أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آرام الزندي - الحديث عن الخزرجي "كارزاياً" للعراق دليل على عدم الجدية















المزيد.....

الحديث عن الخزرجي "كارزاياً" للعراق دليل على عدم الجدية


آرام الزندي

الحوار المتمدن-العدد: 75 - 2002 / 2 / 26 - 21:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



نشرت صحيفة الحياة في عددها ليوم 11 شباط 2002 تقريرا صحفيا تحت عنوان(الخزرجي الأوفر حظا لدور "كارزاي العراق ") و نسبت المعلومات الواردة في التقرير الى مصادر في المعارضة العراقية بدمشق. أشار التقرير الى كون الفريق الركن نزار الخزرجي من ابرز المرشحين للعب دور كارزاي العراق في اطار الأستعدادات الأمريكية لأطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وأشار مراسل الجريدة من دمشق الى ان أمريكا اجرت مع الخزرجي الأتصالات في مكان اقامته في الدانمارك بل و زعم ان هناك((شبه اجماع عليه بين التيارات الكردية و الشيعية و السنية في العراق)) كونه من اسرة عربية عرفت بتاريخها العسكري ، فعمه ابراهيم فيصل الأنصاري كان رئيسا لأركان الجيش ونسب المراسل الى مصادر في المعارضة العراقية كلاما أخطر الا وهو ان النظام العراقي((ادرك أهمية الخزرجي مادفعه الى تريب معلومات عن دوره في حرب الأنفال و ابادة آلاف الأكراد بالاسلحة الكيمياوية)) في الثمانينات.

يتضمن هذا التقرير جملة من المزاعم و التأويلات المتناقضة التي تحتاج الى التعقيب. فقبل كل شئ لا يمكن لأمريكا ان تعول على شخص يخضع حاليا للتحقيق في الجرائم المنسوبة اليه. و تتميز دولة القانون عن الدول الأخرى بأن لا شئ فيها يعلو على سلطة القضاء. و هناك الآن من الأدلة و القرائن تحت ايدي السلطات القضائية الدانماركية ما يجبرها على النظر و التحقق من التهم الموجهة الى الخزرجي الأمر الذي سيستغرق وقتا طويلا. لذلك نقول بأن الحديث عن الخزرجي كارزايا للعراق هو دليل على عدم جدية هذا الطرح. كيف يمكن لأمريكا التي تدعي العمل على حماية حقوق الأنسان و تطالب بجلب مجرمي الحرب و المتهمين بارتكاب جرائم الأبادة و الجرائم المروعة بحق الانسانية الى العدالة ان تضع بيضها في سلة رجل يجري التحقيق معه بتهم من هذا القبيل؟

هناك 14 طنا من الوثائق الرسمية العراقية المتعلقة بسياسات الحكومة تجاه الكرد موجودة في امريكا و تتعلق اطنان منها بمسالخ او مجازر الأنفال ، و ليس حرب الأنفال كما يشير خطأ مراسل الحياة في دمشق و الذي يبدو انه لا يفرق بين حرب يتقاتل فيها طرفان و بين هجمات تقوم بها قوات عسكرية من جميع الصنوف و مدججة بجميع الأسلحة بما فيها اسلحة الدمار الشامل لأبادة سكان مدنيين و تدمير قراهم و مدنهم. جرت دراسة هذه الوثائق من قبل منظمة رصد حقوق الأنسان و التي اصدرت نتائج تحقيقاتها بصدد مجازر الأنفال في كتاب موثق في 369 صفحة عام 1993 في امريكا و الذي تحول الى مصدر مهم للمعلومات عن جرائم النظام العراقي بحق الشعب الكردي في كوردستان العراق, ويرد اسم " كارزاي العراق " عدة مرات في الوثائق المتعلقة بالأنفال و التي اشارت اليها المنظمة المذكورة في كتابها المشار اليه كونه قائدا للفيلق الأول الذي قام بتنفيذ مجازر الأنفال في مناطق قلاسيوكة قرب جمجمال بمحافظة كركوك. كما ان هناك صورا توثق قيام الفريق الركن نزار الخزرجي بالأشراف على تدمير قرى عسكر و كوبتبة و أنفلة سكانها. وقامت الشرطة الدانماركية و لازالت باجراء تحقيقات موسعة في العديد من بلدان المنطقة و استمعت الى شهادات عديدة لشهود عيان للتأكد من حقيقة الأتهامات الموجهة الى الخزرجي و جمع المعلومات الكافية للنظر في القضايا المرفوعة بحقه و التي أخذت تتزايد لتشمل اتهامات اخرى بقيامه بجرائم حرب في جنوب العراق اثناء أنتفاضة اذار 1991. هل يعقل ان يكون شخص يواجه كل هذا الكلام هو من تبحث عنه امريكا بين اكثر من 22 مليون عراقي يناهضون النظام العراقي؟

كما ان الزعم بأن الخزرجي هو موضع شبه اجماع لدى التيارات العراقية هو محاولة فاشلة لتسويق فكرة الأنقلاب العسكري للتخلص من نظام صدام حسين. لا يمكن للعراقيين الذين تحملوا خلال العقود الأربعة الأخيرة من تاريخهم كل هذه النكبات و المظالم و قدموا التضحيات الكبيرة ان يقبلوا بحكم عسكري و احلال جنرال محل صدام حسين ، فهم يستحقون نظاما سياسيا مدنيا يزيل عنهم اثار العسكرة و القمع و الشعارات. لن اتحدث نيابة عن أطراف المعارضة العراقية المختلفة ، و لكنني استطيع الجرم بأنه من الصعب جدا العثور على كردي واحد يقبل بحكم هذا الكارزاي العراقي. اختارت امريكا كارزاي افغانستان لأنه كان ينتمي الى اكبر اثنية في افغانستان و هي بذلك لم تفرض شخصا ينتمي الى اقلية عرقية او مذهبية على افغانستان. اما في حالة من يدعى بكارزاي العراق فالأمر مختلف و هو ينتمي الى تلك الأقلية التي تحاول اطراف عديدة ان تبقي على موقعها السيادي في العراق ، وهو امر يتقاطع مع ابسط مبادئ النظام الديمقراطي الذي يرنو اليه العراقيين.

أما كون ابراهيم فيصل الأنصاري عما للخزرجي ، والذي يهدف كاتب التقرير من وراء ايراد قصة قرابته للخزرجي اعطاء شحنة من الدعم للأخير، يعطي مبررا اضافيا للكرد على الأقل ان يقفوا لا في جعله كارزايا للعراق بل و ضد اي دور سياسي و عسكري له في عراق ما بعد صدام ، لأن ابراهيم فيصل الأنصاري اشتهر في حينه عندما كان قائدا للفرقة الثانية بكركوك بتدمير أحياء كردية كاملة في كركوك و كان له دوره في أقناع حكومة البعث الأولى في 1963 باعدام 28 شخصية كردية بارزة في كركوك و تعليق جثثهم في شوارع المدينة. هذا فضلا عن سيرته الشخصية السيئة التي كانت على كل لسان في كركوك كرجل سكير و مقامر و غارق في الفجور.

ولابد من الأشارة هنا الى الموقف الكردي الشعبي من كارزاي العراق !سيعلن عنه بأجلى صوره في ذكرى مأساة حلبجة عندما يتجمهر الاف مؤلفة من كرد اوربا في كوبنهاغن لأحياء هذه الذكرى الأليمة و المطالبة بمحاكمة المتهمين بأبادة الشعب الكردي في العراق جميعا و في مقدمتهم الخزرجي. ومن المؤمل ان تشارك الجالية الكردية في هذه التظاهرة الكبيرة بتياراتها السياسية المختلفة. و أصدر عدد من ابرز الكتاب و الأكاديميين و المثقفين الكرد من العراق و ايران و تركيا و سوريا ندءا الى كرد اوربا يطالبونهم فيه بالمشاركة الفاعلة في احياء هذه الذكرى و المطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب و منفذي جريمة الأبادة بحق الشعب الكردي و بحق الأنسانية في كوردستان العراق.

هل يعقل ان يقوم نظام صدام حسين أو اي نظام آخر في العالم بتقديم الأدلة التي تدينه و تثبت قيامه بجرائم الحرب و الأبادة الجماعية و جرائم بحق الأنسانية للعالم؟ من يقرأ تقرير جريدة الحياة يعتقد بحصول مثل هذا الشئ العجيب. من البديهيات التي لابد من التذكير بها هنا ان محاكمة اي مجرم حرب او مشارك في جرائم الأبادة هو ادانة للنظام الذي قام بهذه الجرائم. كان الفريق الخزرجي قائدا للفيلق الأول و رئيسا لأركان الجيش و عضوا في القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية و عضوا في مكتب شؤون الشمال لحزب البعث العربي الأشتراكي الذي كان يترأسه علي حسن المجيد اثناء تنفيذ مجازر الأنفال و الذي اشرف مباشرة على وضع الخطط و تنفيذ المسالخ التي سمتها الحكومة العراقية ظلما بعمليات الأنفال ، لذلك لم يكن فقط منفذا لتلك الجرائم بأوامر من قياداته العليا بل كان و بحكم مناصبه الرفيعة مشاركا في التخطيط لتلك الجرائم المروعة و منفذا لها. وادانة الخزرجي هو ادانة للنظام العراقي و قيادته السياسية و العسكرية العليا التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في كل هذه الجرائم.

وحتى كونه كان ينفذ اوامر قياداته العليا لن يعفيه من المساءلة القانونية ، فقادة المانيا النازية العسكريين الذين حوكموا في نورنبيرغ لم يحاكموا لكونهم قاموا بابادة الناس بانفسهم في المناطق التي احتلتها المانيا الهتلرية ، بل لكونهم شاركوا في التخطيط لتلك العمليات و اصدروا الأوامر لتنفيذها.

لا نعتقد بأن هذه المحاولات التي تبذلها عراقية معروفة كانت الى امد قريب جزءا من النظام العراقي وتحاول ان تلعب الآن دور المعارضة العراقية المناضلة سوف تثمر عن نتيجة للنيل من الوطنيين الكرد و العراقيين الذين رفعوا دعاوى ضد نزار الخزرجي. كما ان محاولات بعض الأعلاميين العرب في الصحافة و التلفزيونات العربية الذين يبذولون جهودا كبيرة لتلميع صورة الخزرجي و يكتفون بعرض وجهة نظره فقط و يحجرون على الرأي الآخر الأمر الذي يتقاطع مع المبادئ الأساسية للصحافة الحرة مآلها الى الفشل.و ستظهر الحقائق ساطعة للجميع اذ لا يمكن سد وجه الشمس بالغربال.





#آرام_الزندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آرام الزندي - الحديث عن الخزرجي "كارزاياً" للعراق دليل على عدم الجدية