أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - في الذكرى العشرين لمعركة سويله ميش البطولية - ملحمة سطرها الأنصار الشيوعيون دفاعاً عن الشعب والوطن















المزيد.....

في الذكرى العشرين لمعركة سويله ميش البطولية - ملحمة سطرها الأنصار الشيوعيون دفاعاً عن الشعب والوطن


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 602 - 2003 / 9 / 25 - 03:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                                 

يتذكر أبناء الشعب العراقي جميعاً النضال المرير الذي خاضه الشيوعيون العراقيون وحزبهم الشيوعي العراقي ضد الأعداء المجرمين والأنظمة الرجعية والدكتاتورية التي تعاقبت على دست الحكم في العراق دفاعاً عن الوطن ومن أجل الحقوق العادلة لجماهير الشعب، كما ويتذكرون ما قدموه من شهداء خالدين ومن غالٍ ونفيس في سبيل تحقيق تلك الأهداف النبيلة .

ويتذكر الشيوعيون وأصدقاؤهم نضال انصار الحزب الشيوعي العراقي البواسل في ميادين الكفاح وسوح النضال في كل بقعة من أرض الوطن، ولا سيّما في كوردستان، حيث كانوا سباقين في التضحية والعمل بنكران ذات لنيل الحرية وتحقيق الأهداف السامية للشعب والوطن وللخلاص من الدكتاتورية المقيتة، وكانوا دائماً في مقدمة القوى الوطنية والتقدمية في سوح النضال، ويعلمون بأن طريق الحرية وتحقيق النصر على الأعداء لم تكن سهلة و مفروشة بالزهور وشقائق النعمان أبداً.

لقد خاض الأنصار الشيوعيون بقيادة حزبهم المجيد الحزب الشيوعي العراقي معارك عديدة حققوا فيها انتصارات باهرة ضد العدو الجبان ونظام صدام حسين الدموي كمعارك هندرين وكورك وحسن بك وسه رى به ردى وسفين وقزلر وسي كانيان وبولقاميش وبكر بايف وكوسبه سبي وسه ري سيرين وقره داغ ونوجول و..غيرها من المعارك التي كانت موضع إعجاب الكثير من المتخصصين في الأمور العسكرية ناهيكم عن الجمهرة الواسعة من أبناء وبنات شعبنا، بجميع قومياته وأطيافه.

 وتعتبر معركة سويله ميش البطولية التي خاضها الأنصار الشيوعيون البواسل في 25/9/1983 في سهل شاره زور، واحدة من تلك المعارك الضارية التي يشار إليها بالبنان، كواحدة من الملاحم التي سطّرها الأنصار الشيوعيون وأصدقاؤهم بدمائهم الزكية دفاعاً عن الشعب و الوطن، ومعلماً ساطعاً من معالم شجاعتهم الفائقة وإستعدادهم اللامحمود للتضحية بكل شيئ من أجلهما.

قبل عشرين عاماً، استغل العدو الفاشي الجبان الأحداث المؤسفة وحالة الاحتراب التي وقعت بين القوى العراقية والكوردستانية الفاعلة في ساحة النضال، وقام بذريعة الحرب العراقية الايرانية بتجميع قواته العسكرية من مختلف الصنوف، إضافة إلى قوات الأفواج الخفيفة التي عرفت في كوردستان والعراق بـ (الجحوش) وشن صباح يوم 25/9/1983 هجوماً واسعاً من عدة جهات على قوات وأنصار الحزب الشيوعي العراقي الذين كانوا في سويله ميش السفلى، تلك القرية الصغيرة الجميلة والجذابة القابعة فوق رابية بالقرب من نهر تانجرو في سهل شاره زور، والتابعة لناحية سيد صادق في محافظة السليمانية.

وكان العدو قد تمكن من تهيئة وإعداد قواته على أحسن وجه قبل الإقدام على الهجوم ، حيث دفع بقوات الفيلق الأول، واستقدم قوات الجحوش من الزيباريين والسورجيين من محافظات الموصل ودهوك، إضافة لإشراكه قوات الجيش والجحوش المحليين المتواجدين أصلاً في المنطقة، والقادمين من جمجمال ودربندخان وزراين وعربت وسيد صادق وحلبجة  بمساعدة الدبابات والمجنزرات والمدفعية الثقيلة والخفيفة والهليكوبترات والسمتيات وغيرها.

تصّدى الأنصار الشيوعيون الشجعان من الفوج التاسع/السليمانية والفوج السابع/ هه ورامان ومجموعة من أنصار قاطع السليمانية وكركوك للحزب الشيوعي العراقي ببسالة لقوات النظام الفاشي ومرتزقته، وأرغموها على التراجع  عدة مرّات بعد أن دبّ الخوف والذعر في صفوف أفرادها الذين حاولوا الهروب من ساحة المعركة، غير أن القوات الغازية عمدت إلى ضرب القرية وقرى المنطقة الأخرى بالمدفعية الثقيلة عندما شعرت بأن أفرادها يلوذون بالفرار، فتمكنت من إعادة تنظيم نفسها، والشروع بهجمات جديدة والتقدم بدعم مكثف من المدفعية والدبابات والسمتيات، وكان الهدف الرئيسي للقوات المهاجمة هو حرق القرية، عن بكرة أبيها.

ومع ذلك باءت محاولات قوات السلطة الدموية بالفشل، فلجأت إلى توسيع رقعة المعركة، ووجهّت نيران مدفعيتها إلى قرية  ته به كه ل القريبة جداً من قرية سويله ميش، وأوعزت إلى طائراتها السمتية بضرب القرية، وهذا ما حدث فعلاً، ولم يكن العدو الخائب يعرف بوجود قوة عسكرية أخرى مختلطة للحزب الشيوعي العراقي، من قاطع السليمانية وكركوك والأفواج والسرايا المختلفة في تلك القرية، التي استبسلت هي الأخرى في مشاغلة قوات العدوالمجرم والتصّدي لطائراته التي قامت بقصف القرية، وجرحت عدداً من المواطنين الأبرياء، وقتلت أعداداً كبيرة من الحيوانات العائدة لسكان القرية.

وتحولت المعركة إلى معارك كر وفر ضارية، كان العدو خلالها يدعم قواته بأعداد جديدة ومتزايدة، محاولاً أكثر من مرة إحداث ثغرة تمكّنه من الوصول إلى القرية، إلا أن محاولاته باءت بالفشل لأن الأنصار البواسل كانوا يتصّدون لها ويجبرونها على الانسحاب، في كل مرة.

وفي شدة معمعان المعركة وصلت قوة باسلة من الحزب الحليف، الحزب الاشتراكي الكوردستاني فدخلت المعركة إلى جانب رفاقهم في الحزب الشيوعي العراقي مباشرة، فاشتدت المعركة بين الأنصار والقوات المتخاذلة للنظام الدكتاتوري الأرعن. وفي هذه الأثناء وصلت قوة شجاعة أخرى من رفاق وأنصار الحزب من الفوج 15 / قه ره داغ، وقوة حليفة من الحزب الديموقراطي الكوردستاني ودخلتا المعركة فور وصولهما، فتقهقر العدو الجبان ولاذ بالفرار مرة أخرى، تحت ضغط الضربات الموجعة للأنصار البواسل.

وفي الساعات الاخيرة دفع العدو بعدد من مرتزقته الجحوش إلى المعركة، وهم يلبسون ملابس مشابهة لملابس الأنصار، وعند اقترابهم من القرية أخذ الأنصار يطلقون النار عليهم، غير أن بعض الأنصار ظنوا بأن هؤلاء هم من أنصار قوى الأحزاب الأخرى، فسمحوا لهم بالتقرب منهم، فوجّه هؤلاء الجبناء بنادقهم فجأة بإتجاه الأنصار، وأستطاعوا من أسر ثلاثة منهم.

لقد قدّم سكان قرية سويله ميش الشرفاء مساعدات كثيرة للأنصار، وقد طلب منهم الرفاق الأنصار ترك القرية لكي لا يصابوا بأذى، الا أنهم أبوا ورفضوا الخروج منها، وقالوا لن نترككم وسنبقى معكم. ولعبت المرأة الكوردية دوراً متميزاً في هذه المعارك، وكانت المواطنة آمنة مثالاً في ذلك حيث رفضت ترك القرية وقالت: لن أترككم وسوف أستمر في جلب الماء والخبز لكم.

وعند انتهاء المعركة هرع الناس من القرى القريبة مثل : ته به كه ل، ئالان، حاصل وغيرها إلى قرية سويله ميش لمساعدة الأنصار ونقل الشهداء وتهيئة القبور لهم ومواراتهم الثرى وإلإعتناء بالجرحى ونقلهم إلى أماكن أمينة.

لقد استشهد في هذه المعركة البطولية ثلاثة أنصار أبطال هم كل من النصيرين الشيوعيين الخالدين ياسين ( حمه صالح حاجي قادر) وجلال وه نده رينه يي، والنصيرالخالد شيخ جلال من الحزب الاشتراكي الكوردستاني. وأمّا الأسرى فهم كل من الأنصار الشيوعيين :

آراس أكرم  ( سامال ) وكاظم وروار( يوسف عرب ) ومحمد علي فرج ( غه مبار ).

وفي 27/9/1983 أقدمت السلطة الفاشية على تنفيذ حكم الإعدام بالأنصار الأسرى، حيث قام المجرم الجحش المرتزق رشيد صالح ( ره شه ى صالحه) بتنفيذ الجريمة النكراء على طريق حلبجة ـ سيد صادق.

وقد أثبت المجرمون قتلة الشهداء جبنهم وخستهم عندما غدروا بهؤلاء الخالدين وأقدموا على تنفيذ جريمتهم البشعة ضدهم.

أما خسائر العدو فكانت: قتل عدد كبير من الجنود والجحوش المرتزقة، ومن ضمنهم الجحش المجرم عثمان علي جتون من أصدقاء المجرم صدام حسين.

ويقول الرفيق أحمد عرب في ذكرياته عن المعركة، انّه وبالرغم من شدّة المعركة، كنا نحاول إطفاء النيران التي بدأت تلتهم كل شيء، وانّ النصير ياسين كان بطلاً بحق، إذ أنه وبعد أن حمت المعركة عند الساعة الثالثة، بدأت دبابات العدو تقترب من القرية، وكان الرفيق يركز على التصويب ويحاول ضرب إحداها، الا أن قذيفة طائشة من إحدى الدبابات جاءت وضربت الجانب الأيسر من جسم الرفيق ليستشهد بعد وقت قصير، ويقول عن الرفيق عمرحامد بأنه كان شجاعاً ورائعاً حيث واجه العدو ولسان حاله يقول لي وللآخرين إنسحبوا فأنا باق هنا ( يذكر بأن الرفيقين أحمد عرب وعمر حامد ) بقيا في اسناد القوة لتغطية الانسحاب.

كان الرفيق الملازم سامي يراقب المعركة في قرية قه لبه زه وقال فيما بعد : بعد أن رأيت المعركة والقرية تحترق ويتصاعد لهيب النيران، كنت أقول أتمنى أن يخرج أحد رفاقنا سالماً ليحكي لنا عن المعركة ( تجدر الإشارة بأن الرفيق ناظم عبدالرزاق ( الملازم سامي ) شارك هو الآخر في التصدي لقوات الدكتاتور المجرم عند عمليات الأنفال السيئة الصيت في قرية باني شار وآوايي شيخ حميد في كه رميان، ووقع في الأسر مع ثمانية رفاق له ومجموعة من قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني، وعند سقوط نظام الحقد والجريمة في العراق تبيّن ان المجرمين قاموا بإعدام الرفيق سامي ورفاقه جميعاً، وكان واحداً من ضمن آلاف الشهداء الذين تم التعرف عليهم في المقابر الجماعية.

ويذكر الأنصار الشيوعيون بأنه كان لوجود الرفيق ......... المسؤول العسكري لقاطع السليمانية ـ كركوك في القرية القريبة من ساحة المعركة تأثير إيجابي على معنوياتهم.

 

المجد والخلود لشهداء معركة سويله ميش البطولية، ولجميع شهداء حزبنا وشعبنا الأبيّ.

الخزي والعار للقتلة المجرمين ، وعلى رأسهم المجرم الطاغية صدام حسين وأعوانه ومرتزقته.

 



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيق البائسين ومطايا الشوفينية يتصاعد دفاعاً عن المجرم صدام ...
- علج من علوج صدام يتطاول على شعبنا ورموزه الوطنية !
- لماذا تلجأ تركيا إلى افتعال الأزمات ؟
- لمصلحة من يتعالى نعيق أيتام الدكتاتورية ؟
- اليتيم باقر إبراهيم الموسوي يدافع عن المجرم صدام حسين وزباني ...
- رغد صدام حسين تقول : والدي لم يكن قاسياً !!
- وأخيراً لم يصبح قصي رئيساً للجمهورية !
- دكاترة متخصصون في النفاق والدجل !
- القتل الجماعي والمقابر الجماعية من بركات حزب البعث الفاشي
- مقبرة جماعية جديدة تشهد على وحشية النظام الصدامي الساقط !
- المقابر الجماعية تظهر الوجه البشع للدكتاتورية المجرمة
- الحوار المتمدن مساهمة جادة في تنوير المخالفين لأفكار التقدم
- لماذا يتعرض الحزب الشيوعي العراقي وقيادته الى هذه الهجمة الش ...
- لماذا تكذبون يا شراذم أبواق الشر ؟
- جبناء يتحدثون باسم الآخرين !
- هل كان المجرم قصي مهذباَ حقاَ ؟!! وما هو التهذيب في عرف أمين ...
- أبواق الدعاية الفاشية وأيتامها يتباكون على سقوط المجرم صدام ...
- في ذكرى الانتصار العالمي على الفاشية ما هو المشترك بين الانت ...
- ماذا تحمله الأيام القادمة من مفاجئآت للعراق ؟
- ماذا تريد تركيا ؟!


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - في الذكرى العشرين لمعركة سويله ميش البطولية - ملحمة سطرها الأنصار الشيوعيون دفاعاً عن الشعب والوطن