الياس حلياني
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أصدرت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان بيانا تشجب فيه حجب المواقع من قبل النظام السوري .
قد يكون رئيس هذه المنظمة الصديق الدكتور عمار قربي ، لأنني لم أسأل وهو أمر غير هام بالنسبة للموضوع . وقد لا يكون ؟ ولكن اذا أردنا أن نتحدث بشفافية وصراحة ، بعيدا عن التنظير وجذب الأضواء . فإن كل المواقع التي تم ذكرها ، قليل عليها الحجب ! . باستثناء موقع الحوار المتمدن ، الموقع العلماني الديمقراطي الحقيقي ، والذي يمارس ما يؤمن به حقيقةَ لا مجازاَ . لأن كل تلك المواقع انحرفت عن خط الحوار واحترام الرأي والنقاش الحر المفيد ، واتجهت الى كيل الشتائم والسباب والتطاول على رموز البلاد .
مراسل العربية المدعو السيلاوي ، لأنني لا أعرف اسمه الأول ، في أثناء حديثه عن مدينة البتراء قال : (( ستكون قبلة للسياحة ، ولن تستفيد الاردن فقط ، ولكن ايضا دول الجوار ، السعودية ومصر وفلسطين-- )) ولم يجرؤ على ذكر اسم سوريا كدولة مجاورة للأردن ، وهذا في مجال عادي وسياحي ، فما هو سبب كل هذا الحقد في أمر عادي ، والذي يجعل هذا المراسل يحجب اسم سوريا عن لسانه خوفا على طعامه وشرابه .
ماذا لوكان لدى شخص جار سافل ، يُصبحه بكلام بذيئ ، ويُمسيه بكلام بذيئ ، هل يدع الباب مفتوحا بينه وبين جاره ام يُقفله ؟ أعتقد أن الجميع يوافق على اغلاق الباب في وجه الجار الذي يكيل الاتهامات والشتائم والكلام القبيح لجاره ، وهذا ما فعله النظام السوري .
نفهم المعارضة ، بأنها من تناقش وضع سياسي ما ، وضع اقتصادي ما ، وضع اجتماعي ما ، وتُظهر مكامن الخطأ وتتحدث عن طرق الإصلاح الناجعة . ولكن لا نفهم المعارضة بأن ، تبتعد عن كل المشاكل والأخطاء ، وتستلم رموز البلاد وتبدأ بمسلسلات الشتم والقدح والذم . ولا أعتقد أن بائع الفلافل ، يقبل بأن يُشتم أبيه أو أخيه أو أمه ، ويصمت .
هذا بالنسبة ، للسوريين ، والذين تورطوا أو قبضوا ، ولكن ، لا يُمكن السماح أبدا ، للغرباء ، بالتطاول على رموز البلاد ، واذا كانوا في بلادهم ومواقعهم يشتمون رؤسائهم ، فإننا لا ولن نقبل منهم ، قلة الأدب هذه .
بالله من يقبل أن يُطلق على ابيه او اخيه ، ما يخرج من مخارج جماعة 14 آذار ، وبعد كل هذا علينا أن لا نُغلق الباب ، ونسمح لهم بشتمنا ، واذا أغلقنا الباب ، فإننا نكون غير ديمقراطيين .
أعجبني (زعل) جريدة المستقبل وفضائية المستقبل ، سأورد ما جرى في فضائية المستقبل ، والتي (زعلانة ) بسبب حجب مواقعها : (( يخرج المؤدي باسل فغالي ومن على منبر فضائية المستقبل المحترمة ويقول في حديثه عن طرد مدرس لابنه : ((قلت له (للمدرس) : شيلو من ورا وحطو قدام ،ورصو، ولا تخلي ينام ، خلي واقف على طولو ----) هذا هو المستوى الذي تدافع عليه المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا .؟!!
هل سمع يوما أحد ، شتائم طالت رؤساء أو ملوك او أمراء عرب في المواقع السورية ؟ وعلى عكس ذلك ، نقرأ العديد من التعليقات ، والتي نعتقد أن أكثرها مفبركة تتطاول على رمز سوريا ، وادارة المواقع تنشر كل الشتائم والكلام البذيئ ، وعلينا تحت مسمى احترام الرأي الآخر سماع المسبات من موقع العربية ، وغيرها من المواقع ، والتي تنتهج نفس قلة الأدب والغلاظة .
هل فكرت منظمة في يوم من الأيام ، أن تستنكر حجب الصحف السورية في الفضائيات اللبناننية ؟
هل فكر أحد في الاعتراض على مواقع المعارضة بسبب حجبها المقالات الوطنية ؟ ومتى نشروا رأي مخالف لخطهم ، وهم على ما يدعونه من ديمقراطية واحترام رأي الآخر . بينما نتابع في موقع كلنا شركاء ، والذي يديره المهندس القدير ايمن عبد النور ، الكثير من الأقلام المعارضة والحاقدة .
لماذا يتم حجب صحفنا ومجلاتنا ؟
لماذا يتم حجب المقالات الوطنية ؟
لماذا كل هذه الاتهامات والشتائم وقلة الأدب؟
لماذا لم يجر شجب المذابح التي يتعرض لها السريان والصابئة والايزيدية ؟ ، وماذا عن مذبحة التركمان منذ يومين ؟ لم يذكرها أحد .
لماذا لا نشجب ونستنكر الوجود الأمريكي في العراق ومفاعيله وبلاويه الزرقا والحمرا ؟ .
لماذا لا نشجب ونستنكر نسف المقامات والمقدسات ؟
لماذا لا نستنكر حجب الحقيقة من قبل الإعلام الأمريكي ؟
لماذا لا نستنكر سيل الإتهامات التي تُكال لسوريا يوميا؟
ليتنا كنا نملك ، الجرأة أكثر ، لكي نستنكر ونشجب حجب صحفنا ومجلاتنا ومفكرينا الوطنيين في كل الأقنية الفضائية ؟
الحق في إبداء الرأي مهم فقط في حالة أن نكون في وضع نملك فيه القدرة على امتلاك أفكارنا الخاصة . من يمتلك أفكاره الخاصة اليوم ؟
من ليس العوبة بيد أمريكا ؟
من ليس عبداً للريال والدولار؟
أما من جهة الحكومة السورية ، فهتاك مواقع ، محترمة ، ولا تمارس قلة الأدب ، وبالتالي فإن حجبها يُعتبر خطيئة كبيرة ، وأولها موقع الحوار المتمدن . وليس هناك من مانع في اعادة النظر ، واعادة التقييم ، من قبل اختصاصيين ومهنيين ، لا من قبل رجال امن فقط . ونحن مع حجب كل موقع يُسيء الى سوريا ، والى رموز سوريا . ولكننا لسنا مع حجب أي موقع يُعبر بإحترام وأدب عن معارضته ، ورفضه لبعض الممارسات القمعية من قبل البعض في السلطة ، أو يُعري الفساد والفاسدين .
حرية الرأي لا تعني أبداً حرية السباب والشتائم .
دعت الثورة الفرنسية الى العقل ، وباسم هذا العقل قطعت المقصلة رؤوس الآلاف من العقلاء .
دمشق
10-7-2007
#الياس_حلياني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟