|
دور الجامعات في تطوير وتنمية المجتمع
ساجد شرقي المشعان
الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:13
المحور:
الطب , والعلوم
تعتبر الجامعات ركنا أساسيا من أركان بناء الدولة العصرية المنفتحة القائمة على الفكر المتطور ، والتعليم الجامعي له أبعاد كبيرة وخطيرة في آن واحد لان عملية التعليم ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية ، بالإضافة إلى كونه عملية مستمرة ليست مرتبطة بزمان ومكان وجيل معين ، ومن هنا يأتي إدراك الواقع التعليمي فهو ليس مقصورا على جهة محددة إنما هو واجب يخص كل من يهتم بمستقبل شعبه ومصيره . إن الواقع الجامعي في العراق وصل إلى حد صعب للغاية ، فالطلاب والأساتذة يعانون إحباطا نفسيا جراء السياسات الموجه التي كبلت الجامعات بعشرات القيود والأعباء ، فضلا عن مطامح السلطات المتعاقبة في تسخير التعليم بشكل عام والجامعات بشكل خاص لتحقيق أهداف وبرامج سياسية محددة ، وعلية فالأستاذ والطالب في ظل هكذا وضع أصبح محاصر نفسيا وتربويا ومعنويا حد الاختناق وهذا بطبيعة الحال ينعكس سلبا على المهام الحقيقية والأدوار الطبيعية للجامعات . إن الجامعة في أي مجتمع لا يمكن أن تؤدي دورها الكامل في التغيير الاجتماعي بدون تحقيق تفاعل بين الفرد من ناحية والبيئة الاجتماعية من ناحية أخرى ، فعلاقة الجامعة بالتغيير الاجتماعي متلازم ومترابط فهي تقوي المهارات وتذكي روح الابتكار لدى الفرد ، وان التعليم الجامعي في البلدان النامية وبلدنا واحد من هذه البلدان له اثر كبير في عملية الرقي الاجتماعي لأنها تساعد على تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة من السكان وتيسر فرص العمل للإفراد التي يفرضها المجتمع كونها تلبي حاجة الفرد والمجتمع من مهن مختلفة ، فالتعليم الجامعي المتخصص على سبيل المثال لا الحصر يركز على تعليم المهارات الأساسية مما تبيح فرصا للإنتاج وبالتالي يترك أثرا ايجابيا على المستوى ألمعاشي ، وإذا ما راريد للجامعة أن يعطى لها الدور الايجابي في هذا المجال فسوف تلعب هذا الدور بكفاءة عالية ، لذا فالتعليم الجامعي ثروة كبيرة لاتقد ر بثمن فهو يحرك عملية التنمية لان المؤسسة التعليمية هي من ارفع المؤسسات التي تناط لها مهمة توفير ما يحتاجه المجتمع وعمليات التنمية فيه من متخصصين وبمختلف المجالات ، كما إنها المراكز الأساسية للبحوث العلمية والتطبيقية التي يدونها يصعب أحداث أي تقدم اقتصادي أو اجتماعي حقيقي أو ثقافي بل والأبعد من ذلك فهي ترفد صناع القرار بالخبرات والمهارات وبالتالي تصويب الأداء السياسي. ومن هنا يجب الإدراك إن الجامعة ما هي إلا مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لخدمة بعض أغراضه باعتبارها مؤسسة تؤثر فيه من خلال ما تقوم به من وظائف ومهمات ، كما إنها تتأثر بما يحيط بها من مناخات تفوضها أوضاع المجتمع وحركته . هذه الصلة الوثيقة بين الجامعة والمجتمع تفرض على الجامعة ان تحدث دائما في بنيتها ووظائفها وبرامجها وبحوثها تغيرات تتناسب مع التغيرات التي تحدث في المجتمع والمحيط به ،فهي أكثر قدرة على تحقيق تلك الوظائف والاستجابة لمطالب المجتمع ، ومن هذه العلاقة تفرض على التعليم الجامعي أن يكون وثيق الصلة بحياة الناس ومشكلاتهم وحاجاتهم وأمالهم بحيث يصبح الهدف الأول للتعليم الجامعي تطوير المجتمع والنهوض به إلى أفضل المستويات التقنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والثقافية ... ولعل من أهم تلك العلاقة التي يجب أن تقيمها الجامعات بمجتمعها أولا – النمو المعرفي - أو ما يسمى باسم الثورة المعرفية والانفجار المعرفي الذي تسهم الجامعة في إحداث أساليب وأدوات الحصول على المعرفة وتخزينها واسترجاعها وتحليلها ، ولذا صارت قوة الجامعة وكفاءة أعضاء هيئة التدريس فيها ومستوى طلابها من الأهمية الكبيرة التي تسهم في تحديد درجة التقدم الاجتماعي ومكوناته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية . ثانيا – التقدم التقني – الذي فرض على الجامعات توجهات معينة فلم يعد هناك مجال لتعزل الجامعة نفسها عن هذا التقدم والتطور ،فقد أصبح من بعض مسؤولياتها النهوض بمجتمعاتها والدخول بها إلى عصر التقنية وملاحقة التطور التكنولوجي والمساهمة فيه أيضا . ثالثا – التنمية – و هي الأخرى ترسخ العلاقة بين الجامعة والمجتمع ولعل غياب دور التعليم العالي في الإسهام بالخطط التنموية في البلاد من الأسباب الأساسية في تلكؤ الخطط التنموية ، فالجامعة تحرص على تنمية البحث العلمي والتطبيقي وان تربط البحث بواقع العمل ، وهي تدرس مشكلات الصناعة والزراعة ومعوقات العمل وتحرص على إعداد الأطر والكفاءات البشرية التي يحتاجها المجتمع في مختلف النشاطات وتزويدها بأحدث المعارف والخبرات وبالتالي تزويدها للمجتمع .
#ساجد_شرقي_المشعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاضطرابات السلوكية للأطفال العراقيين ... بين الأسرة والدولة
...
-
الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني …الحقائق المعاصرة وا
...
-
المصالحة .. المسائلة ..إلى أين ؟
المزيد.....
-
5 علامات تظهر على جسمك أثناء الليل.. تؤكد الإصابة بالسكر
-
انخفاض درجة الحرارة.. مشروبات للتدفئة لا تهملها فى الشتاء
-
تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
-
تأثير تصفح المحتوى السلبي عبر الإنترنت على الصحة العقلية
-
الحيتان البالينية.. أكبر ثدييات الأرض تسمع الترددات فوق الصو
...
-
متى يكون الصداع إنذار خطر.. علامات لا تتجاهلها
-
7 فوائد صحية لتناول الزبادى يوميًا
-
انتبه.. هذا ما يفعله السكر فى جسمك عندما يرتفع
-
الصحة العالمية: مقاومة المضادات الحيوية تسبب 39 مليون وفاة ب
...
-
كيف نحافظ على المستوى الطبيعي للكولسترول في الدم؟
المزيد.....
-
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟
/ جواد بشارة
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
المزيد.....
|