عبداللطيف هسوف
الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 11:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
ها نحن سنودع حكومة جطو الشبه المشلولة والتي تكرس معها اتساع رقعة الفقر والهشاشة والاحتقان الاجتماعي في تأكيد ضمني لفشل مبادرة التنمية البشرية التي نالت قسطا كبيرا من الدعاية في وسائل الإعلام. ها نحن لازلنا نرزح تحت ثقل وضع فاسد تعززت فيه عملية بيع الأحزاب للتزكيات واستقطاب الأعيان والكذب على المواطنين بتقديم وعود بتشغيل الملايين... ها هي أحزاب المغرب تستعدة للتحالف مع أي كان دون التوافق على أدنى سقف في التوجهات والبرامج، اللهم الحصول على أكبر عدد من المقاعد في الحكومة المقبلة التي ستكون لا محالة عرجاء كما سابقاتها. أحزاب من جميع المشارب اليساية واليمينية توزع المال الحرام وتسلك جميع المسالك المعتمة والفاضحة للحصول على أصوات المواطنين المهزومين الخانعين المتدمرين من سياسة العهد الجديد الذي أخلف الوعد... أحزاب تورث الوزارات والمناصب النافذة في أجهزتها... أحزاب مريضة مهترية رجعية تتحدث عن الديمقراطية، لكن لا تفهم منها سوى ما يقضي مصالحها...
لكن، لكل حجته يا سادة. والحجة نفسها في كل مرة: الخصوصية المغربية ، وكأنما المغاربة فوق الجميع: إنهم حالة خاصة بامتياز. توريث الوزارات والمناصب في ظل نظام يدعي الديمقراطية وتساوي الفرص: خصوصية مغربية . ضرب حاملي الشهادات بالعصي وقمع احتجاجات المواطنين على غلاء المعيشة في ظل وجود مجلس استشاري لحقوق الإنسان: خصوصية مغربية . السطو على المال العام في ظل ما اصطلح عليه بالعهد الجديد الذي وعهد بالقطع مع ممارسات الماضي: خصوصية مغربية . تقديم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لهدية لكاتب ومحاسب الملك (عقار وقفي يتكون من اربع هكتارات ونصف من اجود العقارات بمنطقة سياحية بتارودانت): خصوصية مغربية . عدم تقديم وزير الأوقاف وكاتب الملك للإستقالة بعد النازلة كما في الدول ذات الأعراف الديمقراطية: خصوصية مغربية .
المغرب أحسن بلد في العالم! لا لشيء سوى لأن فهمه للسياسة يخضع لفهم خاص وممارسته لها ممارسة خاصة تكرس استغلال النفود وتستتني المتابعة والمحاسبة. إذن فلتتعلم منا الشعوب كيف تخضع الديمقراطية للخصوصيات المحلية المنحرفة وليس العكس، أي إخضاع الخصوصيات المحلية في شموليتها للأداة الديمقراطية.
#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟