أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ميس اومازيغ - بصدد النقاش حول الانتخابات التشريعية بالحسيمة... مناقشة لأفكار السيد بن شماس















المزيد.....

بصدد النقاش حول الانتخابات التشريعية بالحسيمة... مناقشة لأفكار السيد بن شماس


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كتب السيد بن شماس مقالة روجت كثيرا على صفحات الجرائد ومواقع الأنترنيت، عبارة عن دعوة لنقاش مفتوح بصدد الانتخابات البرلمانية في الحسيمة. كما هو واضح وجلي من عنوان المقال، فالأمر يتعلق بافتتاح لنقاش سياسي تمهيدي للانتخابات التشريعية في شتنبر القادم.. وبما أن الأمر يتعلق بدعوة لنقاش مفتوح، لا يسعنا إلا أن نساهم فيه بهذه المحاولة التي نتوخى من خلالها إبداء بعض الملاحظات حول تصورات السيد بن شماس ومن خلاله كل من يقف وراءه.... في احترام تام للمبادرة ولصاحبها، وبعيدا عن أساليب القدح والسب والشتم التي تغلب على السجال السياسي عندنا في الريف وفي الحسيمة خصوصا!
ضياع الفرص!
في البداية تحدث السيد بن شماس عن الفرص التي ضاعت على الريف دون أن يستغلها أبناؤه لتطوير الريف ونقله من موقع الهامش إلى مواقع أخرى متقدمة... داعيا إلى استغلال كل الفرص المواتية لإحداث هذه النقلة... معتبرا الزلزال فرصة تاريخية لم يتم استثمارها بشكل جيد يخدم مصالح الريف...
هنا أود أن أتسائل، هل الريف ضيعته الفرص التي أضاعها أبناؤه أم ضيعه المخزن وسياسات التهميش والإقصاء والتهجير التي نهجها بعد 1956 في حق الريف وأبنائه؟
وهل التغيير السياسي يأتي على صهوة فرص تتيحها كوارث تاريخية أو جغرافية كالزلزال؟
أعتقد أن أي انتقال بالريف من وضع التهميش والإقصاء إلى وضع طبيعي كأي جهة من هذا الوطن، يقتضي أولا إرادة سياسية حقيقية لا رجعة فيها من طرف السلطات العليا في الدولة. من دون هذه الإرادة السياسية في إحداث تغيير حقيقي في موقع الريف وأبنائه، لن يستفيد الريف من أي حلول ترقيعية فرضتها كارثة الزلزال أو ستفرضها كوارث أخرى...
منذ ما بعد 1956 والريف يعرف تنوعا في توجهات نخبه، بين نخب حملت هم الريف وناضلت من أجله ومن أجل أبنائه في إطار مغرب ديمقراطي، وبين نخب مارست ما يدعو إليه بن شماس اليوم، حيث ارتأت أنه من المفيد للريف استغلال فرص قربها من المخزن وتبعيتها له لتحقيق مصالحه، غير أنها لم تحقق في حقيقة الأمر غير مصالحها الذاتية والشخصية ولم يكن لها أي تأثير في صنع القرارات المؤثرة في الريف ومستقبله...
فكما عرف الريف محمد سلام أمزيان وحدو أقشيش كأوفياء للخط الكفاحي لمبدع الثورة الريفية محمد عبد الكريم الخطابي، عرف الريف أيضا "الشريف الوزاني" وغيره من "الشرفاء" وغير "الشرفاء" الذين عجت وتعج بهم الساحة السياسية بالريف الخاضعين للمخزن -باسم الريف- والمتمتعين بخيراته ونعمه (المخزن)...
أما فيما يتعلق بالزلزال وعدم استفادة الريف من الفرصة التي وفرها لتحقيق المطالب المشروعة لتنمية الريف، فالسبب الأساسي يتعلق برفاق بن شماس: أهل اليسار، الذين سارع الكثير منهم إلى تأسيس تنسيقيات وشبكات ساهمت في تقويض الأمل من أجل غد أفضل، حيث لم يكن هدف هذه الإطارات –على الأقل من خلال ما أفرزه عملها الميداني- هو إيجاد قناة للتفاوض مع المخزن عبر جراح وآهات المنكوبين لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة، أو عبر اختلاسات مالية ثبتت داخل شبكة الأمل نموذجا....
فبدل توحيد المواقف والتصورات حول المطالب سواء في جانب إعادة الإعمار أو الجانب التنموي، بدل ذلك تسارع الرفاق لاقتسام غنيمة الزلزال محطمين كل الاطارات التي انخرطوا فيها، وأصبحوا عرابين لبرامج الدولة ومطبقين لها (الفريق المدني) رغم اعتراضات المنكوبين، مستعملين كل الحيل والخدع التي كان يستعملها المخزن منذ زمن...
الحسيمة أم الريف؟
تكفي قراءة أولية للمقال لتقف على الخلط الذي يقع فيه السيد بن شماس بين الحسيمة والريف! لا أدري هل الأمر مقصود أم أنه مجرد خطأ في التعبير.. على كل حال فمهما كان الأمر، فمن غير المنطقي تعميم ما يتعلق بالحسيمة على كل الريف أو إسقاط الريف على الحسيمة التي هي جزء من كل هو هذا الريف الذي يضم عدة أقاليم ممتدة على طول الساحل المتوسطي...
أشخاص طيبين وشرفاء!
السيد بن شماس أتى بتصور اعتقده جديدا للعمل، وهو الرهان على أشخاص طيبين وصادقين لقيادة التحالف الانتخابي لكسب تمثيلية مشرفة جديرة بأن تتحدث باسمنا! بمعزل عن الانتماءات السياسية لهؤلاء الأشخاص أو برامجهم...
إنها العودة إلى منطق الأعيان!
فلنفترض أن هؤلاء السادة هم أفضل ما لدينا في الحسيمة! ولنفترض أن برامجهم أفضل ما سيتم طرحه في سوق الانتخابات المقبلة! ولنفترض أن هذه اللائحة ستفوز بكل المقاعد المخصصة للحسيمة! ماذا بعد؟
لنفترض أنهم نجحوا في تشكيل أغلبية برلمانية من أصدق الناس وأنظفهم وأشرفهم! ماذا بعد؟
لنفترض أنهم شكلوا حكومة لا تضم غير النظفاء والشرفاء والصديقين! ماذا بعد؟
سنكون ربحنا تمثيلية مشرفة لنا! وبرلمانا نزيها! وحكومة صادقة! ماذا بعد؟
لا شيء! ! !
أيها السادة! اللعبة السياسية في المغرب مغلقة ومعلبة في علبة سوداء، وتسير وفق قوانين وأعراف لا سبيل إلى تغييرها. فالمغرب لم يدخل بعد عصر الانتقال الديمقراطي، فما بالكم بدخوله عصر الديمقراطية!
الانتخابات في المغرب مجرد مكياج لنظام سياسي غير دمقراطي بل أوتوقراطي، السلطة فيه متركزة في يد واحدة –مع ما يحيط بها من حاشية-، لا يملك أحد غيرها أيَ سلطة مهما كانت غير تنفيذ قراراتها المتخذة بمعزل عن البرلمان والحكومة والشعب.
فما جدوى هذه الانتخابات؟ بالاضافة إلى جدواها في تلميع الصورة الخارجية، لها جدوى أخرى وهي كونها الغطاء الشرعي لمنح الأعطيات والمنح للأعيان الذين تفرزهم!
مهما كان الأشخاص صادقين وطيبين وشرفاء فإنهم فقط سينظافون إلى قائمة مريدي المخزن الجدد، وإلى النوَام الجدد في البرلمان!
مهما كانت البرامج ذات صدقية ومعقولية وتهدف إلى خدمة الوطن والشعب، فإنها ستركن إلى الرفوف بعد انتهاء الانتخابات، لأن البرنامج الملكي هو البرنامج الفعلي الذي سيطبق! وسيتجند الجميع للتصفيق له ولتطبيقه... مهما اختلفت برامجهم وتصوراتهم السياسية...
فما الجدوى من المشاركة في الانتخابات غير تزكية الاستبداد والأوتوقراطية!
لكم أيها السادة أن تمعنوا جيدا قبل أن تنظموا لجوقة المريدين الجدد للمخزن، فلن يتغير شيء غير وضعيتهم المادية والرمزية التي ستتحسن كثيرا على حسابكم أيها السادة الرعايا!
فكلنا تابع الصعود المدوي لممثل المنطقة في حاشية المخزن الجديد، عبر استغلال العديد من المواقع التي تواجد فيها (أسواق الخضر بالرباط! والمستقلين الديمقرطيين)، أو التي فُرِض فيها (الحركة الأمازيغية بعد بيان محمد شفيق)... فانتقل من مجرد بائع خضر إلى ممثل الريف والناطق الرسمي باسمه لدى الدوائر المخزنية! اللهم لا حسد! ! مع ما أصبح له من مريدين وأتباع ورعايا! !
إنه المغرب فلِما نستغرب! مغرب التناقضات والفرص! المستغَلة منها والضائعة طبعا!
ما العمل؟
دائما يتكرر هذا السؤال الذي ينسب للينين وهو بكل تأكيد طرح قبله بكثير...
كي لا يقال بأننا عدميين، لا نرى غير الأبيض والأسود! أو ننقض ونهدم دون مقترحات عملية وبديلة للبناء...
من هنا نقترح فتح نقاش جدي ومسؤول وعلني حول جدوى الانتخابات والمشاركة فيها، ثم مناقشة الوضع السياسي العام في المغرب وموقع الريف من ضمنه، وبلورة مقترحات عملية تبتغي مصلحة الريف أولا والمغرب ثانيا، مع تحديد كل المسؤوليات في ما آل إليه وضع الريف، سواء الدولتية أو الحزبية.
وإن انعدمت هذه الامكانية فلا محيد عن التزام كل الفاعلين السياسيين والمدنيين بالريف بمفهومه الواسع من بلورة تصوراتهم في هذا الصدد، وتقديم إجابات سياسية للقضايا والاشكالات المطروحة على ساحة الريف أو على عموم الساحة الوطنية من قبيل الجهوية الموسعة/ الحكم الذاتي/ الفدرالية، الهجرة، الانتخابات، الدمقراطية، وغيرها من القضايا التي تشغل بال الناشطين السياسيين والمدنيين وعموم المواطنين...



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد النقاش حول الانتخابات التشريعية بالمغرب: الحسيمة نموذجا ...
- غباوة الفلسطينيين وذكاء شارون: الشعب الفلسطيني يستحق أفضل من ...


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ميس اومازيغ - بصدد النقاش حول الانتخابات التشريعية بالحسيمة... مناقشة لأفكار السيد بن شماس