في لقاء لكاتب هذه السطور مع احد اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق شكى هذا العضو من تغييب راي المجلس عن وسائل الاعلام المختلفة، بحجة ان لاوسيلة اعلامية تحت تصرف المجلس.
قد غاب عن ذهنه الوجه الاخر للحقيقة وهو عدم حضور المجلس نفسه في المقاطع المفصلية من الملف العراقي رأيا وموقفا، وهناك فرق بين الموضوعين.
ومناقشات الجمعية العامة للامم المتحدة –هذه الايام- سلطت الاضواء على هذه النقطة،رغم تبّوء المندوب العراقي – رئيس المجلس الدوري- لمقعد العراق في الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقد تناقلت وسائل الاعلام السجال العلني بين الرئيسين شيراك وبوش حول العراق وتسليم الحكم للعراقيين، استعجال من شيراك لتسليم السلطة، وتأن من بوش للامر، فقد قال الرئيس الاميركي " ان هذه العملية يجب ان تجري وفقا لحاجات العراقيين ولا يجب تسريعها او تأخيرها وفقا لرغبات جهات اخرى" دون ان يذكرها.
وكم كنا نتمنى ان يدخل المجلس هذا السجال باسمه الصريح وعنوانه البارز من خلال بيان تاريخي يثّبت من خلاله موقفه وموقف شعبنا الممتحن في العراق من مقولة بقاء او عدم بقاء قوات الاحتلال في العراق، فالرئيس بوش ليس ناطقا باسم العراقيين ليتحدث باسمهم، كذلك الرئيس الفرنسي شيراك، بينما وزير الخارجية الاميركي كولن باول يطرح رأيا مغايرا لرئيسه عندما يقول( ان الولايات المتحدة علي خلاف مع الساسة العراقيين الذين اختارتهم كأعضاء في مجلس الحكم بشأن متي يجب أن تعيد واشنطن السلطة للعراقيين. وأضاف في مقابلة مع برنامج (تشارلي روز شو) التلفزيوني الذي أذيع الليلة الماضية ان الولايات المتحدة لا تعتقد أن الوضع الحالي يتيح للساسة في مجلس الحكم العراقي تولي زمام السلطة، وانها ستجد مشاكل في اقناع الكونغرس باعطاء العراقيين نحو 20 مليار دولار كمعونات لاعادة الاعمار.
وأضاف (يريدون التحرك علي نحو أسرع... لكن ما من أرصدة لديهم وليس لديهم دخل كاف ولا مؤسسات للحكم... والاعتقاد بأن هذا يمكن فعله في غضون أسابيع أو بضعة أشهر بعيد جدا جدا عن الواقع). وتابع (واذا فعلنا هذا بسرعة... فسيكون من الصعب علينا جدا أن نطلب من الكونغرس الامريكي 20 مليار دولار لنقلها الي سلطة بمثل هذا الوضع).
اننا نعتقد جادين بان الحضور القوي لمجلس الحكم فيما يجري من احداث حول العراق سيزيد من مصداقية هذا المجلس عراقيا ودوليا، ولا يترك مساحة رمادية ليشغلها شيراك اوبوش ويختلف حولها الرئيس ووزير خارجيته ، بينما الشعب العراقي وممثليه"الموقتين" غائبين، في ابداء رأيهم الرسمي الصريح حول التسلم التدريجي لازمة الامور في العراق وتحديد جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من وطننا.
من هنا فاننا نرى ان مجلس الحكم لابد ان يفكر بجدية لاختيار لجنة للناطقية الرسمية، او ناطق دوري – كالرئيس الدوري – مهمته متابعة مفردات الشأن العراقي وبيان موقف المجلس منها اولا باول، وهذه المهمة لابد من التعجيل فيها، حفظا لحقوق العراقيين من الضياع وسط هذه الدوامة والضبابية، ولمصداقية المجلس من التصدع والتاّكل، طالما التوجه الحالي قائم على الغاء وزارة الاعلام.