مبروك – آلن جونستن0

عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 12:48
المحور: الصحافة والاعلام
    

من هذا الذي لا يفرح بنجاة الصحفي البريطاني – آلن جونستن – من الموت المحتم , وأي موت – كما هدده خاطفوه – سوف نذبحه كالنعاج – تصوروا على هذا الحقد الأعمى وهذه الهمجية التي تتجاوز كل أشكال الحقد الجهنمي , وضد من ؟ ضد صحفي يشهد له العالم والفلسطينيون , بأنه كان ينقل الأحداث وخاصة منها تلك التي يعاني منها الشعب الفلسطيني, من قبل الاحتلال الإسرائيلي , أو الأوضاع المأساوية التي يعيشها هؤلاء , في ظل الفقر والتجويع والقهر , وهكذا ببساطة يُختطف هذا الصحفي الجليل ويعيش أسوأ حياة, ممكن أن يعيشها إنسان , وهو بين الحياة والموت , ويبثون من خلاله رسائل إلى العالم – وهو مقيد بحزام ناسف , و يعيش في مكان مفخخ , كما أدعى خاطفوه , تصوروا كيف يعيش إنسان في هكذا ظروف , ولا ذنب له سوى أنّ الإرهابيين يريدون أن يبادلوه – ببعض رموزهم في الإجرام , من هنا يتضح لنا أن هؤلاء ليس فقط لا يملكون ضميراً ولا أخلاقاً أو قيماً , بل أيضاً مدى حالة التوحش واللا إنسانية التي يعيشون , إنني أهنئ الصحفي البريطاني 0 آلن جونستن – على نجاته من الموت المحتم , أبعث باسم كل الشرفاء من كتاب وصحفيين وأصحاب فكر حر , إلى أهله بمباركة خلاصه ونجاته من الموت البطيء 0 هذا الصحفي الذي بقي في زنازين الموت قرابة أربعة أشهر وهو يعاني مثله مثل كل الصحفيين الذين يأسرهم الإرهابيون ويذيقونهم شرّ العذاب بلا رحمة ولا شفقة , وأريد أن أذكر أن مئات الصحفيين في العراق وفي بقية العالم يموتون من أجل حرية الكلمة وإيصال الحقيقة إلى الناس , متنقلين بين هذه الوحوش التي تتقاتل من أجل المال وبرامجها السياسية الرخيصة ضاربين بعرض الحائط أرواح الأبرياء من المدنيين الذين لا ذنب لهم غير أن الأقدار أوجدتهم في الأماكن التي اندلعت فيها الحروب , وأوجه التحية كل التحية إلى أرواح كافة الصحفيين الذين قتلوا ويقتلون يومياً بسبب الحروب , والأزمات السياسية , وكذلك بأسلحة الإرهابيين وصنّاع الظلام , في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان , وكل مكان من العالم , وتظل الصحافة رمزاً للحقيقة وروح العدل , فالذين يخافون من القلم والصورة , ليسوا إلا خفافيش ليل لا يحبون النهار , والذي يقتل الرياضيين , والصحفيين والكتاب وأساتذة الجامعات , والأدباء والمفكرين , لهو الشرُّ بعينه , أو هو الحقد الجهنمي الذي حرّضته ودربته عقول مريضة ليس للخير في ضمائرها موضع , فالبلاد التي لاتحترم الصحفيين والكتاب والأدباء وسجناء الرأي والفكر, هي بلاد تعيش في الظلام , لأن الصحافة كلمة , والكلمة نور , ومن يكره الكلمة يكره النور , ليظل كالخفافيش يعيش في جحور الظلام , أما آن لنا أن نحترم حياة البشر , لأن الذي يستخف بحياة الناس هو حتماً لا يحترم وطنه ولو أدعى ذلك , لأن حياة الناس هي غاية الغايات في جميع الأعراف والأديان , والقيم والمفاهيم0

#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات