أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي النجار - محنة العقل:العفيف الاخضر نموذجا














المزيد.....

محنة العقل:العفيف الاخضر نموذجا


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 11:39
المحور: حقوق الانسان
    


"كلهم يمشي رْويد
كلهم يطلبْ صيد
إلاعَمرْ ابن عبيد
العفيف الأخضر


بين حين وآخر تهب نسمات الحرية فوق الأرض الإسلامية فينتعش العقل وتنشط سجالاته وحواراته إلا أن مشاهير الوعاظ الذين يحسنون الهيمنة على مشاعر الناس والذين يقيمون من أنفسهم حراساً مدافعين عن العقيدة ضد أخطار من صنع أوهامهم وخيالاتهم يسارعون للهجوم على التفكير العقلي ويعتبرون المناقشات و الخلاف والتعددية في الآراء سبب من أسباب تدهور الواقع في المجتمعات الإسلامية لان ذلك في اعتقادهم يؤدي إلى الابتعاد عن منهج الله ولأنهم يدركون بان الاحتكام الى سلطة العقل يفقدهم أسلحتهم ويكشف عن عورات وعيهم الزائف وعجزهم عن التحاور والنقاش على ارض العقل لذا يلجئون الى إغلاق باب التفكير ويفتحون أبواب التكفير حيث يجدون هنا أسلحة رخيصة وفعالة وسهلة الاستعمال في واقع متخلف يعاني اغلب أفراده من الأمية الأبجدية ويعاني اغلب متعلميه من الأمية الثقافية.
ولان العفيف الأخضر(تونس/1934) دأب منذ بداياته على زج قلمه في معمعان الصراعات من اجل ثقافة العقل ومن اجل فضح التزويرات والتلفيقات، بل هو من أكثر الكتاب في المجتمعات الإسلامية فحصاً ونقدًا للفكر الإسلامي من اجل غربلته من الشوائب والترهات والتزييفات حتى بات لا يخشى من إطلاق صفة "الخارجي" عليه، فهو كان دائماً من "خوارج" المثقفين العرب.
من هنا صار العفيف هدفاً من أهداف أعداء العقل والحرية والتسامح وليس غريباً على زعيم حركة "النهضة" الإسلامية في تونس راشد الغنوشي واضرابه من زعماء وفقهاء الإرهاب الحديث أن يحرضوا ضده تمهيداً لتصفيته، فهذا هو ديدنهم وسلاحهم ضد خصومهم. إن لجوء هؤلاء الفقهاء إلى العنف والى أسلحة التكفير ومعاداة الحرية يرجع سببه إلى نقصهم الحاد في استيعاب علوم الحداثة ومناهجها في دراسة الظواهر الاجتماعية (خاصة الظاهرة الدينية) عندما تلقوا علومهم التلقينية وهم على مقاعد الدراسة قبل أن يتجذر تعصبهم وساديتهم الدموية ولو درسوا الدين بمساعدة مناهج العلوم الإنسانية الحديثة لحررتهم من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة والتعصب الديني.
ما زال العفيف ومنذ سنتين يعيش قلقاً متفاقماً، أي منذ أن وجه نداءه وهو في محنته ومن فراش مرضه في باريس إلى المثقفين والمجتمع المدني العربي والعالمي لمساعدته على مقاضاة "النهضة" ورئيسها راشد الغنوشي الذي اصدر فتوى كاذبة بقتله، زاعماً بان العفيف الأخضر نشر كتاباً يهاجم فيه الإسلام، إلا أن السبب الحقيقي من وراء هذه الفتوى التكفيرية هو مشاركة العفيف من بين ثلاثة كتاب (د.جواد هاشم ود.شاكر النابلسي) في صياغة البيان الدولي ضد الإرهاب الذي وقعه أكثر من 4000 شخص طالبوا فيه الأمين العام للأمم المتحدة بمحاكمة فقهاء الإرهاب الذين يحرضون بفتاويهم الإرهابيين على سفك دماء الأبرياء كأقصر طريق للذهاب إلى الجنة...خص البيان بالذكر أربعة من هؤلاء الفقهاء بينهم راشد الغنوشي، هذا الأخير لم يجد أفضل من كذبة ينسب بها كتاباً إلى العفيف يهاجم فيه الإسلام واستنادا على هذا الكتاب يصدر فتوى كاذبة للتخلص من خصمه السياسي والفكري.

بغداد/ تموز/2007
[email protected]




#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة العقل :العفيف الاخضر نموذجا
- تصحيح التصورات حول المراة
- الانهيار الحزين
- الورقة الرابعة:المثقف الاشكالي بين نارين
- الورقة الثالثة/اسرار الكتب المسروقة
- الورقة الثانية:مدارات العتمة
- اوراق مستحيلة في زمن الخراب
- ابن رشد...ضياع الفرصة التاريخية
- الشورى والديمقراطية في الخطاب الاسلامي
- الثقافة العراقية وعنق الزجاجة
- الكيانات السياسية والمسالة الدينية
- الكتابات البرية
- العقل وخطأ السكين
- المازق الطائفي في العراق
- شاهد من ازمنة التزوير الثقافي
- الطبري :الاسطورة والتاريخ
- / كتاب شهر اذار/ كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- القيم الذكورية في الذهنية الاسلامية
- اليهودي في الذهنية الاسلامية
- الكيانات السياسية والمعاطف الماكرة


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على مدنيين ف ...
- الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار ا ...
- العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين في ...
- العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين في ...
- تصاعد المعارك في الفاشر غربي السودان وعدد النازحين يتجاوز ال ...
- العراق وإسبانيا يوقعان اتفاقية أَمنية لمكافحة الإرهاب والاتج ...
- حطام غزة في الزنازين.. كيف تعذب إسرائيل الأسرى بالصور؟
- حصار مشدد واعتقالات واسعة.. مشاهد التدمير الإسرائيلي تمتد عب ...
- إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.. أول زيارة بابوية للبابا فرنس ...
- الأمم المتحدة: الأزمة الانسانية في غزة يمكن أن تكون الأسوأ م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي النجار - محنة العقل:العفيف الاخضر نموذجا