أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - خواطر عشوائية














المزيد.....

خواطر عشوائية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في القرون الوسطى كان الملوك يحكمون أوروبا بما يسمى الحق الإلهي، بدعوى أن الله أقامهم على ملك البلاد، وليس من حق أحد أن يحاسبهم أو يخلعهم من موقعهم، وقد كان بداية انطلاق أوروبا لعصر الحداثة هو تحطيم هذه الأسطورة، وذلك بفكر جديد، يقول بأن الشعب هو الذي ينصب حكامه ومن ثم له أن يحاسبهم أو يعزلهم.
الآن في شرقنا متحفي الأفكار والقيم نردد أن الكهنة والأساقفة والبطاركة قد اختارهم الله، وليس لنا اعتراض على هذا القول، إذا كان لا يعني أكثر من أن كل من هو في منصب يعتبر مجازياً أن الله اختاره له، بما يؤدي إلى أنه سيحاسب من قبل الله على صالح أو طالح أدائه، وهذا فكر جيد لتطبيقه على الجميع، الصغير والكبير، لكن نرى من تعبيرات الكثير من الأقباط، في معرض نقدنا لأحوال الكنيسة وأداء قياداتها، أنهم يتصورون أن الكهنة والأساقفة معينون من قبل الله، وبالتالي فلا حساب لهم إلا أمام الله، وهذه هي نظرية التفويض الإلهي الساذجة والبغيضة.
يبدو أن هناك خلطاً في مفهوم إرادة الله، فكل ما في الكون وفق إرادة الله، لكن هذه الإرادة ذات شقين: شق يمكن تسميته سماح الله، فلا يوجد في الكون ما لا يسمح به الله، فحتى عمل الشيطان في العالم هو بسماح من الله إلى حين، أما الشق الثاني والذي يمكن تسميته بالشق الإيجابي فيتضمن مشيئة الله، التي هي خير كلها، وكل خير في العالم هو وفق مشيئة أو إرادة الله، لكن ليس كل الأشياء وفق إرادته بمفهومها الإيجابي، وإلا لما صلينا له قائلين "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، ولو كل شيء بمشيئة الله لما كان هناك مبرر لمحاسبة المخطئ، لأنه لن يكون في هذه الحالة إلا منفذاً لمشيئة الله وإرادته، ونحن إن قلنا ذلك فإننا نسند إلى الله كل فشلنا وخطايانا، وليس هذا الفكر بغريب على الشعب المصري، الذي يبحث دائماً عن مبرر لتكاسله وتخاذله، وعن شماعة يعلق عليها أخطاءه وخطاياه.
القادة السياسيين والدينيين موجودون في مواقعهم بسماح من الله، لكي يرعوا شعبه خير رعاية، وسوف يحاسبهم على أدائهم يوم الحساب، لكن من وضعهم في أماكنهم ليس الله وإنما نحن من وضعناهم، وسمح الله بذلك، ليعطينا ويعطيهم فرصة العمل والإجادة، لأن إرادة الله أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، فإن أجاد هؤلاء القادة فلهم التقدير منا والثواب من الله، أما إن أساءوا فإننا مسؤولون عن تقويمهم، وفق حرية الإرادة والمسئولية التي حملنا الله إياها، وإلا كنا مقصرين مثلهم تماماً، وحق علينا العقاب الإلهي معهم يوم الدينونة، بهذا يكون فشلنا أو نجاحنا عائداً إلى سوء أو حسن تدبيرنا، أما إرادة الله فهي الخير كل الخير لنا، أما الشر فمن سوء أنفسنا ومن تقصيرنا ومن سوء فهمنا لأقوال الكتاب، وقد قال الرسول: لا يقل أحد إذا جرب أني أجرب من قبل الله، لأن الله غير مجرب بالشرور.
تعالوا يا أخواني وأخواتي نحاسب قادتنا السياسيين والدينيين، بكل الحب والاحترام، لكن أيضاً بكل الحزم والوعي.
فبهذا وحده نتحول من أمة من الفاشلين إلى أمة ناجحة، فالله لم يعطنا روح الفشل بل روح النجاح.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المجمع المقدس: توسل ونداء
- يوميات علماني قبطي (3)
- يوميات علماني قبطي 2
- سؤال العلمانية والمستقبل
- الذئاب لا ترحم ولا تعي
- قداستي وقداسة البابا
- نحن نزرع الشوك
- سيناريوهات تركية
- الأقباط والاستقواء بالداخل
- الليبرالية الجديدة تمتد شمالاً
- الكنيسة والمسكوت عنه
- إطلالة على مؤتمر العلمانيين الأقباط
- الكنيسة القبطية والفوضى الخلاقة
- حوار ولا جدوى
- مرحباً بالعلمانية الدستورية
- أوليجاركية نعم . . ديموقراطية لا
- العلمانية هي الطريق
- عفواً يا قداسة البابا
- الوطن والمواطنة
- المادة الثانية والخيارات الصعبة


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - خواطر عشوائية