أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد














المزيد.....

رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 603 - 2003 / 9 / 26 - 02:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


25-09- 2003

/ أوسلو

رحل اليوم المفكر الفلسطيني الكبير ادوارد سعيد ، تاركا وراءه عطاءات كبيرة شرفت البشرية وأعطتها دراسات علمية وأدبية وأبداعات سوف تبقى منارة مضيئة في الأدب العالمي المقارن ، حيث كانت مملكة الاستشراف لصاحب الجلالة المبدع الفلسطيني الأمريكي ادوارد سعيد.

ولد ادوارد سعيد في القدس العربية الحرة ، قدس الفلسطينيين في سنة 1935 ،أي 13 سنة قبل قيام الدولة الصهيونية على أرض بلادنا الفلسطينية المحتلة بقوة الحديد والنار والاحتيال العالمي. ولد في وطننا الفلسطيني المستباح، حيث استولت العصابات الصهيونية المسلحة على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم ، ومن ضمن تلك المنازل كان منزل المفكر العربي الكبير ادوارد سعيد ، حيث احتلته عائلة صهيونية مهاجرة من الغرب إلى الشرق. قادمة بأحلام استيطانية توسعية استئصالية ، وبمعتقدات ترى في العربي  صورة مصغرة عن الوحش الهمجي ،البدوي الذي لا يفقه من الدنيا سوى الجهل والغباء والتخلف والتوحش. بهذه القناعات جاءت عصابات وقطعان الاستيطان الصهيوني لتحتل وتسرق بيت الطفل ادوارد وبيوت كافة أطفال فلسطين. ولتبدأ بعدها رحلة المنفى الفلسطيني خارج  المكان ، في الشتات والمنافي المنوعة ، فكان نصيب ادوارد سعيد منفى في مصر ومن ثم منفى آخر في لبنان ، حيث لاحقته الحرب وأطماع إسرائيل إلى البلد الهادئ والصغير ، فكانت الحرب الدموية التي عصفت بلبنان، والتي كانت الأصابع الصهيونية تحرك بعض إطرافها من الانعزاليين والفاشيين. وكانت تلك الأيادي السوداء صاحبة الأصابع الطويلة هي التي تدير المؤامرات على الفلسطينيين والعرب أينما كانوا. وبعدما ضاقت الحياة بعائلة سعيد في لبنان أستقر ادوارد في الولايات المتحدة الأمريكية ، وواصل تألقه العلمي والأدبي ، فأصبح أشهر بروفسور في الأدب المقارن واللغة الإنكليزية في جامعة كولومبيا في نيويورك وفي العالم. وقد ألف ادوارد سعيد أكثر من عشرين كتابا  كان أهمها كتاب الاستشراق (1978) الذي ترجم ل 26 لغة عالمية ويعتبر أحد أهم المراجع بالنسبة لعلم الاستشراق. وقد صدر له سنة 2000 كتاب المذكرات " خارج المكان" والذي تحدث فيه بكل صراحة وجرأة عن حياته منذ الطفولة الأولى وحتى إصابته بالمرض العضال ومعرفته بهذا المرض في سنة 1992 .

عرف عن ادوارد سعيد معارضته الشديدة لاتفاقيات أوسلو بين القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية وسلطات الاحتلال الصهيوني. وقد استقال على أثرها من عضوية المجلس الوطني وأعلن معارضته  لقيادة ياسر عرفات وحمل الرئيس الفلسطيني مسئولية الفساد والأوضاع المزرية سياسيا واقتصاديا وإداريا . وقد صدر له سنة 1995  كتاب " غزة – أريحا سلام أمريكي " بتقديم من الاستاذ محمد حسنين هيكل ، حيث ضم الكتاب مقالات ومواقف ادوارد سعيد من سلام الأمريكان والصهاينة الذي تم فرضه على الجانب الفلسطيني في أوسلو وواشنطن. 

 كتب ادوارد سعيد معلقا على سلام الشجعان : " علينا – وبإلحاح -  أن نعيد ربط سنوات التضحية والكفاح التي خضناها بحاضرنا ومستقبلنا. فليس مقبولا أن نلقي بهذه السنوات عرض البحر، أو أن نتعامل معها كأنها لم تكن. فالأفكار والمثل هي التي تقود مسيرة أي مجتمع نحو التقدم. ولذا فإنه من غير المقبول أن نقنع بالقول بأننا نحيا في ظل نظام عالمي جديد، يقتضي منا التعامل الواقعي والبراجماتي، والتخلي عن منطلقات الوطنية والتحرر. فهذا القول ليس أكثر من هراء وسخف. فليس بمقدور أية قوة خارجية – سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل – أن تحدد لنا مواصفات الواقع، بنفس القدر الذي لا ينبغي أن نسمح فيه لحفنة من قادتنا أن يقرروا الالتفاف حول الماضي ، والإذعان لهذا الواقع المزعوم. إن صياغة الواقع ومناقشته هي مهمة كل من يعنيه الأمر من المواطنين والمثقفين وأنصار القضية."

سيبقى فكر ادوارد سعيد شعلة تنير الدرب الفلسطيني والعربي والعالمي ، درب الذين يفكرون ويحاولون بناء عالم مثالي لا مكان فيه للإرهاب الرسمي أو غير الرسمي ، ولا للعصابات الاحتلالية العنصرية التي تعتبر إسرائيل خير مثال عليها، والولايات المتحدة الأمريكية خير راعٍ  لها. وسيبقى دور ادوارد سعيد حيا في كل فلسطيني وطني يعي ويعرف ويعلم خطورة ما تلا اتفاقيات أوسلو وأخواتها من مآسي وويلات عصفت بالفلسطينيين وأضرت بقضيتهم الوطنية. إن الوفاء للفلسطيني الأبي ادوارد سعيد يكون بالعمل الدؤوب والجاد على تحقيق أحلامه وأحلام شعب فلسطين، وعبر تفعيل لجان حق العودة وإنشاء مؤتمر فلسطينيي الشتات الذي  سوف يكون المرجعية الفلسطينية الأساسية والوحيدة للاجئين الفلسطينيين أينما كانوا، والمنبر الفلسطيني الأصيل المدافع عن حقوقهم  والذي يستطيع محاسبة كل من يحاول التفريط بتلك الحقوق.

 لك الخلود يا ابن القدس ، أيها الفلسطيني البهي والأبي ، ولنا الوفاء والعهد بالاستمرار حتى تعود أصوات الأجراس لسابق عهدها في كنائس القدس الحزينة، ولتكون مع أصوات المآذن خير وحدة لشعب عريق يواصل كفاحه من أجل الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال.

 

 www.edwardsaid.org



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد