محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 05:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حينما يتحدث علماء الدين في شأن من الشئون السياسية فإنهم في الغالب الأعم ينزلون في الحرث تاركين الطريق المستقيم لحل المشكلة او الأزمة التي يمكن من السهولة والإستطاعة الذهاب إلي الحلول المثلي التي تساعد في حل الأزمة أو المشكلة , ولكنهم في الغالب مايريحون وأنفسهم مطالبين الناس أن يريحوا أنفسهم كذلك بالإستكانة والخضوع لإرادة السماء العليا التي هم العالمين بها فقط وكأنهم هم المطلعين علي مرادات الله وتصريف هذه المرادات في خلق الله تبارك وتعالي ومن ثم توجب علي باقي الناس الخضوع والإستكانة لرؤيتهم التي وكأنها تمثل رؤية الله تبارك وتعالي , فكانوا في الغالب الأعم لكي يضفوا الصبغة الدينية علي مشكلة من المشاكل أو أزمة من الأزمات في طرائق وأساليب الحل أن يستندوا أو يستنجدوا بمجموعة من النصوص الدينية المقدسة معتصمين بيتفسيراتهم أو تأويلاتهم التي يعتقدون أنها هي التفسير أو التأويل الصحيح المتوجب علي الناس إتباعهم فيه !!
ونأتي إلي بيت القصيد في البيان الذي وقع عليه :
1. الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك.
2. الشيخ/ عبدالله بن محمد الغنيمان.
3. الشيخ / سفر بن عبدالرحمن الحوالي.
4. الشيخ / عبدالله بن حمود التويجري.
5. الشيخ / أحمد بن عبد الله آل شيبان.
6. الشيخ / ناصر بن سليمان العمر .
7. الشيخ / محمد بن أحمد الفراج .
8. الشيخ / خالد بن عبدالله الشمراني.
9. الشيخ / سعد بن عبدالله الحميد.
10. الشيخ / محمد بن سعيد القحطاني.
11. الشيخ / سليمان بن حمد العودة .
12. الشيخ / محمد بن سليمان الفوزان .
13.الشيخ / محمد بن عبدالعزيز اللاحم.
14. الشيخ / عبدالعزيز بن ناصر الجليل.
15. الشيخ / خالد بن محمد الماجد.
16 .الشيخ / خالد بن محمد الشهراني.
وهذا البيان جاء علي نقاط ست , وأولها جاء ليقول :
نذكر إخواننا في فلسطين بواجب الصبر والتقوى ، قال الله عز وجل : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً)(آل عمران: من الآية120)، والنصر والفرج والعاقبة الحسنة حليفة الصابرين ، قال الله عز وجل :(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا )(الأعراف: من الآية137)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا ) .والمتقون موعودون بتيسير الأمور وتفريج الكروب ، قال الله عز و جل :(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً،وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)(الطلاق: من الآية 2،3) وقال :(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق: من الآية4).
وكأن العلماء المسلمين بطلبهم من الشعب الفلسطيني الصبر والتقوي ستحل جميع مشاكلهم وتفك جميع أزماتهم وكان مبررهم في ذلك الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي أتوا بها وكأنها بأسلوب القص واللصق دون أن يكون لهؤلاء العلماء أثر في إحداث التغيير المأمول في حل الأزمة أو الأزمات الفلسطينية , وكأن التقوي فقط دو الأخذ بالأسباب الأخري من سياسية وإقتصادية , هي الحل الوحيد فقط , وكأن الحديث بهذه الصورة عبارة عن تنويم مغناطيسي أو مخدر كلي يتناسي معه الشعب الفلسطيني المأزوم , أزمته , مع أن الأمر تناسي كيفية إيجاد حل للأزمات الفلسطينية سواء من قريب أو من بعيد مرتكنين إلي إرادة السماء فقط !!
ويأتي البيان بالنقطة الثانية ليقول :
اغتنام هذا الظرف بمراجعة الحال ومحاسبة النفس والاجتهاد في تحقيق التوحيد، بتجديد الإيمان بتفرد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبير فيخلص لله العبادة فلا يلجأ إلا إليه سبحانه يطلب منه العون والمدد ، ويستمد منه النصر والفرج ويتوكل عليه وحده ، ويحسن به الظن ، فإنه سبحانه عند ظن عبده به . ويجاهد نفسه في امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، ولزوم الاستغفار، فإنه من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب ، والاستعانة بالصبر والصلاة، فإن الصلاة عمود الدين وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، والإلحاح على الله بالدعاء، فما أبلغه من سبب، و ما أعظمه من سلاح تسلح به الأنبياء والصالحون، خاصة عندما يواجهون الشدائد والأعداء، قال تعالى :(وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:250،251)
وجاءت النقطة الثانية وكأنها درس من دروس العقيدة أو خطبة عصماء من خطب الجمع التي تذكر الناس دوماً بالتوحيد وإخلاص العبادة والطاعة لله وترك الأعمال الشركية والكفرية التي تنزل غضب الرب وسخطه علي عباده , وكان من اللازم والأهمية التذكير بضرورة الإإستغفار حتي يخرج الشعب الفلسطيني من أزمته ومحنته , والإعتصام بالدعاء , وكذلك أيضاً دون أن يكون من هو محرك لساكن أو مساعد لمأزوم , وكأن الأمر لسان حاله يقول للمأزوم لا أملك لك من الأمر شئ فعليك بطاعة الله والإخلاص له بالتوحيد والدعاء والطاعة ولزوم الإستغفار , ومن ثم جاء هذا البند مغيباً تاركاً الغريق يغرق من غير مد يد العون بالمساعدة والإنقاذ من الغرق , ومن ثم فإنه جاء تخديرياً عاجزاً عن الفعل الحيوي الفعال , وكأنه يريد لهم أن يسـألوا الله سبحانه وتعالي أن ينزل عليهم مائدة من السماء وأن يكون طعامهم المن والسلوي , أو كأن علماء السعودية يريدوا لمنظمة حماس أن تصافحها الملائكة في الطرقات , وهذا لم يحدث مع علماء السعودية أنفسهم , الذين يحملون حماس فوق القدر وأعلي من الطاقة البشرية , ومن ثم كان الهروب إلي النصوص الدينية هو الملاذ الوحيد لهؤلاء العلماء , دون أن يسعوا في إيجاد حل يساعد الفلسطينيين من فتح وحماس علي السواء في خطاب تمييزي عنصري يشق صف طرفي الشعب الفلسطيني إلي صنفين , أحدهما من المؤمنين والآخر من الكافرين , في حين ان كل طرف يدعي انه يتمسك بفهمه الصحيح للإسلام في اقع مزري ومخجل للطرفين , اللذين يتسابقان علي السلطة , ويتصارعان علي الزعامة , ولا أدري من أجل ماذا ؟!!
لو كان هذا الصراع من أجل الجنة , فليس من حق أحد أن يجبر الآخر علي دخول جنته التي يحلم بها , ويعمل هو ذاته من أجلها .
ولو كان من أجل الدنيا , فليس من حق فتح أو حماس أن يتصارعان علي توزيع الهبات والعطايا التي يتلقاها الشعب الفلسطيني من أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي تلك الدول التي يلعنها علماء السعودية ومن سار علي نهجهم في اللطم علي الخدود وشق الجيوب وارتداء السواد علي واقع الأمة الإسلامية , المأزوم في الأساس بفسادات وخيانات الحكام العرب , والذين لايجروء علماء السعودية علي النبت ببنت شفة أو إبداء وجه إعتراض علي تلك السياسات الخائنة العميلة لأمريكا وإسرائيل ودول الإتحاد الأوروبي , وإلا كان مصيرهم مصيراً مجهولاً قد يكون هو والعدم سواء !!
فكيف يكون هناك إحتراب وقتل ودم مراق من الفصيلين الفلسطينيين فتح وحماس , ومن أجل ماذا ؟
من أجل توزيع المنح والعطايا والهبات التي يتم تمريرها عبر الدولة العبرية المعادية للشعب الفلسطيني والعرب ؟
لو كان هناك في السلطة الفلسطينية خطة وموازنة , ودخل قومي معتمد , ولو كان هناك إكتفاء ذاتي من الغذاء والدواء والكساء والماء , لكان الأمر أصبح مختلفاً , أما وأن يدار صراع من أجل توزيع هبات وعطايا فتلك مصيبة !!
ولأن من واجب علماء السعودية النصح والإرشاد فكان لزاماً عليهم إصدار هذا البيان الذي يحمل الحلول السحرية في طياته , فكان ولابد أن يأتي البندالثالث منه ليأمر حماس :
أن تحذروا من التنازع فيما بينكم، وإرادة الدنيا بجهادكم وأعمالكم، وأن تستحضروا عوامل النصر الشرعية، وأنتم تواجهون عدوكم اليهودي المجرم وعملائه المتواطئين معه ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ،وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (الأنفال:47،46،45)
ولكن تنتابني الحيرة وأنا اضع نفسي مكان منظمة حماس حينما يتلو أحد المشايخ هذا البيان , وأن لا أمتلك القوت , ويوجد حصار من جميع المناحي , وغلق المعابر , وتسيد الدولة العبرية لزمام كافة الأمور داخل غزة , وفتح المعابر علي مصراعيها في الضفة , بل وتم رفع الضرائب عن الشعب الفلسطيني المقيم علي أرض الضفة , وتسهيل كافة أمور المعيشة إلي حد بعيد هناك , بينما علي الجانب الآخر في القطاع لايجد المواطن الفلسطيني الغذاء أو الدواء أو كوب الماء , وهناك أزمة علي المعابر في غزة بسبب غياب القوات الدولية وسيطرة المسلحين من حماس عليها , ويوجد العديد من الفلسطينيين أسري حر الصيف القائظ بلا جرعة ماء أو كسرة خبز أو غذاء , أو شربة دواء لمريض , , فكيف وحالهم كذلك أن يطالبهم علماء السعودية في صيغة الأمر أن يحذروا التنازع , ويحذروا إرادة الدنيا ؟!!
وكيف بهم أن يستحضروا عوامل النصر الشرعية التي يقنن لها علماء السعودية , وكأن هناك عوامل نصر علمانية , أو يسارية , أو مسيحية , أو يهودية , او بوذية أو ذدرادشتية ؟!!
مطالبين حماس في البند الخامس كذلك وكأنه استكمالاً لهذا البند بضرورة : المحافظة على التوجه الجهادي والدعوي المنتشر في أوساط الشعب الفلسطيني المسلم، ودعمه والحذر من خفوته، ودرء خطر المتربصين به، فإن الجهاد والدعوة هما طريقا النصر والتمكين بإذن الله ،والحرص على التوافق بين قيادات هذا الشعب المسلم الدعوية والجهادية بخاصة ، والتواصل مع أهل العلم والدعوة والفكر في الأمة بعامة .
ويأتي البند الرابع محذراً من : من مكائد الأعداء اليهود ومن وراءهم ومن دسائس المنافقين العملاء الذين يستثمرون الضائقة التي تعيشونها من جراء الحصار الاقتصادي والتهديد العسكري، ليلجئوكم إلى تقديم التنازلات وترك الجهاد، أو مداهنة أصحاب المشروع الصفوي الإيراني، قال الله تعالى :(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)
وهذا البند فيه من الأجابات التي تناقض ما أبداه علماء السعودية من وصايا لمنظمة حماس إذ أنه يقر بالضائقة ويعترف بالحصار الإقتصادي والتهديد العسكري , ولكنه لابد وأن ينوه عن ما اسموه مداهنة اصحاب المشروع الصفوي الإيراني , في خلق حالة مستمرة من حالات العداء بين السنة والشيعة , وهم هؤلاء العلماء أنفسهم الذين يتناقضون في البند سادساً في قولهم : نذكر عموم إخواننا المسلمين بحقوق الأخوة الإسلامية ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات: من الآية10)، وقال عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
فمن حقهم علينا نصرهم، والاجتهاد في رفع الظلم عنهم، بما يمكن من الأسباب ، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بسبع وذكر منها : (نصر المظلوم ) متفق عليه .
ومن حقهم علينا مساعدتهم مادياً ومعنوياً فللصدقة فضائل عظيمة ، ويتأكد فضلها عندما تشتد الحاجة إليها ، قال الله تعالى :(أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (البلد:14)
فكان علماء السعودية ومن سموا أنفسهم بالسنة أو أهل السنة والجماعة , من حقهم أن يكفروا الشيعة وينعتوهم بالصفويين الكفار خدمة لإستمرار مسلسل نظام الممالك ونظام السلطانات التي تورث الحكم والسلطة , وتكريساً للفساد والإستبداد علي هدي من الوصاية الدينية المزعومة التي تدعي إمتلاكها للحقيقة المطلقة وتدعي علمها بمرادات الله , وتريد للناس أن يكونوا ملائكة يصافحهم الناس في الطرقات , وهم ليسوا كذلك , وعلي احسن الأحوال ينهوا بيانهم بدعاء الخانع القاصر الذي لايملك حولاً ولا طولاً داعين علي اليهود الملاعين وأعوانهم وهذا دعائهم المكرر في نواصي الأزمات والمحن :
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك المؤمنين ، اللهم ارحم عبادك المستضعفين في فلسطين واشدد وطأتك على اليهود المجرمين وعملائهم المنافقين يا قوي يا عزيز.
وإذا كان هذا دعائهم , فإننا لنا دعاء آخر :
اللهم اهلك الحكام الفاسدين المستبدين مغتصبي الحكم والسلطة , حارمي الناس من أمنهم وحريتهم , سارقي أوطانهم , المفرقين بين ثروات أوطانهم القومية وبين المواطنين , واللهم العن من يحرم العدالة الإجتماعية , ويجرم عدالة توزيع الثروة القومية , والعن من يقتل الحريات , ويحارب الديمقراطيات , ويجعل من العلم والعقل عدواً , اللهم العن من نصب من نفسه وصياً علي الناس بالكذب والبهتان والزور , اللهم العن كل عنصري يميز بين الناس علي أساس من الدين أو اللون أو الجنس أو النوع , اللهم العن من لايقول الحق عند كل حاكم ظالم مستبد مغتصب للحكم والسلطة .
فمن سيقول أمين ؟!!
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟