أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - مهرجان الكرازة والمواطنة















المزيد.....


مهرجان الكرازة والمواطنة


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لقد لفت نظري اهتمام واسع النطاق داخل الكنائس بمناسبة مسابقات مهرجان الكرازة والذي يقام بهدف شغل فراغ الأولاد والبنات الذين في سن الدراسة وتجميعهم حول دراسات روحية وكنسية وألحان ولغة قبطية ونشاطات مختلفة , من كشافة ومسرح , وكومبيوتر وخلافة.
عمل عظيم له بريق , ويحظى باهتمام الكرازة من أول أسقف الشباب وخلفه جمع الأكليروس , كما أنه يتكلف مصاريف باهظة , ما بين الخدمة وأولياء أمور الشباب والأطفال.
بالرغم عن كل ما سبق نجد لمهرجان الكرازة سلبيات كبيرة , وربما لا أكون متجني لو طالبت بإلغاء هذا المهرجان والرجوع لأنشطة التربية الكنسية فقط.
يقول الكتاب أنتم ملح الأرض وإذا فسد الملح فبماذا يملح
فساد الملح له معنيان الأول خلط الملح بمواد تؤثر على فوائدة فتجعل الملح فاسد ,
الثاني هو إضافة الملح بكميات تظهر طعم الملح فيفسد به الطعام بل يمكن أن يكون الطعام المالح سام, أو ضار بالجسم.
أما الملح الجيد هو الذي له نقاء ويوضع للطعام بقدر يكفي لإصلاحه.
من هنا نستطيع أن نميز المعلم الجيد!! فهو الذي يحمل نقاوة التعليم وبدون شوائب, ويعلم العلم للطلاب,, وليس أن يعلم فكر نفسه , ليصبح تلاميذه نسخة من معلمهم , أو يفرض فكرته بسطوة السلطة ,ومن هنا يصبح معلم غير جيد.
لهذا سوف أضع أمام حضرتكم مجموعة من السلبيات على سبيل المثال وليس الحصر:ـ
مهرجان الكرازة والتربية الكنسية: لمهرجان الكرازة تأثير سلبي على التربية الكنسية والتي من هدفها زيادة الروحانيات من خلال دروس تعليمية للكتاب والطقس والعقيدة وسير القديسين , بواسطة خدام منتخبون لهم خبرة كبيرة في هذا المجال , قاماتهم الروحية تتناسب مع مسؤولية الخدمة , لهذا بخبرتهم يستطيعون عمل الخدمة الفردية بكل مهارة , ليتجلى الهدف وهو خلاص المخدومين, كما أن التربية الكنسية مقننة الوقت لها ميعاد ثابت مرة في الأسبوع ولمدة ساعة على الأكثر ,وهذا خلاف أنشطة التربية الكنسية من نادي وكورال ومسرح وألحان , وأيضا بصورة مقننة.
أما مهرجان الكرازة يعمل طيلة الأسبوع صباحا ومساء وليس له وقت محدد ليكون عبء على الأولاد وأولياء الأمور بغياب أبنائهم فترات طويلة عن المنزل, هذا بالإضافة لنوعية خدام المهرجان فغالبيتهم يتم اختيارهم كعدد وبدون اختيارهم تبعا لقاماتهم الروحية و هذا لأن المهرجان يحتاج عدد كبير من الخدام لشغل كم الخدمات في وقت واحد, ومعلومات المهرجان لا تحمل تقدم روحي لأنها منافسة أكاديمية , حشو معلومات وكم أسئلة وكم إجابات للفوز في المسابقة وليس التقدم الروحي, وبصورة أوضح يضع المهرجان نفسه منافسا الخدمات الثابتة بالكنائس, ويرهق الشباب في منافسات فلا يجد الشاب وقت أخر للتربية الكنسية, فبدلا من النمو الروحي نجد أن أبنائنا يتقهقرون روحيا, وبدون أن نشعر فقد سرق المهرجان روحانياتهم.
المهرجان يضيع مهابة الكنيسة: فتجد الأولاد يقضون أوقات كبيرة داخل الكنيسة ما بين دراسة وحفظ ,ويتخللها أوقات تهريج ولعب ,. وأنشطة ومع غياب الرقيب الواعي,, الخادم الروحي , فيتحول الذهاب للكنيسة عادة وليس تقدما روحيا.
المهرجان يصنع من أبنائنا عنصريين ويقتل المواطنة داخلهم: حيث أن أوقات الفراغ والأجازات لابد أن يقضيها أولادنا لفائدتهم الثقافية والرياضية, وأن نضيق الفجوة ما بين أبناء المجتمع من مسيحيين ومسلمين وطوائف مختلفة , ليحدث التلاحم من خلال , مكتبات عامة , ونوادي عامة ,وأنشطة عامة , وتقدم أعمال مسرح ومجلات حائط , وتأليف قصص قصيرة بروح مصرية!! مشترك فيها أبناء الوطن جميعهم, لتتنافس مصر في مهرجانات عالمية , لنحرز نتائج وجوائز لمصر, أما مهرجان الكرازة يشغل فكر أولادنا ويقوقع فكرهم في العلوم الدينية فقط تاركا الثقافة العامة , ومواد المواطنة جانبا , فيصبح شبابنا لا يعرف شيء عن الأخر ولا يحبه ويحذر منه ويهاب التعامل معه , ويخاف أن يطالبه بحق من حقوقه فتزداد الفجوة العنصرية في مصر بدلا من أن نعمل جميعا لتقليل الفجوة العنصرية لفائدة أبنائنا .
مهرجان الكرازة فكرة يمكن أن تنتقل : فإذا تم تطبيق نظام مهرجان إسلامي , له نفس أسلوب مهرجان الكرازة داخل الجوامع , فيكون التباعد بين أبنائنا مزدوج فتزداد الفجوة مضاعفة , وكل هذا على حساب المواطنة المنشودة, والتي مازالت نبتة تحتاج رعاية.
ـ مهرجان الكرازة يجعل أبنائنا ليس لهم مكان غير الكنيسة: فيهجر أبنائنا المسيحيين جميع الأماكن العامة من مكتبات ونوادي ومراكز شباب للمسلمين , فيتولد فكر لدى الأخوة المسلمين بأن أبناء الوطن المسيحيين ليس لهم حق زيارة هذه الأماكن العامة لتصبح إسلامية بأغلبية الرواد, ويمكن أن تستغل من ضعاف النفوس أصحاب أفكار الإسلام السياســـي فيمارس فيها نشر تعاليمهم والتي هي ضد الوطن والمواطنة.
ليصبح أبنائنا ليس لديهم رغبة في المشاركات المجتمعية , وأيضا المشاركات السياسية , وتنمي روح الخوف من الآخر فيتولد جيل لا يطالب بأي حق من حقوقه .
ـ مهرجان الكرازة يقضي على روح المشاركة الأسرية: حيث أن أبنائنا يقضون أغلب الوقت في الكنيسة يجعل منهم متقاعسون عن التعاون الأسري , فالبيت يصبح بالنسبة لهم مكان أكل ونوم فقط, هذا بالإضافة على أعباء المصاريف اليومية داخل المهرجان, فبدلا من أن يتعاون الأبناء في توفير المصرفات في الأجازات نجدهم بأنانية شديدة يبحثون عن نوع آخر من المصارف , لتجد الأسرة مقهورة من المصاريف في أيام المدارس دروس خصوصية ومصاريف يومية , ليخرج لنا مهرجان الكرازة بمصاريف أثناء أجازات الصيف.
هذا بالإضافة على ضحالة المعلومات وسطحيتها , لأنها تدرس بروح أكاديمية وليست بروحانيات الدين.
لهذا أضع هذا الموضوع أمام قيادات الكنيسة , فإنني لا أبغي نقد المهرجان ولكن أضع سلبيات لو استمرت أكثر من هذا سوف تقضي على روح المواطنة ومحبة الأخر , فيكفي تنمية التربية الكنسية بنظامها الحالي , بأن تكون مقننة الوقت لتعطي لأبنائنا فرصة الالتحام المجتمعي واللقاء مع الأخر, والثقافة العامة , والتي تسير مع الثقافة الدينية من خلال التربية الكنسية في خط متوازي, فلا تعارض بين الثقافتين فكلاهما مهم فلا ننمي واحدة على حساب الأخرى.
فنحن نحتاج في المرحلة القادمة لشباب مقتحم ومشارك ومحب لوطنه ومحب لكنيسته, محب لقس الكنيسة ومحب أيضا لشيخ الجامع لأن لهم نفس التخصص, ومحب أيضا لقيادات شعبه والمفترض أنهم يرعون الشعب وبدون تمييز.
لا للعزلة ونعم للمواطنة
نشأت المصري



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من الموت أم الخوف من الله
- مهلا سيادة المستشار نجيب جبرائيل!!!يريدون مسلمين شكليين
- قطعتا الخردة
- ج.م.ع دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة‏
- احذر !!الإنجيل خطر
- الأيادي البيضاء
- المحبة الإسلامية
- رأس الحكمة ورأس الحية
- نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً
- المحرض على القتل! قاتل!
- ما الذي يخفيه المجهول؟!
- من يمسك يد بابا ؟
- أخيرا أعلنتم :لا يحل لك!!!!
- كليات الحقوق,, ثم ماذا؟
- أبو رجل مسلوخة
- بأصلي!!! وسأظل أصلي!!!
- مصريون ضد التميز
- القضاة يقلبون الميزان
- رسالة لكل متشدد إسلامي
- يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - مهرجان الكرازة والمواطنة