أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فواز فرحان - المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني















المزيد.....

المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يختلف تعريف المواطنه عبر العصور عن الاطار العام للشعور الانساني بالانتماء لبقعه معينه على سطح الارض التي تسمى مسقط الرأس او الوطن, والبحث في موضوع المواطنه يأخذ في بعض الاحيان ابعادا واسعه من عمليه التعريف بها والتطبيقات التي تحدث في اطارها على الحياة البشريه وهو ما يخص اركان العقيده الانسانيه بكل ابعادها العاطفيه والثقافيه والجغرافيه وحتى الماديه..وعمليه التعريف بالمواطنه تبدأ بالحيز الجغرافي البسيط الذي يولد فيه الانسان داخل اسره يتشبع بالمفاهيم السائده داخلها حتى يبدأ حياته وسلوكه الطبيعي العفوي داخل المجتمع مع طفولته ويعيش صراعا معينا مع الافكار الاخرى المقابله للاطفال الاخرين وتنمو معه صراعات جانبيه اخرى مثل الصراع الذي يخوضه داخل الاسرة مع اشقاءه وشقيقاته من اجل اثبات جدارته ومن ثم الصراع داخل الصف الدراسي والصراع الاكبر داخل المجتمع من اجل اكتشاف موهبته ..
مجموعة هذه الصراعات التي يخوضها حتى في بعض الاحيان بعفويه ودون شعور هي التي تتحكم في طبيعه الشخصيه التي يحملها المرء وينظر للحياة من خلالها
اي مجموعه من العلاقات المتشابكه التي تتحرك بكل اتجاه من اجل تحديد معالم وطبيعه تعريف المواطنه عند المرء,ولا يمكن الحكم على مدى التزامه بأداء واجباته تجاه الشأن العام الا من خلال التعريف الصحيح للنظام السياسي الذي يحكم البلاد وكذلك صواب النهج الذي يسير عليه ذلك النظام,اي انها تخضع في اغلب الاحيان لمجموعه اخرى من العوامل الاجتماعيه والسياسيه التي من شأنها هي الاخرى تحديد معالم التعريف,فالشخص الذي يخدم نظاما دكتاتوريا قمعيا وهو يعلم طبيعه النظام الذي يخدمه يجعل مصالحه الانانيه الضيقه هي التي تتحكم في التعبير عنه وينتفي هنا مصطلح المواطنه على هذا النوع من الاشخاص رغم ان النظام الدكتاتوري وانطلاقا من مصالحه الضيقه هو الاخر يطلق على هذا النموذج بالمواطن الصالح,ولا اشك في ان الاغلبيه تنطلق في تعبيرها عن وطنيتها من خلال الافكار والعقائد التي تحملها بمختلف اتجاهاتها لكن هذا المفهوم يبقى فاترا ودون فعاليه ما لم يتم تحويل الجهود الى وحدة متكامله من اجل خلق نظام دستوري وقانوني هو الذي يحدد طبيعه العمل الذي يجعل من موضوع المواطنه مفهوما لدى الجميع وهذا بصراحه ما نفتقد له في حاضرنا ,والقصد بالوحده المتكامله هو توحيد الجهود حتى وان كانت الاراء والتصورات مختلفه..
تعريف المواطنه في الظروف العراقيه الحاليه تعرض لتشويه كبير بعد سقوط الدكتاتوريه واحتلال العراق لان المواقف من هذا الاحتلال تحكمت عند البعض في وضع مفاهيم خاصه به للتعريف وتم في الطرف المقابل من قبل الحكومه المؤيده للاحتلال ايضا وضع مفهوم للمواطنه يتناسب مع مصالحها الضيقه لا مع مصالح العراق كدوله ووطن..فالمواطن المؤيد للحكومه هو مؤيد للمحتل في نظر معارضي الاحتلال وهو بالتالي فقد مواطنته العراقيه بالعمل مع المحتل والاخر المعارض للاحتلال في نظر الحكومه هو ارهابي ويعمل لخدمه اجنده ارهابيه ويكون تعريف المواطنه هنا قد اخذ ابعادا لا يمكن الجمع بينها بأي شكل من الاشكال..
ان ايجاد تعريف دقيق للمواطنه ينطلق من وضع تعريف واضح ومحدد لقضايا اساسيه تمس حياة الانسان وفي مقدمتها قدرته على تحديد الصح من الخطأ والخير من الشر في الاطار العام للحياة التي يعيشها وتلعب الثقافه هنا الدور الابرز في التحكم في تعريفها لدى المرء والثقافه هنا هي المجموعه المتكامله من العلاقات الاجتماعيه والسياسيه التي تربى عليها المرء منذ نعومه اظافره,ومدى الخوض في تفاصيل خلق مجتمع مدني يسوده قانون يضع تعريفا واضحا لكل واجب وحق للمواطن بطريقه متحضرة هي التي تعمل على احداث نتائج عمليه من شأنها الوصول بالمجتمع الى حاله من التقدم في مجال التعريف بالواجبات والحقوق وبالتالي اخذ المواطن الى شاطئ يتفهم معه المعنى الحقيقي لمواطنته,اي ان مفهوم المواطنه الحقيقيه يمثل وحده متفاعله بين الانسان ومؤسسه الدوله بطريقه تجعل من العمل الحياتي يأخذ طريقه الى الامام الى تخطي المراحل من خلال وضع تعريفا دقيقا لكل موضوع حياتي دون تشويه ينطلق اساسا من ثوابت المحافظه على القيم الاساسيه للدوله وتطويرها مع الزمن بحيث تكون مواكبه لعمليه التطور والفكر الانسانيين..ويتم اثراء هذا الموضوع ليس بحمل الافكار السياسيه والعقائديه بقدر ما يكون الانتقال لمرحله التطبيق العملي لكل القيم الانسانيه التي تعكس صورة مشرقه لمعنى المواطنه والوطن وتعطيهما قيمة اكبر في الحياة,في العهد السوفيتي كان الكثير من المواطنين يعطون مثلا ساطعا في الاخلاق الشيوعيه في العمل والتفكير والحرص والتطوع والتضحيه بكل اوقاتهم من اجل العمل الطوعي لخدمة وطنهم وحققوا النتائج التي تقترب من المعجزه من عام 1928وحتى عام 1942 وكان المرء يدرك ان بمقدار اخلاصه في اداء واجبه يحقق وطنيته بشكل صحيح حتى في وقت الحرب التي تعرضت لها الدوله السوفيتيه على يد النازيين فأن مئات الالاف تطوعت للدفاع عن الوطن السوفيتي انطلاقا من احساسها العالي بالمسؤوليه وقدرتها على التمييز بين حالتي الصواب والخطأ في مسألة تعرض وطنهم للاخطار ..وتعريف المواطنه في الحاله العراقيه يجب ان يقوم اولا على النضال من اجل تثبيت نظام دستوري يجنب البلاد الحروب المستمره ويعطي روح القانون بعده الصحيح وفصل الدين عن الدوله حتى تتمكن كل مكونات المجتمع من الشعور بالانتماء الحقيقي للوطن لا ان يتم توزيع المناصب والثروات على اسس طائفيه ودينيه ,ووضع دستور علماني للعراق يجعل من عمليه النهوض بالدوله مسأله ابسط بكثير مما نتصور ويعطي كل افراده حقوقا متساويه امام القانون ويلزمهم بأداء واجباتهم بشكل صحيح طالما انه انطلق من اسس تعالج القضايا الحساسه لمشاكلهم ..
ويقف الكثيرون ضد مشروع دستور علماني في العراق لانه يهدد مصالحهم الضيقه ويجعلهم يتصوروا ان المواطنه تقوم على اساس الاخلاص للعشيرة للدين للمرجع وهو ما يعطل فعليا عجلة التطور في هذا الاتجاه,كما يعطي للانسان دفعا معنويا في الانتماء لوطنه والتعبير عن انتماءه من خلال قدرته على التفوق وتقديم الافضل طالما انتفت حالة الشعور بالظلم والحقوق المهظومه,والحقيقه ان الحاله العراقيه بحاجه الى تظافر جهود ابناءه من اجل هذا الهدف المتمثل بصياغه دستور للدوله يعطي للحياة الانسانيه شكلا اخرا يسهم كما قلت في اغناء مفهوم المواطنه والشعور بأهميتها.اما حالة العكس وبقاء الاوضاع في العراق بيد الحكومه الحاليه القائمه على اساس ديني وعرقي فانه يجعل من العمليه صعبه ومعقده فهؤلاء ينظروا للعراق على انه الدين والاخرين ينظرون اليه على انه حالة القوميه وفي الحالتين تكون هناك جموع كبيرة تشعر بالظلم الذي يدفعها للمطالبه بالتغيير واحداث البديل الناجح الذي يضع حدا لمشاكلهم ويعطيهم الشعور الحقيقي بخدمة وطنهم...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط
- المجتمع المدني..واسس الديمقراطيه
- الدولة..والطفوله المعذبه
- علامات انهيار مرتقب....
- العنصريه...في اوربا المتحضرة
- العمل الصحفي..والسلطه السياسيه
- النازحون من جحيم الحرب ..
- الانذار الاخير ...
- أضراب عمل نفط الجنوب..والشرارة التي لا بد منها
- الطفوله...وعالم السياسه
- رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه
- العلمانيه.. والاحزاب السياسيه
- المرأه...والصراع مع الذات
- منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده
- عولمة المجتمعات...وفوضى الاقتصاد الجديد
- صراع ثنائي الارهاب على الساحه العراقيه...
- مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فواز فرحان - المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني