|
رسالة عاجلة إلى أعضاء المجلس المركزي ل م.ت.ف
عاطف سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:42
المحور:
القضية الفلسطينية
في الوقت الذي نستمع فيه إلى توجهات عديدة لخيار حل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في محاولة للخروج من الأزمة الراهنة التي لا خلاص منها إلا بالانتخابات حسب رؤية البعض. نقول أن حل المجلس التشريعي سيكون منافيا للقانون الأساسي ولا يحق لأحد فعل ذلك (حتى للرئيس أبو مازن) ،فحل المجلس لا يكون إلا لأعضائه المنتخبين مباشرة من الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية أنفسهم ،فهم فقط من يستطيعوا حل المجلس. ويبدو أن المجلس المركزي الفلسطيني الذي تدخل مؤخرا سيعقد قريبا جلسة أخرى في الثامن عشر من الشهر الجاري في مقر الرئاسة في رام الله سيبحث خلالها خيار الانتخابات المبكرة بشكل جدي في محاولة منه للخلاص مما حدث مؤخرا من حسم عسكري وسقوط الأجهزة الأمنية وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة من جهة ،والأزمة الدستورية وما آلت إليه الأمور بعد انتخابات يناير 2006 والحصار السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني وتشديده في الآونة الأخيرة من جهة ثانية . ويجتمع المجلس المركزي وسط حالة من القلق تسود القيادة الفلسطينية في ظل الأزمة الداخلية المتفاقمة ،وفي الوقت الذي يحاول كل طرف حشد التأييد الشعبي والعربي والإقليمي والدولي من جهته ،يتوجه العديد من مبعوثي الرئيس محمود عباس إلى العواصم المختلفة لترويج فكرة حل المجلس التشريعي وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة... المجلس المركزي الفلسطيني كونه البرلمان الحقيقي في المنفى الفلسطيني يمكنه وضع حد لكل ما جرى وما يجري كونه يشكل مرجعية عليا بعد المجلس الوطني الفلسطيني ،ولكن عليه أن يكون منصفا ولا يصطف مع جهة ضد الأخرى على حساب مصالح الشعب الفلسطيني الذي يمر بأزمة داخلية طاحنة، ولا يتناسى أن الجميع فلسطينيين (القاتل والمقتول- الغالب والمغلوب- الداخل والخارج- غزة والضفة..الخ) على قاعدة حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس هو خياره الأصيل الذي لا عودة عنه ،ولا يستطيع أحد انتزاع هذا الحق التاريخي منه . وكوننا نخوض نضالا تحرريا "وطني و ديمقراطي " ولا يمكن الفصل بينهما ،بما يعني أن ممارسة الإقصاء والتفرد والاستحواذ في الفكر والسياسة والمجتمع هي سياسة مرفوضة ولا يمكن قبولها من المجموع الفلسطيني. وكون التوجهات العامة نحو الانتخابات المبكرة فإننا نرى ،أنه من الضروري إعادة النظر في قانون الانتخابات من جديد ، ولنستفيد من تجارب الدول المتحضرة ،ومن (دولة الاحتلال -إسرائيل) كذلك ، حيث استمرت هناك انتخابات رئيس الوزراء بشكل مباشر من الشعب لفترة زمنية ،ثم بعدها عاد (الكنيست) مرة أخرى النظر بالطريقة التي تسير عليها انتخابات رئيس الوزراء لتكون من قبل أعضاء الكنيست المنتخبين . إضافة إلى أن الكتلة النيابية الأكبر هي التي تحدد رئيس وزراء الدولة ، وكون نظامنا الانتخابي "رئاسي" فإننا نقترح إعادة النظر في نظام الانتخابات التشريعية , بحيث تكون وفقا لنظام التمثيل النسبي الكامل وهو ما أقره المجلس المركزي في جلسته التي عقدت في رام الله في يونيه-حزيران الماضي 2007 ، أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فنقترح : إما أن تلغى نهائيا (هو ما يمكن النظر به بشكل جدي) ولا ضرورة لها على الإطلاق أو تحديد مهام رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية القادم بصلاحيات غير سياسية كما في (إسرائيل)... أو أن يكون رئيس السلطة الوطنية من الكتلة النيابية الأكبر في المجلس التشريعي ، وبهذا يكون رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس الوزراء إما من الكتلة النيابية الأكبر في المجلس التشريعي أو بالتوافق حسب حجم الكتل الأخرى ، ولكن بالضرورة أن ينال رئيس السلطة ورئيس الوزراء على أغلبية أصوات المجلس التشريعي وذلك بالحصول على أغلبية أصوات الأعضاء (النصف +1) على الأقل ... هذا أولا ، وثانيا : بالضرورة أن يطرح المجلس المركزي المعضلة القديمة الجديدة وهي تفعيل وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتعجيل البدء بإجراء انتخابات حرة للمجلس الوطني الفلسطيني الجديد داخل الوطن وحيثما أمكن في مواقع الشتات ،وفق نظام التمثيل النسبي الكامل ،وتفعيل مشاركة فلسطينيي الشتات في نضال شعبنا ودعم صموده وحماية المشروع الوطني. ولا يمكننا أن ننسى أن تناقضنا الرئيس مع الاحتلال فقط، وأن الاختلاف الداخلي يمكن حله عبر الصيغ الديمقراطية داخل الصف الوطني الفلسطيني ،بينما وحدة الأرض والشعب في الوطن والشتات ثوابت لا يجوز المساس بها ،وتبقى المصلحة العليا للشعب والوطن فوق كل اعتبار ،أما المصالح الفئوية الضيقة والمصالح الفصائلية فلا يمكنها أن تدرج على جدول أعمال اجتماع المجلس المركزي القادم.
#عاطف_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقف الأغلبية الصامتة من أحداث غزة
-
قوات بدر .. ملف يفتح من جديد
-
الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
-
النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
-
بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت
المزيد.....
-
اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب
...
-
أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع
...
-
بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين
...
-
السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق
...
-
حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا
...
-
مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب
...
-
الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد
...
-
الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق
...
-
بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط
...
-
نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|