أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - جمهورية المثلث واحتمالات عودة - الشيخ - صدام : هل فات الأوان على إنقاذ العراق من الفاشية والاحتلال ؟















المزيد.....

جمهورية المثلث واحتمالات عودة - الشيخ - صدام : هل فات الأوان على إنقاذ العراق من الفاشية والاحتلال ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 601 - 2003 / 9 / 24 - 01:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



  " إلى روح المعلم  هادي العلوي الذي تمر  ذكرى رحيله الخامسة هذا الأسبوع "

                                                                 
  التطورات المتسارعة خلال الأيام القليلة الماضية تشي بدخول الوضع العام في العراقي مرحلة الانعطاف الاستراتيجي الحاسم . فمن تصاعد وتيرة العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكية والمتحالفة معها والتي تجاوزت  خسائرها عشرة عسكريين في اليوم الواحد ، إلى رسائل التنصل من مجلس الحكم الانتقالي المعين التي بدأت ترسلها الإدارة الأمريكية إلى الائتلاف الفرنسي الروسي الألماني والتي بلغت درجة الاعتراف  بأن هذا المجلس غير شرعي وغير فعال  بل هو مؤقت وعاجز  ،إلى الخلافات التي طفت على السطح بين الأحزاب الكردية وسلطة  الاحتلال حول موضوع الاستعانة بالقوات التركية والتي بلغت درجة توجيه الاتهام من قبل   مسعود البرزاني إلى الأمريكان بخيانة حلفائهم الأكراد ، في الوقت الذي يبحث فيه الرأس الثاني للحركة السياسية الكردية "جلال الطالباني " عن حلفاء جدد في "النجف" حيث  أرسل وفدا إلى هناك للقاء بالسيد مقتدى الصدر ،وفي هذا الوقت بالذات ، وتأثرا بتلك التطورات سالفة الذكر راج في سوق الشائعات ،وخصوصا في مدن الشمال الغربي العراقي ،كلام عن نية صدام لتشكيل حكومة مؤقتة من خمسة عشر عضوا ، وقد سارعت إحدى الصحف  الخليجية إلى نشر الخبر ، وعن إرساله  لموفدين رسميين يتحدثون باسم نظامه الاستبدادي المطاح به  إلى عدد من الدول العربية وإلى مقر الجامعة العربية . يتساوق ذلك كله مع حالة من التشظي والتحلل السياسي تعاني منها  الأحزاب والقوى السياسية التي وقفت مع خيار الحرب وتعاونت مع المحتلين وشاركت في مجلس حكمهم  ووزارتهم . لقد بدت هذه القوى -على محدودية دائرة تأثيرها في الشارع العراقي - وكأنها مخدرة أو مذهولة بالتطورات والانعطافات السياسية والأمنية الحادة ،  تنتظر رصاصة الرحمة من بول بريمر وتستعد للفرار في ذيول قواته حين تحين ساعة الحسم . هذا على صعيد القوى والأحزاب المتعاونة مع الاحتلال ، غير أن الحال – لشديد الأسف - ليست وردية ومبهجة كثيرا إذا ما نظرنا إلى مشاهد أداء الأحزاب والقوى العراقية السياسية والمجتمعية المناوئة - حقا أو زعما - للاحتلال ، فلا التيارات الإسلامية الوطنية المستقلة والتي حافظت على مسافة معقولة بينها وبين المؤسسات التي أنشأها الاحتلال وفي مقدمتها   التيار الإسلامي الصدري ،  قامت بما يوجبه الظرف الموضوعي عليها فقاومت الاحتلال حتى وفق أضعف الإيمان الذي تمسكت به وهو (المقاومة السلمية والمقاطعة ) ، ولا هي بلورت بديلا سياسيا معقولا خارج الأوهام السلفية و المغامرات والاندفاعات الكيدية ذات النزوع العصبوي والطائفي . وينبغي هنا أن نستدرك ونشير  إلى البيان الذي أصدرته أحد أطراف المقاومة العراقية والتي أطلقت على نفسها " الحركة الإسلامية الوطنية / كتائب ثورة العشرين  " والذي بثته  هذه الليلة  الأحد 21/9/ أكثر من قناة فضائية عربية مستقلة والذي أعلنت فيه عن مسئوليتها عن العمليات المسلحة داخل العاصمة بغداد وضواحيها . إن هذا الخبر والاسم الذي أطلقته الحركة على نفسها وذراعها العسكري " كتائب ثورة العشرين " يشكل حدثا مهما و مفعما بالآمال  ويشكل دخولا فعالا وجديدا للحركة الوطنية العراقية المعادية للاحتلال وللنظام الشمولي السابق معا  هو بشير خير بأن رقعة المقاومة في طريقها إلى الاتساع جغرافيا وسياسيا . وعلى الرغم من هذا الاستدراك الطارئ  ، فإن فقدان الاستراتيجية الوطنية الشاملة والعمل الارتجالي المطبوع بطابع ردود الأفعال قد وسم نشاط أغلب التيارات والقوى السياسية الوطنية والإسلامية المستقلة والمناوئة للاحتلال خلال مرحلة كاملة هي مرحلة ما بعد سقوط بغداد ، وقد أضحى  واضحا أن هذه المرحلة على وشك الانتهاء لتبدأ بعدها مرحلة محكومة بثنائية : إما التحرير الكامل وقبر التجربة الاستبدادية الصدامية وإما  ترسيخ الاحتلال وضياع العراق وشعبه لعدة عقود قادمة !
   لقد تميز التحرك والأداء السياسيين للقوى السياسية والمجتمعية المناوئة للاحتلال ،والتي طالما أشدنا بها وأطرينا دورها ومواقفها الوطنية  بمناسبة أو بدونها ، تميز –للأسف -   بطابع دفاعي وتبريري ومرتجل ولم ينتج عن هذه التحرك  إلا عمل لإيجابي واحد يمكن النظر إليه بتقدير وهو تشكيل لجنة للمتابعة والطوارئ من علماء الدين المسلمين  الشيعة والسنة لتطويق حالات النزوع والتشنجات  الطائفية . ومن المرتجى والمفيد تفعيل هذه اللجنة وتوسيعها لتشمل جميع الطوائف الدينية العراقية وجعلها أكثر شفافية وحركية في نشاطها .وضمن سياق هذه التطورات المتلاحقة يمكن الإشارة إلى تعثر وانكماش الفعالية السياسية التي سميت  " مؤتمر العراق " ، فقد انتهت إلى الجدار هذه الفقاعة التي صنعها بضوء أخضر أمريكي أحد الأحزاب "الحربية " ، وقادها أحد أصدقاء الاحتلال السابقين وهو راعي   الحركة الملكية الدستورية علي بن حسين المعروف بدعوته لتوقيع معاهدة سلام بين العراق والكيان الصهيوني ، و هو الذي أقصته   مجموعة أحزاب  "بريمر " بطلب من غريمه و مدلل وزارة الدفاع الأمريكية " أحمد الجلبي" فبادر هذا الشخص -علي بن حسين -إلى إحاطة نفسه بمجموعة من شيوخ  العشائر والشخصيات والأحزاب الصغيرة وعقد ذلك المؤتمر تحت اسم " مؤتمر العراق " فبدأ ككيان منافس لمجلس بريمر وذي مواقف نقدية للاحتلال ولكنه في النهاية تمخض عن "فأر" رديفٍ للمجلس الآخر  وقوة احتياط سياسي للاحتلال  .
  ومع اشتداد حدة وتحسن نوعية وكمية العمليات المسلحة للمقاومة  دخلت القيادات السياسية والدينية في الجنوب العراقي وفي إقليم الفرات الوسط والعاصمة في منطقة الظل وبدأت تفقد رصيدها الجماهيري وصدقيتها السياسية والمجتمعية بالتدريج ولكن بسرعة . إن الخطر الأكبر الذي يمثله احتمال عودة رجال العهد الدكتاتوري القديم ونظام المقابر الجماعية البعثي الذي أطاح به الاحتلال  إنما يزداد ويتفاقم في ظل  هذا الصمت واللافاعلية والاستقالة من مواجهة الاحتلال في جنوب ووسط البلاد والاكتفاء بتوجيه الغمزات و اللمزات له  . لقد تآكلت مرحلة المقاومة السلمية ودعوات الاكتفاء بالمقاطعة ،وتغير الوضع الجيوسياسي تغيرا عميقا ،وصارت المواجهة اليوم مطلوبة ،ليس بهدف التحرير الوطني من الاحتلال - وهذا أمر حاسم - بل أيضا مطلوبة على صعيد قطع طريق العودة على الفاشية البعثية إلى السلطة وسحب البساط الجماهيري من تحت أقدامها و يساعد على أداء هذه المهمة جملة عوامل وظروف منها :
- شمول التراث القمعي الدموي للنظام السابق جميع أنحاء العراق وعدم اقتصاره على منطقة معينة مما جعله ممقوتا ومكروها من الغالبية الساحقة من العراقيين  .
- الأرضية الاجتماعية والسياسية والعملياتية المهيأة للقيام بعمل مقاوم على الصعيد الوطني وتزايد تعديات وممارسات قوات الاحتلال بحق المواطنين  .
- محدودية الرقعة الجغرافية التي تنشط فيها المجموعات المسلحة المؤيدة أو المنحدرة عن النظام السابق ، وافتقار هذه المنطقة لأية مقومات اقتصادية يساعدها على اتخاذ مواقف مستقلة أو ذات توجهات انفصالية قد تدفع بقايا النظام باتجاهها وسنعود إلى هذه الجزئية بعد قليل  .
- الانحطاط الهائل في معنويات قوات الاحتلال وتحولها إلى حالة من الذعر الكابوسي .
- الوضع السياسي العالمي والعربي والمحلي الضاغط على الإدارة الأمريكية والمسهل لنشاطات وتحركات المقاومة في الميدان السياسي والدبلوماسي .
- الخلافات الحادة التي ظهرت إلى العلن بين الاحتلال وحلفائه من الأحزاب العراقية والكردية  منها خصوصا .
- فشل وتلكؤ مشاريع الأجهزة والإدارات التي بادر الاحتلال إلى تشكيلها كمجلس بريمر للحكم الانتقالي ومجلس وزرائه الطائفي العنصري وانفضاض الجمهور القليل الذي التف حوله في البداية .

   إن القناعة المنتشرة بين صفوف العراقيين في الداخل ، والتي تذهب إلى أن الأمريكان يتعمدون عدم إلقاء القبض أو قتل الرئيس المخلوع صدام حسين لها من المبررات والحجج القوية والأحداث الموثقة ما يجعلها ذات صدقية ومعقولية واضحتين . والتفسير الذي  يقف خلف هذه القناعة يقول بأن الاحتلال كان طوال الفترة الماضية يستخدم صدام حسين كبعبع لإخافة العراقيين خصوصا في جنوب ووسط البلاد بهدف صدهم عن  الالتحاق بالمقاومة المسلحة . وقد اتخذت هذه القناعة صورة التهديد الذي يقول بلسان الأمريكان ( إن ثرتم ضدنا وقاومتم قواتنا - أيها الشيعة - انسحبنا وأعدنا لكم صدام ومقابره الجماعية ) وبهذا المعنى ، فإن هذا التكتيك الأمريكي كان ناجعا وفعالا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار عذابات العراقيين طوال أربعة عقود من حكم البعث ومجازره  ، غير أنه ،ومع تفاقم الحالة الأمنية ،وتصاعد الأعمال المسلحة كما وكيفا ، أصبح – هذا التكتيك - نافلا ومكلفا على الصعيد السياسي والأمني للأمريكان . إن من الراجح والمتوقع أن يكف المحتلون  عن مسرحيتهم البائخة في تعقب صدام وتعليق الملصقات المطالبة باعتقاله في شوارع بغداد ،ويبادرون خلال الفترة  القادمة إلى قتله أو اعتقاله ، والمظنون  أن احتمال اعتقاله ضعيف جدا . وعلى هذا وبسببه ، سيكون من الأفضل للحركة الوطنية العراقية المعادية للاحتلال وبشقيها العلماني والإسلامي أن تعدل جذريا طرائق تفكيرها وممارساتها فتشرع في تنظيم حركة مقاومة مسلحة وسلمية في آن واحد، تشمل البلاد ككل ،وتحاصر الأجهزة السياسية التي بادر الاحتلال إلى إقامتها وخصوصا مجلس الحكم المعين ومجلس وزرائه وتشلها وتعزلها جماهيريا عزلا تاما .أما اللجوء إلى الاغتيالات التصفيات الجسدية  العشوائية ضد أعضاء هذه الأجهزة ، وخصوصا ضد العناصر النظيفة والتي تورطت في ما تورطت فيه لاجتهاد خاطئ بدافع وطني وإنساني ولكنها  لا ترتبط بأية علاقات مع الكيان الصهيوني ولم تدخل العراق على ظهور الدبابات أو في طائراته السمتية كما هي الحال مع احمد الجلبي وسواه ، أما اللجوء إلى الاغتيالات كما حدث يوم  السبت 20 /9/2003 للسيدة عقيلة الهاشمي فهو عمل متهور ومرفوض وليس له أية شرعية في الوقت الحاضر ، مع أن هناك احتمالا بأن تكون العملية الأخيرة مجرد تصفية حسابات داخل صفوف البعثيين أنفسهم على اعتبار أن السيدة المستهدفة شخصية بعثية معروفة ومسؤولة كبيرة سابقة في وزارة الخارجية في النظام السابق انتقلت من خدمة النظام الاستبدادي  إلى العمل في أحد أجهزة الاحتلال  .
وسواء بادر الاحتلال إلى إنهاء صدام حسين وطي صفحته  أو لم يبادر ، فإن من مسؤوليات الوطنيين والاستقلاليين الأولى إقفال الطريق أمام أي احتمال لعودة الطاغية ونظامه عمليا،وعن طريق انتزاع زمام المبادرة في الفعل المقاوم  فتلك مسئوليتهم وليست مسئولية الذين يتصدرون المنصات والإدارات في عهد الاحتلال إذ أن من جاء على ظهور دبابات الاحتلال فعليها إنما سيرحل !  وعندها سيعود الاستقطاب القديم والحقيقي  بين الاستقلاليين الديموقراطيين العراقيين والفاشيين البعثيين والسلفيين ، ويمكن لعملية قطع الطريق على عودة الحكم الاستبدادي أن تتم بواسطة ومساعدة شبكة من العوامل والبرامج من أهمها  :
- تصعيد المقاومة ضد المحتل في جميع أنحاء العراق وتطويق وعزل المناطق التي يتمتع فيها النظام السابق ببعض التأييد مع احتضان وتبني الأطراف المقاومة المستقلة عن بقايا النظام في تلك المناطق والتضامن معها ،  واعتبار قضية إنهاء بقايا ذلك النظام ورمزه وتقديمهم إلى القضاء العراقي المستقل بعد التحرير مهمة لا تقل اعتبارا وتقديرا  عن مهمات مقاومة الاحتلال .
- تشكيل هيئات ولجان وأجهزة للدفاع الجماهيري الذاتي في جميع مدن وقرى البلاد ، وتسليحها تدريبها على أسس وطنية لا طائفية لتكون جاهزة  للدفاع عن الشعب والوطن  في حال إقدام المحتلين على الانسحاب المفاجئ من طرف واحد وتسليم المناطق التي كانت تسيطر عليها  للمجموعات والعصابات المسلحة البعثية أو السلفية .
- تجسيد البديل السياسي الديموقراطي والشرعي على الأرض عن طريق تفعيل وترشيد الدعوة التي أطلقها التيار الوطني الديموقراطي العراقي قبل عدة أشهر  إلى عقد مؤتمر تأسيسي وطني عام ،  ينبثق عنه مشروع دستور  دائم ، يعرض على الاستفتاء الشعبي، وتشكيل هيئات مستقلة عن الاحتلال وأجهزته ومقاطعة له  تعد العدة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وتسترجع السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة من المحتلين الإنكلو أمريكان وحلفائهم وترفع ملف الصراع ومأساة الاحتلال وتدمير العراق إلى الهيئات الدولية وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية .
   إن الإدارة الأمريكية تتخبط اليوم في شبكة هائلة من المصاعب والحماقات التي ارتكبتها ، وهي تعاني الأمرين سياسيا وأمنيا ، و ها هي إنجازاتها وانتصاراتها السهلة على نظام صدام تتبخر ، غير أن من السذاجة الاعتقاد أن هذه الإدارة الغازية ستنسحب بسهولة وتنهار انهيارا تاما . إن انهيارا سريعا كهذا سيفتح الباب على انهيار شامل لا حول ولا قوة لإدارة بوش على تحمل مسؤولياته ، ولن يسمح به الغرب المتضامن بوجه شعوب العالم كافة مهما كان وزن الخلافات والحماقات التي ارتكبها جورج  بوش .  هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فثمة العديد من الخيارات الاستثنائية الجهنمية التي يمكن أن تلجأ إليها الإدارة الأمريكية قبل أن تضطر إلى الركوع والاعتراف بالهزيمة ، ومن تلك الخيارات :  زج العراق في حرب أهلية طائفية وعنصرية شاملة زرعت بذورها قبل فترة قريبة في مجزرة "طوز خرماتو" التي ارتكبها حزب جلال الطالباني ضد العراقيين التركمان وفي تفجير النجف الأشرف في الجمعة الدامية ، أو أنها قد تلجأ إلى الانسحاب المفاجئ ومن طرف واحد كما فعلت في "الصومال" مما يؤدي في ظل غياب الدولة والمؤسسات المعنية إلى سيادة أجواء الفوضى والخراب والتدمير  . إن الولايات المتحدة قد تقرر معاقبة العراقيين على نكرانهم لجميلها في " تحريرهم " من النظام الاستبدادي وبخلهم بالورود والرياحين التي بشرها بها أصدقاؤها في المعارضة العراقية وهي  ستعاقب العراقيين بواحدة من طريقتين :
-صوملة الوضع العراقي أو بلقنته وإشعال حرب أهلية طائفية عنصرية .وقد يضمن هذا المشروع فقرة تنص على ضرورة إعادة مؤقتة لصدام أو لأحد رجاله إلى السلطة بهدف إغراق العراق في بحر من الدماء ، وبحوزتها الآن عدد من المسؤولين ذوي الماضي الدموي كعلي الكيمياوي من الصقور ، ومن الحمائم لديها  وزير الدفاع الذي تمت تبرئته وسحب اسمه من قائمة المطلوبين وتلميع صورته الجنرال سلطان هاشم الذي اقترن اسمه بمفاوضات الذل والهزيمة في خيمة صفوان سنة 1991 .
- وضعها موضع التنفيذ لخيار التقسيم  الذي قد يبدأ كمرحلة أولى في ما يسميه الإعلام السائد "المثلث السني " ثم ينطلق نحو السيطرة على كل العراق .إن خطورة هذا المشروع نسبية تماما ، وأي انفصال في هذه المنطقة محكوم عليه بالموت سلفا فمنطقة  الشمال الغربي العراقي فقيرة اقتصاديا، وليس لها من مقومات الدولة أو شبه الدولة أي شيء ، وسكانها يعرفون تماما أن منطقتهم الصحراوية  عالة استهلاكية على الناتج القومي الإجمالي للعراق طوال التاريخ ، إذ لا يتجاوز إسهام هذه المنطقة التي تمثل ربع المساحة الجغرافية لعموم العراق تقريبا  نسبة  واحد بالمائة من الدخل القومي . ولكن هذه المرحلة الانتقالية التي قد تدفع أمريكا الوضع باتجاهها ستطول وستتحول بقوة  الأشياء والظروف الموضوعية إلى حقيقة وأمر واقع يكرس وجود كيان انفصالي طائفي قزم يجد فيه صدام حسين عزاء لفقدانه وتدميره العراق كل العراق فيعود إلى السلطة ولكن كشيخ لعشيرة " آل بو ناصر " أو كمختار لقرية "العوجة" ليحكم المثلث الشمالي الغربي  وهذا أمر دونه خرط القتاد كما تقول العرب إنْ استيقظت الحركة الوطنية الاستقلالية العراقية المعادية للاحتلال والاستبداد،  أما إذا استغرق وسط وجنوب العراق في صمته وذهوله وانتظاره فستكون كل الطرق مفتوحة أمام الاحتمالات السوداء  وعندها سيغرق الجميع  في بحار الندم  ولا تَ ساعةَ مندم ِ!

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء اللامي كل يوم اثنين في تحليل إخباري على - المستقلة
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الثامن : التاء المفتوحة والتاء ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس السابع :حذف الألف الوسطى والختا ...
- قراءة في تقرير المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية : حل ال ...
- دروس في النحو والإملاء
- الدرس الخامس :همزتا الوصل والقطع في الأسماء والحروف .
- مئوية بورقيبة : محاولة للتمييز بين المستبد العادل والمستبد ا ...
- دروس في النحو الإملاء .الدرس الرابع : مواضع همزتي الوصل والق ...
- دروس في النحو والإملاء : الدرس الثالث : مواضع جواز فتح وكسر ...
- أصابع المخابرات الإقليمية في مجزرة النجف !
- دروس في النحو والإملاء : الدرس الثاني : مواضع فتح همزة أن
- وقفة عز عراقية من سنة 1922 : العراقيون السنة والشيعة ضد الإج ...
- نداء إلى أهالي النجف الكرام وإلي كل عراقي شريف !
- الاختراق الإيراني يتفاقم في العراق : هل حاولت المخابرات الإي ...
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الأول : مواضع كسر همزة إن
- خيط الدم العراقي من كركوك إلى النجف: حذار من أمراء الحرب ومغ ...
- تحية واعتذار إلى القاضي زهير كاظم عبود !
- ضحايا القمع في العراق : بين طلب العدالة المشروع والنزعة الثأ ...
- مجزرة السفارة الأردنية بين الجلبي و-أنصار الإسلام - !
- جلاوزة حزب الجلبي والديموقراطية العوراء !


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - جمهورية المثلث واحتمالات عودة - الشيخ - صدام : هل فات الأوان على إنقاذ العراق من الفاشية والاحتلال ؟