد الساعدي على فرسه الذي يقال له الظراب فسبق غيره من الخيل 0 قال وكان يُضْمِرُ الخيل للسباق فيأمر بإضمارها بالحشيش اليابس شيئاً بعد شيء , ويأمر بسقيها غدوة وعشياً , ويأمر أن تقاد كل يوم مرتين , ويؤخذ منها من الجري الشوط أو الشوطان (2) 0
وأما بغاله , فكان له بغلة شهباء يقال لها دلدل أهداها له المقوقس ملك القبط , والدلدل في الأصل القنفذ , وقيل العظيم منه , قال الحلبي /509 / وهذه أول بغلة رُكبت في الإسلام , وكان رسول الله يركبها في المدينة وفي الأسفار , وعاشت حتى ذهبت أسنانها فكان يدق لها الشعير 0 وقاتل عليها علي بن أبي طالب الخوارج بعد أن ركبها عثمان , وركبها بعد علي ابنه الحسن ثم الحسين ثم محمد بن الحنفية , وعميت 0 وسئل ابن الصلاح هل كانت أنثى أو ذكراً , والتاء للوحدة , فأجاب بالأول 0 وقال بعضهم : وإجماع أهل الحديث على أنها كانت ذكراً 0 ورماها رجل بسهم فقتلها 0 وعن ابن عباس : أن رسول الله بعثني إلى زوجته أم سلمة , فأتيه بصوف وليف , ثم فتلت أنا ورسول الله لدلدل رسناً وعذاراً , ثم دخل البيت فأخرج عباءة فثناها , ثم ربعها على ظهرها , ثم سمّى وركب ثم أردفني خلفه 0
وكانت له بغلة يقال لها فضة , أهداها له عمرو بن عمرو الجذامي ووهبها لأبي بكر 0 قال الحلبي في سيرته : وأوصل بعضهم بغاله إلى سبعة , قال : وفي مزيل الخفاء , وفي سيرة مغلطاي : كان له من البغال دلدل وفضة والتي أهداها له ابن العلماء ( بفتح العين وإسكان اللام ) في غزوة تبوك والأيلية , وهي بغلة أهداها له صاحب أيلة وبغلة أهداها له كسرى , وأخرى من صاحب دومة الجندل , وأخرى من عند النجاشي 0 وكان عقبة بن عامر صاحب بغلة رسول الله يقود به في الأسفار (3) 0
أما حمره , فكان له حمار يقال له يعفور , وحمار يقال له عفير , وكان أشهب أهداه له المقوقس وقيل فروة بن عمر الجذامي , وفي السيرة الحلبية أن يعفوراً وجده في خيبر (4) 0
وأما إبله التي كان يركبها فكان منها : القصوى مقصورة وتمد / 510 / فيقال القصواء , وهي التي هاجر عليها 0 وكان له العضباء والجدعاء , ولم يكن بها عضب ولا جدع وإنما سميت بذلك 0 وقيل : كان بأذنها عضب أي شق فسميت به 0 وهل العضباء والجدعاء واحدة أو اثنتان في خلاف 0 والعضباء هذه هي التي كانت لا تسبق 0 فجاء إعرابي على قعود وهي القلوص أو البكر من الإبل فسبقها , فشقّ ذلك على المسلمين فقال رسول الله : إن حقاً على الله أن لا يرفع من الدنيا شيئاً إلا وضعه , وفي رواية : إن الناس لم يرفعوا شيئاً من الدنيا إلا وضعه الله 0 وكانت العضباء يسبق بها صاحبها الذي كانت عنده الحاج, ومن قيل لها سابقة الحاج (1) 0
وكانت له خمسة وأربعون لقحة , وهي الناقة الحلوب الغزيرة اللبن , وكانت ترعى في الغابة وفيها جرت قصة العرنيين الذين استاقوا اللقاح وقتلوا راعيها يسار مولى النبي (2) , والغابة موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه شجر ملتف 0 وكانت له ناقة مهرية أرسل بها إليه سعد بن عبادة من نعم بني عقيل 0
والمهرية نسبة إلى مهرة بن حيدان , وهي حي من قضاعة من عرب اليمن 0 وقيل نسبة إلى مهرة وهي بلدة من عمان , وقال الأزهري : والإبل المهرية نجائب تسبق الخيل , وزاد بعضهم في صفتها فقال لا يعدل بها شيء في سرعة جريانها 0 قالوا : من غريب ما ينسب إليها أنها تفهم ما يراد منها بأقل أدب في تعليمها 0 ولها أسماء إذا دعيت بها أجابت سريعاً 0
وكانت له مائة شاة , وكان لا يريد أن تزيد فكان كلما ولدت بهمة ذبح مكانها شاة , وكانت له سبع أعنز منائح ترعاهن أم أيمن (3) 0 / 511/) 00 يتبع

(1) أنظر السيرة الحلبية , 3/ 296 – 300
(2) السيرة الحلبية , 3 / 330 – 331
(1) السيرة الحلبية , 3/ 331 0
(2) السيرة الحلبية , 3 / 331 0
(3) السيرة الحلبية , 3 / 331 0
(4) السيرة الحلبية , 3/ 331 – 332 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 332 0
(2) السيرة الحلبية , 3/ 158 ؛ سيرة دحلان , 2/ 158 – 159 0
(3) السيرة الحلبية , 3/ 332 0
* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب الشاعر – معروف الرصافي 0

#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات