أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - قنبلة الاسلام السياسي















المزيد.....

قنبلة الاسلام السياسي


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك قنبلة وضعها بين أيدي مجتمعات المنطقة سياقٌ للحداثة , أفضى الى تراجع أيديولوجياتها الثلاثة المتنافسة على موقع القيادة في العقود الخمسة الماضية : (الليبرالية والقومية –الاشتراكية والماركسية ), لمصلحة الاسلام السياسي :كأيديولوجيا بديلة ..
طيلة عقود التنافس هذه , ظل بقاء الدولة- ككيان سياسي قابل لتحسين شروط العيش فيه - خطاً أحمراً ..
ظلت الولاآت المناطقية والطائفية والدينية تحت السيطرة, نتيجة هيمنة هذه الايديولوجية الحديثة أو تلك ..واشتغلت (التوفيقية )- كصيغة عمل اضطرت اليها الايديولوجيات الثلاث , على تفاوت فيما بينها – كصمام أمان يفتح لتبديد الضغط كلما أوصلها الى مرحلة الصفير : صعود احد العصبيات التقليدية الى موقع السيطرة داخل الايديولوجية الحديثة المهيمنة (انظر في هذا المجال الحالتين السورية والعراقية).. فيما عدا محاولات ناجحة او فاشلة لتوسيع تخوم الدولة (الوحدة المصرية –السورية ,وحدة اليمنين ) ,حافظت الايديولوجيات الثلاث على بقاء الدولة كطنجرة تطبخ فيها العصبيات التقليدية, لانتاج عصبية وطنية جامعة ..
لايمكن فهم جنوح الحداثة الى هذاالمأزق خارج محددين استراتيجيين لها :
الأول : ترافق الحداثة كطفرة في المعنى مع إرادات الهيمنة الخارجية ( للتوسع في هذه النقطة أنصح بالعودة الى كتاب لمحمدأركون تحت هذا العنوان ).
الثاني : عسر هضم طبيعي للحداثة الوافدة , يصيب كل مجتمع متأخربفعل تأخره لاغير.
و..لعل في انقسام أدبيات الفكر السياسي , بين من يحّمل المسؤولية للخارج بمؤامراته التي لاتنتهي (التيارين القومي والماركسي ), وبين من يضعها بقضها وقضيضها على عاتق الداخل (التيار الليبرالي ), تلمس في الحد الأدنى لضفتي السيرورة في المنطقة . قد يفضي الى برامج للعمل على مقلبي الاشكالية :
1- جعل الغرب أكثر تفهما لأهمية انتصار الحداثة في مجتمعاتنا . سيما والسياق العام للصراع في خطوطه الاستراتيجية هو بين الحضارة من جهة, والبربرية من جهة ثانية .وتحت هذا العنوان ينبغي رسم خارطة طريق تبدأ بالمساعدة على حل بؤر التوتر المزمنة (والتي أصبحت منصة إطلاق للقوى غير العاقلة التي لاتخلو منها أحشاء كل المجتمعات :لا فرق بين الصومال وإفغانستان والعراق وبين يوغسلافيا ) ولاتنتهي بخطة مارشال لإعادة بناء القاعدة التحتية للحداثة في المنطقة. بل بتأمين انسياب للمؤثرات العقلية والفكرية الحديثة, غير مشوبة بنزعات الهيمنة والتعالي العرقي أو الديني ..الخ ..
إلا أن دون ذلك غياب للتنسيق والتعاون الفكري والسياسي, مع القوى والأحزاب والنقابات ومؤسسات الابحاث والدراسات ووسائل الاعلام وقادة الرأي العام في الغرب ,على تنوع حقول عملهم :أدب فكر فن ..ممن يرى في تعميق مسيرةالتحسين الجماعي للشرط البشري شرطا لبقاء الحضارة. و بما يفضي الى لجم وتقييد نزعات الهيمنة والسيطرة الغريزية التي تنبت بسرعة فوق فائض القوة التي تنتجه كل طفرة في المعنى تحدث هنا أو هناك ..
- 2- التقليب نقديا فيما بزلته ( النخبة الحديثة من وعي ) في مجرى قيادتها (من موقعي الموالات والمعارضة ) لتجربة التحديث . ذلك أن وعيا يفضي الى كل هذه الانهيارات لا تستطيع ذريعة مهما اكتسبت من مصداقية أمبريقية أن تخرجه من محاكمة نزيهة بريئا كبراءة ذئب أيوب ..
لا مفر من التقليب النقدي في اليقينيات, التي حشرت بواسطتها النسخُ المحلية من الايديولوجيات الحديثةفي خرجها , منتخباتٍ من منتجات الحداثة الوافدة .( أنظر في هذا السياق المبسطات المدرسية التي أمسكت بخناق هذا التيار الأيديولوجي أو ذاك. والتي نقلته على جناح الطائر الميمون من الفضاء الذي وسعته أسئلة التيار الفكري في مسقط رأسه , الى الحاكورة الضيقة للأجوبة التي تزيدها ضيقا ,عملية الإنتخاب والقص واللصق التي يخضع لها في بيئة متلقية , ليس لديها سوى الفقر العقلي وعدم الاعتراف به ..عينة على سبيل المثال لا الحصر من تيبيس اليانع لاستخدامه كمؤونة أيديولوجية(الكونسروة المتنوعة للماركسية :الستالينية ,البكداشية ,الماوية ,الزوتشية..الخ ) .
إلا أن هذا قد يكون وصفة للمديين المتوسط والبعيد. لإعادة الإمساك بزمام المبادرة من قبل نخب الحوامل المجتمعية للأيديولوجيات الحديثة ..أما اللحظة فتحتاج الى شيء آخر ..
يتعمق المأزق الراهن بفعل التدهور المريع للأوضاع الاقتصادية في الديمقراطيات الإجتماعية. التي خدمت طيلة القرن العشرين كوصفة(سحرية ) بدت أكثر جاذبية لنقل الحداثة الى الشطر المتأخر من العالم ..في حينها بدى استيلاء الدولة على وسائل الإنتاج أو على معظمها حلا مثاليا لمعضلة تخلقت على هامش توسع نمط الانتاج الرأسمالي في دائرة التبادل( تضخم دور الكومبرادور في الأطراف ) ..أن تتحول الدولة الى رأسمالي صناعي يتولى مهام بناء القاعدة المادية للحداثة ( أنظر المغزى العميق لتوصيف لينين للقاعدة المادية للإشتراكية بأنها التصنيع الثقيل والكهرباء ),تلك هي الوصفة اللينينية التي انتفعت بها علنا أو مداورة شخصياتٌ كارزمية , صنعت التحولات الكبرى في مجتمعاتها . من صين ماوتسي تونغ الى سورية حافظ أسد. وعلى تكرار هذا الحل طيلة القرن العشرين تبرعمت أوهام ( عصر الانتقال الى الاشتراكية ).
.ليس هذا التدهور إلا المآلات النهائية ( للوصفة اللينينية) لمعضلات التحول المتأخر الى الرأسمالية .يشهد على ذلك إنفراط سبحة أنظمة رأسمالية الدولة تباعاً, تحت ضغط انتقال التوسع الرأسمالي من دائرة التبادل الى دائرة الإنتاج . لقد انعقدت فوق هذا التدهور أينما حل غيمة غباره, هابطة بمستوى الرؤية عند نخب وجمهور الحداثة الى ما يدفعهما للإلتجاء الى اليقينيات التي يقدمها الخطاب الديني على تنوع طرق النجات التي افترق اليها ..يشهد على ذلك أنزلاق قطاعات من جمهور الحداثة الى الخطابات الأصولية في العالم العربي – الاسلامي ..
لايمكن فهم هذا الارتفاع الصاروخي في فاعلية الخطابات الدينية بدون الأخذ بعين الاعتبار مناخ الاحباط الفكري –النفسي المخيم فوق المأزق الراهن لأنظمة رأسمالية الدولة,بمستوييه :
الاقتصادي-الاجتماعي و الفكري –الايديولوجي .أو بمعنى آخر : الأزمة و وعيها ..
لقد امتلأت خنادق الخطاب الاسلامي بكوادر الخطابات الحديثة على تنوع مشاربها الأيديولوجية.وهذا ما يفسر الخلل الخطير في موازين القوى بين خطابي التحديث والتتريث المتنافسان منذ قرنين على قطر الاجتماع السياسي العربي – الاسلامي ..
على هذا المزلق يتموضع المستقبل :من تقلص مساحة السياسة داخل دكتاتوريات رأسمالية الدولة إلى القضاء عليها(أي السياسة ) بالضربة القاضية , نتيجةلانفلات العنف الديني من عقاله وتفجيره الدولة كحاضنة للسياسة ..
هذا هو المآل إن لم تلم الخطابات الحديثة شتات حواملها الاجتماعية لقطع الطريق على إعادة تشغيل جدلية هابطة أمكن فرملتها طيلة القرنين الماضيين ..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور عميقة لتمايزات مضللة
- عقدة التحول الى الديمقراطية
- قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .
- رئيس ومحامي اتحاد الكتاب العرب يحاجران سعدالله ونوس والهدف ا ...
- ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها
- عن المحور السوري –المصري- السعودي
- الرفيق زيادالرحباني
- فخ التراث
- النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية
- تطييف الحداثة
- خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة
- محاوله لتصويب التحالفات
- فيصل الديمقراطيه
- بطاقة تعريف
- ميزان الجزر الأمريكي
- جلدنا الريفي الضيق
- أحوال الموضوعية
- بين السطور
- بين بينين
- قانامن جديد


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - قنبلة الاسلام السياسي