أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - المسلمون ينتقمون من أعدائهم















المزيد.....

المسلمون ينتقمون من أعدائهم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استمرت العادات الجاهلية تفعل فعلها عند المسلمين , مثل : الثأر – الانتقام – السلب الخ 00 حيث لم يستطع الإسلام أن يحررهم من كثير من العادات الجاهلية 0
(000 وإذا أردت أن ترى ما فعلته الأحقاد والأضغان الشخصية في تلك الحروب الدينية فانظر إلى ما فعله خالد بن الوليد لما أرسله رسول الله إلى بني جذيمة عام الفتح ولم يأمره بقتالهم , وكانوا قد أسلموا , إلا أن النبي لم يكن علم بإسلامهم , فأرسله إليهم في ثلثمائة وخمسين رجلاً من المهاجرين والأنصار ومن بني سليم 0
وكان بين بني جذيمة وبين بني سليم ذحول , لأن بني جذيمة كانوا قد قتلوا منهم مالك بن الشريد وأخويه في موطن واحد 0 وكذلك كان لخالد بن الوليد ذحل عند بني جذيمة لأنهم قتلوا الفاكه عم خالد وأخا الفاكه في الجاهلية 0
فلما علمت بنو جذيمة أن خالداّ ًمتوجهاً إليهم ومعه بنو سليم , لبسوا السلاح , فلما انتهى خالد إليهم تلقوه , فقال لهم : أسلموا /478/ , فقالوا : نحن قوم مسلمون , قال : فألقوا سلاحكم وانزلوا, قالوا : لا والله ما بعد وضع السلاح إلا القتل , وما نحن بآمنين لك ولا لمن معك 0 قال خالد : فلا أمان لكم إلا أن تنزلوا , فنزلت فرقة منهم فأسرهم وتفرقت بقية القوم 0 وفي رواية : لما انتهى خالد إلى القوم تلقوه فقال لهم : ما أنتم أي أمسلمون أم كفار ؟ قالوا : مسلمون قد صلينا وصدقنا لمحمد وبنينا المساجد في ساحاتنا وأذنا فيها 0 فقال : ما بال السلاح عليكم !؟ قالوا : إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم فأخذنا السلاح , قال : فضعوا السلاح , فوضعوا , فقال : استأسروا , فأمر بعضهم فكتف بعضاً وفرقهم في أصحابه 0 فلما كان في السحر , نادى منادي خالد : من كان معه أسير فليقتله , فقتل بنو سليم من كان معهم , وامتنع المهاجرون والأنصار وأرسلوا أسراهم 0 فجاء إلى النبي رجل من القوم وأخبره بما فعل خالد , فقال له النبي : هل أنكر عليه أحد ما صنع ؟ قال : نعم , رجل أصفر ربعة , ورجل طويل أحمر , فقال عمر – وكان حاضراً - : يا رسول الله أعرفهما , أما الأول , أما الأول فهو ابني فهذه صفته , وأما الثاني فهو سالم مولى أبي حذيفة , فعند ذلك قال النبي اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد , قالها مرتين 0
إن أثر الانتقام الشخصي ظاهر فيما فعله خالد بن الوليد ومن معه من بني سليم , وكان في هؤلاء الأسرى الذين هم من بني جذيمة رجل ليس منهم , وإنما ساقته الأقدار إليهم , فقتلوه معهم , فكانت قتلته تدل على القسوة من ناحية أخرى غير الانتقام 0 قال الحلبي في سيرته : وأخبر النبي أنه كان في القوم رجل قال لهم , أنا لست من هؤلاء ولكن عشقت امرأة فلحقتها , فدعوني أنظر إليها , ثم افعلوا بي ما بدا لكم , , وأشار إلى نسوة مجتمعات غير بعيد 0 قال بعضهم : والله ليسير ما طلب , فأخذته حتى أوقفته عليهن فأنشد أبياتاً , ثم جئت به فقدموه فضربت عنقه , فقامت امرأة من بينهن فجاءت حتى وقفت عليه , فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت , وفي رواية : فأكبت عليه تقبله حتى ماتت 0 فعند ذلك قال رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم (1) 0
ونحن أذا تصفحنا صفحات الحرب التي وقعت يوم بدر رأينا فيها نكتاً سوداً من الأحقاد , وشممنا من بعض دمائها رائحة الانتقام الشخصي 0 فمن ذلك قصة بلال في قتل أمية بن خلف وهي :
قال الحلبي في سيرته : وعن عبد الرحمن بن عوف قال لقد لقيت أمية بن خلف يوم بدر وكان صديقاً لي في الجاهلية ومعه ابنه علي أخذه بيده , وكان معي أدراع استلبتها فأنا أحملها , فلما /480/ رآني أمية ناداني باسمي الأول : يا عبد عمرو ( لأن عبد الرحمن كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فغير النبي اسمه ) فلم أجبه لأنه قال لي لما سماني رسول الله عبد الرحمن : أترغب عن اسم سماك به أبوك ؟! فقلت : نعم , فقال : الرحمن لا أعرفه ولكن أسميك بعبد الإله , فلما رآني لم أجبه ناداني : يا عبد الإله , فقلت ك نعم , قال : هل لك فيّ , فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك , ( أي خذني أسيراً يصبك من فدائي ما هو أكثر من ثمن هذه الأدراع ) فقلت : نعم , فطرحت الأدراع من يدي وأخذت بيده وبيد ابنه علي , وهو يقول : ما رأيت كاليوم قط , ثم قال لي : يا عبد الإله , من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره ؟ قلت : ذاك حمزة بن عبد المطلب , فقال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل 0
ثم خرجت أمشي بهما , فوالله إني لأقودهما إذ رآهما بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالاً بمكة على أن يترك دين الإسلام , فقال بلال : هذا رأس الكفر أمية بن خلف , لا نجوت أن نجا 0 فقلت : إي بلال أفبأسيري ( أي تفعل ذلك بأسيري) , قال : لا نجوت إن نجا , لا نجوت إن نجا , وكرر ذلك , فأحاطوا بنا , فأصلت بلال السيف من غمده فضرب به رجل ابنه علي , فوقع , فصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط , فضربوهما بأسيافهم فهبروهما ( أي قطعوهما قطعاً قطعاً ) 0
ولننظر في مقتل أبي جهل يوم بدر أيضاً (2) , فإننا نرى من ابن مسعود مثل ما رأينا من بلال 0 ففي السيرة الحلبية : عن معاذ بن عمرو بن الجموح قال : رأيت أبا جهل وقد أحاطوا به وهم يقولون : أبو الحكم لا يخلص إليه 0 قال : فلما سمعتها عمدت نحوه وحملت عليه , فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه ( يقال ضربة فأطن ساقه أو ذراعه أي فقطعها فسقطت لأنها تطن عند ذلك ) , فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى , فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي , فتعلقت بجلدة من جسمي , وأجهضني القتال عنه ( أي شغلني وأبعدني ) فلقد قاتلت عامة يومي لاستحسها وفي لفظ لأسحبها خلفي 0 فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت عليها حتى طرحتها 0
وبعد ما وقع أبو جهل هكذا عقيراً أمرّ به معوذ ( بضم الميم وفتح الواو المشددة ) بن عفراء فضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق 0 ثم جاء عبد الله بن مسعود (3) , فصار ضبعاً لأبي جهل كما قال المتنبي ( وليس /482 / يأكل إلا الميتة الضبع ) لأن أبا جهل كان على حافة الموت بعد ما أثخنه معوذ , ولكن ابن مسعود لم يأنف من التشفي بقتل الميت 0 فعن ابن مسعود قال : رأيت أبا جهل بآخر رمق فعرفته , فوضعت رجلي على عنقه , ثم قلت له : هل أخزاك الله يا عدو الله , ففتح عينيه وقال : وبمَ أخزاني أعار على رجل قتلتموه , أي لا عار علي ّ في قتلكم إياي , وفي رواية أنه قال : لو غير أكار قتلني , والأكار الزراع يعني الأنصار لأنهم كانوا أصحاب زرع , ثم قال يخاطب ابن مسعود : لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى ّ صعباً , أخبرني لمن الدبرة , زاد في رواية : لنا أم علينا , فقلت : لله ولرسول 0 قال ابن مسعود : ثم إني احتززت رأسه 0 وجاء في رواية عن ابن مسعود أنه قال : لما ضربته بسيفي لم يغن شيئاً , فبصق في وجهي , وقال : خذ سيفي فاحتز به رأسي من عرشي يكون أنهى للرقبة, ( والعرش عرق في أصل الرقبة ) , ففعلت ذلك , ثم جئت به إلى رسول الله فقلت : يا رسول الله , هذا رأس عدو الله أبي جهل , فقال رسول الله : ألله الذي لا إله غير ه , ورددها ثلاثاً و قال : نعم , والله الذي لا إله غيره , ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله , فحمد الله , ويقال : إنه سجد خمس سجدات شكراً (1)
وجاء في المعجم الكبير للطبراني عن ابن مسعود أيضاً قال : إنه قال انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد , ومعي سيف رديء , فجعلت أنقف رأسه , وأذكر نقفاً كان ينقف رأسي بمكة , فأخذت سيفه فرفع رأسه , وقال : على من كانت الدبرة , أليست برويعينا بمكة , فقتلته ثم سلبته (2)0
إن أبا جهل هو من بني مخزوم , واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم , وكان يكنى بأبي الحكم , فغير النبي كنيته بأبي جهل , فصار المسلمون إلى يومنا هذا يذكرونه بهذه الكنية المشعرة / 483 / بالذم والتحقير حتى صار هذا الاستعمال مناقضاً لما وضعت له الكنية لأنها موضوعة في كلام العرب للمدح والتعظيم , وصار ذكره بهذه الكنية شتماً له , حتى أن ابنه عكرمة بعد إسلامه شكا إلى النبي قولهم عكرمة بن أبي جهل , فنهاهم النبي عن ذلك وقال ك لا تؤذوا الأحياء بسبب الأموات , إلا أنهم لم ينتهوا بل استمروا على ذلك إلى يومنا هذا 0
وكان أبو جهل من كبار سادات قريش وأشرافهم حتى إن دار الندوة كانت لا يدخلها عند المشورة من غير ولد قصي إلا ابن أربعين سنة, إلا أبا جهل فإنه كان يدخلها عند المشورة وهو شاب دون العشرين , ومن ثم قيل فيه : ساد أبو جهل وما طر شاربه , ودخل الندوة وما استدارت لحيته 0 )) يتبع000
(1) السيرة الحلبية , 3/ 162 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 196 – 198 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 199 0
(2) السيرة الحلبية , 2/171 – 172
(3) السيرة الحلبية , 2/ 172 / 0

* من كتاب الشخصية المحمدية – للكاتب – معروف الرصافي 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد والملائكة
- سقوط المدائن في عهد عمر بن الخطاب
- محمد في المدينة
- محمد والجن
- سعاد خيري , أمُّ الحالمين0
- أمراض اليمين, واليسار المتطرف0
- مبروك – آلن جونستن0
- أسفاره قبل النبوة
- العرب أميون ومحمد منهم -2-
- العرب أميون ومحمد منهم 1
- هل لمحمد كلام بعد النبوة
- آيات الحلال والحرام في الصيام
- محمد وآيات الخمر
- كيف كان يأتي الوحي ؟
- صور الوحي
- التايكوندو - يزهر في بلاد الرافدين
- صراع الأخوة الأعداء
- محمد قبل النبوة
- الخلوة في حراء وبدء الوحي
- فكرة النبوة وكيف حصلت لمحمد


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - المسلمون ينتقمون من أعدائهم