أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - أوهام المراهنة على التحالف أو الإدماج السياسي لجماعة العدل والإحسان .














المزيد.....

أوهام المراهنة على التحالف أو الإدماج السياسي لجماعة العدل والإحسان .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اقترب موعد الانتخابات التشريعية إلا وتعاظمت أطماع قيادات بعض الأحزاب السياسية في الحظوة لدى "جماعة العدل والإحسان" بغرض الاستثمار الانتخابوي لأصوات مريديها وأتباعها. والطامعون في أصوات الجماعة أو الساعون إلى إدماجها في العمليات الانتخابية لم يدركوا بعدُ أنهم يطاردون الوهم ويجرون وراء السراب . ومردّ الأوهام ، ليس إلى "جماعة العدل والإحسان" ، بقدر ما يعود أساسا إلى شبه اقتناع لدى تلك الأطراف السياسية والحزبية بإمكانية انخراط الجماعة في العملية السياسية وفق الشروط القانونية والضوابط الدستورية الجاري بها العمل . وهنا ينبغي التمييز بين مَسْعيَين مختفين :
الأول : مسعى الدولة إلى إشراك الجماعة في الحياة السياسية عبر العمليات الانتخابية ومن داخل المؤسسات الدستورية . وهذا حق للدولة وواجبها الدستوري القاضي بفتح المجال أمام الهيئات السياسية وعموم المواطنين للانخراط في إدارة الشأن العام . وقد قامت الدولة ـ باعتراف الجماعة نفسها ـ بمحاولات عدة للتطبيع السياسي مع الجماعة ، دون أن تثمر نتائج عملية . بل إن الجماعة لا تزداد إلا تعنتا في مواقفها وتطرفا في مطالبها أمام مساعي الدولة . وبسبب ذلك أكثرت الجماعة من استفزازها للدولة بخرقها للقوانين ، إما بعقد التجمعات دون ترخيص أو عبر تهجمات بعض قيادييها سواء في حق الملك أو في المؤسسات الدستورية وثوابت الشعب المغربي .
الثاني : مسعى بعض الأطراف الحزبية التي لا يحكمها بالأساس ضبط إيقاعات التعبيرات السياسية والهيئات الحزبية وفق القوانين المنظمة للعمل السياسي ، ومن ثم دعم البناء الديمقراطي وإرساء أسسه السياسية والقانونية والثقافية والقيمية ، بقدر ما ينحصر همّها المركزي في الاستئثار بالدعم الانتخابي الذي توفره أصوات أتباع الجماعة . لأن الهدف ، لدى مثل هذه الأطراف الحزبية ، هو حصد أكبر قدر من أصوات الناخبين حتى تضمن تمثيلية برلمانية مريحة تؤهلها للاستوزار .
وإذا كان ما يبرر للدولة أهدافها الواضحة في ضبط العمل السياسي بما يسمح للتنظيمات الحزبية بممارسة النضال الديمقراطية والتعبير عن قناعاتها من داخل مؤسسات الدولة وليس ضدها ، بهدف ضمان الاستقرار السياسي وحماية الدولة والمجتمع من أي انفلات أمني أو تمرد على الثوابت ؛ فإن هذه الأطراف الحزبية الطامعة في رضا الجماعة لا تدرك مخاطر مسعاها ولا الأبعاد المدمرة لأي تحالف مع جماعة العدل والإحسان . فضلا عن هذا ، فإن البرغماتية الفجة التي تنهجها مثل هذه الأطراف الحزبية تغشي أبصارها وتعمي قلوبها عن إدراك مضمون خطاب الجماعة السياسي والإيديولوجي وحقيقة الاستراتيجية التي سطرها الشيخ ياسين لأتباعه . ومن أجل إماطة اللثام عن بعض جوانب هذه الاستراتيجية حتى تتضح الصورة لدى كل طامع في أصوات الجماعة أو راغب في التحالف معها ، نورد القطعيات التالية التي يتأسس عليها بنيان الجماعة وتشكل سببَ "القومة" وغايتها .
أ ـ إن مرشد الجماعة حدد الهدف لأتباعه في الاستيلاء على الحكم ، ووضع أمامهم الخيارات الثلاثة : الانتخابات الديمقراطية أو الانتفاضة الشعبية أو التمرد المسلح . هكذا نقرأ للمرشد (أثناء القومة ننزل مع الشعب إلى الشارع، نقوض الباطل إن لم تفتح لنا أبواب المنافسة السياسية لنصل إلى الحكم عن طريق ممارسة الشعب حقه في اختيار حكامه. وقد أعطت قومة المسلمين في إيران النموذج، حيث واجه الشعب الأعزل قوى الطاغوت ومدافعه ودباباته بالصدور العارية، حتى انتصر الحق وزهق الباطل. لكن إذا اجتمعت شروط مثل التي يعيشها المؤمنون في سوريا، بحيث أعلن الحكام كفرهم الأصلي، وحاربوا المسلمين، فحمل السلاح واجب.)( العدل ص309) . إذن كل الخيارات التي سطرها المرشد تقود ـ بالضرورة ـ إلى السيطرة على الحكم والانفراد بالسلطة . إذ لا اختلاف بين الخيارات فيما يخص الهدف المركزي التي تأسست الجماعة من أجله . ومن ثم ، ستكون الديمقراطية مجرد وسيلة نقل تحمل الجماعة إلى كرسي الحكم ليتم إتلافها وليس فقط تعطيلها . وما تجربة حركة "حماس" في غزة وانقلابها على العملية الديمقراطية إلا مثال بسيط للأفظع الذي تدخره "جماعة العدل والإحسان" لليوم الذي تحملها فيه الديمقراطية إلى سدة الحكم . والذين لا يدركون هذه الحقيقة يجهلون كلية أهداف الجماعة وعقائدها . ذلك أن الجماعة لن تقبل بالمشاركة في الانتخابات إلا في حالة واحدة وهي اليقين الجازم من الوصول إلى الحكم . وما عداه سيظل وهْمًا يعيش عليه الطامعون في رضا الجماعة . فالجماعة ، كما يرى مرشدها ، تعتبر كل مشاركة في العمل السياسي القانوني هي ـ بالضرورة ـ تمديد في عمر النظام الملكي الذي تستعجل الجماعة زواله لتنفرد بالحكم وتتخلص من كل المنافسين والخصوم السياسيين . وهذا ما أعادت الجماعة التأكيد عليه في مقال لأحد كوادرها ـ سعيد مولاي التاج ـ كالتالي ( ماذا يمكن أن تضيف الجماعة إلى اللعبة السياسية إن تحول جزء منها إلى العمل السياسي حسب عرفهم وحسب الشروط الحالية دستوريا وسياسيا، سوى أن تصير خزانا لتدجين وتجميد آلاف من الأعضاء والمنتمين وتقديمهم رعايا مطيعين لسلطة شمولية أوليغارشية مستبدة حسب قواميسكم البائدة، والسؤال الأهم ماذا فعلتم وأنتم المناضلون الأشاوس بعد أن وصلتم إلى كراسي الحكم في المغرب، نجيب نحن البسطاء من أبناء هذا الشعب أنكم لم تزيدوا الشعب إلا تفقيرا والوضع إلا تأزيما وأطلتم عمر نظام بدأ يعاني أعراض السكتة ) . إن الجماعة لا يهمها، أبدا ، تقوية النظام أو تقويمه ، بل الأهم لديها هو تقويض هذا النظام الذي ظل يشكل صخرة تتحطم عليها طموحات الجماعة ومنامات/ رؤى مرشدها . لهذا السبب لن تنخرط الجماعة في العملية السياسية ولن تدعم مسيرة البناء الديمقراطي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تتسلل ولاية الفقيه إلى البرلمان .
- هيئات العلماء ومواجهة الإرهاب أية استراتيجية ؟
- حماس لن تقبل بأقل من الإمارة والسلطة
- هيئات العلماء ومسئولية الانخراط في حركة الإصلاح الشامل .
- مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.
- العيب في ثقافة البداوة وليس في بول الإبل
- الجزائر نيوز تحاور الباحث والكاتب المتخصص في الجماعات الإسلا ...
- المراجعة فضيلة لم تنضج بعد شروطها لدى شيوخ التطرف
- أحداث 16ماي الإرهابية بين النجاح الأمني والفشل الثقافي
- حتى لا تفلح القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا
- هل سيفلح تنظيم القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا ؟
- لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنو ...
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/2
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/1
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/3
- حوار مع سعيد الكحل
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/2
- الإرهاب قبل أن يصير عبوات متفجرة كان معتقدات متطرفة 1 .
- سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .
- الملك أكبر سند لمطالب النساء


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - أوهام المراهنة على التحالف أو الإدماج السياسي لجماعة العدل والإحسان .