هلسنكي ــ
في إصدار خاص ، وبطبعة محدودة ، صدرت في هولندا، مؤخرا رواية ( ليالي ابن زوال ) للكاتب العراقي كريم كطافة ( تولد 1961 ) ، المقيم في هولندا. وهي أول عمل مطبوع للكاتب ، ومما يذكر ان الكاتب ظل ولفترة ما قبل سقوط النظام الديكتاتوري ينشر نصوصه القصصية والصحفية تحت اسم ( كريم حسين ) في العديد من الدوريات العراقية. جاءت الرواية في 263 صفحة من القطع المتوسط ، وفيها وبمهارة عالية ، ومن خلال ( خالد زوال ) البطل الذي ابتكره الكاتب ـ الرواي وتماهى معه في منولوجاته وعوالمه ، والذي اضطر للعمل كبحار على ظهر سفينة إيطالية، نتحرك وننتقل بين هموم وتداعيات شريحة من أبناء الشعب العراقي وجدت نفسها مطاردة ومضطهدة في ظل النظام الديكتاتوري المقبور، مما جعلها تترك العراق وتتشرد بين المنافي حاملة معها أفكارها وهواجسها وأحلامها ومخاوفها . وتميزت الرواية ، الى جانب امتلاكها روح الشد والتشويق ، من خلال حبكة متقنة ، بروح سخرية من واقع استلاب المواطن ليس في العراق وحده بل وكل البلدان العربية. من أجواء الرواية نقرأ ما يلي : " ابن زوال على أية حال هو روح . لعل الأرواح لا تختفي إلا بالقمر ، وهي تستعيد ذاكرة أجسادها. لكنها الليلة الثالثة التي انتظره فيها دون ما جدوى. لقد أنهكني الانتظار. أيها الروح الهائمة المهاجرة من بلادي كم من الأرواح تهوم في سماواتك يا بلادي ، هل ضاقت سماواتك أيضا ؟ هي ارواحك تهاجر كذلك … أرواح صعدت الى سماواتها وهي أم تزل منشدة الى أوتادها الأرضية . أرواح لم تنعم بفسحة للبوح تلويحه وداع ، وصية صغيرة أخيره . قيل قديما ، وقديما جدا ، قبل الطوفان كان الجلاد يسال ضحيته عن رغبتها الأخيرة ، وصيتها ، وهو ملزم بتحقيق كل ما تتفوه به الضحية باستثناء رغبة إلغاء الموت المتربص به .. أما زال ذلك الحق المقدس متاحا ؟ "